أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ذياب مهدي محسن - مسك خاتمة البحث الموسوم ( مقهى عبد ننه إرث نجفي عراقي حضاري )















المزيد.....



مسك خاتمة البحث الموسوم ( مقهى عبد ننه إرث نجفي عراقي حضاري )


ذياب مهدي محسن

الحوار المتمدن-العدد: 4272 - 2013 / 11 / 11 - 21:27
المحور: الادب والفن
    


الى سليل صاحب المقهى الحاج عبد ننه وحفيد النضال لوالده المناضل رضا عبد ننه ليمسك بحثنا ، ببصمته لمدونتنا الحكواتيه الروائية . الاستاذ المربي والمناضل عبد الجبار رضا العلي
أستهلال :-
فكرة كنت أحس بدبيبها منذ زمن طويل، شخوصها ولدوا وكبروا معي. كنت أراهم يمشون إلى جانبي، وأسمعهم حتى في عقر الضجيج. ربما هو توق الحالم لفضاءات أكثر رحابة. نحن نحلم، وفي نفس الوقت تعترض طريقنا كثير من المقاصل، لكن الممتع في الأمر أننا مازلنا نحلم، منتصرين على فعل المقصلة، إنه ذات النصر الذي يحظى به القتيل على القاتل في لحظة الموت الحرجة. إنها روايتي الأولى او لنقل بحثي او مدونتي ، بعد إصدارين شعريين ،. ثمة حكاية كان علي أن أقولها روائياً، هو تاريخ النجف النضالي من خلال مقهى ؟ وآي مقهى في النجف ( مقهى الرحاب ) او ( مقهى الحاج عبد ننه العلي ) كانت منتدى " سيسيواجتماعي " ولقد رويت ودونت ما جال في بالي وعرفته عن كثب وما كتبه الآخرين لي وعنها مشكورين ، ثمة عداوة بين القصيدة الحديثة وبين الرواية اوالمدونة المباشَرة ، ليس لأن في الرواية مساحة لانهائية من القول، بل لأن في الرواية ما لايحتمله الشعر ، في الرواية ثمة مساحات على الروائي او المدون ان يكون فيها مباشراً ، ويسألني صديقي الاستاذ عبد الجبار رضا العلي بعدما التقينا وقرأ القسم الأول من هذا العمل ( مقهى عبد ننه ) المنشور في حينه بموقع الحوار المتمدن ؟ هل تركت الشعر ؟ وقلت له عليك ان تسألني هكذا : هل امتلكت تلك الطاقة التي تعينك على ترك الشعر ؟ لا لأن خياراً مثل هذا الخيار يوازي فعل الموت ، لهذا يبرز تساؤل آخر بات يطرح بكثرة هذه الايام ، لماذا يكتب الشعراء الروايات او المدونات ؟ إذن ليس الأمر بالنسبة لي، على الأقل، استسلاماً لتأثير غواية الرواية او المدونة ، و’فتنة السرد’ في زمن يلقى فيه على الرواية ضوء ، انا أبن مدينة بقيت لزمن طويل تعيش حالة وسطى مابين المدنية والبداوة والريف كثيراً ، بل أنه إيقاع قديم كان يوازي لذة شرب الماء في يوم نجفي قايض ، مدينة ينبض فيها الفقه الديني والفكر العلمي والعشق والفرح والميلاد والموت ، مدينة تخلى أهلها عن إطار بيت الشعر الشكلي وتمسكوا بإطاره الثقافي ، لهذه المقهى ثمة كثير من الحكايات كانت تقال : في كل الايام وفي كل مجلس او مكان يستذكر فيه تاريخ النجف وخاصة النضالي والفكر التنويري والثقافة التقدمية الا وذكر أسم مقهى عبد ننه ، كنت مستمعاً جيداً بالفطرة . وفي حكايات النجف هنالك مخيلات لاتتوقف عن الاتساع ، تبدأ الحكاية بسيطة كأن يواجه رجل حيواناً مفترساً بقليل من الإضافات ، فتأخذ الحكاية اضافة سحرية على واقعها ، وبعد زمن يبدأ تناقل هذه الحكاية ، وكل رواى يبتكر اضافاته الخاصة إلى ان نصل إلى درجة فيها يصير المتلقي متناصاً للمروي عنه ، إنها الرغبة الملحة في القص او التدوين ، وأدواته الفطرية تلك التي تفرضها مناخات النجف الدينية والثورية ، مناخات مدنية بدوية ريفية ، اضافة إلى عوالم النجف التي تنتهي بشهوة الشعر والثقافة المتنوعة . اخذت مني روايتي او مدونتي قل حكايتي ، كل شيء هو قضية ؟ ان كان هنالك ضرورة ليكون الآدمي شاعراً او روائياً او كاتباً ، ليس هناك أديباً او فناناً بلا قضية . قضيتي الأنسانية ، ذلك الفضاء اللانهائي الذي أحلم به نقياً تذوب فيه اعتبارات العرق واللون والدين ، ويصبح الكائن بإنسانيته هو المعيار الوحيد . هذا ما توخيته من كتابتي عن تاريخ مدينة النجف السيسيواجتماعي من خلال مقهى عبد ننه عسى ان اكون وفقت بهذا . ولذلك بعدما انتهيت من هذا العمل توجهت الى الاستاذ عبد الجبار رضا الحاج عبد ننه العلي ليرفدني بمسك الخاتمة لكل ما كتبته ودونته كحاية او رواية او بحثا خاص بي له نكهته واسلوبه المختلف وحسب ما أظن عن كل من كتب بهكذا اسلوب لذلك تركت الحديث لاخي أبي شاذل ، ونحن في حومة الدراويش عشاق النجف في العراق الاشرف وهذه مداراته ، وله مسك الختامة ... ذياب آل غلآم ....

المدار الأول :-
بطلب من الصديق العزيز ذياب آل غلام ان تكون مساحة الفصل الاخير من مدونة مقهى عبد ننه متروكة لى لسببين اولهما لأنني قريب جدا من صاحب المقهى و معايشتي لها و ثانيهما اسجل ما احتفظت به الذاكرة من احداث ضمن الفترة الزمنية التي عايشت فيها المقهى و رغم قصرها و لكنها كانت حافلة بالاحداث المتسارعة و التي توجت بثورة 14 تموز المجيدة التي اطاحت بالنظام الملكي
المدار الثاني :-
كثير من الاحداث و الشخصيات في الحقبة الزمنية التي اتذكرها او التي سمعتها دفعت بها الى الاخ ذياب آل غلام بعد ان شذبها و رتبها بشكل سرد تاريخي جميل مضافا مما اضافه من ذاكرته او قراءته او سماعه
لذا هنا لا اريد في هذا الفصل ان نعيد ما سرد في الفصول السابقة و لكنني احببت ان يكون الفصل الاخير وقفة تأمل و دراسة للحركة اليسارية و الشيوعية في النجف من خلال سلوك شخصيات هذه الحركة ضمن الحقبة الزمنية الماضية لاستلهام الدروس و العبر و ايضا ان لا نكون جاحدين لنضال اشخاص كان لهم الاثر البارز في ترسيخ و تطور الفكر اليساري في مدينة النجف كما أود ان اوضح قوة تماسك النسيج الاجتماعي في النجف خلال تلك الحقبة و اعتقد انها من المدن العراقية الوحيدة التي انفردت بهذا الموضوع رغم تنوعها و تعداد ثقافاتها و لكنها ظلت محتفظة بهويتها الخاصة .
