أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل حسن الملا - البراءه ...او حكاية المواطن محمود















المزيد.....



البراءه ...او حكاية المواطن محمود


عادل حسن الملا

الحوار المتمدن-العدد: 4730 - 2015 / 2 / 24 - 19:41
المحور: الادب والفن
    


سرديه قصيره
لم يدر بخلد مجموعة السجناء الذين كانوا يلعبون الشطرنج المصنوع من العجينه في احد قواويش سجن العماره ان هذا اليوم التموزي هو اخر يوم لهم في سجن العماره . فقد اصدر الزعيم رئيس الوزراء قرارا بالعفو العام شمل هذه المجموعه من السجناء اليساريين القادمين من تلك البلده الصغيره المجاوره لمدينة الحله. .
-لا العسر يدوم ولا اليسر يدوم الم اقل لكم ذلك . هكذا هتف السجين حسين عندما سمع قرار العفو .لقد كان حسين يردد هذه العباره عشرات المرات في اليوم . استغل حسين الفرصه ليثبت للاخرين صحته توقعاته مشيرا الى ان سبب اطلاق سراحهم هو استجابة الله لنذر امه الذي اعلنته في حضرة الامام الحسين بعد ان قطعت المسافه من بيتها في بلدة (الهنديه) الى الضريح مشيا" على الاقدام رغم كبر سنها.
كان السجناء الذين مضى على حكمهم بالسجن المؤبد عام ونصف يقضون اوقاتهم في لعب الشطرنج وحياكة الحقائب الصغيره ( الجوزدانات) المرصعه بالكرات الصغيره الملونه ( النمنم) وممارسة هواية التمثيل وقد حدث ان حصلوا على نص مسرحية (اني امك ياشاكر) ليوسف العاني فتدرب عليها عدد من السجناء وقدموها داخل السجن في عرض لا يخلوا من الابداع.
عندما خرج محمود من السجن عام 1961 كان امامه اسئله كبيره :
لماذا حدث كل هذا؟ هل كان هذا الحدث عفويا" ام ان هناك اصابع خفيه تحرك الاحداث من خلف الحدود ؟
لماذا فجعت ام معطي في ابنها الشاب ؟
لماذا قضى هو نفسه في السجن عام ونصف؟
ما معنى ان يكون هو ورفاقه سجناء سياسيين في عهد الزعيم الذي احبوه ؟
ولماذا يتحاور الناس في هذا البلد بالسلاح بدلا من الكلمه ؟
هل ان الناس في هذا البلد مهيئين لممارسة العمل السياسي الحزبي بشكل صحيح ومتحضر ؟
رغم ان محمود لم يستطع الاجابه على كل هذه الاسئله الا انه اتخذ قرار لارجعة فيه: ان لايزج نفسه بعد الان في اي نشاط سياسي بعد الذي حصل في ذلك اليوم التراجيدي في بلدته الصغيره قبل سنتين . كان على ( محمود) ان يعيد ترتيب اوضاع اسرته الكبيره بعد ان اصبح هو كبيرها بعد وفاة والده وهجرة اخوته الكبار الى بغداد حسب متطلبات عملهم في وظائف الدوله . كانت لدى محمود عدد من الاخوه والاخوات من زوجة ابيه الثانيه التي كانت لازالت على قيد الحياة. كان متجر والده خاويا" ولم يكن يحتوي الى الا على اوعيه ( تنكات) فارغه فلم يكن بمستطاع العامل الاجير ( صاحب) القيام بمهمة توريد البضاعه من بغداد طيلة السنتين الاخيره.
من حسن الحظ ان ( عبد ) الاخ الاصغر لمحمود استطاع فتح صيدليه هي الصيدليه الاولى والوحيده آنذاك في تلك المدينه التي لم يكن فيها اي صيدلاني مما اضطره لتشغيل صيدلاني اسمه (طارق) من اهل الحله التي لاتبعد كثيرا"عن (الهنديه).
لقد كان افتتاح ( صيدلية المدينه) وهكذا كان اسمها حدثا" في تاريخ البلده بعد ان كان العطارون يبيعون الادويه البسيطه كالاسبرين باير وقطرة برلين وابر البنسلين والكورسيدين دي دواء الزكام الشهير انذاك وحبوب المص لمعالجة البلاعيم والماء المقطر فيما كان المواطنون يضطرون للذهاب الى الحله لشراء الادويه الاكثر تعقيدا".
