حمزه الجناحي
الحوار المتمدن-العدد: 4741 - 2015 / 3 / 7 - 01:36
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
المتتبع للمعركة اليوم في تحرير مدينة صلاح الدين يشعر وكأن المعركة هذه قريبة الشبه بالمعارك التي حدثت في ثمانينات القرن المنصرم بين العراق وإيران وأكيد سيضعها في خانة المعارك الكلاسيكية التي تتطلب تحركات مدروسة تعبوية وأسلحة ساندة مقاومة وقادرة على شل حركة العدو قبل القضاء عليه في هجوم واسع بعد ان دمرت قوته العسكرية والمعنوية ,,المعركة هذه من المؤكد انها لا تنتهي بساعات وتحسم بل ربما تحتاج الى ايام خاصة ان مدينة تكريت محاطة بمساحات واسعة صحراوية وهضبية وتلال عالية لا تقل شبه عن تلك الموجودة بين العراق وايران والتي اتخذت القوات على الجانبين لها سواتر وبنت لها شقيات وجدران كونكريتية مع دعم آلي ضخم خلف هؤلاء الجنود المرابطين في مواقعهم التي صنعوها من تلك الحفر والجدران التي تؤمن لهم عدم الاصابة والغش مع وجود ثقوب وفتحات قتالية تطلق من خلالها النيران من الاسلحة الشخصية مثل الكلاشنكوف والأسلحة المتوسطة كالرشاش المحمول والثقيلة نوعما كسلاح الدوشكا والثنائية وكل تلك اسلحة مشاة مع وجود القناص وهو سلاح موجود وقديم الاستعمال في كل المعارك التي خاضتها القوات العراقية مع العلم ان هذا السلاح كما يبدو يتفوق به مقاتلي داعش على المقاتلين العراقيين بسبب الخبرة والتدريب المستمر والممارسات الفعلية للسلاح لقوات داعش في اكثر من منطقة وربما حتى في اكثر من دولة شاركوا فيها كسوريا وأفغانستان والآن العراق ..
في القبال هناك وضع لا يختلف كثيرا في جهة قوات داعش ايضا تمترس خلف السواتر الترابية والمواضع والجدران الكونكريتية وبعض العجلات المدرعة ومنها يتم القتال بين الطرفين ,,التفوق الاكثر بين الطرفين والقدرة المرنة على الحركة هو بجانب القوات العراقية والحشد الشعبي مسحوبا ذالك على كثرة العدد والعدة من الاليات المصاحبة للجيش والحشد مع الدعم اللوجستي المستمر وبوجود قدمات وخلفيات متأهبة وغنية بكل شيء يدعم حسم المعركة لصالح القوات العراقية ..
الذي يجري الان ولأكثر من خمسة ايام تقريبا وربما تطول هذه المدة لتصل لأكثر من اسبوعين هو وضع الحصار على المدينة بعد احاطتها من عدة جهات وسد واغلاق ومنافذ هروب داعش الى المدن المجاورة كمدينة كركوك والموصل وربما الرمادي هذا الوضع المستريح الذي اراده قادة المعركة وأجزم ان كل القادة هم من الضباط القدماء اللذين تعلموا فنون ورسم الخريطة على منضدة الرمل وليس كما هو حال التقنية الحديثة في خرائط GBS التي تعطي دقة متناهية في معرفة قوات العدو وتمركزه وكثافة افراده وحتى نوع اسلحته ,,هذا الحال الان هو حال المعارك الكلاسيكية كما اسلفت شبيه بمعركة العراق وايران في الثمانينات لكن الامر يختلف عندما تقتحم القوات العراقية المدينة فسيكون الحديث مختلف جدا وبعيد عن ما تحدثنا عنه ..
قوات داعش تتمركز كأشخاص مكشوفين في العراء وعلى سفوح التلال ومتمركزين في مواضع ترابية وممرات وشقوق في الارض يتنقلون بها من موضع الى اخر مع استخدامهم لأسلحة معروفة وأغلبها من اسلحة الجيش العراقي وعجلاته عند انسحابه من الموصل وبالتالي فأن وضعه لا يختلف كثيرا تسليحا عن الجيش العراقي ..
