أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - لحسن أمقران - النسب الشريف...عودة على بدء














المزيد.....

النسب الشريف...عودة على بدء


لحسن أمقران

الحوار المتمدن-العدد: 4730 - 2015 / 2 / 25 - 15:15
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


أثار القرار الأخير لوزيري الداخلية والعدل والحريات بخصوص حمل بطاقة "شريف" ردود فعل من جانب المواطنين المغاربة تتراوح بين منوّه ومستنكر لهذه الخطوة، ردود فعل لم ترق إلى مستوى فتح الملف بشكل أوسع - خصوصا في القنوات الإعلامية- يضمن استحضار تشعّبات هذه القضية بنوع من التجرد الواجب والحرص التام على السلم الاجتماعي واللحمة بين أفراد المجتمع المغربي.
إن أول شيء يجب الانتصار له في القرن الواحد والعشرين هو مفهوم المواطنة التي تتأسس على ثنائية الحق والواجب، فالمواطن الصالح من يسعى في رقي وتقدم وطنه من خلال مواقفه وسلوكاته، حركاته وسكناته، فيلتزم بواجباته تجاه الأفراد والمؤسسات على اختلافها. وبالمقابل تلتزم الدولة بحفظ كرامة هذا المواطن من خلال احترام وحفظ حقوقه الطبيعية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وفق منهاج يعتمد تكافؤ الفرص والعدالة بين كل المواطنين. إن المواطنة الحقة لا تستقيم بوجود امتيازات أيا كان نوعها وحجمها تقدمها الدولة لفئة من الفئات أو تسكت وتتغاضى عنها، أي أن الدولة ملزمة أخلاقيا أن تتعامل مع مواطنيها على قدم المساواة بغض النظر عن الأصول الإثنية والجغرافية، والأفكار والمعتقدات، والألسنة والألوان لهؤلاء المواطنين.
من جهة أخرى يجب التأكيد على نسبية الأنساب، كل الأنساب، فالعامل التاريخي يفرض نفسه وبقوة في هذه الحال، ويكفي الرجوع إلى الفترة الأموية بشمال أفريقيا وحجم التنكيل النفسي قبل الجسدي والاستنزاف الضريبي الذي كان السكان ضحية له لاعتبارهم من "الموالي"، وضع جعل عددا كبيرا من القبائل على طول شمال أفريقيا تدعي كونها من سلالة "عربية" و"شريفة" اتقاء لشر الجيوش الأموية وعمال الخلافة المشرقية. من جهة أخرى تتحدث المصادر التاريخية عن تبنّي عدد كبير من ملوك الدولة المغربية سواء خلال فترة حكم المرابطين والموحدين أو غيرهممن الدول التي توالت على حكم المغرب للنسب "الشريف" لكون هذا الأخير المصدر الأكبر للشرعية السياسية، إلى جانب مصادر أخرى كالعصبية القبلية ومعطى "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وملء الدنيا عدلا بعد أن ملئت جورا" وادعاء كون المهدي المنتظر.... كما أن "التشريف" كان سياسة ممنهجة خلال فترات عديدة من جانب الدولة المركزية لمواجهة تمرد القبائل وعصيانها. هذا ويجب استحضار معطى الزوايا كمؤسسات دينية وتعليمية ازدهرت في فترات معينة من التاريخ المغربي، فقد كان خريجو هذه المؤسسات يوشّحون في كثير من الأحيان بوسام "الشرف" بقصد أو غير قصد دون مراعاة لأصولهم الإثنية، لكونهم حفظة للقرآن الكريم وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كل ما ذكر سلفا من الوقائع التاريخية، لا يجب أن يتخذه البعض ذريعة للنيل من الأعراض والتهجم على الأفراد والجماعات وممارسة العنف الرمزي في حقهم، أو التشكيك في الأنساب بشكل استفزازي، عبثي وإطلاقي، بالنظر إلى كون هذا الوتر حسّاسا خصوصا في مجتمعاتنا النامية التي تحركها العواطف أكثر من خضوعها للعقل. أن يعتقد هذا أو ذاك كونه ذا نسب شريف أو سليل البيت النبوي فهذا اختيار وربما حقيقة لا تضرّني في شيء ويجب احترام اعتقاده من باب الإيمان بالاختلاف، لكن أن يؤمن صاحب هذا الاعتقاد بحقه في التصرف على هواه وضدا على القانون، أو ينعم بامتيازات مهما كانت كما وكيفا، فهذا هو الموقف والسلوك الذين يتعين التصدي لهما، لكن بشكل حضاري يغلّب الحوار الهادئ على أعلى المستويات والنقاش العمومي المسؤول، والذي يكفل نشر الوعي بمخالفة هذا الوضع للقيم الانسانية والأخلاقية والتفكير المنطقي والسليم، وبالتالي العمل من أجل استصدار نصوص قانونية، من الجهات المعنية، تنتصر للمواطنة وإحقاق المساواة بين المواطنين، وتغليب روح القانون الذي ينتصر للحق والإنصاف والعدالة.
إن على عاتق الدولة المغربية القضاء على كل أشكال التمييز والامتيازات، والكف عن سياسة الهروب إلى الأمام والعمل الجاد لمأسسة المواطنة لترسيخها في أذهان المواطنين الذي يظلون في نهاية الأمر ضحايا هذا التداول الشعبي لهذا الملف.



