أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد زكريا توفيق - آلهة الأوليمب: أرتميس (ديانا)















المزيد.....

آلهة الأوليمب: أرتميس (ديانا)


محمد زكريا توفيق

الحوار المتمدن-العدد: 4733 - 2015 / 2 / 27 - 10:47
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    



ليتو (لاتونا)، هي حورية من التيتان، ابنة كايوس وفيبي. وقع كبير الآلهة زيوس في غرامها. معروف عن كبير الآلهة، ولعه الشديد بالنساء الجميلات. ومن منا يستطيع مقاومة الجمال.

الإلهة هيرا، زوجة زيوس، لا يعجبها الحال المائل. تعرف جيدا سلوك زوجها المعوج، وتعلم ولعه الشديد بالجنس اللطيف. لذلك كانت تراقبه طول الوقت، وتشك في كل تصرفاته.

لكي يهرب زيوس من مراقبة زوجته، تخفى هو وعشيقته ليتو، في شكل طيور السمان، وطارا يختبئان في بستان بعيد. هناك، سيختفي لون ريشهما البني المنقط بأبيض، بين بقع أشعة الشمس وبقع الظلال والحشائش والأوراق الجافة تحت الأشجار.

لكن عيني الغيرة حادتان. لقد رأتهما هيرا متلبسين بجريمة الخيانة الزوجية، مع سبق الإصرار والترصد. هي تعرف جيدا أنها لا تستطيع معاقبة زوجها كبير الآلهة. لقد حاولت من قبل لكنها فشلت. بالنسبة للخائنة ليتو، الأمر يختلف.

صبت هيرا جام غضبها على ليتو واللي خلفوا ليتو. لعنتها وحكمت عليها بالحمل المستدام، لكن: "ابقي قابليني لو عرفتي تولدي. لن تجدي مكانا تحت الشمس، يمكنك أن تلدي فيه."

لم تكتفِ هيرا بذلك، لكن أرسلت خلفها الحية الرهيبة بايثون، لكي تطاردها كلما حاولت أن تستريح في أي مكان. هنا، تدخل زيوس وحاول مساعدتها. أرسل لها رياح الجنوب لكي تحملها إلى جزيرة ديلوس.

الحية بايثون، سبحت وراءها. قبل أن تصل إلى الجزيرة، عصفت بها الرياح، بأمر زيوس، وجعلتها لا تستطيع مغالبة الأمواج. على هذه الجزيرة الجميلة، وضعت ليتو التوأمين: أرتميس وأبولو.
http://img4.wikia.nocookie.net/__cb20131027183340/greekmythology/images/3/36/Leto.jpg

كبير الآلهة زيوس، أبو الطفلين، لم يكن من عادته العناية بأطفاله. له أبناء وبنات تفوق الحصر، ولا يستطيع تذكر أسماءهم. لكنه لم يستطع نسيان طفليه من ليتو. لقد كانا طفلين فريدين في الحسن والجمال. الجمال، ولا شئ غير الجمال، هو الذي يسلب عقل ولب زيوس.

نظر زيوس إلى وجهيهما وهو في علاه على قمة جبل الأوليمب، فوجدهما بدرين يتلألأ وهجهما ويملأ المكان. أبولو بالنور الذهبي، وأرتميس بالفضي. تيقن زيوس أنهما إلهان حقا، يجب أن يلحقان بباقي آلهة الأوليمب.

أرسل زيوس من يأتـي بهما عندما أتما عامهما الثالث. ثم طلب من هيفاستوس، حداد الآلهة، صناعة قوس وجعبة من الذهب الخالص لابنه أبولو. الجعبة لا تخلو منها السهام، كلما فرغت، ملئت من نفسها. كما طلب زيوس من هيفاستوس، صناعة عربة ذهبية له، تجرها أفراس ذهبية.
أما بالنسبة ل "أرتميس"، فقد حملها زيوس بين ذراعيه وأجلسها في حجره. ثم سألها: "وأنت يا عذرائي الصغيرة، أي هدية تريدين؟" أجابت أرتميس:

"أريد، يا أبتي، أن أظل عذراءك. فلا أرغب في أن أكون امرأة متزوجة. كما أنني أريد أيضا قوسا وسهما مثل أبولو، لكن من الفضة الخالصة. أريد ثيابا من جلد الغزال منقوشة، قصيرة لا تعوقني عن الجري والحركة.

أحتاج أيضا إلى 50 حورية من حوريات البحار، تغني لي. و22 حورية من حوريات الغابات، ترافقني في الصيد. كما أريد كلاب صيد سريعة مفترسة. أبغي أن أسكن الجبال والبراري. فأنا اكره الحياة في المدن. "
نلاحظ هنا أن مجموع حوريات أرتميس يساوي 72 حورية. فهل لهذا العدد علاقة بعدد الحور العين بالجنة، 72 حورية؟

"نعم، نعم"، أجاب زيوس، "ستتحقق كل طلباتك وأكثر. ستنالين الطهارة والعفاف. وسأجعلك تختارين بنفسك كل ما تريدين."

