أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ذياب مهدي محسن - في عيد المرأة العالمي هل ننصف المرأة العراقية العادية ..؟














المزيد.....

في عيد المرأة العالمي هل ننصف المرأة العراقية العادية ..؟


ذياب مهدي محسن

الحوار المتمدن-العدد: 4736 - 2015 / 3 / 2 - 21:31
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


أقوال عديدة تتحدث عن " المرأة " وفي عيدها السنوي أتذكر ما أعتبره الأكثر إنصافاً للمرأة مما قيل عنها ، وعن إنصافها، المقولة للشاعر الفرنسي اراغون " لو وقف جميع رجال الكرة الأرضية لمدة خمسين سنة متصلة يعتذرون للنساء عما فعله بحقهن الذكور على مدى التاريخ البشري .. لما كان ذلك كافياً " . وعادة أفضل ما قيل عن المرأة كان من الرجال ، لكن أسوأ ما قيل عنها كان ايضاً من الرجال ....!؟
لم يكن الثامن من آذار من كل عام ، هو يوم المرأة السنوي من حيث الفكرة، وكان في الغالب هو 19 آذار، وهو اليوم الذي قامت النساء الفرنسيات ، قبل مئة عام ونيف بالضبط ، وأثناء الثورة الفرنسية بتظاهرات حاشدة ، طالبن من خلالها بالحق في المساواة والحرية وحق الانتخاب والترشيح ، كل المظاهرات اتجهت الى قصر فرساي ، حيث ظهرت للمرة الاولى فكرة تحديد يوم من كل عام لإنصاف المرأة والدعوة الى إحقاق حقوقها في المساواة والمشاركة السياسية والاجتماعية ، وقامت الامم المتحدة فيما بعد بتحديد الثامن من آذار كيوم عالمي للمرأة .
إذاً ، مائة عام ونيف على اول تحرك منظم لنصرة المرأة ، على الصعيد الدولي ، لكن هذه المناسبة في المعيار العراقي ، تكتسب هذا العام بعداً مختلفاً ، إذ انه يؤرخ عام انتهاك لحريات المرأة وتغيبها مابين ارهاب الدولة واحتلال داعش لقسم من الارض بأسم الدين ؟ فتعرضت المرأة العراقية لأبشع جريمة انسانية واخلاقية من قبل هؤلاء (سلطة وداعش ) على حد سواء !؟ أنها الحرب الهمجية التي شنها الاحتلال الامريكي وادواته داعش وشبيهاتها ؟ ، وما تبع ذلك من تداعيات ونتائج مست بشكل مباشر، كل المجتمع العراقي بكافة أطيافه ، لكنها تركت آثاراً غائرة وعميقة على المرأة العراقية بشكل خاص ، وقد ناقشت العديد من الدراسات وورشات العمل والانشطة هذه الآثار، السياسية والاجتماعية والاقتصادية والنفسية ، ولا اجد ضرورة لتكرار ما اوردته تلك الانشطة من تأثيرات .
مؤسسة فريدم هاوس للدفاع عن الحريات ، وهي مؤسسة اميركية أسستها زوجة الرئيس الاميركي الاسبق فرانكلين روزفلت ، اصدرت تقريرها السنوي قبل ايام ، وأشارت فيه فيما يخص منطقة الشرق الاوسط الى ان هناك تقدماً ملحوظاً في تطور حقوق المرأة في 14 دولة من دول المنطقة ، بينما تراجعت في اربعة دول هي العراق وليبيا واليمن وفلسطين ، ويلاحظ من هذا السياق ، ان الدول الأربعة تعمها الحروب بمختلف اشكالها ، ولعل ذلك يجيب على السؤال الحائر، لماذا تتقدم المرأة في المشاركة في الدعوات السلمية والإخاء والمساواة اكثر من الرجال ، اذ ان المرأة تدرك بحسها المرهف ، وتجربة الزمن ، ان الاستقرار والسلام هما البيئة الصالحة لإحقاق حقوقها ، بينما الحروب ، تجعل منها الضحية الاساسية حتى لو بقيت على قيد الحياة .
ورغم البيئة القاسية التي تعيش تحت كابوسها المرأة العراقية عموماً ، وفي الارض المحتلة من داعش على وجه الخصوص ، يحذونا الأمل في الخلاص من هذا الأرهاب ومن ثم أعادة تأهيل المرأة المستلبه والمهظومة من قبل هؤلاء ؟ . يوم المرأة العالمي ، أأمل أن يكون يوم عراقي بامتياز، فيه تكرم المرأة العراقية ، ولو ليوم واحد على الاقل ، لكن مثل هذا التكريم في التجربة العراقية ، يغبن المرأة العراقية ، المرأة " العادية " فحسب العادة والتجربة ، فإن هذا التكريم يتغافل عن المرأة " المنسية "، التي ليست أرملة قائد ، او والدة شهيد ، او عاملة في الحقل العام ، او بارزة في ميدان الادب والثقافة والسياسة ، أما المرأة العادية ، فهناك تجاهل تام لها ، مع انها وفي كثير من الحالات ، تحتاج الى تكريم اكثر من المكرمات في الصالونات والاحتفالات والمهرجانات ، فما ذنب امرأة ترعى اطفالها بعد فقدان الزوج ، وربما تضطر للعمل في البيوت كخادمة ، او تضطر الى ان تبيع على بسطة في الشارع والزقاق في سبيل لقمة العيش ، او امرأة ، ترعى زوجها المقعد وتدبر امور علاجه ، او امرأة ، تعمل ليل نهار في مهن بسيطة من أجل أن تنفق على تعليم ابنتها او ابنها بعدما فقدت رب العائلة ، أليست مثل هذه النماذج لها الحق في أن نتذكرها ونكرمها ، انها امرأة " عادية " في عرفنا ومذهبنا الثقافي والاجتماعي ، لكنها في الواقع امرأة " خارقة " وكل ما تفتقده هو نصيبها في زوج مسؤول او قائد استشهد أو فقد ، ولم يتسن لابنها او ابنائها ان يستشهدوا، وربما تكون أمية ، لا تقرأ ولا تكتب ، ولكنها ترعى وتعلم اطفالها ، وهي مذنبة لأنها لا تملك الوقت ولا الإبداع ، كي تصبح مشهورة ، يشار اليها بالبنان ، فهي تنفق وقتها وجهدها وراء لقمة العيش ، وتكد من أجل رعاية اطفالها ، ولهذا السبب فهي ليست في وارد التكريم !!.
كل التحية والإجلال والإكبار للمرأة العراقية ، العاملة في كل الميادين ، وعلى الاخص ، الاغلبية العادية منهن ، اللواتي نسيهن المجتمع ، وغبن عن مراسم التكريم والإنصاف ، والجزء المنسي من ذاكرتنا المكتوبة والشفهية ، فهل يمكن أن ندعو لتخصيص يوم للمرأة العادية هذه ، أم ان التجاهل والتناسي والتنكر سيظل مذهبنا ، حتى في يوم المرأة ، والذي لم يصنف فئة هذه المرأة ، ولم يتجاهل المرأة العادية ، التي تنكر لها عيدها !!.... قرنفلاتي



