أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - لحسن أمقران - حزب الميزان وتخليد السنة الأمازيغية














المزيد.....

حزب الميزان وتخليد السنة الأمازيغية


لحسن أمقران

الحوار المتمدن-العدد: 4695 - 2015 / 1 / 20 - 21:05
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


بمناسبة رأس السنة الأمازيغية، ارتأى الأمين العام لحزب الاستقلال السيد حميد شباط تخليد هذه الذكرى التاريخية التي تضرب عميقا بجذورها في التاريخ، وقررّ "تمتيع" كل الاستقلاليين بإجازة في هذا اليوم، إجراء يستحق منا وقفة صغيرة خاصة وأن السيد حميد شباط لم يتوقف عند هذا الحد، بل إنه قررّ تخليد الذكرى بشكل احتفالي بمنطقة ذات رمزية كبيرة، إنها منطقة أجدير بإقليم خنيفرة.
إن ما لا يختلف حوله اثنان كون مبادرة السيد الأمين العام لحزب الاستقلال مبادرة لا تخرج عن التوظيف السياسي للذكرى، وتهدف من جهة إلى كسب ودّ المغاربة خصوصا في ظل تنامي تصالح المغاربة مع تاريخهم بشكل عفوي، ومن جهة ثانية إلى تصفية الحسابات السياسية مع خصومه السياسيين خاصة الحزب الأغلبي الذي لا يخفي تحفّظه إن لم نقل معاداته للملف الأمازيغي برمّته.
هكذا إذا، حل الاستقلاليون وزعيمهم بمنطقة شهدت الخطاب الملكي الذي تناول الأمازيغية لأول مرة بشكل صريح، منطقة تعتبر مرادفا "للمصالحة" بين الدولة المغربية والقضية الأمازيغية، وبذلك يختار السيد شباط منطقة تحمل من الرمزية الأمازيغية الكثير وبغير قليل من الدهاء السياسي، فرصة نذكر من خلالها نحن الأمازيغ، الحزب الأغلبي وحلفاءه في الحكومة وباقي الأحزاب المغربية بوزن القرارات التي صدرت من هذا المكان وبحضور هذه الأحزاب نفسها.
من جهة أخرى اختار الزعيم الاستقلالي التخلي عن الطربوش التركي لصالح العمامة والسلهام الأمازيغيين في صورة تريد أن توهمنا أن الحزب المعني قد تصالح مع الخصوصية المغربية عموما والأمازيغية خصوصا، وهو الحزب الذي رسم بالأمس القريب الحدود بين الثقافة الرسمية التي تمثل المغرب في المحافل الدولية والثقافة الشعبية التي تقدم كفلكلور يتسلى به الزوّار، وهو الحزب الذي جعل الجدار بين الزي الرسمي "الوطني" الذي يفرض في المناسبات الرسمية والأزياء الشعبية التي تقدم كَمُنْتجات تراثية متقادمة لا تتجاوز الاستهلاك السياحي.
يشهد التاريخ أن حزب الاستقلال وبحكم استئثاره بالقرار السياسي لمغرب ما بعد الحماية، كان أشد أعداء الأمازيغية، فهو الذي انخرط بشكل علني وواضح في المشروع القومي العروبي القادم من الشرق الأوسط، والذي هدف إلى محو "الخصوصيات الثقافية" للقوميات لتحقيق حلم الوطن الموحّد والأمة الواحدة واللغة الواحدة، ولا يمكن بأية حال من الأحوال أن ينقلب الحزب بين عشية وضحاها ضد مبادئ زعمائه التاريخيين والتزاماته "القومية"، كما لا يمكن تصوّر كون الخطوة سعيا من الأمين العام الاستقلالي للتكفير عن جرائم حزبه ضد الأمازيغية والتي تتجاوزه بكثير.
إن خطوة حزب الاستقلال بتخليد رأس السنة الأمازيغية على كل علاتها التي ذكرت والتي لم تذكر، تبقى إيجابية لكونها تحرج حكومة "الفشل الوطني" وتفضح تعنتها وتملصها من المسؤولية في الإفراج عن القانون التنظيمي المتعلق بتفعيل رسمية الأمازيغية، خطوة لا يمكن إلا أن تدفع في اتجاه إحقاق الحق وإنصاف الأمازيغية بالمغرب، فلا يعقل أن نصفّق لها حتى لا ننساق مع صراعات الديكة والمشاهد المسرحية التي يزخر بها المشهد السياسي المغربي، وبالمقابل، لا تستحق منا عناء التهويل والتنديد الذي لا طائل من ورائه، فهي خطوة إن لم تنفع القضية الأمازيغية فلن تضرّها في شيء.
إن خطوة حزب الميزان، همسة يجب أن يفهمها خصومه السياسيون خاصة في الحكومة، فكثير من السذج يعتبرون حزب "الحركة الشعبية" حزبا "أمازيغيا" وهو الحزب الذي لا يعرف الأمازيغية إلا لتوظيفها ورقة سياسية، وللتاريخ، فقد كانت مواقف حزب "التقدم والاشتراكية" من الأمازيغية متقدمة مقارنة بالأحزاب الأخرى خاصة في عهد الراحل علي يعتة، غير أن ما عشناه من تنكّر وتجاهل لهذا الملف في عهد الخلف يجعلنا نتساءل بخصوص جدية الحزب في تعاطيه مع الحقوق الأمازيغية، فلم لم يبادر هذان الحزبان إلى تخليد رأس السنة الأمازيغية كما فعل آل الميزان؟ بل لماذا لم يمتلكا الجرأة لدفع حليفهم السياسي في الحكومة إلى الإقدام بخطوة شجاعة في سبيل إحقاق الحق الأمازيغي؟



