أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ذياب مهدي محسن - عبد الهادي المظفر وماياكوفسكي والروح الجيفارية قراءة في مجموعته الشعرية .... أحلام زيوس















المزيد.....


عبد الهادي المظفر وماياكوفسكي والروح الجيفارية قراءة في مجموعته الشعرية .... أحلام زيوس


ذياب مهدي محسن

الحوار المتمدن-العدد: 4505 - 2014 / 7 / 7 - 12:49
المحور: الادب والفن
    


استهلال :
كتب عبد الهادي المظفر ....
كطفلً يعود ...
إلى دهليزه ِ .
يعود كمن يُساقُ إلى ...
مقصلةٍ قريبةٍ من ...
أنابيب الصرف ِ
يُحمَلُ على الأكتاف ِ
لميُخيَّر قَط ُ ..
على الحَمل ِ
يُرَتِّقُ ماءهُ أكتاف ... ال
مصوتين .
وكتب فلاديمير مايكوفسكي في عام 1930 :
بعد سنين طويلة
سيأتيكم شعري
قوياً ،
خشناً ،
ناضجاً
كما دخل حياتكم
الصرف الصحي ،
الذي اخترعه عبيدُ روما .
إلى النخب السياسية و الثقافية الحاكمة ، و أحياناً كثيرة ، والمعارضِة ، إلى الأحزاب التي تحولت إلى دكاكين للبيع والشراء شراء المكاسب والمناصب والذمم .. الأحزاب التي يُمَارس فيها كل شيء ما عدا الشعور بالمسؤولية و الانتماء إلى وطن.. التي أصبحت مملوكة لشخص أو " لعائلة ، لـ " قبيلة " أو سلطة - و مع ذلك تحمل تسميات وطنية وتقدمية و اسلامية .. الخ . إلى أولئك الذين يقتلون الناس باسم الدين ، يعبثون بكل القيم فيقتلون الله في الإنسان باسم الدفاع عن الله !. إلى أولئك أقولها : ارفعوا السيف وكفّوا عن سفك الدماء .
أو لستم بشراً ؟ مَن انتم إذا ؟
هنا استعير " أبيات " مايكوفسكي ( استمحيك عذراً أيها العملاق ، فلاديمير مايكوفسكي ).

أنتــم ، أيها الأغبياء الكُـثُر ،
يا مَن تفكّرون فقط
كيف تملئون بطونكم بشراهة .
هل تعلمون ، ربما للتوِ قنبلةٌ
مزّقت ساقَ طفلٍ أو صبيّة *

لـو أنه ، وهو الذي سيق للذبح ،
و هو الجريحُ ، قد رأى
كيف أنكم ترتلّون القرآن **
بفمٍ تغطيه الدهون .

انتم ، يا هواة النساء والأكلات ،
أمِن أجلكم تجب التضحية بالحياة ؟
مِن الأفضل لي أن اقدِّمَ في البار
ماءَ الأناناس للقحبات .
* هنا في النص الأصلي : مزقت ساق الملازم بتروف .
** في النص الأصلي : تدندنون أشعار سِفريانين ( شاعر روسي ).
نرجسية الشاعر :
إن الشاعر الفذ هو الذي يعيش نرجسيته ضمن النص، أي أن يكون مُتجبِراً ومتعالياً على كل عُرفٍ ثقافيّ يحاول أن يُحدِّد نواميس كتابته، أما في حياته ـ الواقع فعليه أن يكون درويشاً يطوف بدفِّ ذاته متأملاً حال الفقير والبسيط والأرملة والذوات غير المتعلمة وأن يشارك ـ بقوةٍ قاصدةٍ ـ ببناء الإنسان المثال . أوضح بأن نرجسية من النوع الايجابي يمكن لها ان تخلق شعرا داخليا عذبا صادقا فيه من الابتكار والتفرد ما يجعله لايشبه غير نفسه . نرجسية اقول عنها بانها اشبه ما تكون بالصوفية ولكن دون الدخول في اللاهوت، صوفية التوحد مع الذات التي تجعل الشاعر يفكر بالكتابة وهو ياكل وهو يسافر وهو يتصالح وهو يتخاصم .. نرجسية ارى انها صالحة للكتابة الخالصة للشعر .