المدار الثالث :-
اني وعيت الاحداث منذ دخولي مدرسة غازي الابتدائية (النضال لاحقا )في محلة الحويش و كان مديرها الاستاذ محمد رؤوف الجواهري و بعدها اصبح مدير المدرسة الاستاذ محمد الحلو يعاونه الاستاذ علي الجزائري و كان من معلميها جواد كاظم الحبوبي و جواد شريف و محمد الجصاني و محمد رضا الجواهري و مسلم عكار و امان الخليلي و سيد جواد ابو حميدة و حميد الدسبولي و مجيد سعيد غائب و شاكر البرمكي و حسن الانصاري و حسن دشتي و مالك الحلو و عبود الحبوبي و يحيى الملا ..و عاملا المدرسة المتميزين عبد عون صبي و حسن ( اسمر البشرة ) عام 1952 و عمري 6 سنوات و عندها كانت وثبة 1952 و رأيت كيف تنطلق المظاهرات و لا اغالي انها كثيرة العدد رغم تعرضها لإطلاق النار فرأيت كيف يهتفون و يطالبون بمطاليب شعبهم و في هذه الانتفاضة رأيت شخصا بقى في ذاكرتي ضعيف البنية قصير القامة يلبس النظارة و يرتدي اليشماغ ((للتمويه)) يرفعه المتظاهرون على اكتافهم و هو يهتف و يطالب ..ووقتها بعد مضي فترة الهدوء سئلت والدي عن هذا الشخص فلم يجبني و قال : ( لا اعرفه) و لكنني سئلت عنه بعد ثورة تموز 1958 فقال : ( انه محمد عبد الكريم الحيدري المعروف بــ( محمد ابو كالة) )
و اتذكر ان عمي الشهيد حمودي بعد ان اغلقت المقهى نتيجة التظاهرات 1952 اصعدني الى سطح المقهى و شاهدت كيف ان المتظاهرين لا يبالون بالرصاص الذي يرمى عليهم و كنت وقتها مرعوبا لرهابة المنظر و بعدها خرج من المقهى من غفلة من جدي الذي منعه من الخروج قائلا : ( رضا ما يكفي انت ايضا ! ) و لكنه تحايل على جدي بالذهاب للبيت القريب نسبيا من المقهى عبر الازقة حتى يأتي بطعام العشاء لعمال المقهى الوجبة المسائية و لكن بعد ان خرج من المقهى التحق بالمتظاهرين و استشهد في هذه الانتفاضة .. و جرى تشييع مهيب لعمي الشهيد حمودي و طالبت جموع المشيعين بالثأر لقتلة حمودي و جرت محاكمة قتلة حمودي كما موضح في فصل سابق و افرج عن المتهمين بقتله نتيجة تدخل السلطة و تغيير الشهود لشهاداتهم و بعد ثورة 14 تموز 1958 تقدمت عشيرة القاتلين بطلب جلسة عشائرية لغرض تسوية الامر ( الفصل ) و لكن الجد و الوالد رفضا ان يستلما أي مبلغ .. و سامحا القاتلين ابتهاجا بثورة تموز 1958 و التي اطاحت بالنظام الملكي و رموزه ..
و هنالك حادثة أخرى توضح مدى روح التسامح و نبذ الثأر عندما تتعلق المسألة بسلامة الوطن و الحفاظ على السلم الأهلي و كيف ان الشيوعيين يتحلون بهذه الروح بدرجة عالية بعد ثورة تموز 1958 صدر قرار بأطلاق سراح السجناء و المعتقلين السياسيين فذهبت مع الوالد و المحامي جواد عبد الحسين لمرافقة رفاقهم الموجودين في سجن بعقوبة بعد أطلاق سراحهم و المجيئ الى النجف و هم باقر ابراهيم الموسوي و حسين سلطان و سليم حميد مرزة . و عند ذهابنا الى بعقوبة استقبلنا مدير السجن قصير القامة , ممتلئ الجسم أسمه علي زين العابدين فأجلسنا في غرفته الخاصة بعد كلمات الترحيب الحارة و قال : ( مدة قليلة و ستنجز معاملات اطلاق سراح اخوانكم ) و بعدها نودي على اصدقاء الوالد المذكورين أعلاه و بعد التقبيل و التهاني بأنتصار ثورة تموز اصطحبنا حسين سلطان ليرينا السجن و كيف كانوا يعذبون من قبل مدير السجن الحالي و زبانيته و كذلك شاهدنا الغرف الانفرادية و كيف كانت تنقل الاشارات الخاصة منها الى بقية السجناء بواسطة الطرق على الابواب و هذه الاشارات تعطي جمل مفيدة بعد تحويلها من اشارة الى حرف و المهم في ذلك لم أرى في وجوه السجناء أي غيض او حقد على مدير السجن و السجانين بل بالعكس كانوا يقابلوهم بكل بشاشة و لطف و عند رجوعنا الى بغداد مع المطلق سراحهم كنا سيارتين فرافقنا بهاء الدين نوري ايضا و لكنه فارقنا عند وصولنا الى بغداد و نحن استمرينا في مسيرنا الى النجف .
المدار الرابع :-
تعلمت من الوالد و رفاقه روح التسامح فأنهم يتسامون على جراحاتهم و آلامهم و معاناتهم عندما يكون الامر يخص الوطن لأنهم يمتلكون مشروع وطني لبناء وطن الذي هو هاجسهم الاول و الاخير .
ان الحقب الزمنية الماضية اثبتت ان الشيوعيين كانوا يتصفون بصفات قد تكون غريبة هذه الايام من قبيل التضحية و نكران الذات و قد تصل التضحية الحد الاعلى و هي التضحية بالنفس لأن قضية الوطن في صدورهم و عقولهم و دماءهم فكل شيء يهون حتى النفس في سبيل الوطن فنراهم يزدادون عودا و صلبا بعد كل موجات التنكيل و الاضطهاد
هذا ما لمسته من الوالد و رفاقه عندما كان الوالد في سجن الحلة 1961 مع قادة نقابيين هم : شهيد ابو شبع , ناجي صبي و شاكر شريف و جعفر خليفة بتهمة ملفقة من قبل القوى الرجعية التي كانت تعشعش في الاجهزة الحكومية و الامنية بعد ثورة تموز 1958 كان معهم في السجن رفاق شيوعيين من الموصل هم : مهدي حميد و متي استيفان و ساطع اسماعيل محكومين بالاعدام و لكنهم كانوا من الصلابة و الشجاعة حتى سجانيهم ينحنون لهم احتراما و كنت المس في وجوههم روح التحدي لكل ظلم و ظالم عند زيارة والدي في سجن الحلة . و قد استشهدوا تحت وطأة التعذيب و هم سجناء بعد انقلاب 8 شباط 1963 الفاشي . و احيانا كنت انقل البريد الحزبي منهم و اليهم و كان الشهيد محمد موسى ينتظرني بالقرب من سجن الحلة و هو بالزي الفراتي و يركب دراجة هوائية لأستلام البريد الحزبي من السجناء مني و احيانا انقل الرسائل اليهم و هي عبارة عن وريقات من الورق الشفاف و الخفيف تطوى و تصبح صغيرة جدا و تلف بقطع من النايلون الخفيف و جعلها جزء من حشو الدولمة
و أود ان اعرج على مبدئية الشيوعيين و صلابتهم . عند اعتقال الوالد عام 1954 بتهمة الانتماء لمنظمة انصار السلام مع مجموعة من المناضلين طلبت منهم السلطات ان يعلنوا براءتهم من هذه المنظمة مقابل اطلاق سراحهم و لكنهم رفضوا ذلك فأبعدوا و اعتقلوا في منطقة عين التمر في صحراء كربلاء .