#ذياب_مهدي_محسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم الشهيد الشيوعي تحية وسلام
- ذاك الصوب .......!؟
- كوريا حمزة رياح الشباني ... وجه نضالي من الشامية
- كيف نقارن بين عهدين ، الشهيد الزعيم عبد الكريم قاسم وبين نور ...
- مرغما تنحى - المالجي -... هذه امريكا لو كنتم تعقلون ......!؟
- عادل مراد: داعش يسعى لترسيخ الطائفية والسيطرة على منابع النف ...
- الفن في خدمة القضية الجماهيرية ، ام في تزين وجمالية الجدار . ...
- سيف الله المنتقم ، من الشعب العراقي ....!! 1914 / 2014 م
- من الشواف الى داعش : ماذا اختلف ايها العراقيين ....وجهة نظر ...
- عبد الهادي المظفر وماياكوفسكي والروح الجيفارية قراءة في مجمو ...
- مهلا ايها الخرف ... الى الهارم الشيخ كاظم الحائري الآيراني ا ...
- صوتوا ياشعبنا للتحالف المدني الديمقراطي (232)هم العمل والأمل ...
- تجيير ما حددته المرجعية الدينية في مواصفات المرشحيين ....... ...
- الفرات الاوسط وأبرز الأحداث الوطنية في قضاء الشامية خلال الع ...
- شيخنا يعقوبي ... ياواش ... ياواش ... هل انت لاتنطق عن الهوى ...
- سلام عادل : القائد الشيوعي والشهيد ، ضمير يلهب غصون ذابلة تج ...
- مع السيد صدر الدين القبانجي حول موقفه من ( يوم الحب ) في الن ...
- وأحتفلنا بيوم الحب - عيد الحب - في النجف
- مسك خاتمة البحث الموسوم ( مقهى عبد ننه إرث نجفي عراقي حضاري ...
- من فقه التمدن ... حول تعدد الزوجات ....


المزيد.....




- بريطانيا: تعيين أول امرأة على رأس جهاز الاستخبارات الخارجية- ...
- شروط التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت بالجزائر وكيفية ا ...
- طهران: العدوان الصهيوني أسفر عن استشهاد 45 امرأة وطفلا حتى ا ...
- الخارجية الروسية تحتفي بمرور 62 عاما على إنجاز فالنتينا تيري ...
- صفقة بيع “البدون” برعاية كويتية.. من الترحيل إلى الاتجار بال ...
- للمرة الأولى..امرأة تقود جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني ...
- مخطوفات ما بعد ميرا.. مسلسل “الهروب مع الحبيب”
- لأول مرة في التاريخ.. امرأة تتولى منصب رئيس جهاز MI6 في بريط ...
- الاعتذار وحده لا يكفي .. ورقة رصد حول وتحليل لخطابات الاعتذا ...
- نتنياهو يتوعد إيران بسبب -قتل النساء والأطفال-


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ذياب مهدي محسن - في عيد المرأة العالمي هل ننصف المرأة العراقية العادية ..؟