عبد الهادي المظفر شاعر ينتمي إلى مدرسة الواقعية الاشتراكية في بداية الثورة البلشفية بقيادة لينين والحزب الشيوعي السوفيتي ، ونجاحها في تحقيق الطفرة النوعية في الابداع المتنوع للحياة الجديدة بسمت روح عصرها ونضالها من اجل العدل المجتمعي وروح الثورة الاشتراكية ونصرة العامل والفلاح والطبقات المسحوقة وخاصة الأقنان منه ، فكانت الثورة الأدبية من جملة متغيراتها الثورية وعنوان هذه المدرسة كانت بأسم (مكسيم غوركي ) والمتفرد بها شعراً مستقبلياً هو ( مايكوفسكي العظيم ) هذه النزعة الشعرية التي يتحلى بها المظفر لها جذورها الأنتمائية للجغرافية التي ترعرع بها فهو ابن جنوب المراثي والثورات العراقي ، وفي عائلة منحته روحية التغذية الفكرية والتعليمية وبعدها جاء للنجف ، ملتحقاً بجذور انتقال العائلة لطلب التعلم والتفقه في مدينة النجف التعليمية والدينية ، ليكمل عنفوان الفكرة الخلاقة في ان ينمي موهبته الشاعرية والفنية .
( من وجع الجنوب ... ومن مسارات التأقلم ، والُمخبر الريفي ... من نقل جثماني الطاهر ... جداً إلى مدن المنفى ... أُمي ، تلف بيديها الباردتين ... عصارة إفلاسِنا ... باحثة عن طعام بائت ، في أسواق الأحياء الشمالية ... بعيداً عن المركز المرفهِ ... وأبي يبتاع الأحذية وأنا ، بعد نضاله الطويل ... وأنا أبحثُ عن ذاتي الملأى بالتناقضات ... لعليَ أجد أنكيدو لأبصق بوجه عشبته البائسة ... لعليَ أجد وطناً ... من قصيدة مُدُنُ الوَجَع /2 ... ) .
عبد الهادي المظفر شاعر يجايل هكذا اعتقد جيل السبعينيات من القرن المنصرم ، حتى في البناء الافقي والعمودع لنصه الشعري ، لكنه يتفرد بالمستقبليه في طرحه ورؤوياه ، متخطيا كل هذه المجايلة ، بوحدوية نرجسية لتأسيس ذاته الشعرية وتغريداته خارج مسميات الاجيال او التماهي معها بشكل او بآخر ؟ لكنه ابدا لايستطيع الهروب ، وهو يملك ادوات طموحه للأنتقاليه نحو أفق جديدة للقصيدة المستقبلية ، بنفس مقاتل بالكلمة وبعنفوان تصوراته واعجابه بالروح الثورية الأممية التي يتمتع بها القائد الثوري واقصد ( الشهيد تشي جيفارا ) وروحه الخلاقة في نصرت المظلومين في كل ارجاء المعمورة ، وطروحاته الانسانية الثورية ، ( كادح ٍ يحمُل الطابوق وهو يتمتم ُ " مرينه بيكم حمد ... وحنه ب " صلاة ِ " الليل ) هكذا يتقمص في الكثير ، بنزعاته الفردية عبد الهادي المظفر شعرا ، لااقول تقليدا لكنه من الذين يعجبهم لحد النخاع روح جيفارا الثورية في التغيير لمصلحة المستقبل الأنساني بكل تجليات اليوتيبا ، الحالمة والرومانسية الثورية وبكل واقعيتها يكتب عبد الهادي المظفر قصيدته الجديد . لقد تجاوز مجايلاته فيما نريد ان نشبهه بشعراء السبعينيات او لنقل ماقبلهم ، الستينيون والانتمائات للمدارس الحديثة شعراً . وهو ليس كذلك لكونه من جيل نهايات القرن العشرين وبزوغه كشاعر يشار له بخصوصيته الخلاقة في العقد الاول من القرن 21 الحالي . هذه الروح الشاعرية واقولها بملئ فمي الروح الجيفارية التي تسري بدمائه وتصوارته الفكرية ونرجسيته الايجابية والموهبة الفنية انتجت لنا نثر مركزا فيه الشعر واضحا ، موسيقى وصور وفكرة بليغة ، انه شاعر لاينتمي الا للمستقبليه الشعرية ، لكنه لايزال يراوح في التفعيلة والايقاع الجميل وحتى في نصوصه الثائرة والمتحدية نراه يتموسق رومانسيا بأيقاعته وما يختاره من بحور شعرية لكي يحافظ على رصانة النص وتحديه لمن يكتب القصيدة النثرية ( الكلام نسبي ) فهو لايخرج من جذوره الشاعرية للموروث الحضاري للشعر العربي وتطور مدارسه وتنوع طروحاته ، فهو امتداد موضوعي للقصيدة العربية منذ ( امرئ القيس ، المتنبي ووو ، الى الجواهري الكبير ) ومن ثم مروره بشغف بالقصيدة الحديثة ( بدر شاكر السياب ، صلاح عبد الصبور ، أدونيس ، سعدي يوسف وووو عبد الهادي المظفر ) هكذا اقرأ شعر المظفر ...