أتذكر أيضا ان الوالد و انا معه نتردد كثيرا في خمسينيات القرن الماضي على بيت القائد الشيوعي العمالي حسين سلطان في منطقة طارات النجف الذي كان بيته متواضعا جدا و يحتوي على ماكنة الحياكة البدائية ( الجومة) حيث كان يعمل كنساج و كانت والدته ام حسين تستقبلنا بكل لطف و ترحاب و كان حديثه يستهويني و انا ابن 8 سنوات في اختيار الكلمات و الاحداث و المعاني و يقصد منها بث الروح الوطنية و حب الناس و هذا مثال لا على سبيل الحصر فكل رفاق الوالد الذين التقيتهم كانوا قادة اجتماعيين قبل ان يكونوا قادة سياسيين لذا كان تأثيرهم فاعل و مؤثر لدى الجماهير . يتبنون قضايا الجماهير و مشاكلهم و يساهمون في ايجاد الحلول لذلك فترى منهم الطبيب مثال : ( الدكتور خليل جميل ) الذي كانت عيادته مزدحمة دائما و كان لا يتقاضى اجرة الفحص من الفقراء و احيانا يساهم في دفع ثمن الدواء الذي يصفه للمريض . و كانت هنالك لجنة من المحامين تسمى لجنة معاونة العدالة تتألف من مجموعة من المحامين منهم : ( جواد عبد الحسين و حميد السكافي و شاكر جريو و حسون سميسم و هادي جبك و جواد الموسوي و غيرهم ) تتبنى الدفاع مجانا عن المناضلين الذين يتقدمون للمحاكمة .
المدار الخامس :-
في عام 1954 عندما فتحت وزارة فاضل الجمالي فسحة من الديمقراطية و قد رشحت القوى الوطنية في النجف لخوض الانتخابات النيابية و كان على كل مرشح ان يدفع رسم لقاء ترشيحه ( 100 دينار) و كان هذا المبلغ كبير جدا في ذلك الوقت فجرت حملة تبرعات واسعة ساهم فيها الميسورين و كذلك البسطاء من الناس لجمع هذا المبلغ مضافا الى المشاركة الواسعة و لكل طبقات المجتمع النجفي في الدعاية الانتخابية و شاهدت حضور كبير جدا لمجلس الشيخ محمد الشبيبي امام مسجد الكوفة الذي كان جزءا من الدعاية الانتخابية لمرشحى القوى الوطنية و كانت هذه الدعاية الانتخابية كرنفالا شعبيا بأمتياز و قد ساهمت اوسع الجماهير في عملية الاقتراع و ادلت بصوتها و لكن هذا التأييد الواسع لقائمة مرشحي القوى الوطنية جعلت الحكومة تعتقل احد المرشحين ( الشيخ محمد الشبيبي) و تزور الانتخابات فخرجت الجموع الحاشدة تطالب بأطلاق سراح الشبيبي و قد قوبلت من اجهزة القمع البوليسي بالرصاص فسقط شهيد هو : كاظم ذرب و اصيب اخرون بجراح .
و أود ايضا ان أوضح ان للشيوعيين تأثيرا تربويا في المجتمع معظم المعلمين و المدرسين هم من الوطنين فكان لهم تأثير على تربية الناشئة تربية وطنية ترفض الظلم و الاستغلال لذا ترى جموع الطلبة من شتى المراحل مشاركين فعالين في الوثبات و الانتفاضات في العهد الملكي لذا تعرضوا للقتل و الاضطهاد و السجن و الفصل من المدارس و الكليات لنشاطهم السياسي .
كانت فروع اتحاد الطلبة العام منتشرا في جميع انحاء العراق و الذي عقد مؤتمره التأسيسي في ساحة السباع ببغداد عام 1948 .
و أستطاعت القوى الطلابية اليسارية في النجف ان تنتزع حقا لها في تأسيس نادي طلابي عام 1947 في محلة الجديدة و انتخبت هيئة النادي من العناصر اليسارية منهم : ( مجيد سعيد و عزي نجف و هادي سعيد و غيرهم ) و كانت تنافسها في الانتخاب القائمة القومية و من ابرز مرشحيها : ( أحمد الحبوبي و فاتك الصافي ) يمثلون حزب الاستقلال .
كان للشباب دور فاعل في انتفاضة 1956 لمناصرة الشعب المصري الشقيق ضد العدوان الثلاثي الغاشم و شكلت لجنة مشتركة من القوى الوطنية بما فيهم الشيوعيين و القوميين و كانت اللجنة تضم من بينهم محمد حسن مبارك و احمد الحبوبي و احمد الجزائري و محمد موسى و رضا عبد ننه و غيرهم و احيانا يلتقى قسم من اعضاء هذه اللجنة في المقهى لقيادة التظاهرات و تنظيم الشعارات و الاهازيج و تعيين مسار التظاهرة البداية و النهاية و تنظيم الاضراب العام الذي ساد مدينة النجف و استشهد في هذه الانتفاظة عدد من الطلبة منهم : ( احمد الدجيلي و عبد الحسين الشيخ راضي ) و اصيب قسم آخر بجروح و لم تهدئ الحاله حتى تدخل الجيش و كان موقفه مهنيا حتى ان قسما من المتظاهرين كانوا يعتلون السيارات المصفحة للجيش و يهتفون بسقوط الحكومة و يهتفون بحياة الجيش و يرفعون قائد الوحدة العسكرية في وقتها المقدم شاكر العزاوي و معاونه الرئيس الاول ( الرائد ) عباس على اكتافهم و كان يجلس آمر هذه الوحدة و معاونه في المقهى و اصبح شاكر العزاوي صديقا للوالد و كان يزوره في مكتبه في شارع النهر بعد ان تقاعد من الجيش و اصبح يشتغل بالمحاماة في ستينيات القرن الماضي عندما كان الوالد مطاردا من قبل السلطة العارفية .
و من الضباط الذين كانوا من اصدقاء الوالد و يترددون على المقهى الرئيس ( النقيب) عباس الدجيلي و كان من الضباط الاحرار و عين معاونا لمدير شرطة بغداد بعد ثورة تموز 1958 و كنت بصحبة الوالد عند زيارته له في مقر عمله في شرطة بغداد و الذي كان مديرها وقتئذ طاهر يحيى و الذي اصبح رئيسا للوزراء في عهد الرئيس عبد الرحمن عارف و قد أستشهد عباس الدجيلي على أيدي الانقلابيين الفاشست في 8 شباط 1963 و من اصدقاء الوالد من الضباط الاحرار الرئيس الاول ( الرائد) سعيد كاظم مطر الذي اصبح عضوا في اللجنة التحقيقية لمحكمة الشعب و كذلك العقيد الركن ماجد محمد امين المدعي العام في مجكمه الشعب بعد ثورة تموز1958 الذى قضى بعض من سنوات دراسته الثانويه فى النجف وكان رياضيا و الذي استشهد بعد نفاذ ذخيرة مسدسه بعد مقابلة مع قوة من القوات البعثية حاولت القاء القبض عليه بعد انقلاب 8 شباط 1963 و من اصدقائه ايضا الذين يترددون على المقهى الرئيس الاول ( الرائد) سالم حنا سرسم و الرئيس الاول كامل الجنابي و آخرين لم تحضرني اسماءهم .
