أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - لحسن أمقران - إلى -الأمازيغ-: إنها آخر السطور...














المزيد.....

إلى -الأمازيغ-: إنها آخر السطور...


لحسن أمقران

الحوار المتمدن-العدد: 4587 - 2014 / 9 / 28 - 11:06
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


عذرا أيتها القضية الأمازيغية، عذرا أيها المهمشون، عذرا أيها الوطن، لقد سئمت من كساد أفكاري وقررت هجران الكتابة.
قررت أن أتنكر لكل قناعاتي، وأن أهجر كل مواقفي، وأن أتحدى أفكاري، قررت أن أرفع الراية البيضاء، ليس خوفا ولا طمعا، بل لأني بكل بساطة تجرعت جرعة زائدة من الخذلان، وبها تيقنت أن صحتي وأسرتي ووقتي ومالي أغلى من هؤلاء وأولئك، من كل هذا وذاك.
سأخرس مقابل السلام… ولن أنتفض بعد اليوم.
لن أكتب بعد اليوم، ليسـت "أوامر من جهات عليا" بل لأني بكل بساطة أجد الصمت أفضل والانزواء أحسن. سأقطع كل تلك الأوراق التي على مكتبي وأحطم كل الأقلام التي بها أخُـطّ ما يجعلني أعيش كل هذه الصدمات التي تأتيني من المقربين قبل الغرباء، وكل هذه المعاناة التي تؤزّمني مع المسؤولين قبل اللامسؤولين، لقد خُيّرت واخترت الهدوء والابتعاد...
لم يعد يهمني شيء مما يقع، لو يعد يلزمني ما يروج، لم يعد يعنيني ما يحاك، سأحرق كل حماسي وكل تعلقي بأفكار تظل عملة نادرة في سوق المجانين، اطمئنوا أيها الوصوليون السفلة فلم يعد يهمني شيء مما تفعلون، استمروا في خيانتكم للوطن، وداوموا على تأزيم أصحاب الضمير، أيها الانتهازيون المنحطون، لم يعد يهمني شيء من كل الفظاعات التي ترتكبونها باسم القضايا وعلى حساب عدالتها.
أيها الجسد الأمازيغي الجريح، سيظل شتاتك وانشطارك يزداد ويزداد، ولا أرى في الأفق ما يبشر بأي التئام مادام هؤلاء المتنطعون يتكلمون باسمك، يقتلونك، فيتباكون ويتحسرون، ثم يتقدمون مراسيم جنازتك، بل ويمثلون بجثتك الباردة، أيها القابعون وراء الشاشات ممن يرتدون أسمال الأسماء المستعارة ظنا منهم أن التاريخ غافل عن بغيهم وغيهم، جِدّوا واجتهدوا، احرقوا اليابس والأخضر باتهاماتكم المجانية وتخويناتكم المقيتة، أيها المجانين الحالمون، غُـطّوا في نومكم واجروا وراء سراب ممانعة وعقيدة كشف الزمان عجزها. دعكم في صراعاتكم الداخلية الفتاكة، دعكم في المعارك الجانبية، دعكم في الشعارات الجوفاء، دعكم في جعجعتكم السرمدية... بالمقابل دعوا عنكم الحزم والجدية، دعوا عنكم دماثة الأخلاق، ودعوا عنكم نكران الذات...
أعلنها وبكل ثقة في النفس، أستسلم، أرفع الراية البيضاء في وجه من يتربصون بشخصي، من يتصيدون تأويل أفكاري، ليس بمنطق الانهزام ولكن بمنطق عدم الإسهام في مجزرة يشترك في ارتكابها الأبناء والأعداء.
ستقاطعكم أفكاري وتهجركم مواقفي، فيما سأتفرغ لأمور وقضايا أخرى، لكن لا تذهبوا بعيدا في تخميناتكم، لست عازما على رفع راية أخرى، فقد علمت وتعلمت أن ذلك من مهام المرتزقة في المجتمعات المتخلفة، تلك الفئة التي أبغضها إلى حد كبير.
سأتفرغ لشؤوني التي لا شك أنها أهمّ… شؤوني التي فرطت فيها ولمدة غير يسيرة، لن أسمح بتدمير هذا البنيان الذي يقيني شر خذلانكم وبؤس أنانيتكم... رجاء توقفوا عن ملاحقتي فأنا بريء من فشلكم، بريء من سماجتكم، ولست في حاجة إلى وقت لدفع التهم عني، فلا تحاولوا إدانتي ظلما لتبرير عطلكم الذي لا ولن ينتهي.
لم يعد هناك موقف نتقاسمه أيها الفاشلون، لم تعد هناك قضية تجمعنا أيها المرتزقة، لم تعد هناك فكرة نناقشها أيها الأنذال، دام لكم الخزي والعار، دام لكم الخبث والعري، دام لكم الذل والهوان.
لكم أيها الأوفياء من المعارف والأصدقاء أقول، صبرا جميلا ونفسا طويلا، أدرك جيدا كم سأشتاق إليكم وكم تبادلونني الشوق، إلا أن القدر شاء ما شاء، وقدَر ما قدَر، سأظل أحتفظ في صدري بمشاعر التقدير لكم، كم أتمنى صادقا أن تأتينا الأيام بواقع يهزم ما نال مني من اليأس والتذمر.
تصبحون على ضمير أيها المرتزقة، وعلى عقل أيها الغوغائيون، وعلى تعايش أيها المغرر بهم.
هذه آخر الأسطر التي بها أضع نقطة نهاية كابوس اسمه النضال.فسلام