في اكثر قصائد ديوانه الشعري ( أحلام زيوس ) تجد أنا الشاعر وموهبته الشعرية الفنية تتجلى بوضوح ، كأنه يصرخ بالتكامل مابينه وبين نصفه الآخر المرأة ، قلت : أنا الشاعر هنا كانت ايجابية رغم مأساتها الداخليه ورغم احساسه الشفيف والشفاف بالحياة لكنها متناقضة بالوجود ، أنا الوجود تختلف عن أنا الشاعر الموجود وارى ان عبد الهادي المظفر يمازج في الغالب مابين عليائه الأنويه ووجوده الواقعي ، مابين الحلم الذي يريده ان يكون وما هو كأن ، رغم احلامه المكونه في ( أنا ) الطموح والرغبة والتطلع ، انها أنويه شجيه فيها النشيج والنشيد وروحه النرجسية العالية الجودة هكذا وجدته .
( ذاك أنا ... ينزل لظلام بيته الجديد .... أنا نصف قافية ... أنا شَكلها ... وفمي بمحض إرادتي يختار شَكليَ والسكون ... أنا نصف قافية ... وخريطتي حبلى بأوقات الدمار وها .... موت ورعب وانصهار للعيون ... أنا نصف أرملة ... تداعبها الحياة بمزحة خرقاء بأسم الله ... والدين الحنيف ... ويختتم نصه ... هذا أنت ، بختصار ، أنت بدأت فصول الحكاية ، ولا أعتقد أنك ستنهيها ... قصيدة نصف قافية ) .
أبيـّن بما لا يقبل الشك بأيمانه " اقصد الشاعر المظفر" ، بوجود بحيرة ماء صافية نرى فيها وجوهنا ونتسمر أمامها حتى نتحول إلى زهرات نرجس، بالرغم من صخب الحياة الحديثة وامتلائها بالمشاغل، مشيراً إلى انها لا يمكن ان تجفَّ طالما هناك طفل يتنفَّس وراء وجوهنا، (إنها بحيرة الروح التي يجب أن نرى فيها ونتحول ونقدِّم هذه الزهرة بين يدي الآخر وأن ننوِّط بها ضفيرة الحياة، لا أن نضعها أمام عينَي ذاتنا فتعمى عن الآخر) إن امتنا من أكثر الأمم التي قتلتها ذاتها، فهي وريثة صيحات الشعر التي لا ترى غير ذاتها آخر مشاركاً، لذا لم نحافظ على معارفنا واكتشافات الأسلاف أعني أننا لم نتواصل معها، لذا نرى أننا أمة يسيطر على خطابها الفعل الناقص (كان). وعلى من يريد أن يكون من أهل المستقبل أن ينظر هذه النظرة .. النظرة الصادقة في بحيرة الروح .
الهروب الى الاسطورة مختفيا ورائها ... تقية ....!؟
أثمة إلهٌ للذبح أيها اليونانيون ؟
المقاتل الذي ترك عورته مكشوفة ..
لا يمكن له أن يحمي مارثونَ
لشاحبي الوجوه يا " زيوس " العزيز .
