آلهة الأوليمب: هاديس (بلوتو)

محمد زكريا توفيق

الحوار المتمدن-العدد: 4727 - 2015 / 2 / 21 - 20:49
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

عندما يموت الإغريقي، كانوا يضعون تحت لسان جثمانه عملة نقود معدنية. بذلك، تتمكن روحه من دفع أجرة المعدية، التي تعبر به نهر ستيكس. وهو النهر الذي يفصل عالم الأحياء عن عالم الأموات.

خارون، هو المراكبي البخيل الذي يأخذ الأرواح إلى العالم الآخر. يرفض أخذ الأرواح التي لا تدفع أجرة الرحلة. في بعض الأحيان، تعود هذه الأرواح إلى أهلها لكي تنشر الرعب بين من رفضوا أو نسوا وضع النقود تحت لسان الميت.

على الجانب الآخر من النهر، يوجد حائط هائل. به بوابة يحرسها سيربيروس، وهو كلب له ثلاثة رؤوس. مغرم بأكل لحوم البشر، ويقوم بمهاجمة من يقترب منه من الأحياء، ولا يسمح بالمرور إلا لأرواح الأموات.

في الجانب الآخر من الحائط، يوجد العالم السفلي، تارتاروس. وهو مكان فسيح مظلل بأشجار الحور السوداء. هنا يعيش كل الأموات: رجال ونساء، أبطال وجبناء، جنود ورعاة، كهنة ومرتلون، إلخ.

عندما يتكلمون، يصرخون كالخفافيش. هنا ينتظرون الحساب والمحاكمة. القضاة ثلاثة، هم: مينوس، رادامنثيس، أياكوس. من يقع عليهم غضب الآلهة، يحكم عليهم بعقاب خاص.

سيزيف (أو سيسيفوس)، حكم عليه بأن يقوم برفع صخرة ضخمة إلى أعلى التل. قبل أن يصل إلى القمة، تسقط منه وتنزلق إلى حيث بدأ. عليه أن يكرر هذا العمل إلى مالانهاية.

تانتالوس، حكم عليه بالعطش الأبدي. أمامه غدير عذب من الماء البارد. كلما يقترب بفمه لكي يشرب، ينخفض سطح الماء ويهرب منه. يظل هكذا إلى مالانهاية، مثل سيزيف.

لكن هذه حالات عقاب خاصة. معظم الأرواح، وجد أنها ليست طيبة وليست شريرة في نفس الوقت. فلا تدري هيئة المحكمة ماذا تفعل بها. لذلك ترسل إلى مكان يسمى أسفوديل. ينتظرون هناك إلى مالانهاية بدون ثواب أو عقاب. مجرد إنتظار ممل.

لكن الأبرار الأطهار الأخيار، فيذهبون إلى مكان النعيم والخلود، جزيرة الإليزيون. حيث الموسيقى تملأ المكان. لا قلق أو أرق أو تعب. إنما لعب ورقص ومرح طول الوقت.

الأرواح السعيدة، لا تحتاج إلى النوم. لهم الخيار في العودة مرة أخرى لكي يولدون من جديد على سطح الأرض. الشجعان فقط هم من يقبلون هذا العرض.

جزء خاص من مكان النعيم، يسمى بليست. هنا يقيم من ولدوا ثلاث مرات ونجحوا ثلاث مرات في الدخول إلى مكان النعيم.

هاديس، هو الأخ الثالث لآلهة الأوليمب. جاء من نصيبه ملك العالم السفلي، عالم الأموات. هو أيضا الإله بلوتو، إله الثروة والمعادن الثمينة المدفونة تحت الأرض، وربما البترول أيضا.

له طاقية إخفاء، من يرتديها، يختفي عن الأعين ويصبح غير مرئي. نادرا ما يترك مملكته لكي يزور الأوليمب أو سطح الأرض. هو زائر غير مرغوب فيه. عنيد لا يرحم، ولكنه عادل. رهيب، لكن لا يعتبر إله الشر.

زوجته، هي بيرسيفون. اختطفها من على سطح الأرض وجعلها ملكة العالم السفلي. يسكن في قصر مبني من حجر البازلت الأسود. يغار جدا من أخويه، زيوس وبوسيدون.

هو ملك الأموات، وليس الموت نفسه. الموت عند الإغريق، ثاناتوس. وعند الرومان، أوركوس. يقوم بمراجعة عدد الأرواح التي يحضرها المراكبي خارون.

لا يسمح لرعاياه بالهرب من العالم الآخر. ولا يسمح للأحياء أيضا بزيارة العالم الآخر قبل الموت. باستثناء حالتين فقط سيأتـي ذكرهما فيما بعد.

قصر هاديس في العالم الآخر في مكان يسمى إيريبوس. وهو مكان أسفل سافلين في العالم السفلي. حيث لا طائر يطير. فقط صوت الريح . تعيش هنا إلهات الجحيم والانتقام الثلاث.

هن: تيسيفون، ألكتو، ميجايرا. جنيات أقدم من الآلهة. شعورهن حيات، عيونهن حمراء، أسنانهن صفراء. بسياطهم الحادة يقمن بنزع اللحم عن عظام الضحية. يذهبن لزيارة الأرض، ومعاقبة المذنبين، الذين لم ينالوا عذاب آخر.

مهابات جدا، لا يجرؤ أحد على ذكر أسمائهن. يستخدمهن هاديس لتقوية مملكته، عن طريق حث الناس على الانتحار. يحب التحدث إليهن. عندما ينجزن عملهن، يحومن حول قصر هاديس، ويصرخن بآخر الأنباء.

#محمد_زكريا_توفيق (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل