أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بشرى البستاني - صوتك الذي يكبر فيه شجري














المزيد.....

صوتك الذي يكبر فيه شجري


بشرى البستاني

الحوار المتمدن-العدد: 4735 - 2015 / 3 / 1 - 01:45
المحور: الادب والفن
    




صوتك الذي يكبر فيه شجري
بشرى البستاني
**
تلتصق دمعتي
على السكاكين التي قطَّعت يدي
وبعثرت على الأرائك حزني
على دجلة الذابلِ من ظمأ
على كلمة شوقٍ لم تستطع أن تشتعلَ ،
فماتتْ

**
تلتصق دمعتي
على آخر فنجان حزن اقتسمناه معا
على آخر سيكارة دخنتها معك
على الرسالة الأخيرة التي لم تكتبها لي
على لحظة تحيل الكون على هباء

**
تلتصق دمعتي
على وجنة ابنتنا التي لم تجئْ
وظلت ضفيرتها معلقةً في سرو روحي
على صوتك الذي يكبرُ فيه شجري
على سرِّك وهو يخون صبري
وعلى سؤال لم أستطع الجواب عليه

**
تلتصق دمعتي
على آخر مشاكسة تركتني أكسر زجاجها
وشربتْ عبر الشظية دمي
على الأيام تركضُ على عنقي
وينالني حدُّ سكينها القاطع

**
تلتصق دمعتي
على حفرة يُشعلها غيابك في صدري
على أعمدة سريري
وهي تقطِّع في الليل أوردتي
على سارق ابتزني بمهارةٍ أدركتها
يوم ابتعدتْ
وعلى بحر ينكفئ في محنة

**
تلتصق دمعتي
على غصن شجرة مجروحة
وجسر يشكو الوحشة
ويمام صامتٍ يهدلْ
على غيابك مهدِّدا بالحضور
وأناملك التي لم تتعبْ من الصمت

**

تلتصق دمعتي
على سماء عاشرة لم يطأها الرسل
على ارض لم تولد بعد
على رياح تطوف بلا بذور
وعلى آخر دمعة أودعتها وجنتيكْ

**
تلتصق دمعتي
على طيور بيضاءَ لم تستطع وصولَ دوحك
وعلى الوجع الذي ينام ويصحو
في عربة فارغة
على لهب يصارع البحرَ مؤمنا بالانزياح

**
تلتصق دمعتي
على الشِباك فارغةً إلا من الوهم
على وردةِ فلٍّ تطلعُ في أناملك
وهي تستل من القصائد عنقود دمعي
وتمسح شَعرها الأشقر

**
تلتصق دمعتي
على بحر يسترق السمع لقلبي
وهو يخون شواطئك
على العراق مرهونا في لوائح السماسرة الخدَّج
وذابلاً في جوف صخرة
على بغداد تطلع وردة صفراء في ضوء حزني
فتذبل النجوم في قفص.

**
تلتصق دمعتي
على ليل يتكسَّر في دمي
ثم يضيء في غفلةٍ أطراف الوجود
ينهض عشبٌ ورديٌّ على ساعديك
وتنهمر النجوم في غفوتي الأخيرة
آه .. يا لذلك البرق الذي أضاء شِعابَ الغابة
سأل عنك الشجرَ والنبعَ ونجمةً بعيدة
لكنهم صمتوا

**
تلتصق دمعتي
على جدارٍ لا يريد أن ينقض
ورملٍ يشربُ غيمة
ووردة ترفض أن تذبل
أدخل شِباكها وأظل بانتظاركْ

**
تلتصق دمعتي
على براكينَ أحرقت حدائقي
وأنقاض كانت ذات أصيل شُرفة
وعلى آخر دمعة تتسكع على الأرصفة حيرى
لا تعرف أين تلتصق



#بشرى_البستاني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وداعا شاعرة العراق الكبيرة آمال الزهاوي
- تداخل الأنواع الأدبية وشعرية النوع الهجين
- الحضارة الغربية المعاصرة في رؤية مبدعيها
- بعيداً عن العراق
- قصيدتان للموصل
- القطار يواصل الصفير
- رافع الناصري ، مبدع العراق الباذخ ..
- المبدعة العربية واشتراطات الواقع
- المحضر
- صمتك المرتابُ بما لا أدري
- قلت للقصيدة تألقي ، قالت ، والرصاص ..؟
- الشاعرة لم تمت بالرصاص
- المواقف
- وأرى نخلاً جنوبيا يعدو
- شعر معد الجبوري ، عنفوان التجربة وتوهج الصحارى
- شعر طالب عبد العزيز ، واللعبة الماهرة
- الحب وإشكالية الوجود ..
- قراءات
- ضحايا غزة ... وحقوق الإنسان
- واقع الثقافة العراقية ، إلى أين ..؟؟


المزيد.....




- يمكنك التحدّث لا الغناء.. المشي السريع مفتاح لطول العمر
- هل يسهل الذكاء الاصطناعي دبلجة الأفلام والمسلسلات التلفزيوني ...
- فيلم جديد يرصد رحلة شنيد أوكونور واحتجاجاتها الجريئة
- وثائقي -لن نصمت-.. مقاومة تجارة السلاح البريطانية مع إسرائيل ...
- رحلة الأدب الفلسطيني: تحولات الخطاب والهوية بين الذاكرة والم ...
- ملتقى عالمي للغة العربية في معرض إسطنبول للكتاب على ضفاف الب ...
- لأول مرة في الشرق الأوسط: مهرجان -موسكو سيزونز- يصل إلى الكو ...
- شاهين تتسلم أوراق اعتماد رئيسة الممثلية الألمانية الجديدة لد ...
- الموسيقى.. ذراع المقاومة الإريترية وحنجرة الثورة
- فنانون يتضامنون مع حياة الفهد في أزمتها الصحية برسائل مؤثرة ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بشرى البستاني - صوتك الذي يكبر فيه شجري