من قال لك :
إن الرجل الجالس في بيته ..
وهو يرجم التلفاز بالحجارة
احتجاجا على نشرة إخبارية سيئة
كان نائماً ؟ . يا " زيوس " اللئيم . ( أحلام زيوس ) ص 26
هكذا يخاتل الشاعر مابين ثوريته الشعرية واختفائه بالموروث القديم وبالأسطورة قصيدة الديوان هي تجليات في المعنى بوضوح الرؤويا والحذر من المجهول الغبي في فهمه لخلق الشاعر نصه بحسه الذي يريد منه تغيير واقع مر يمر على الجميع فهو كشاعر مرآة لهذا الاضطهاد الجمعي بمسميات كثيرة مابين المقدس والمدنس ووعاضه المبجلين ! فكيف نريد من شاعر يحمل روح التحدي الثوري الانساني والطبيعي وهو ينبض بمأساة شعب ووطن ان يشير ببنانه نحو من تجبر بأسم الله او من سخر الله ليكون عنوانه تهميش الآخر المختلف ؟! والشاعر عبد الهادي يريد ديمومة حياته لينتج فعل ارادته نحو طموح التغيير لذلك التجئ الى الاسطورة اكرر ( تقية ) ليس الا ...؟
ان العراقيين المثقفين في الداخل ( الشعراء نموذجا ) عانوا ما عانوا في الفترة الماضية من الانظمة القمعية. ولهذا غالبا ما كانوا يلجأون الى الرمز والتجريد الوجودي والسريالي خشية التعرض إلى اضطهاد السلطات، أو الى عدم نشر أعمالهم وحفظها حتى يحين موعد نشرها المناسب. وهذا يذكرني بما فعله بعض الكتاب السوفييت مثل ميخائيل بولغاكوف واندريه بلاتونوف وباسترناك الذين لم يتقبلوا الأحكام الايديولوجية المفروضة على رجال الأدب في بلادهم من قبل موظفي اللجنة المركزية ... ونشير إلى ذلك بالاخص اليوم حيث أصبحت الثقافة على هامش نشاط الدولة السائرة نحو التشرذم والانهيار. وصارت التقاليد الدينية التي نشأت في العصور المظلمة، والدين الحقيقي منها براء، تطغي على التفكير السليم والمنطق البشري. وساد النقل على العقل. وكأن ما جاء به كبار المفكرين العرب وشعرائهم في فترة ازدهار الحضارة العربية الاسلامية لا علاقة له البتة بمجتمعنا اليوم . كما يتهم بالكفر والالحاد كل من " انكر بدعة معروفة او جحد خرافة مألوفة وكأنما مفاتيح الجنان في يد فلان ، يدخل فيها من يشاء ، ويذود عنها من يشاء " الإيمان ليس ملكاً لأحد " لذلك ان لجوء عبد الهادي المظفر للأسطورة هو من هذا الباب لكونه طريق مظلم يسلكه ارباب العراق في سوق الذهنية العراقية بثقافة القطيع ، مما جعلوا الآخر المشتغل في حقل الثقافة والشعراء منهم يعيشون صراع الاضداد في هامشهم الحر مابعد الاحتلال ... كان طاغية متفرد بوحدانيته وطغوائه ، الآن عم كل ماهو خراب بطغاة جدد ازادوا الطغيان الماضي ببدع التهلكة والموت بالمجان فضاع العراق الافتراضي ان يكون عراق مدني ديمقراطي !؟ . فكيف يعيش الشاعر المستلب من واقعه الفوضوي بفساده وموفسديه وبكل عناوينهم ودكاكينهم !!؟ اذاً التخفي وراء الاسطورة طريق سليم رغم وضوحهه عند العقل السليم .
هل أوصيت يا " زيوس " جواد سليم أن ينحت لهم
ولمن يأتون فيما بعد ...
إلهاً للشواذ ؟
غطِ عورتك ياصديقي
خوفاً عليها من أن تُسرق ...
فأصحاب الثياب القصيرة في كل مكان .
غطِها فلن ينجدك أحد إذا ما ذهب حياؤك
يا " زيوس " ال ... ( أحلام زيوس ) .