المدار السادس :-
كان من اصدقاء الوالد ومن المترددين على المقهى مأمور مركز شرطة النجف في خمسينيات القرن الماضي عبد الجبار امين الذي بقى فترة من الزمن في النجف و نقل الى بغداد و عام 1955 كانت التحقيقات الجنائية ( الامن) تحاول القاء القبض على الوالد مما اضطره للهرب الى المسيب الى بيت جدي لأمي و قبل وصوله للمسيب داهمت قوة من الشرطة بيت جدي معتقدة ان والدي موجود هناك . و عند وصول والدي الى المسيب لم يذهب مباشرة الى بيت جدي بل ذهب الى بيت احد معارفنا و من هناك ارسل ابن صاحب البيت ليستعلم من جدي اذا كان دوهم البيت ام لا من قبل الشرطة فأجابه جدي : ( نعم .فما عليك الوصول الى البيت لأنه مراقب الآن مما اضطر الوالد ان يترك المسيب مشيا على الاقدام لبغداد متجنبا نقاط التفتيش عند ركوبه للسيارة و عند وصوله لبغداد توجه الى بيت خالي في محلة المهدية في شارع غازي ( الكفاح حاليا ) و في طريقه التقى بمفرزة شرطة بأمرة ضابط الشرطة عبد الجبار امين و بعد ان تصافحا اخبره عبد الجبار امين بانه ذاهب الى بيت خال جبار لتفتيشه و البحث عنك فما عليك الى ان تغير مسارك بعد ان اعطاه مبلغا من المال ليعينه على البقاء في بغداد في مكان آخر . و بقت علاقته بهذا الرجل طيبة حتى عندما كان مطاردا من قبل السلطة العارفية في ستينيات القرن الماضي و كان يشغل ضابط مركز شرطة مدينة الثورة في بغداد وقتها.
ومن الظريف ان الوالد كان يردد عندما إلتقيه فى سجن الحله مع السجناء الذين كانوا معه من الموصل بعض العبارات الموصليه منها (يحيى قاف يقول الكلمه وما يخاف)فسألته من هو يحيى قاف وما مغزى العباره التى ترددها فقال:يحيى قاف المربى المناضل الموصلى المولد والنشأة قال هذه العباره عندما لامه اصدقاءه على كلمه القاه رفض فيها تتويج ملك فيصل الاول ملكا على العراق فى الموصل وامام الملك نفسه............وبعدها احتضنته النجف فعمل فى مدرسه الغرى الاهليه وعمل كاتبا فى مجله الغرى النجفيه التى كانت تصدر وقتذاك وطيله وجوده بالنجف تفتحت افاق تقبله للافكار التحرريه التقدميه وسجن واعتقل خلال العهد الملكى وسجن بعد انقلاب شباط الدموى 1963ومات بالسجن لاصابته بجلطه دماغيه وقد جاوز عمره 8عقود.ومن غرابه الصدف ان التقى بابنه الاكبر المحامى سعد يحيى قاف فى بغداد بعد اطلاق سراح الوالد من السجن1964 وكان شخصيه وطنيه معروفه وله دور فى نقابه المحامين وبقيت علاقته به حتى وفاه الوالد.....ويذكر الاستاذ سعد فى حديث له مع موقع الغد بعد سقوط نظام البعث 2003كيف كلفه الوالد ويذكره باسم (ابو جبار النجفى) بالدفاع عن الشهيد البطل مطشر حواس ويتحدث كيف شاركه بالدفاع المرحوم المحامى ناجى يوسف والد زوجه الشهيد سلام عادل امام محكمه الثوره التى يراسها على هادى وتوت ويسترسل بالقول :لاحظت شجاعه الشهيد الفائقه وكان يعرف النهايه قائلا له:اريد ان اجعل هذه المحاكمه كمحاكمه ديمتروف اريد ان احاكمهم ولا اريد منكم ان تطلبوا الرحمه ابدا.......وقد حكم عليه بالاعدام وقد تلقى الشهيد الحكم بكل شجاعه ونفذ الحكم فيه يوم 1/5/1969يوم عيد العمال العالمى............وكنا نتابع اخبار المحكمه من الاستاذ سعد يحيى ومن زوجه اخيه المناضل كريم حواس التى تتردد على بيتنا فى بغداد......وكان يوما حزينا لنا جميعا وخصوصا ان قياده الحزب الشيوعى العراقى تفاوض البعث لقيام الجبهه معه وقتذاك .. يا لها من مفارقة !
المدار السابع :-
انبثقت الجبهة الوطنية عام 1957 و التي مهدت لثورة تموز 1958 و كان لها الدور البارز في تعبئة و تهيئة الجماهير للتغيير الجديد و كانت تضم الحزب الشيوعي العراقي و الوطني الديمقراطي و حزب الاستقلال و حزب البعث .. و كانت شخصيات قيادة الجبهة في النجف هم : ( احمد الحبوبي , جواد عبد الحسين ,موسى صبار , محمد حسن مبارك وجعفر السوداني ) و كانت معظم لقاءاتهم في المقهى و احيانا تكون اللقاءات ثنائية او ثلاثية او اكثر يعني ليست دائما بكاملها و كان مقرر الجبهة في النجف المحامي احمد الحبوبي و كان شخصا قياديا يتمتع بالحيوية و النشاط .. نستطيع ان نقول ان المقهى و قبل ذلك كانت تمثل ملتقى لمختلف الناس على اختلاف مشاربهم و معتقداتهم السياسية بما من ضمنهم الذين ليس لهم انتماء سياسي .
لم اكن اعرف هذا التصنيف إلا بعد ثورة 14 تموز 1958 حيث كنت اشعر ان الجميع هدفهم عراق ذات سيادة متطور ينعم بالخير جميع ابنائه
كانت الاذاعة المفضلة لسماعها من قبل الناس ممن يملكون جهاز الراديو وقتذاك هي صوت العرب من القاهرة و تعليقات احمد سعيد و الشخصية المحبوبة عندهم هو الرئيس جمال عبد الناصر حتى صوره تتداول بين الناس بصورة سرية بما فيهم الشيوعيين و خصوصا بعد العدوان الثلاثي على مصر 1956 و كان الجميع يعتبرونه بطلا قوميا ووطنيا من خلال سياسته الداخلية و الخارجية .
و في صبيحة 14 تموز 1958 صدحت كل الحناجر بالهتاف بالثورة و تأييدها و أن الجموع الحاشدة من الناس الفرحة بهذا اليوم العظيم لم الاحظ أو اسمع أي اعتداء على أية مؤسسة حكومية او امنية شاهدت احتفالا جماهيريا تهتف للثورة و بعد يوم او يومين بدأت ترفع صور الزعيم عبد الكريم قاسم و عبد السلام عارف و جمال عبد الناصر .
و نظمت في اليوم الثاني للثورة 15 تموز 1958 تظاهرة جماهيرية واسعة تأييدا للثورة و كان الوالد ( رضا عبد ننه) خطيبها .
الايام الاولى لثورة تموز 1958 كان مكتب ادارة فندق الرحاب الملاصق للمقهى مقرا لمكتب محلية كربلاء المتألف من ( الشهيد حسن عوينه , محمد حسن مبارك و صاحب الحكيم ) و تكون اجتماعاتهم هنا للقرارات السريعة و بقي هذا المقر الى ان افتتح مكتب اتحاد الشعب في شارع الرسول في النجف فأنتقل المكتب الى هناك .
و قد أفتتحت مقرات لإتحاد الطلبة العام و شبيبة الديمقراطية و رابطة المرأة و أنصار السلام و كانت هذه المقرات مجالا لممارسة مختلف الأنشطة الثقافية و الاجتماعية و السياسية مما كان له اثرا واضحا في وعي الجماهير حتى أن مستوى الجريمة أنخفض الى درجة كبيرة بحيث لم تسجل مراكز الشرطة أي دعوى او شكوى خلال هذه الفترة .