قبّلت أرتميس أباها زيوس وشكرته، ثم جرت لكي تختار هديتها بنفسها. ذهبت إلى أعماق البحار والأنهار والغابات لكي تختار أجمل الحوريات، اللاتي سترافقنها. ثم ذهبت إلى هيفاستوس لكي تطلب قوسها وجعبتها الفضية.

أخبرها هيفاستوس بأن تصنيع الفضة من الأمور الصعبة جدا. تتطلب ضوءا باردا. لذلك تصنع تحت الماء. ثم نصحها بالذهاب إلى أعماق مياه البحر، بجوار جزيرة ليبارا. حيث يعمل الحدادون السيكلوبس في خدمة إله البحار بوسيدون، ويقومون بتصنيع لوازم خيوله.

أخذت أرتميس حورياتها وذهبن لكي يسبحن تحت الماء، إلى حيث يوجد السيكلوبس. كانت الحوريات في قمة الرعب لمنظر السيكلوبس البشع. لكل منهم عين واحدة. لكن أرتميس خاطبتهم قائلة:

"لقد جئتكم برسالة من هيفاستوس. فهو يطلب منكم أن تدعوا ما بأيديكم من أعمال، وتقوموا بصناعة قوس وجعبة سهام من الفضة الخالصة لي. الجعبة، كلما فرغت، تملأ من نفسها. إذا فعلتم ذلك، سوف أهديكم بكل الصيد الذي أحصل عليه في اليوم الأول". وافق السيكلوبس وبدأوا في تصنيع ما طلبته أرتميس.

أخذت أرتميس القوس الفضي، ورفعته عاليا بيدها، وظلت تجرى وهي تصرخ من الفرحة. ذهبت إلى الحقول والوديان والهضاب، تتبعها الحوريات. يداعب النسيم شعورهن وهن يضحكن ويغنين أعذب الألحان.

http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/8/80/Diane_de_Versailles_Leochares.jpg

ثم ذهبت أرتميس إلى الإله "بان". إله المراعي والأحراش والصيد البري. في شكل نصف إنسان ونصف ماعز. وجدته يطعم كلابه. خاطبته قائلة: "أيها الإله بان، يا إله الغابات، يا ابن عمي العزيز. من فضلك، هب لي بعض كلابك المفضلة."

http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/a/aa/PanandDaphnis.jpg

أجابها الإله بان وهو يرمق قوام الحوريات الجميلات: "وما سوف تعطيني في مقابل ذلك؟" قالت أرتميس: "اختر ما يحلو لك. لكن يجب أن أحذرك. فهن جميعا قد أقسمن أن يكن مثلي. عفيفات طاهرات لا يمسسهن إنس أو إله"

أجابها بان: "كده؟ إذن، لا تشغلي بالك، واحتفظي بهن جميعا. أي الكلاب تريدين؟" ثم أخذت أرتميس تختار من بين كلاب الصيد، أقواها وأسرعها وأقدرها. اختارت منها عشرة"

كانت أرتميس حريصة على تجربة أسلحتها الجديدة. أرست كلابها لصيد غزالتين، وطلبت أن يأتوا بهما سالمتين. ثم ربطت الغزالتين في مقدمة عربتها الفضية لكي تجراها.

قامت أرتميس بتجربة القوس والسهام أربع مرات. أول سهم،أصاب شجرة صنوبر. السهم الثاني، أصاب شجرة زيتون. الثالث، اصطاد خنزير بري. أما الرابع، فقد أطلقته على المدينة، لكي يصيب القوم الظالمين. فقتلهم السهم جميعا برمية واحدة.

يرى الناس أرتميس وهي تركب عربتها الفضية عبر الجبال. تمسك بقوسها الفضي، تتبعها الحوريات وهن يحملن الشعلات المقدسة. يسمونها إلهة القمر، وأخيها أبولو، إله الشمس.

لم تسمح لرجل بأن يمسها. ذات مرة، بينما كانت تستحم في جدول ماء، اختبأ شاب يدعى آكتيون لكي يشاهدها وهي عارية. كانت من الجمال، مما جعل لعابه يسيل ويستمر في البحلقة والنظر إلى جسدها البض وهو يقطر ماء. هذا المشهد قد صوره أبو نواس في شعر بديع، هو أجمل وأرق ما كتب من الشعر الوصفي.