المرأة ... الحب ... وقصيدة الغزل المظفرية
المرأة في عوالم المظفر لها كون خاص ، وكأنها تتماها مع وجوده وهو كذلك ، لايخلوا مقطع شعري له الا ولتاء الأنثى وجود فيه ، كأن المرأة كونه وكيانه أوليس هو الذي يقول : (" تَصَحُّرْ " ... ظاهرة ُ التَصَحُّر .. اصابَتْ أرضي ... حينَ شَحَّ قَطْرُكْ ..) وهذه صورة من وجدانه القرآني ، كأنه الارض حينما ينزل المطر أنثى ، ربضت ، فأنتشت واينعت ، وهكذا هو يتجانس مع المرأة ارض ومطر ، لتزدهر الحياة . هذه المسحة الرائعة من الجمال والخيال وهي من العناصر المهمة في القصيدة الشعرية وفي اي اتجاهاتها او مضامينها مهما كان نوعها ، انها القصيدة التي تحمل في طياتها أكثر العناوين الإنسانية روعه وجمالا وتآلقا وانبهارا . ( ياقومي ما ذنبي ... رجل ... يعشق نصف نساء الأرض ... والنصف الآخر من حوله .... ) المظفر شاعر غزلي بأمتياز حتى في نصوصه النقدية او الأنتقادية ، للمجتمع او لواقعه المعاش ومتناقضاته الشخصية وظواهر التخلف المجتمعي ، ثقافة القطيع والاستحمار الديني ، والتهكم على الساسة . ( الغباءْ . معجزة السماء للذين لا يطّلعون على دهاليز السياسة . ) احساس بالوعة بمنتهى الشفافية ونقاوة الذات ( يخاطبها القمر : ليتك تتقنين الود كما تتقنين الخصام ) لذلك يقول : ( السياسة : دار بغاء ، والساسه قوادوه ) حتى في ومضاته نراه لايملك العنف ونصه مطاط لين رومانسي لحد المزاجية التي يتحلى بها ، كأنسان يريد ان يجد له مكان في متسع من الحرية التي يبحث عنها مابين بين !؟ . لنقرأ :
( ياقومي ما ذنبي ... ما ذنبي أني ... آمنت وصغت الشعر ... أكتب فوق نهود النسوة ... شعراً .. أثمل في صيحات الرضَّع ِ ... شعراً ... علَّمني الشعر دروس الرفض ... وكيف أكون ... وكيف اصير وكيف أموت ) .
ما هذه الموسيقى والايقاع الجميل ، ما هذا التغزل بآلم دفين وهو يجلد ذاته ، ذات مجتمعه لكون الشاعر انعكاس موضوعي عن مجتمعه وزمانه ، اهكذا الغزل في موضع النقد للظواهر المجتمعية المختلفه انها الرؤويا السيسو اجتماعية الانتقادية البنائه ( انصحت العبارة ) هاكم هذا المقطع انه صرخه في وجه الظلم والظيم الحاصل الآن ، لكنه مقطع فيه ليونه ونعومة ، وهو ربما لم يدخل متاهات النضال العنفيه ؟ لكنه يتماها مع من سبقه ، وتجاربهم وفي عائلته الكثير منهم ، ولوالده خصوصية نضالية ، لقد عاناها بكل جد وعايشها فكان هو هي ، نفس المعاناة .
( من حِجْر الأوجاع الحبلى ... شعري لا يصلح للمكياج ِ ... لغرف النوم ... لايصلح لامرأة لا يصلح إلا للنوم ... لا أكتب إلا للثورة ... للأحرار ... لغرف الشنق ... وتعذيب الخازوق ... لسياط الزمن اللاهب فوق ظهور جياع الأرض ... من قصيدة قباب الصفيح ... ص ... 51 ) .