و قد زار عبد السلام عارف النجف مندوبا عن قيادة الثورة و قد استقبلته جموع حاشدة من الجماهير عند نزوله من طائرة الهليكوبتر التي أقلته من بغداد الى الكوفة ثم توجه بالسيارة من الكوفة إلى النجف و قد ألقى خطابا مرتجلا فيه ما يتعارض مع توجهات الجبهة الوطنية ..
و كانت القوى القومية بما فيهم البعثيين قريبين من منصة الخطابة التي هي شرفة بناية البلدية المقابلة للمقهى في ساحة الميدان يهتفون بشعارات الوحدة العربية الفورية مع الجمهورية العربية المتحدة و التي تتعارض مع شعارات الجموع الأكثر تحشدا و هي الإتحاد الفيدرالي و التي انزعج منها عبد السلام عارف فترك منصة الخطابة .
و من هنا بدأ الشرخ بين القوى الوطنية و القوى القومية و قد ازداد هذا الشرخ اتساعا بسبب اصطفاف القوى الرجعية و المتضررة من ثورة تموز مع القوى القومية مما أدى إلى تصدع و انهيار الجبهة الوطنية .
المدار الثامن :-
في آب 1958 سافر وفد كبير من جماهير النجف لتهنئة الزعيم عبد الكريم قاسم بمناسبة قيام ثورة تموز و كان انطلاق هذا الوفد من ساحة الميدان ومن امام المقهى و كان على رأس هذا الوفد شاعر الشعب محمد صالح بحر العلوم و الشهيد حسن عوينة و محمد حسن مبارك و جواد عبد الحسين و الوالد و آخرين .
و في الساحة المقابلة لوزارة الدفاع في ساحة الميدان في بغداد وقفت الجماهير النجفية لتحية الزعيم عبد الكريم قاسم التي أطل عليهم من شرفة وزارة الدفاع و شكر الجماهير على تهنئتهم و ذكر بعض من أهداف الثورة التي جاءت لإسعاد الجميع ..
كنت أرافق الوالد مع الوفد و عندما كنا واقفين في الساحة و إذا بشخص طويل القامة ,.اسمر يرتدي نظارة شمسية يربت على كتف والدي من الخلف و بعد أن التفت إليه الوالد بدأ العناق الحار و تبادل كلمات التهاني و المودة و أستمر هذا اللقاء دقائق ثم أستأذن الوالد و ذهب .
دفعني الفضول أن اسأل الوالد عن هذا الشخص و إذا به يقول إنه سلام عادل السكرتير العام للحزب الشيوعي العراقي والتي تمتد علاقتي به من المدرسة و الجيرة و كان رياضيا معنا .
و توالت لقاءات الوالد مع الشهيد سلام عادل عندما زار النجف مع مجموعة من كوادر الحزب الشيوعي العراقي .. كما حظيت بلقائه عند مرافقة والدي عند زيارة مكتب جريدة اتحاد الشعب في شارع الكفاح ببغداد حيث كان يلتقي برفاقه القدامى مضافا إلى الشهيد سلام عادل حسين سلطان و سليم مرزة و آخرين .
كان شخصية الشهيد سلام عادل هادئة متواضعة حيوية كان عند لقائه بالوالد يتحدثون عن الرياضة أيام زمان في النجف و بعض نوادرها و تطلعاتهم التي كانت في تأسيس نادي رياضي في النجف مع بعض رياضيي المدينة . كنت ألاحظ عند زيارتنا له في مكتب جريدة اتحاد الشعب أنه يشرف على تبويبها و مقالاتها و طباعتها و كان يحظى باحترام كبير من قبل رفاقه و يتدفق شباب و نشاط غير عادي .
و جرت انتخابات شفافة لجميع المنظمات الجماهيرية في النجف فأصبح الوالد رئيس نقابة عمال و مستخدمي المطاعم و الفنادق و المقاهي و أصبح رئيس اتحاد نقابات العمال عبد شمران و رئيس اتحاد الطلبة العام صاحب الحكيم و رئيسة رابطة المرأة العراقية نعيمة الدجيلي و أصبح رئيس نقابة المعلمين نقي الصراف و رئيس منظمة انصار السلام الدكتور خليل جميل و رئيس الشبيبة الديمقراطية عبد الرزاق مطلك و شكلت المقاومة الشعبية تحت امرة ضابط الاحتياط الملازم عبد الواحد خلف يعاونه الوالد في ذلك و فتح مركز لتدريب المقاومة الشعبية في ساحة إعدادية النجف بعد نهاية الدوام عصرا و توافد على التدريب جموع واسعة من الطلبة و العمال و المثقفين و الكسبة و قام بالتدريب جنود معلمين من الجيش و كانت مهمتها تهيئة جيش احتياطي للدفاع عن الجمهورية و مكتسباتها .
المدار التاسع :-
كانت النجف مزارا لكثير من الوفود العالمية و العربية و العراقية فزارها رئيس اتحاد الطلبة العالمي يرجي بليكان و وفد اتحاد المحامين العرب و وفود اخرى و وفود عراقية من مدن عراقية تشمل وفود عمالية و طلابية و شبيبة و اصبح سوق الكتاب رائجا في الايام التي تلت الثورة منها الكتب السياسية و الروائية و الاجتماعية و الاقتصادية ...الخ
و شكلت فرقة إنشاد التي كانت تشارك في الاحتفالات و كان رئيس الفرقة جميل محمد علي المظفر و كذلك فرقة مسرحية ساهم في تأسيسها فائق عبد الله زوين و مجموعة من الشباب و اخرجوا مسرحيتين ليوسف العاني هما رأس الشليلة و تأمر بيك و كانت من إخراج الأستاذ علي الجزائري و قدمت المسرحيتان على قاعة إعدادية النجف لأيام متتالية حضرها جمهور غفير من الشعب النجفي و أسست فرق رياضية لمختلف الألعاب و عقدت ندوات شعر و ثقافة و أقيمت معارض للرسم بمختلف فنونه و أفتتحت مراكز لمحو الأمية و كان الإقبال عليها واسعا رجالا و نساء ا .وقاد مجموعه من الاطباء منهم عبدالامير السكافى وخيرى حميد واخرين من الطاقم الصحى فى مستشفى النجف حمله صحيه لتقديم افضل الخدمات الصحيه للمواطنين ونشر الوعى الصحى فى المدينه والريف .وقام اتحاد نقابات العمال بحل المشاكل بين اصحاب العمل والعمال بما يضمن حقوق الطرفين
واستمرت القوى الوطنيه فى احياء وتنظيم المواكب الحسينيه فى المناسبات الدينيه وكان الشعراء الحسينيون منهم ابراهيم ابو شبع وعبدالحسين ابو شبع ومحمد الكوفى وغيرهم ينظمون الردات الحسينيه ذات الطابع الوطنى والتى تمجد بمبادى الحسين فى رفضه للظلم والطغاه وفى نصره المستضعفين وكانت المقهى ملتقى لمعظم رؤساء المواكب الحسينيه من كل انحاء العراق وبمناسبه وفاه النبى خصوصا لتوزيع الردات على مواكبهم وتنظيمها واولويات ترتيبها ودخولها الصحن الحيدرى الشريف
وبدا الشرخ يتسع بين الشيوعيين والقوميين من حادثه هنا وحادثه هناك وبعد حادثه استقبال عبدالسلام عارف فى النجف ولاحظت من خلال معايشتى ان قياده الشيوعيين كانت لا توافق بعض تصرفات الجماهير العفويه اتجاه القوى القوميه وشاهدت كيف ان محمد موسى وحسن عوينه وصاحب الحكيم والوالد انقذوا القيادى القومى مهدى بحر من اعتداء محقق عليه عندما ظهر بشكل استفزازى فى ساحه الميدان عندما كانت هنالك تظاهرة جماهيرية .
