أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - لحسن أمقران - إلى رئيس الحكومة المغربية...سنة أمازيغية سعيدة














المزيد.....

إلى رئيس الحكومة المغربية...سنة أمازيغية سعيدة


لحسن أمقران

الحوار المتمدن-العدد: 4685 - 2015 / 1 / 8 - 21:56
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


بعد أقل من أسبوع، سيخلد سكان شمال أفريقيا عموما والمغاربة بشكل خاص مناسبة لا نعتقد أن رئيس الحكومة المغربية يجهلها، اللهم إذا تعمّد أن يتجاهلها كما عوّدنا أن يفعل مع الملفات ذات الصلة بالأمازيغية، حدث يستقبله سكان المغرب الكبير بشتى أعراقهم وألوانهم وألسنتهم ومعتقداتهم بغير قليل من الحفاوة والاستبشار، حدث يجدّد فيه الإنسان ارتباطه وتشبثه بهذه الأرض التي تنعم عليه بكل الخيرات ويعبر لها عن وفائه بكل الطقوس، حدث يطغى فيه الطابع الاحتفالي المتوارث عبر العصور، على إدراك دلالات ورمزية هذا الحدث وعمقه التاريخي، وكذا حمولته الحضارية الكبيرة، وعلاقة كل ذلك بحقيقة هوية هذه الأرض. إنه حدث رأس السنة الأمازيغية.
لاشك أن السيد رئيس الحكومة يدرك جيدا أن المغاربة، وإن اختلفوا في تسمية هذا الحدث ومهما تنوّعت مظاهر تخليده من منطقة إلى أخرى، يكرمون هذا اليوم بطقوس خارجة عن المعتاد، مما يجعل الحكومة مدعوّة إلى تمكين المغاربة أولا من معرفة كل الحقيقة حول مرجعية وحيثيات وتجذر هذا الحدث العابر للحدود القطرية بين الدول المغاربية، وهو الذي سيرسّخ، لا محالة، في وجدان المواطن تلك الخصوصية المغربية وذلك الاعتزاز بالذات اللذين سلبتهما النّظم اليعقوبية لدولة ما بعد الاستقلال، كما يتعين على الدولة إتاحة الفرصة للمغاربة للاستعداد الواجب لتقاسم طقوسية هذا اليوم، وذلك عبر إدراجه على لائحة العطل الرسمية ضمن الأيام المحتفى بها.
إن مصالحة المغاربة مع حضارتهم المتجذرة في الحوض المتوسطي وتاريخهم المجيد الذي يؤرخ لثلاثة وثلاثين قرنا من البناء والتفاعل، يظل واجبا أخلاقيا على عاتق من يدبّر شؤونهم، خصوصا أن الأمم في الشرق والغرب تسعى جاهدة إلى النبش والبحث عن أي خيط يقودها إلى أعرق الحضارات التي بناها الأجداد.
إنها مسألة جيدة ومحمودة أن "ينفتح" هذا الكم الهائل من جمعيات المجتمع المدني وفروع الأحزاب السياسية على اختلاف مرجعياتها ومواقفها من الملف الأمازيغي على هذا الحدث بغض النظر عن النوايا الحقيقية والدوافع المباشرة لهذا "الانفتاح"، إلا أنه يتعين أن نسائل أنفسنا : ماذا لو طلبنا من جحافل المنظمين أن يرفعوا مذكرات إلى السلطات العليا لجعل رأس السنة الأمازيغية عيدا قوميا وعطلة مؤدى عنها؟؟؟؟ قد أستبق الأحداث وأجيب: سينفضون من حولك ويتركوك حتى لا تطالهم الغضبة.
إذا، وبعيدا عن المبادرة الجمعوية، إن مبدأ الإنصاف يفرض نفسه في كل الوضعيات، وبالعودة إلى رأس السنة، نجد الدولة المغربية تحتفي بفاتح السنة الميلادية والهجرية وتعتبرهما يومي عطلة رسميين، والحال هذه، واستحضارا للعدالة والمساواة الواجبتين بين الثقافات، ما من مبرر لهذا التنكر الرسمي لرأس السنة الأمازيغية، فالمغرب غني بالتعددية والتنوع، وبالتالي يجدر بالدولة الاعتراف الرسمي بهذا التعدد الثقافي ومأسسته بشكل فعلي وعملي بعيدا عن الشعارات الجوفاء.
إن من حق المغاربة اليوم أن يعاتبوا الحكومة، خاصة أن الدولة المغربية تتغنى ب"الانفتاح" الرسمي على الحقوق الأمازيغية وتحقيق "مكتسبات تاريخية"، مكتسبات سرعان ما أذابت جليدها التراجعات غير المسؤولة والتملص الفاضح لحكومة ما بعد "الربيع الديمقراطي" في نسخته المغربية، والتي عقد عليها البعض الآمال للخروج بالأمازيغية من عنق الزجاجة التي صنعها المشروع الناصري- البعثي الذي يقضي بعروبة التاريخ والفضاء المغاربيين وارتباطهما اللامشروط بالشرق الأوسط.
إن السيد رئيس الحكومة المغربية وبقوة القانون، مطالب بتمكين المغاربة من تخليد ذكرى حدث رأس السنة الأمازيغية وترسيم يوم فاتح السنة الأمازيغية الذي يوافق الثالث عشر من يناير في التقويم الميلادي كيوم عطلة رسمية مؤدى عنه بالنظر إلى كون الدولة المغربية قد صادقت على المواثيق الأممية والمعاهدات الدولية التي تنص على عدم التمييز، ولعل آخرها ما صدر يوم الثامن عشر من شهر غشت سنة 2010، ويهم التوصيات الصادرة عن لجنة القضاء على كافة أشكال التمييز العنصري بجنيف ، ولجنة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
ولا نشك بتاتا في كون السيد رئيس الحكومة قد اطّلع وفهم التوصيات المنبثقة عن أشغال الدورة الثالثة عشر لمجلس حقوق الإنسان المنعقدة بجنيف يوم الثاني والعشرين من شهر ماي سنة 2012 بعد مناقشته للتقرير الدوري الشامل للمغرب 2008/2012". إلى جانب توصيات الخبيرة المستقلة في الحقوق الثقافية المعتمدة من قبل مجلس حقوق الإنسان.
في الختام، إن السنة الأمازيغية حدث تاريخي له من الدلالات والرمزية الشيء الكثير، من هنا لا يستقيم أن تستمر هذه السياسة الأيديولوجية الضيقة التي تحتقر إنسان المغرب وتقزّم تاريخه وتعبث بثقافته وتسيء إلى عبق هذه الأرض، فمتى ستكف الحكومة عن التجاهل الرسمي لدعوات النسيج الجمعوي المغربي بترسيم هذا الحدث وضرورة الاعتراف السياسي به ؟؟؟ إلى ذلك الحين نقول للمغاربة بوجه عام، وخصوصا لرئيس حكومتنا: سنة أمازيغية سعيدة معالي رئيس الحكومة. وبالأمازيغية:
أسكاس أمغودو أفلكاي ئشنان....