انها روح جيفاريه بأمتياز " اينما يكون الظلم فذاك وطني " هذا هو العشق الرافض العودة الى الرحم في زمن الولادات المتثعلبة والكاذبه بكل عناوينها وتجلياتها ( كلام نسبي ) فالمرأة عنده قصيدة متنوعة المضامين كأنها كائن بمواصفات خاصة يعيشها الشاعر في دواخلها بنبضه ووجدانه لنهوض بها من واقعه الفاسد والخلاص معها من المفسدين ، انه شاعر نهضوي ومتطلع لفجر الكادحين وحينما تتحرر المرأة من كاهل عوالم الذكورية المجحف بحقها ، والذي ينتهك عذريتها لتكون موضع تفريغ وليس موضع بناء أمة قوامها المرأة ان قومتها عدل المجتمع والشاعر حالم بعدالتها ، عدالته ، انه الحب والعشق وأنسانيته ، اليس الثوار يملكون كل هذا الحب ، والجود بالنفس عندهم هو عشق غير متناهي الأبعاد بل سرمدي دائم من جيل الى جيل ، وهكذا عبد الهادي يحمل فانوس عشقه للمرأة للتحرر وانطلقها ، انطلقه لكونهما يتشكلون بوحدة موضوعية الوجود وهما الوجود . عبد الهادي شاعر غزلي شفاف وبليغ في جمله وصوره الشعرية فأحيانا يرسم بالكلمات وهو فنان يجد الخط اي يجد رسم الحروف فتتحول بيده الى للغة تشكيليه بالكلمات .
يعلن مايكوفسكي: " أريد أن أصنع فناً اشتراكياً " فانتسب مجدداً إلى مدرسة موسكو للرسم . هناك تعرف إلى جماعة المستقبليين .
في البداية، أعجب مايكوفسكي بأفكار المستقبليين، الذين أعلنوا التمرد على الماضي، ونادوا بالإطاحة بالتراث الكلاسيكي ودعوا إلى تحرير الشعر من كل قيد. ونبذوا كل ما يمت إلى الأصالة الشعرية بصلة. ولم يكتفوا بذلك، بل كان سلوكهم الاجتماعي فيه شيء من الغرابة، فأخذوا يرتدون الثياب ذات الألوان الفاقعة، ويربطون المناديل في أعناقهم، بالإضافة إلى استخدام كلمات بذيئة في أثناء المناقشات الأدبية .
لم يستمر مايكوفسكي طويلاً مع جماعة المستقبليين، فأدار لهم ظهره، واتجه بكليته إلى الفن الواقعي، لكنه حافظ بقوة على التجديد الشعري المؤسس على تقاليد الشعر الروسي العريق .... هذا هو عبد الهادي المظفر الشاعر بعد انتقاله او لنقول تهجيره اثناء الحرب الدموية مابين العراق وآيران ولكونه ابن جنوب المراثي والثورة ، ليسكن النجف وصراعاتها الفكرية والسسيواجتماعية ، ليختار طريق الشعر وتنفيذ رغباته واحلامه رغم تصادمه مع الواقع هكذا وجدت الشاعر المظفر نسخه جديدة من تشكيلات ومعاناة شاعر الاتحاد السوفيتي ( روسيا الكبرى ) مايكوفسكي . فعبد الهادي يصرخ " اريد ان اصنع قصيدة انسانية جديدة مفعمة بالروح الثورية المستقبلية ، يريد ان يكون ثائر من الثوار وليكن بالسلام وعشقه للحرية وقانونها الديمقراطي . من قصيدته " على أعتاب مقهانا العتيق " .
( تترنح اللغة الحبلى بالمواجع ... تدور ، تدور ، وتدور ... ثم تحتضن دخان همومنا ... ونحن ننفث تلك الأعقاب ... حسرة اللغة باتت أسيرة لمراهقين ... ويقول : هكذا علمني أن لا ثقافة مع أميين ... لم يبلغوا الحلم بعد ... مع أميين لم يفقهوا من أدبياتهم إلا جملة واحدة ..." دار .. دور .. أم عليوي ..." ولم يزل التنور موقَدا لحرق ما تبقى من أحلامنا ... " إلى من ضادنا تشكو ... وممن ياترى تدنو .. تصفق من بلاهتها ... لمن فيها غدا يهجو " تنتهي سجائرنا ... لنتفقد من بقي حياً منا ... منا من بقي على قيد القصيدة ... ومنا من ينتظر ... وما فرطنا برعيتنا ... ) .
مسك الختام
حدّد مايكوفسكي نفسه مغزى القصيدة، ومضمونها فكتب:
(فليسقط حبكم. فليسقط فنّكم. فليسقط نظامكم. فلتسقط ديانتكم)
أربع صرخات لأربعة مقاطع .