و تدخل قياديون شيوعيون في فض بعض النزاعات التي حدثت بين اتحاد الطلبة العام و الطلبة القوميين في موضوع موعد انتخابات الطلبة و كذلك الاحتفال بوعد بلفور و كذلك حادثة اطلاق النار في مناسبة وفاة النبي 1958 من قبل بعض القوى القومية عندما كانت المواكب الحسينية هناك في ساحة الميدان في الجهة المقابلة للمقهى و لكن المواكب استأنفت مسيرتها بعد وقت قليل من اطلاق النار ثم جرى اعتقال مجموعة من الشيوعيين و القوميين على حد سواء و اطلق سراحهم بعد فترة .
و كان متصرف لواء كربلاء ( محافظ كربلاء ) وقتها فؤاد عارف و قائمقام النجف عبد الصاحب الغرباوي و كان الاثنان يحاولان ان يتلافى أي سبب كان من شانه ان يولد نوع من الحساسية حول موقف السلطة من هذا الطرف او ذاك .
المدار العاشر :-
اتذكر جيدا في متوسطة الخورنق عندما كنت طالبا فيها بعد ثورة تموز 1958 و كان فيها الشهيد محمد موسى في الصف الثالث و كنت اشاهد كيف كان يرفض أي شعار او هتاف للحزب الشيوعي في احتفالات اتحاد الطلبة العام قائلا : ( ان اتحاد الطلبة العام يضم جميع الطلبة على اختلاف انتماءاتهم السياسية ) و كان لي اصدقاء في المتوسطة اتحاور معهم قد اختلف او اتفق بما يطرح من افكار منهم ( محمد هادي الحبوبي و ضياء المظفر و آخرين ) و كانوا من القوميين .
و كانت متوسطة الخورنق القريبة من ساحة الميدان هي الاكثر نصيبا في الاحتفالات الجماهيرية فعقد في قاعتها مؤتمر أنصار السلام في النجف فلم تستوعب القاعة و ساحة المدرسة و حتى شارع الخورنق فوصلت الجماهير حتى ساحة الميدان و كان مديرها الاستاذ عبد الرزاق رجيب يعاونه الاستاذ كريم علي عودة و كان من بين اساتذتها جواد كاظم الرفيعي و محسن البهادلي و عبد عاصم ابو ناصرية و عبد الله عمران و محمد رضا باقر و جليل عبد الله و محمد حسن عكام و عدنان كمال الدين و مدرس الرياضة عبد النبي ابراهيم و كاتبا المدرسة شمس الطريحي و الاديب عز الدين المانع و هي نفس المتوسطة التي أستشهد فيها احمد الدجيلي و عبد الحسين الشيخ راضي عام 1956 ..
و في عام 1958 كان فيها مدرسين مصريين انتدبوا للعمل في العراق لقلة الكادر التدريسي و تنفيذا لإتفاقية ثقافية بين مصر و العراق وقتها .
بدا التضييق على الشيوعيين والديمقراطيين من قبل السلطه مدعومه من القوى القوميه والتى اصطفت معهاجميع القوى المعاديه للقوى الديمقراطيه والمتضرره من ثوره تموز 1958نتيجه التاييد الواسع للقوى الديمقراطيه من قبل غالبيه الشعب وكان هدف السلطه من هذا التضييق هو حفظ التوازن الذى استفادت منه القوى المعاديه للقوى الديمقراطيه لشن حمله واسعه ضد الشيوعيين والديقراطيين توجت بفتوى السيد الحكيم المعروفه وكانت هذه القوى تحاول ان تجر الشوعيين والديمقراطيين الى معارك جانبيه هنا او هناك ويبدوان الشيوعيين والديمقراطيين قد احتوا هذه الاستفزازات دون ان يعطواالفرصه للقوى المضاده
وضمن هذه الاجواءالتى يسود فيها جو فيه بعض التوترفى النجف احتفلت الطبقه العامله فى النجف بعيدها فى اول ايار1959بمسيره جماهيريه كبيره ضمت الالوف واعتقدانه اوسع احتفال جماهيرى باعداده وعدده وزمن استمراره مما اثار حفيظه القوى المعاديه لثوره تموز فتحول بعض من المسوؤلين العسكريين والمدنيين الى اداه قمع واضطهاد فبدات تكيل وتلفق التهم الكيديه ضد قاده العمل النقابى والطلابى وزج منهم فى المعتقلات وكان للوالد نصيبا فيها .
المدار الحادي عشر :-
قبل الاحتفال بالذكرى الاولى لثوره تموز 1959 بايام اغلقت المقهى بامر من الحاكم العسكرى العام احمد صالح العبدى بتوصيه من حميد الحصونه الذى تحول فى ليله وضحاها من صديق صدوق للشيوعيين الى حاكم عسكرى قمعى فاقيمت الاحتفالات بالعيد الاول لثوره تموز والمقهى مغلقه .وبعد خطاب الزعيم عبدالكريم قاسم فى كنيسه مار يوسف متهما قوى اليسار بالعمل الفوضوى فى احداث كركوك بالذكرى الاولى لثوره تموز مما حفز القوى المعاديه لليسار ان تنشط وتشن حمله شعواء مستفيده من تعاون القوى الامنيه والعسكريه التى تشاركها العداء وخصوصا بعد نقل القائمقام المعتدل عبدالصاحب الغرباوى من النجف ونقل قائمقام السماوه الى النجف خليل اسماعيل الذى كان مدير سجن بغداد المركزى ابان العهد الملكى وله صله قرابه مع عبدالسلام عارف الذى بدا مشواره فى النجف بالاعتداء على المواطنين يعاونه امر حاميه النجف وقتها حازم المصلاوى وحاول خلق فتنه فى النجف بالاعتداء على مكتب اتحاد الشعب بواسطه موكب السماوه فى ذكرى وفاه النبى 1959 ولكن مساعيه فشلت
واعيد فتح المقهى بعد ايام من غلقها بوساطه من محسن الرفيعى مدير الاستخبارات وقتذاك
رغم كل الاستفزازات والاعتقالات لقوى اليسار فى النجف لم تحدث اى معارك او اصطدامات دمويه بينها وبين القوى المضاده للثوره وقد تكون هناك بعض من الاندفاعات والاساءات ولكن تم كبحها
وقدم الوالد للمحاكمه فى المجلس العرفى العسكرى الذى يراسه ضابط طائفى للنخاع شمس الدين عبدالله بتهم كيديه مره بتهمه سب الزعيم عبدالكريم وافرج عنه لعدم توفر الادله وكان شاهد الدفاع سيد صادق الحبوبى وكان يحسب على القوميين وكانت لشهادته سببا غى الافراج عن الوالد.ومره اخرى قدم للمجلس المذكور بنهمه الاشتراك بالمظاهره الاحتجاجيه فى يغداد بعد رفع اسعار البنزين وايضا افرج عنه لعدم توفر الادله على ذلك
وفى بدايه العام الدراسى 1959-1960سجل الوالد فى ثانويه نقابه المعلمين المسائيه فى النجف رغبه منه فى تكمله دراسته الثانويه بعد ان فصل من المدرسه فى العهد الملكى وكان وقتها مدير المدرسه الاستاذ موسى العادلى وقبل امتحانات نصف السنه صدر قرار فصله من المدرسه ومعه ناجى ابو رقيبه الساعاتى بامر من الحاكم العسكرى العام احمد العبدى بحجه انهما يشكلان خطرا على أفكار الطلبه .
