أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بشرى البستاني - قلت للقصيدة تألقي ، قالت ، والرصاص ..؟














المزيد.....

قلت للقصيدة تألقي ، قالت ، والرصاص ..؟


بشرى البستاني

الحوار المتمدن-العدد: 4086 - 2013 / 5 / 8 - 14:31
المحور: الادب والفن
    


**

لمَ الخوفُ من الرصاص ..؟
الأمرُ ليس بتلك الصعوبة
قليلٌ من الاسترخاء كي نموتَ بأمان
نحن الأبرياءَ إلا من المحبة ..

**
وحفيف الرصاص ينبعث من حوافي الجحيم
أتذكر كل الأمنيات المؤجلة
كل الموسيقى التي تمنيت لو عزفها لي
حبيبٌ لم أره بعدْ
كل الرقصات التي رقصتُها في ليلٍ موحش
......................
في حفيف الرصاص أتذكرك
وأنت تلوبُ : دثّريني

**
حين ينبعث الرصاص يسود الصمت
لماذا ..؟
أهو موسيقى ..؟

**

في كل رصاصةٍ موت
أ.. في كل رصاصة ... حياة ..؟
في كل رصاصة دمعة
أ.. في كل رصاصة بسمة ..؟
أين تختفي الحياة وابتساماتها إذ يحلّق الرصاص ..!

**

إذ ينطلق الرصاصُ يتكسر كريستالُ الحياة
لماذا ..؟

**

إنها الصحراء ، رحبة وبريئة
حِداؤها شجيٌّ يهدهد الحنين
وانتم قادمون منها
لماذا تقتتلون إذاً ..؟

**

إذ ينطلق الرصاص تنغلق الملاعب
يتجهم وجه طفل كان مبتسما
يتكدر شعاع الحرير وينكفئ المرجان
................
إذ ينطلق الرصاص
ينطفئ السر وتذبل الحوريات
لماذا يطلقون الرصاص إذاً ...؟

**

الرصاص ينهمر
والقمر يتحسَّر

**

الرصاص ينهمر
وموعد الحب يتأجل

**

الطفل يحسب الرصاصَ قناديلَ فرح في الظلام
فيصفق بابتهاج

**

إذ ينهمر الرصاص في العتمة
اهربُ نحو شلال الضوء ، نحو حبك

**

بيتي لم يعد سجنا أمينا
ليتهم يأخذونني لسجن آمن
يُقفلونه عليَّ ويتركونني لأجف
علَّ الغزالة السجينة في روحي
تكسر أغلالها ..

**

الدمعة لم تعد تشرق
مذ عرفتْ أنها تبوح بسري
الدمعة تحولت لجمرة تشعلُ الفجاجْ

**

دعوا الرصاص يسترحْ
انه كائن بريئ يّتعبُ هو الآخر
دعوه ينزع ملابسه القديمة ويستحم
دعوه يتأمل ما يفعل
فللرصاص أسرارهُ ومكابدة اشتعاله..

**

هناك رصاص أحبه
ينهمر كلما كبرت مسافات غيابك

**

حين ينطلق الرصاص
أحكي له قصة مُزنة أنتظرها من قرون
فيغضي خجلاً
ويتجاوزني

**


كلما مرقت الرصاصة قربي
أخبرها أني على موعد معك
فتتخطاني
هل الرصاصة أحنى من إنسان ..!

**

اقترب مني ، اقتربْ
ليكفَّ الرصاصُ عن الهدير
اقترب مني
ليزيح الحب دخان الشظايا
وليعرف الرصاص كم اقترف من خطايا
وكم أجّل من مواعيد

**

مع كل رصاصة
أزرع وردة بيضاءَ لطفل خائف

**

مع كل رصاصة
يبزغ وجهك هادئا
كليلٍ شتائيٍّ مشمس

**

مع كل رصاصة أتذكر نقوش أناملك
وهي تحيط بالتراتيل خوفي
مع كل رصاصة
أسمع صوتك يدعوني لنزهة
فأنسى الرصاص واتبعك

**

في الغروب يتضاعف صوتُ الرصاص
وتقترب عيناك مني
تمسح بالتعاويذ الثقوب التي خلفها الرصاص
في فنجان قهوتي

**

مع كل رصاصة
أتذكر مناهج التأويل ونظريات القراءة
وأتذكر بلا حدود أجنحة الموسيقى وشعاع أناملك .
وأتحسر ..