نضت عنها القميص لصب ماء - فورّد وجهها فرط الحياء
وقابلت الهواء وقد تعرّت - بمعتدل أرق من الهواء
ومدت راحة كالماء منها - إلى ماء معد في إناء
فلما أن قضت وطراً وهمَّت - على عجل إلى أخذ الرداء
رأت شخص الرقيب على التداني - فأسبلت الظلام على الضياء
فغاب الصبح منها تحت ليل - وظل الماء يقطر فوق ماء
فسبحان الإله وقد براها - كأحسن ما يكون من النساء

أرتميس، هي الأخرى، رأت شخص الرقيب على التداني. لكنها لم تسبل الظلام على الضياء هذه المرة، وإنما قامت بسخط البصاص، أبو عين زايغة، إلى غزال. ثم نادت كلابها لكي تمزقه إربا. الحقيقة أن أرتميس كانت في منتهى القسوة، على شاب كل جريرته أنه يعشق الجمال.

حاولت أرتميس فرض قيمها الخلقية، الخاصة بالعفة والطهارة، على حورياتها أيضا. إلا أن أباها زيوس، الفلاتي الكبير، أعجب بإحداهن اسمها كاليستو.

عندما علمت أرتميس بالأمر، لم تغفر لكاليستو، وقامت بسخطها دبة. ثم أطلقت كلابها على الدبة كاليستو. إلا أن زيوس، تدخل على آخر لحظة لكي ينقذها ويضعها بين نجوم السماء.

http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/4/48/Fran%C3%A7ois_Boucher_-_La_Nymphe_Callisto%2C_s%C3%A9duite_par_Jupiter_sous_les_traits_de_Diane_%281759%29.jpg


قصة أخرى تقول أن الذي سخط كاليستو دبة، هي الإلهة هيرا زوجة زيوس. عندما علمت هيرا بعلاقة زيوس وكاليستو الغير شرعية غضبت غضبا شديدا، وأخذت تبحث عن كاليستو في كل مكان، إلى أن وجدتها.

قامت هيرا بتحويل كاليستو، عشيقة زوجها الفلاتي، إلى دبة. ثم تركتها تجول في الغابة مثل باقي الحيوانات البرية.

في يوم من الأيام، وجدت كاليستو نفسها، وهي مسحورة في صورة دبة، أمام شاب صغير يصيد حيوانات الغابة. تبينت كاليستو أن هذا الشاب هو ابنها أركاس. رفعت كاليستو إحدى يديها لتحي ابنها. لكن الابن، اعتقد أن الدبة توشك أن تهاجمه.

رفع الابن حربته وصوبها في اتجاه قلب الأم ليقتلها. في هذه اللحظة، كان زيوس ينظر من قمة جبل الأوليمب إلى الغابة.

رأى زيوس الابن أركاس وهو يوشك أن يقتل أمه. بسرعة البرق، حول زيوس أركاس من صورته الإنسية إلى صورة دب مثل أمه.

ثم أمسك زيوس الأم وابنها من ذيلهما، وصعد بهما إلى السماء ليضعهما كبرجين من الأبراج. برج الدب الأكبر، وبرج الدب الأصغر. يقال بسبب رفع الدبين من ذيلهما، استطال الذيلان أكثر من اللازم.

عندما اكتشفت الإلهة هيرا وضع كاليستو وابنها كبرجين في السماء، غضبت غضبا شديدا. وقررت أن تحد من حركتيهما.

طلبت هيرا من إله البحار بوسيدون، أن يمنعهما من الوصول إلى سطح الماء. لذلك نجد اليوم أن برجي الدب الأكبر والدب الأصغر، يدوران حول النجم القطبي، ولا يستطيعان الوصول إلى خط الأفق، حيث يلتقي سطح الماء مع السماء، في أي وقت من أوقات السنة، مثل باقي الأبراج.



#محمد_زكريا_توفيق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آلهة الأوليمب: ديميتير واختطاف بيرسيفون
- آلهة الأوليمب: هاديس (بلوتو)
- ذبح 21 برئ في القرن 21
- آلهة الأوليمب: بوسيدون
- آلهة الأوليمب: أثينا (منيرفا)
- آلهة الأوليمب: هيرا، أثينا
- آلهة الأوليمب
- قصص وحكايات من الأساطير القديمة - زيوس
- قصص وحكايات من زمن جميل فات - أناس عرفتهم
- فكر الأنوار الفرنسي
- عالم الخرافات
- هؤلاء هم المرشحون لقيادة الإصلاح الديني
- كيف سقطت المسيحية في ظلمات العصور الوسطى
- العلامة أوريجانوس – كتاباته وأفكاره
- العلامة أوريجانوس، المغضوب عليه من الكنيسة المصرية
- جبتك يا عبد المعين تعين
- عصر التعقل لتوماس بين 1
- تطوّرَ المرض اللعين، والأزهر لا يفل ولا يلين
- مشايخ ومشايخ
- الميكانيكا الكمية – كيف خلقت المادة من الفراغ؟


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد زكريا توفيق - آلهة الأوليمب: أرتميس (ديانا)