و بعد مضي ثلاثة اشهر على الاغلاق الاول للمقهى اغلقت مرة ثانية و لكن بشروط قاسية جدا لفتحها ثانية منها عدم دخول الوالد ( صاحب المقهى ) للمقهى و عليه ان يحولها خلال ستة اشهر من مقهى الى مجال آخر . السبب في هذا الاستمرار في غلقها و الطلب في تحويلها الى مجال اخر يعود الى مكانتها الاجتماعية و السياسية و الإستراتيجية حيث يؤمها الكثير من السياسيين و المثقفين و كونها تحتل موقعا مهما حيث تطل على ساحة الميدان في النجف الذي كان مكانا لكل الاحتفالات و التظاهرات في جميع الأوقات .
و لم تفتح المقهى ثانية إلا بعد مقابلة جدي ( الحاج عبد ننه ) لقائد الفرقة الأولى في الديوانية حميد الحصونة حسب طلب الأخير و كان جدي في أواخر أيام عمره و صحته مضطربة فذهبنا لمقابلة الحصونة أنا و جدي و كان يتكأ من جهة على عصا و من الجهة الأخرى على كتفي فإستقبلنا في مقر الحصونة مرافقه و كان نقيبا اسمه عبد العال الياسري و استقبلنا استقبالا مهذبا و بعدها ادخلنا على الحصونة في غرفته فسلمنا عليه فلم يرد السلام و ابقانا واقفين امامه و لم يرفع عينيه كان يقرأ جريدة موجودة امامه على المنضدة و بعدها رفع رأسه و بدأ هجومه بشكل غير مهذب و استخدم كلمات لا تليق بمسؤول يتحمل مسؤولية حماية وطن و كان غير متوازنا و يبدو أن طلبنا للمقابلة كان غرضه اسماعنا هذه الكلمات التي تنم عن سريرته و طبيعة أفكاره حتى ان مرافقه الياسري اعتذر منا عند خروجنا من غرفة الحصونة و كان متألما للمقابلة الجافة التي قابلنا بها الحصونة .
توفى الحاج عبد ننه في 14 / مايس / 1960 و جرى تشييع كبير له ساهمت به قطاعات مختلفة من اهالي النجف و دفن في وادي السلام في مقبرة الحاج حساني ابو صيبع اعتزازا للصداقة بينهما و اقامت القوى الوطنية بالتعاون مع الاسرة مجلس الفاتحة على روحه في جامع البراق و قد استدعي الوالد من قبل الجهات الأمنية بعدم اقامة مجلس فاتحه اخر في مكان آخر او تمديده في نفس المكان و حضر جمهور كبير من المواطنين و القوى الوطنية و الشخصيات الدينية و وجهاء و شيوخ النجف و الفرات الأوسط و مثقفون و من مختلف شرائح المجتمع النجفي .
للشروط القاسية التي وضعها الحاكم العسكري عند فتح المقهى ثانية و منها منع الوالد من دخولها لإدارتها و لوفاة جدي قررت الورثة بيعها في أوائل عام 1961 و بقيت المقهى تحمل نفس الاسم حتى تم تحويلها الى عمارة عام 1964 و بذلك طويت صفحة من صفحات مكان يرفل بالحركة الدائمة سياسيا و اجتماعيا و أدبيا .
وبعدبيع المقهى مباشره ابعد الوالدالى السماوه ليقضى هناك 6 شهور وكان للاستاذ محمد على اليلاغى موقف طيب معه للسؤال عنه وعن احتياجاته وكان وقتها يشغل مديرا لمصرف فى السماوه.وبعد انتهاء فتره الابعاد اعتقل ثانيه فى موقف شرطه النجف هو وقاده نقابين هم شهيد ابو شبع رئيس اتحاد نقابات عمال النجف وناجى صبى رثيس نقابه عمال الميكانيك وشاكر شريف رثيس نقابه عمال البناء والمشاريع الانشائيه وجعفر خليفه رئيس نقابه عمال الصاغه وقد بقوا فى الموقف حوالى 6 شهور بدون اى تهمه سواء الادعاء بان وجودهم يسبب قلقا واخلالا بالامن العام هكذ كانت تلفق التهم ضد العناصر التقدميه والقاده النقابيين من قبل القوى الرجعيه والحاقده ..........وبعدها قدموا الى المجلس العرفى العسكرى الاول ببغداد ولعدم توفر دليل مادى او فانونى لادانتهم وفق اى ماده قانونيه فحكم عليهم بكفاله نقديه (2000)دينار لكل واحد او ايداعهم السجن لمده سنتين .........ولعجزهم عن دفع الكفاله اودعوا سجن الحله
كان رئيس المجلس العرفى الاول شمس الدين عبدالله طائفيا ويعتبر اهالى النجف اما ايرانيين او موالين تماما لايران فتوجه بالسؤال الى الوالد باعتباره اول اسم فى القضيه :هل انت عربى لو ايرانى فاجابه الوالد انا عراقى واعتز بعراقيتى وكرر عليه السؤال 3 مرات وكان جواب الوالد نفس الجواب مما جعل رئيس المجلس يوعز الى كاتب الضبط ان يكتب عن الوالد شعوبى ..........وهنا انبرى المدعى العام (وكان من زملاء الوالد فى الدراسه)قائلا انى اعرف جميع المتهمين وهم من عوائل عريقه ومعروفه فى النجف
وبعد انقلاب 8 شباط 1963اقتيد الوالد من قبل الحرس القومى من سجن الحله الى اقبيه التعذيب فى مقر الحرس القومى فى النجف وتعرض الى تعذيب وحشى ووصل الى حاله صحيه ميؤس منها وشاعت على اثر ذلك شائعه وفاته....ونقل الى مركز شرطه النجف (كان فى خان الهنود)وكان ضابط المركز حمزه الخفاجى الذى رفض استلامه كموقوف من قبل الحرس القومى لحالته الصحيه المترديه فبقى فى باحه المركز وبعدها نقل الى سجن الحله وبعدها الى نقره السلمان
للمفارقه السلطه وفتئذاك كانت تعمل لاعتقال الوالد ورفاقه خوفا من اشاعه الفكر التقدمى بين الناس .ولكنهم نسوا تاثيرهم الفكرى والتربوى على الموقوفين والسجناء العاديين .فى سبيل المثال لا الحصر كان احد ابرز الشقاوات والسراق فى النجف يدعى (رشيد نصره)شاءت الصدف ان يكون موقوفا مع الوالد فى موقف شرطه النجف فى اوائل ستينات القرن الماضى ومن خلال المعايشه فى الموقف تمكن الوالد من كسبه كصديق وبالتالى تمكن من التاثير عليه تربويا وسياسيا وبعد خروجه من الموقف ترك الشقاوه والسرقه والتجا للكسب المشروع ببيع الفواكه والخضر فى احد احياء النجف وصادف ان خرج الوالد بعد خروج رشيد نصره من الموقف فجاء رشيد لتهئنه الوالد لاطلاق سراحه ودعاه الى وليمه فى بيته وقال له :انك الرجل الذى مكننى ان ارى الحياه بصوره صحيحه وبقت علاقه الصداقه بينهما .
بقي الوالد في سجن نقرة السلمان حتى بعد انقضاء مدة محكوميته و في حركة عبد السلام عارف ضد البعثيين في 18/11/1963 عين رشيد مصلح حاكما عسكريا عاما و قام بأستقبال عرائض المواطنين الذين انهوا مدة محكوميتهم و لم يطلق سراحهم .