#لحسن_أمقران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منع الأستاذ من التحصيل العلمي، خرق للقانون باسم المصلحة
- تدريس اللغة الأمازيغية.. فشل أم إفشال؟
- لهذا انتفضنا ضد -شبيبة حزب المصباح-
- نعم -للتضامن-، ولكن...
- مع منع التضامن مع أمازيغ -غرداية-...هل أصبح التضامن انتقائيا ...
- أحمد عصيد...تهديدك تهديد لكل الوطن والمواطنين
- معتوب لونيس، جسد راحل وفكر حي.
- الأمازيغية في جائزة الابداع الأدبي للقناة الثانية (2M)
- في ذكرى رحيل مهندس الاستقلال (1)
- أربعة وثمانون سنة بعد الظهير العاري من البربرية...
- الى فؤاد البعثية
- تآمر المغاربة أم هلوسة بن كيران
- الى أصحاب الأطروحات العدوانية من الاسلاميين
- كلمة في مرصد -تجريم- الأمازيغية
- أمازيغ الجزائر...قلوبنا معكم
- أيها الأمازيغ، أرض المغرب لا تتسع لكم...
- حماية العربية أم الاجهاز على الأمازيغية؟؟؟
- كلنا ضد العنصرية...
- الأسماء الأمازيغية... هل هي بداية الفرج؟؟
- العبث والعبث الأنكى...


المزيد.....




- شاهد حيلة الشرطة للقبض على لص يقود جرافة عملاقة على طريق سري ...
- جنوب إفريقيا.. مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من على جسر
- هل إسرائيل قادرة على شن حرب ضد حزب الله اللبناني عقب اجتياح ...
- تغير المناخ يؤثر على سرعة دوران الأرض وقد يؤدي إلى تغير ضبط ...
- العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان مساعدة إنسانية عاجلة- لغزة ...
- زلزال بقوة 3.2 درجة شمالي الضفة الغربية
- بودولياك يؤكد في اعتراف مبطن ضلوع نظام كييف بالهجوم الإرهابي ...
- إعلام إسرائيلي: بعد 100 يوم من القتال في قطاع غزة لواء غولان ...
- صورة تظهر إغلاق مدخل مستوطنة كريات شمونة في شمال إسرائيل بال ...
- محكمة العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان توفير مساعدة إنسانية ...


المزيد.....

- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب
- هـل انتهى حق الشعوب في تقرير مصيرها بمجرد خروج الاستعمار ؟ / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - لحسن أمقران - إلى -الأمازيغ-: إنها آخر السطور...