**

أيتها الرصاصة الآتية من الظلام
دعيني أصلي بهدوء
كي تصلَ السماءَ تراتيلي

**

أقول للرصاصة القادمة
ازرعيني في رابية رحبة
ولا تدحرجيني في الوديان
فقد تعب قلبي من كهوف ظلت معلقة في المنفى
لم تعرف غير سيول الدماء ..

**

أوقفي الزمن أيتها الرصاصةُ
أوقفيه
ليبصر الضحايا الذين ابتلعتهم لحظةُ احتراب واحدة
في غياب سر النور عنها

**

مطرك يفاجئني بعبيره
كلما انهمر الرصاص

**
لن أتكلم أكثر
فالكلام يكسر هيبة صمت شاسع
تركنا فضاءه من زمن للرصاص

**

قلتَ لي ما قاله العطار في منطق الطير
إنّ كل كنز عليه طلسم ، إذا حُلَّ فتح الكنز
والعالم نقوش لو أدركتاها عُرف السرُّ
وصمت الرصاص

**

قلتُ للقصيدة : تألقي ..
قالتْ ... والرصاص ...؟

**

إذ تنطلق الرصاصة أقول لحبك لا تغادرني
لأختبئ في ألق حزنك ،
وأرتبكَ في انكسار الموجة .

**

كلما انهمر الرصاص
أتذكر كم خانتني الملاذات

**

الطيور التي تخاف انهمار الرصاص
تشعل بي حنين المنافي لدرس وادي الاستغناء
كي يتوقف صدأ القلوب عن الاستعلاء *

**

تعبتُ أيها الرصاصُ من الوحشة
ألم تتعب من الضوضاء أنت ..؟
تعبتُ ، فخذني إليهم
أولئك الذين غرَّتهم الناياتُ
فعلقوني على أعواد المحنة ، وغابوا .

**
أمطرْ أيها الرصاص ، أمطر
لأنك مثلُ كل مطر
ستتوقف ..!



في النص إشارتان للعطار النيسابوري



#بشرى_البستاني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعرة لم تمت بالرصاص
- المواقف
- وأرى نخلاً جنوبيا يعدو
- شعر معد الجبوري ، عنفوان التجربة وتوهج الصحارى
- شعر طالب عبد العزيز ، واللعبة الماهرة
- الحب وإشكالية الوجود ..
- قراءات
- ضحايا غزة ... وحقوق الإنسان
- واقع الثقافة العراقية ، إلى أين ..؟؟
- كارثة الإبداع العراقي ، ومنافيه ... إلى متى ..؟
- شعرية الأنوثة وقصيدة الجسد
- الإشارات
- بهاء الحب وإشكالية الغياب في مجموعة - قصائد حب على جدار آشور ...
- نقوش الحب والجسد ، قراءة في مجموعة - أبشرك بي - لانتصار سليم ...
- قصيدة القدس
- في الغياب أتعثر بأنوارك
- فتنة
- رجاءات
- وفي كفيك ترقد النجوم
- جماليات الذاكرة وجدلية الحضور،قراءة في عينية الصمة القشيري


المزيد.....




- اختفاء يوزف مِنْغِله: فيلم يكشف الجانب النفسي لطبيب أوشفيتس ...
- قصة القلعة الحمراء التي يجري فيها نهر -الجنة-
- زيتون فلسطين.. دليل مرئي للأشجار وزيتها وسكانها
- توم كروز يلقي خطابا مؤثرا بعد تسلّمه جائزة الأوسكار الفخرية ...
- جائزة -الكتاب العربي- تبحث تعزيز التعاون مع مؤسسات ثقافية وأ ...
- تايلور سويفت تتألق بفستان ذهبي من نيكولا جبران في إطلاق ألبو ...
- اكتشاف طريق روماني قديم بين برقة وطلميثة يكشف ألغازا أثرية ج ...
- حوارية مع سقراط
- موسيقى الـ-راب- العربية.. هل يحافظ -فن الشارع- على وفائه لجذ ...
- الإعلان عن الفائزين بجائزة فلسطين للكتاب 2025 في دورتها الـ1 ...


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بشرى البستاني - قلت للقصيدة تألقي ، قالت ، والرصاص ..؟