أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بشرى البستاني - الشاعرة لم تمت بالرصاص














المزيد.....

الشاعرة لم تمت بالرصاص


بشرى البستاني

الحوار المتمدن-العدد: 4075 - 2013 / 4 / 27 - 20:00
المحور: الادب والفن
    


الشاعرة لم تمت بالرصاص
بشرى البستاني

**

الرصاصُ الليلة لا يخيفني
إنه يذكرني بواحات البوادي
تساقطُ ثمرا على القتلى
وأنا أتضرع لنبع يابس أن ينهض
ليمدَّ النائمون سواعدهم باتجاه التفاح

**

الرصاص الليلة لا يذكرني بالموت
الرصاص يذكرني بقمرين يطلعان شمالا وفي الجنوب
وأنا أريدهما قمرا واحدا
يطلع فيه شجرنا

**

الرصاص الليلة لا يفزعني
إنه لا يذكرني بعيون فقئت
ولا سوق قطعت
الرصاص يذكرني بقارورة رسمتها لي وأنا عطشى
وارتويتُ بها وهي على الورق

**
الرصاص لا يذكرني الليلة بالموت
إنه يذكرني بالقهوة التي لم أشربها معك
بالأغاني التي أحبها الشهداء ولم أعرفها
كي أصدر أمرا للرقصة أن تطولْ

**
كهذا الرصاص المطفأ المتناثر على الشرف أمانينا
ضاعت في الطريق إلى الخلاص

**

الرصاص لا يفزعني
تفزعني أمنية ترتدي غلالة وردية
وقلادة من زبرجد
لكنها تجفُّ على أريكة انتظار

**

الرصاص لا يعذبني
تعذبني المواقف التي غادرت مواقفها
والأوراد التي ظلت خرساء
بين قلمي وأطراسك

**

هذا الرصاص لا يذكرني بالألم
الرصاص يذكرني بلعبة دموية
نلعبها بين يوم وأخر
أموت في دورانها وأحيا
ليكتبوا على شواهدنا :
عاشا في الملفوظ وماتا في المعنى
ورحلا في بياض اخضر
وليدونوا على منصة الأبدية :
لن يشتعل الحبُّ شيبا ..!

**

الرصاص لا يخيفني
تخيفني بحورٌ جفت
وشمسٌ غابت
ونهرٌ في مخاض

**

الرصاص لا يذكرني بالموت
انه يذكرني بلحظة مشتبكة تضيع فيها البلاغات.
بعبير غامض يفوح في الطريق إليك

**

الرصاصُ يمنحك المقاماتِ
ويعطيني الأحوال
لأحمل مواجيدي وأضيع في مياه ساعديك
موهبةٌ في الظاهر
وكسبٌ في الباطن
نتوب في الارتقاء معا
ولذلك مات السهروري قتلا
فمتى المشاهدةُ يا مطلقَ الرصاص

**

الشاعرة لم تمت بالرصاص
الشاعرة ماتت مخنوقة
وضد مجهول دُوّن قتلها

**

آهٍ.. أيتها البلابل التي تقتفي أطراف الموج
تعلمي ان الموج لا يتلاشى في رقصة الحرية
إذ تتحول الوردة زورقا رصاصيَّ العبير
الموج يتداخل في لذة ماكرة
تنفضُّ حين اشتباكها
ولا تنأى إلا لتعود
الموج يرمم الهاوية
تلك مهمة تقترف فك أزرار الشواطئ
وهي تفتح للفتنة ساعديها
وتختبئ في عيون البحر


**
الرصاص لا يذكرني بالنوافذ التي يكسِّرها
ولا بالصدور التي يخترقها
إنه يذكرني بالصغار الذين لم يكذبوا علينا بعد
أقول له .. لا تنطلق وسط الشوارع
كي لا تدهسك العربات فتغفل عن أداء قتلنا
بل انطلق على الأرصفة
كي تضمن السلامة لك
والموت السريع لنا ..

**

الرصاص لا يذكرني بالنعوش
التي ملأت هذا المساءَ بيتي
ولا بأنين فقدهم
الرصاص يذكرني بالجنيد :
"المحبة فرط ميل بلا نيل "
ونحن من قرون نميل ولا نيل
والصحراء تكبر ودجلة ينكفئ
والفرات خجلٌ مما يجري
.................

لن أقول لك الحقيقة ..!
الرصاص لا يذكرني بأي سؤال ولا جواب

**

جفت أسئلتي
علمني اكتشاف أسئلة أخرى
كي اشكر التراب الذي سيوارينا
إذ لم نجد غرابا يفعل



#بشرى_البستاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المواقف
- وأرى نخلاً جنوبيا يعدو
- شعر معد الجبوري ، عنفوان التجربة وتوهج الصحارى
- شعر طالب عبد العزيز ، واللعبة الماهرة
- الحب وإشكالية الوجود ..
- قراءات
- ضحايا غزة ... وحقوق الإنسان
- واقع الثقافة العراقية ، إلى أين ..؟؟
- كارثة الإبداع العراقي ، ومنافيه ... إلى متى ..؟
- شعرية الأنوثة وقصيدة الجسد
- الإشارات
- بهاء الحب وإشكالية الغياب في مجموعة - قصائد حب على جدار آشور ...
- نقوش الحب والجسد ، قراءة في مجموعة - أبشرك بي - لانتصار سليم ...
- قصيدة القدس
- في الغياب أتعثر بأنوارك
- فتنة
- رجاءات
- وفي كفيك ترقد النجوم
- جماليات الذاكرة وجدلية الحضور،قراءة في عينية الصمة القشيري
- زمنية التشكيل الشعري .. مقاربة في ديوان خليل حاوي


المزيد.....




- من إلغاء جولتها الفنية إلى طلاقها.. جنيفر لوبيز تكشف كيف -ان ...
- غزة.. عزف الموسيقى لمواجهة البتر والألم
- لعبة التوقعات.. هل يفوز عمل غير غربي بجائزة نوبل للآداب 2024 ...
- اندمج في تصوير مشهد حب ونسي المخرج.. لحظة محرجة لأندرو غارفي ...
- تردد قناة روتانا سينما 2024 الجديد على نايل سات وعرب سات.. ن ...
- الممثل الخاص لوزير الخارجية الايراني يبحث مع نبيه بري قضايا ...
- سيدني سويني وأماندا سيفريد تلعبان دور البطولة في فيلم مقتبس ...
- فشلت في العثور على والدتها وأختها تزوجت من طليقها.. الممثلة ...
- -دبلوماسية الأفلام-.. روسيا تطور صناعة الأفلام بالتعاون مع ب ...
- كريستوفر نولان يستعد للعودة بفيلم جديد ومات ديمون مرشح للبطو ...


المزيد.....

- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بشرى البستاني - الشاعرة لم تمت بالرصاص