مهد الشاعر للقصيدة، بمقدمة تعطي القارئ المفتاح الانفعالي، ومن خلال هذه المقدمة، يدخل القارئ إلى عالم القصيدة المعقد والمركب . خرج مايكوفسكي كعادته عن المألوف ، فحطم الوزن والقافية ، وحافظ على الإيقاع ، مستفزاً مشاعر الجماهير محرضاً لها ، وهكذا فعل او يفعل شاعرنا عبد الهادي المظفر في ديوانه " أحلام زيوس " . لكن لم يحطم التفعيلة وحافظ بشكل على ايقاعات الموروث الشعري العربي لكن في بنائه للنص حلقا عاليا بفرديه وخصوصية لم تتوضح معالمه بالعموم لكنها واضحة بنفس الشاعر وصورة الخاصة متماهيا مع بعض تجلياته الوجدانية في صيغ الآيات القرآنية او الدعاء والصلاوت ، ففلسحر شجو المناجات مابين العاشق والمعشوق وللفجر اطلالته في احلام الشعراء ، عبد الهادي شاعر غريد وبلبل يتنقل مابين اشجاره حيثما يريد وأنا يريد ، سيكون غده فيه تفريد ، على الشيوعيين ومن عنده ملكة التذوق الأدبي ثقافي والتجديد ، التصفيق لهذا الشاب الشاعر ليزيد ، حب ومجد لوطن وشعب نريد ، حر وسعيد ، فصفقوا لعبد الهادي بالقلب قبل الأيد ، هكذا رأي ولا أزيد ... كتب الشاعر :
( أحيانا ً، أخالني وسط موج من صرخات ، تلك حبيبتي وهي تنعاني ، إذ لا حبيب يدلّعها بعدي ، لفترة حدادها على الأقل ، أمي " لاتعليق " فقد علقت على جنازتي آمالها ، أبي لم يجد غير سجائره مؤنسا ، وأبنائي يضحكون ويرقصون وهم لا يعلمون ماذا يجري ... " فليسقط حبكم . فليسقط فنكم . فليسقط نظامكم . فلتسقط ديانتكم . " )
هل جربت ، أنك مغترب ..
حيث أنت .
وحيث هم .
وحيث لاشيء حولك .
سوى مسمى " وطن " .... !!؟



#ذياب_مهدي_محسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهلا ايها الخرف ... الى الهارم الشيخ كاظم الحائري الآيراني ا ...
- صوتوا ياشعبنا للتحالف المدني الديمقراطي (232)هم العمل والأمل ...
- تجيير ما حددته المرجعية الدينية في مواصفات المرشحيين ....... ...
- الفرات الاوسط وأبرز الأحداث الوطنية في قضاء الشامية خلال الع ...
- شيخنا يعقوبي ... ياواش ... ياواش ... هل انت لاتنطق عن الهوى ...
- سلام عادل : القائد الشيوعي والشهيد ، ضمير يلهب غصون ذابلة تج ...
- مع السيد صدر الدين القبانجي حول موقفه من ( يوم الحب ) في الن ...
- وأحتفلنا بيوم الحب - عيد الحب - في النجف
- مسك خاتمة البحث الموسوم ( مقهى عبد ننه إرث نجفي عراقي حضاري ...
- من فقه التمدن ... حول تعدد الزوجات ....
- مقهى عبد ننه ... إرث نجفي عراقي حضاري ... القسم 12
- لك ... كن آدمي يامرتزى قزويني ؟
- هل يفتون أهل العراق أم (التقية ) تزعل عليهم !؟
- الكليبتوقراطية ونفاخات يزيد بن معاوية
- بصراحة : كلام للأنتخابات القادمة !؟
- عبد الستار ناصر ... ابو عمر وداعا ...
- من حدد لنا هذه المعايير .... ؟
- الغيرة العراقية ... بعد التي واللتيه ! ؟؟
- خاطرة .... نون والقلم ....؟
- كلام معرفي وعرفاني


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ذياب مهدي محسن - عبد الهادي المظفر وماياكوفسكي والروح الجيفارية قراءة في مجموعته الشعرية .... أحلام زيوس