#لحسن_أمقران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قانون -ألقاب التمييز- و-الأسماء الأمازيغية- أو عندما تغيّب ا ...
- الأمازيغ والكورد... معا من أجل التحرر
- حزب الميزان وتخليد السنة الأمازيغية
- الأماكنية المغربية أو الهوية الأمازيغية التي لا تبلى
- إلى رئيس الحكومة المغربية...سنة أمازيغية سعيدة
- إلى مجنون الأمازيغ
- الأمازيغية أسمى من الحياة الشخصية للأفراد ...
- رسالة الى عميد الإيركام
- نعم، نحن الأمازيغ في حاجة إلى السلاح
- إلى من يسيء إلى نساء ورجال التعليم...
- شذرات من المشروع الأمازيغي
- بين الأغلبية والمعارضة...تتيه الأمازيغية
- اللًّهُمًّ إِنًّا نًسْألك الأمن كله في وطننا...
- الأمازيغية بعد 13 سنة من تأسيس المعهد الملكي: الواقع المر وا ...
- إلى -الأمازيغ-: إنها آخر السطور...
- منع الأستاذ من التحصيل العلمي، خرق للقانون باسم المصلحة
- تدريس اللغة الأمازيغية.. فشل أم إفشال؟
- لهذا انتفضنا ضد -شبيبة حزب المصباح-
- نعم -للتضامن-، ولكن...
- مع منع التضامن مع أمازيغ -غرداية-...هل أصبح التضامن انتقائيا ...


المزيد.....




- حادثة طعن دامية في حي سكني بأمريكا تسفر عن 4 قتلى و7 جرحى
- صواريخ -حزب الله- تضرب صباحا مستوطنتين إسرائيليتن وتسهتدف مس ...
- عباس يمنح الثقة للتشكيلة الجديدة للحكومة
- من شولا كوهين إلى إم كامل، كيف تجمع إسرائيل معلوماتها من لبن ...
- فيديو:البحرية الكولومبية تصادر 3 أطنان من الكوكايين في البحر ...
- شجار جماعي عنيف في مطار باريس إثر ترحيل ناشط كردي إلى تركيا ...
- شاهد: محققون على متن سفينة دالي التي أسقطت جسر بالتيمور
- لافروف: لن يكون من الضروري الاعتراف بشرعية زيلينسكي كرئيس بع ...
- القاهرة.. مائدة إفطار تضم آلاف المصريين
- زيلينسكي: قواتنا ليست جاهزة للدفاع عن نفسها ضد أي هجوم روسي ...


المزيد.....

- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون
- في مسعى لمعالجة أزمة الهجرة عبر المتوسط / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - لحسن أمقران - النسب الشريف...عودة على بدء