لم يتمكن محمود من اكمال دراسته بسبب اصابته بالرمد الصديدي وهو في الصف الرابع الابتدائي رغم انه اذكى اخوانه كما تقول اختهم الكبرى (سعاد) . لكن البعض يقول ان ( حسين) هو الاذكى حيث كان الاول على اعدادية الحله وهي الاعداديه الوحيده في الفرات الاوسط في الاربعينات من القرن الماضي وكان ايضا" الرابع على العراق في الفرع العلمي . لكن حسين لم يتم قبوله في اي كلية من الكليات الصباحيه بحجة ضعف بصره واضطر بعض اربع سنوات ان يلتحق بكلية الحقوق المسائيه في نفس الدفعه التي ضمت سامي عبد الحميد ويوسف العاني . لقد اشار الى هذه القضيه صديقه علي جواد الطاهر في مذكراته التي نشرها في جريدة الجمهوريه وتسائل كيف يستطيع من بصره ضعيف ان ان يحصل على درجات عاليه جدا" ؟. على العموم هي ايام الخير والزمن الجميل كمايسميه البعض الذين يغطسون رؤوسهم في الرمال كالنعامه لكي لا يراهم احد.
ومن حكايات هذا الزمن الجميل ان والد محمود رفض ان يكون عضوا في اللجنه المشرفه على الانتخابات عام 1954 لانه ادرك ان هذه الانتخابات ليست نظيفه وسمع ان الصناديق كانت في المدن مملوءه بالاوراق قبل بدء الانتخابات !!!
اشار عليه اصدقاءه ان يبتعد عن المدينه ردحا" من الزمن بعد اصبحت حياة النشطاء اليساريين مهدده في العديد من مدن العراق حتى قبل ان يطاح بالزعيم في 8 شباط عام 1963. حمل (محمود ) اغراضه على ظهر الشاحنه المرسيدس الكبيره التي يملكها صديقه ( محمد المعتوق) الذي اقسم ان لايأخذ منه اجرة الرحله وشد الرحال الى مدينة البياع في ضواحي بغداد مصطحبا" زوجته وابنه الثاني (ثائر) ابن الثلاث سنوات فيما رفض الابن الاكبر (سامر) ان يترك بيت جده الذين تربى في احضانهم طيلة اعوامه الاربعه . كان لمحمود صديق يمتلك محل تجاري يطل على شارع 20 في مدينة البياع وقد الح هذا الرجل على محمود للقدوم الى البياع لادارة هذا المحل التجاري لما يملكه محمود من مثابره و خبره كبيره في المجال التجاري وقدرة على اجتذاب الزبائن وهذه الخصال لدى محمود اصبحت معروفه من كل اهل البلده . كما اصبح معروف ايضا" ان محمود رجل مرزوق يضع يده على التراب فيتحول الى ذهب كما كان يدعوا له والده الحاج (شريف) الذي توفى قبل احداث اليوم المشوؤم بفتره وجيزه .في الطريق الى بغداد كانت الزوجه (ام سامر) تستعرض السنتين السوداء المفعمه بالحزن التي قضتها بعيدا" عن زوجها والرعب الذي كان يلازمها قبل صدور احكام المحكمه فقد اشاع من لايخافون الله ان محمود ورفاقه سوف يتم اعدامهم وتعليقهم على جسر المدينه . وها هي فرحتها لم تستمر طويلا باطلاق سراح زوجها فقد اجبرها القدر على فراق مدينتها واهلها لترحل الى مدينه لم تراها من قبل . كم كان الالم والحزن يعتصر قلبها وقد تركت ابنها البكر (سامر) وهي لاتعلم كم ستطول رحلتها هذه. فيما كان محمود يتذكر احداث ذلك اليوم الذي قادته احداثه الى السجن واودت بحياة اعز اصدقاءه ( معطي) و( حسن)
ها هو (محمود) يغادر البلده التي يعشقها ويعتبرها مركز الكون مجبرا" للمره الثانيه : المره الاولى الى ( السجن) في العماره والمره الثانيه الى (البياع) كمنفى اختياري وفي المرتين كان السبب واحد : العمل السياسي في بلد لم ينضج لممارسة هذا الشكل من اشكال النشاط الانساني