#لحسن_أمقران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأماكنية المغربية أو الهوية الأمازيغية التي لا تبلى
- إلى رئيس الحكومة المغربية...سنة أمازيغية سعيدة
- إلى مجنون الأمازيغ
- الأمازيغية أسمى من الحياة الشخصية للأفراد ...
- رسالة الى عميد الإيركام
- نعم، نحن الأمازيغ في حاجة إلى السلاح
- إلى من يسيء إلى نساء ورجال التعليم...
- شذرات من المشروع الأمازيغي
- بين الأغلبية والمعارضة...تتيه الأمازيغية
- اللًّهُمًّ إِنًّا نًسْألك الأمن كله في وطننا...
- الأمازيغية بعد 13 سنة من تأسيس المعهد الملكي: الواقع المر وا ...
- إلى -الأمازيغ-: إنها آخر السطور...
- منع الأستاذ من التحصيل العلمي، خرق للقانون باسم المصلحة
- تدريس اللغة الأمازيغية.. فشل أم إفشال؟
- لهذا انتفضنا ضد -شبيبة حزب المصباح-
- نعم -للتضامن-، ولكن...
- مع منع التضامن مع أمازيغ -غرداية-...هل أصبح التضامن انتقائيا ...
- أحمد عصيد...تهديدك تهديد لكل الوطن والمواطنين
- معتوب لونيس، جسد راحل وفكر حي.
- الأمازيغية في جائزة الابداع الأدبي للقناة الثانية (2M)


المزيد.....




- انتشر بسرعة عبر نظام التهوية.. لحظة إنقاذ كلاب من منتجع للحي ...
- بيان للجيش الإسرائيلي عن تقارير تنفيذه إعدامات ميدانية واكتش ...
- المغرب.. شخص يهدد بحرق جسده بعد تسلقه عمودا كهربائيا
- أبو عبيدة: إسرائيل تحاول إيهام العالم بأنها قضت على كل فصائل ...
- 16 قتيلا على الأقل و28 مفقودا إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة ...
- الأسد يصدر قانونا بشأن وزارة الإعلام السورية
- هل ترسم الصواريخ الإيرانية ومسيرات الرد الإسرائيلي قواعد اشت ...
- استقالة حاليفا.. كرة ثلج تتدحرج في الجيش الإسرائيلي
- تساؤلات بشأن عمل جهاز الخدمة السرية.. ماذا سيحدث لو تم سجن ت ...
- بعد تقارير عن نقله.. قطر تعلن موقفها من بقاء مكتب حماس في ال ...


المزيد.....

- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين
- السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ - / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - لحسن أمقران - حزب الميزان وتخليد السنة الأمازيغية