#لحسن_أمقران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى مجنون الأمازيغ
- الأمازيغية أسمى من الحياة الشخصية للأفراد ...
- رسالة الى عميد الإيركام
- نعم، نحن الأمازيغ في حاجة إلى السلاح
- إلى من يسيء إلى نساء ورجال التعليم...
- شذرات من المشروع الأمازيغي
- بين الأغلبية والمعارضة...تتيه الأمازيغية
- اللًّهُمًّ إِنًّا نًسْألك الأمن كله في وطننا...
- الأمازيغية بعد 13 سنة من تأسيس المعهد الملكي: الواقع المر وا ...
- إلى -الأمازيغ-: إنها آخر السطور...
- منع الأستاذ من التحصيل العلمي، خرق للقانون باسم المصلحة
- تدريس اللغة الأمازيغية.. فشل أم إفشال؟
- لهذا انتفضنا ضد -شبيبة حزب المصباح-
- نعم -للتضامن-، ولكن...
- مع منع التضامن مع أمازيغ -غرداية-...هل أصبح التضامن انتقائيا ...
- أحمد عصيد...تهديدك تهديد لكل الوطن والمواطنين
- معتوب لونيس، جسد راحل وفكر حي.
- الأمازيغية في جائزة الابداع الأدبي للقناة الثانية (2M)
- في ذكرى رحيل مهندس الاستقلال (1)
- أربعة وثمانون سنة بعد الظهير العاري من البربرية...


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - لحسن أمقران - إلى رئيس الحكومة المغربية...سنة أمازيغية سعيدة