نظمنا طلبا تقدمت به الوالدة الى الحاكم العسكري العام تطالب فيه بأطلاق سراح زوجها الذي انهى مدة محكوميته و عندما قدمت الطلب قابلت مصلح شخصيا و من باب الصدف كانوا مع مصلح مجموعة من الضباط ذو الرتب العالية فسأل مصلح الوالدة عن اسم زوجها مما استرعى انتباه الضباط الموجودين وعند ذكر اسم الوالد اثنوا عليه امام الحاكم العسكري و قالوا نحن اصدقاء قدماء له و وعدها خيرا .
بعد فترة وجيزة اتصل بنا الوالد من الديوانية و قال انا الان موجود في مستشفى الديوانية للعلاج و يمكنني مواجهتكم في المستشفى فذهبنا الى مستشفى الديوانية و كان معه مجموعة من الاشخاص منهم سليم اسماعيل و شخص بصراوي محكوم بالاعدام و آخرين و عند لقاءنا به في المستشفى اخبرنا بأن لديهم محاولة هروب من المستشفى بدون ان يعطي تفصيلات خطة الهروب و طلب مني ان اجد له مكانا بعيد عن المستشفى و امين بعد عملية الهروب . و اتصلت فعلا بأحد الاقارب في الديوانية ووضحت له الامر فما كان من هذا القريب ان يعلن استعداده لإستقباله و حمايته و بعد يومين رجعت الى الوالد في مستشفى الديوانية و قال لي ان عملية الهروب صرف النظر عنها بسبب وصول برقية اطلاق سراح مجموعة من السجناء و انا منهم و بعد يومين أرجع الى سجن نقرة السلمان ثم سفر من هناك الى موقف السراي في بغداد و ذهبنا لزيارته هناك و بعدها انجزت معاملة تسفيره من بغداد الى مركز شرطة شارع المدينة في النجف . اصطحبه شرطي فذهبنا معه و الشرطي الى كراج النجف الواقع في الكرخ و كانت السيارات في وقتها من نوع فورد الماني ( تاونس ) و في الكراج اخبرنا بأنه سوف لا يطلق سراحه لوجود شرط مقابلة الحاكم العسكري شخصيا و اعطاء البراءة من الحزب فأصابنا الوجوم و طلب مني عدم المجيء الى النجف و البقاء في بغداد لأنني كنت طالبا في جامعتها و لكني اصررت على الذهاب معه و في طريقنا الى النجف طلب الوالد من الشرطي المرافق له اعطاءه برقية اطلاق السراح ليطلع عليها فأعطاها اياه و اذا البرقية تغير نصها من اطلاق سراحه الا بعد مقابلة الحاكم العسكري الى اطلاق سراحه فورا ... ولا ندري هل جاء تغيير نص البرقية سهوا او متعمدا ؟ .. و اطلق سراح الوالد من مركز شارع المدينة في النجف و اعطيت نسخة البرقية الى الحاكم العسكري و بعد خروج الوالد من مركز الشرطة قال يجب ان اغادر النجف اليوم لأنها ستصل برقية اطلاق السراح بدون مقابلتي للحاكم العسكري .
سافرنا الى بغداد بعد اطلاق السراح بساعات و في الليل دوهم البيت في النجف بحثا عن الوالد الذي جاء اطلاق سراحه عن طريق الخطأ كما ذكرت سابقا .
و قد استقر الوالد و العائلة في بغداد عام 1964 و كان مطاردا من قبل قوات الامن لذا كان يغير السكن من وقت الى اخر فكنا نتنقل بين محلات ابو سيفين و قمبر علي في شارع الكفاح و المشتل و محلات اخرى .حيث احترف العمل الحزبى فى هذا الوقت .
المدار الثاني عشر:-
انى اتذكرمن والدي الموقف الصلب والمعارض لاتجاه
خط اب 1964بحل الحزب الشيوعى واندماجه بالاتحاد الاشتراكى ........وكذلك موقفه من تحالف الحزب الشيوعى مع حزب البعث بعد عام 1968..........حيث اعتقل اواسط عام 1970وبقى معتقلا فى معسكر سريه الخياله فى الاعظميه ثم نقل الى قصر النهايه فى بغداد حيث تعرض هو ورفاق معه الى ايشع انواع التعذيب الجسدى والنفسى مما اثر على صحته وهو فى بدايه العقد السادس من عمره وعانى ذلك فى حياته حتى وفاته
واتذكر كيف ان المحامين ناجى يوسف وسعد يحى قاف رتبا مقابله لوالدتى للمرحوم عزيز شريف الذى كان وزيرا للعدل وقتها 1970 لمعرفه مصير الوالد الذى اعتقل فى شارع الجمهوريه قرب الشورجه ببغداد وبقى مصيره مجهولا لنا ...واوضح المرحوم عزيز شريف وقتها انه لا يمكنه ان يعمل شيئا وحتى السؤال عن مصيره ومكان اعتقاله
وبعد عام 1968 ومجى البعث للسلطه اتصل بالوالد الشيخ احمد الشمرتى الذى كان صديقا للوالد وكان الوالد يتردد على مكتبه فى الكراده الشرقيه داخل محملا برساله شفويه من السيد مهدى الحكيم مفادها ان السيد مهدى الحكيم يدعم الحزب الشيوعى ماديا عند قيامه بحمله اغتيالات للبعثيين وقد اجابه الوالد مباشره واعتقد بدون الرجوع للحزب الشيوعى ان الحزب الشيوعى لا يؤمن بالاغتيالات السياسي انما يؤمن بتغيير نظام وفق مشروع وطنى واضح .
وكانت المدارات بعدد اقسام البحث (12) الحكواتي الروائي ( مقهى عبد ننه إرث نجفي عراقي حضاري ) .... ذياب مهدي آل غلآم ...انتهى البحث كاملا في 11/11/2013 .. بيرث المحروسة / أستراليا



#ذياب_مهدي_محسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من فقه التمدن ... حول تعدد الزوجات ....
- مقهى عبد ننه ... إرث نجفي عراقي حضاري ... القسم 12
- لك ... كن آدمي يامرتزى قزويني ؟
- هل يفتون أهل العراق أم (التقية ) تزعل عليهم !؟
- الكليبتوقراطية ونفاخات يزيد بن معاوية
- بصراحة : كلام للأنتخابات القادمة !؟
- عبد الستار ناصر ... ابو عمر وداعا ...
- من حدد لنا هذه المعايير .... ؟
- الغيرة العراقية ... بعد التي واللتيه ! ؟؟
- خاطرة .... نون والقلم ....؟
- كلام معرفي وعرفاني
- خاطرة ... هل هم مع آله الخير ام مع آله الشر ..... ؟
- قراءة سيسيواجتماعية لشارع الرابطة الأدبية ، النجف في العراق ...
- بطاقة تهنئة من صالون أبن غلآم
- تشكيل الهيئة التحضيرية للتيار الديمقراطي العراقي في ولاية غر ...
- مقهى (عبد ننه) إرث نجفي عراقي حضاري .... القسم الحادي عشرة
- الفاشية الدينية ؛ مشروع موت على الرغم منك !!؟
- مما قاله : سيد قطب مرشد اخوان المسلمين الراحل
- خطر الفتنة !! طيييييييييييييييييييط ؟
- (الى الصحفي عدنان حسين) أفواههم دبورهم فالرائحة متماهية بماي ...


المزيد.....




- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ذياب مهدي محسن - مسك خاتمة البحث الموسوم ( مقهى عبد ننه إرث نجفي عراقي حضاري )