في مثل هذا الوضع والقصف من احد الاطراف والرد من الطرف الاخر بوجود بعض الاسلحة الثقيلة من المدفعية والكاتيوشا والقاذفات الانبوبية وقليل من العجلات الثقيلة المدرعة كالدبابات او ناقلات الاشخاص التي تحمل مدفع متوسط ,,الذي يجري في المواجهة الان ان مقاتلي داعش يعتمدون اعتمادا كليا على تفخيخ الممرات والشوارع وحتى الطرق النيسمية بمواد تفجير مفخخة وهذه فعلا عطلت وشلت حركة القطعات في التقدم ويتم معالجتها عن طريق اشخاص وفرق من الهندسة الالية الكهربائية ومفككي الالغام مع العلم ان حل هذه المعضلة كان فعلا حلا سهلا في فترة الثمانينات كان الجيش العراقي ومع كل وحدة عسكرية كأن تكون كتيبة دبابات توجد الية ,,,
تسمى الدبابة كاسحة الالغام وهذه الدبابة تستطيع المرور على الالغام المعالجة للأشخاص بسهولة وحتى الالغام الكبيرة مثل الغام الدبابات نتيجة وجود بكرات معالجة وفيها ايضا درع سميك يتحمل الصدمة واعتقد ان هذه الدبابة هي قديمة الصنع وتسمى T62 وT 72 واليوم الموجود اكثر تطورا وتتميز روسيا بهذا النوع من العجلات وهي فاعلة جدا في شق الطرق وتفجير المساطر والألغام المصنوعة محليا ويدويا ولم يشاهد مثل هذا العجلة في المعركة اليوم ,,
وتفتقد المعركة الان ايضا نوع من السلاح البسيط وهو قديم ويستخدم في الجيوش لمعالجة الاشخاص وقد يستخدم ايضا لمعالجة بعض المدفونات في الارض الا وهو قذائف المدافع والدبابات (المنفلقة ) او الانفلاق وتستخدم هذه في الدبابات وفي المدفعية بعد ان تقدر المسافة وتحسب بين منطقة الرمي وبين وجود القوات الراجلة داعش والمحمولة بعجلات مكشوفة تقدر المسافة وتضبط مسافة التفجير بعد ان تدار عتلة على رأس القذيفة تشبه الساعة على المسافة المحددة وبعد ان ترمى القذيفة تنفجر في الجو على رؤوس المشاة وعلى عجلاتهم واذا صادف ان وجدت الغام ربما بسقوطها القوي ايضا تفجر بعض الالغام وهي معالجة جدا مهمة للمشاة وتنظيم داعش دائما ما يتمترس خلف الجدران وفي مواضع ارضية محفورة ويرمي من خلفها وهناك سلاح اخر تفتقده المعركة وبالذات الجيش العراقي ,,وهو السلاح الخارق الحارق وأستخدم هذا السلاح ايضا لمعالجة الدروع والجدران الكونكريتة والعجلات المصفحة ويستخدم بطريقة الصدمة الدوران السريع جدا حيث تصل دورن القذيفة الى ثلاث آلاف دورة بالثانية مما يولد حرارة عالية جدا تساهم في تخلخل الضغط في العجلات وخاصة المدرعة مما يصعب فتح الابواب وبالتالي ارتفاع درجات الحرارة في العجلة وهذا اكيد يفجر العجلة بما تحتوي من اعتدة ويعالج هذا ايضا الجدران والغرف المحصنة التي يستخدمه قوات داعش وتتمترس خلفها وتسقط وتطيح بالجدران مهما كانت قوتها ..
وسلاح اخر عبارة عن جهاز كشف الاشخاص ليلا وهو جهاز الرازيت الراداري استخدم هذا الجهاز بكثافة في الحرب العراقية الايرانية وخاصة ليلا لرصد تحركات الجنود والمقاتلين ومعرفة عددهم واسلحتهم ونوع الاسلحة ايضا والحديث هذا في الثمانينات اما اليوم فالتكنولوجيا العسكرية طورت هذه الاسلحة الى مديات كبيرة ..
وهناك اسلحة لكن استخدامها محدود مع قوة ونجاعة مجابهتها لقوات وأسلحة داعش من المدفعية والهاونات باستثناء الخوارق الموجهة الا وهي ,,
الدبابة نشاهد اليوم الدبابات عبارة عن مدافع فقط تقف في مكان واحد ويستخدم مدفعها مع العلم ان الدبابة في السوق العسكري كما يقال تعادل سرية مشاة فهي تتكون من سلاح دوشكا مقاوم للطائرات والعجلات ومدفع عيار ضخم وثلاث بنادق نوع بكتة روسي الصنع وهذه ذات نار كثيفة يستخدمها طاقم الدبابة من السائق والرامي ومالئ الدبابة او المخابر استخدام الدبابة هذه اليوم خنيث وخائف وخجول مع العلم ان حركة ثلاث دبابات بسرعة مع كثافة نارية من كل اسلحتها لايمكن ان تجابه باي قوة فهي تزرع الرعب في قلوب العدو مهما كانت قوة عقيدته وشكيمته ,,وأسلحة اخرى للأسف لم تستخدم في معركة صلاح الدين مع ضرورة وجودها لحسم المعركة الان في ضل استخدام الارض والخطط الشبيهة بتلك التي جرت بين العراق وإيران .
حمزه –الجناحي
العراق—بابل
[email protected]
#حمزه_الجناحي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