(الهنديه) بلده صغيره هادئه تابعه اداريا" للواء الحله وكان نهر الفرات يخترقها من وسطها شاطرا" اياها الى منطقتين ( الصوب الكبير) و( الصوب الصغير) يربط بينها جسر حديث انشئه مجلس الاعمار عام 1955 وقد سبق ان أنشأ الانكليز اول مدرسه ايتدائيه في المدينه عام 1917 والتي يسميها اهل المدينه ( المدرسه الاولى) ثم توالى انشاء المدارس فيها حتى بلغ اربعة مدارس ابتدائيه في نهاية الخمسينات (الاولى) و ( الرشيد) و( الحسينيه) و( العرفان) اضافة الى مدرسه متوسطه واخرى ثانويه. اسماء المدارس ( الرشيد) الى جنب ( الحسينيه) تعكس روح التسامح السائده في تلك الايام.
ازدهردت التجاره في البلده بسبب وقوعها على النهر فقد أنشئت فيها العديد من (المجارش) التي تقوم بطحن محصول القمح والرز وثم تحمله السفن الصغيره والمتوسطه الى المدن المجاوره عبر نهر الفرات كما نشأت في البلده عدد من الصناعات البسيطه كحياكة السجاد والاثاث من سعف النخيل وسيقان القصب . وقد نشط سوق المدينه بفعل قدوم القرويين يوميا منذ الصباح لبيع وشراء الحاجات ومراجعة الاطباء والتلذذ بأكل الكباب المشوي في مطعم (حنتوش) ذائع الصيت.
كانت البلده ترحب وتستقبل بحفاوه بالغه وبكرم بالغ موظفي الدوله القادمين اليها للعمل فيها كمسؤولين اداريين او اطباء او معلمين او في دائرة الري او انحصار التبغ او في سلك الشرطه وكان كل هؤلاء يحملون ما حييوا ذكريات جميله عن هذه البلده واهلها.
(عزت مصطفى العاني) الذي اصبح وزيرا للصحه فيما بعد واحد من هؤلاء . تخرج عزت مصطفى من كلية الطب في نهاية الاربعينات وتم تعيينه في قضاء (الهنديه) وقد نشأت بين الدكتور عزت واهالي هذه المدينه علاقه حميمه فأحبهم واحبوه.
وكان يقضي اوقات فراغه في محل الحاج شريف والد (محمود) وهو من المحلات التي كانت تبيع الادويه في تلك البلده الصغيره حيث لم تكن فيها صيدليه آنذاك! وقد اعتاد الدكتور ان يدخن الناركيله التي يعدها باعتناء بالغ ( عليوي خاجي ) صاحب المقهى المجاوره لمحل الحاج ( لطيف)
كما نشأت بينه وبين ( ابو يوسف) احد اقرباء محمودعلاقه (سياسيه) حميمه حيث كانا يتبادلان المنشورات السريه فكان يعطي لابو يوسف جريدة ( الاشتراكي) ويأخذ منه جريدة ( الشراره )او ( القاعده).
مكث الدكتور في البلده عدة سنوات وعندما جاء امر نقله الى مدينة اخرى هبت المدينه عن بكرة ابيها لتوديع الطبيب القادم اليها من مدينة عانه.
كان الدكتور يقول لابن اخته دائما" كن طبيبا" و لا تعمل الا في ( الهنديه) وفعلا صار زياد اشهر اطباء العظام في العراق لكن لم تشأ الاقدار ان يعمل في تلك البلده
قبل ان يغادر محمود (البلده) قام بتغيير اسم ابنه الثاني (ثائر) فقد اصبح هذا الاسم لايناسب قرار محمود بترك العمل السياسي
وكأن (محمود) بقراره هذا اراد ان يطلق هذه المرحله العصبيه من حياته
اصبح اسم الطفل ابن الثلاث سنوات (عامر). لكن اكثر الجيران والاقارب استمروا باستخدام اسمه القديم سنوات عديده ومنهم من لم يسمع بالاسم الجديد مطلقا
بعد خمسة عشر سنه يبحث ( نجاح) ابن عم محمود الطالب في السنه الثالثه في كلية الهندسه عن ثائر محمود الذي سمع ان تم قبوله في هذه الكليه ايضا" لكنه لم يفلح في العثور عليه لانه لم يكن هناك طالب بهذا الاسم
صادف حلول الذكرى الاولى للثوره في اليوم السابع من محرم !! اي في اليوم الذي يعرف لدى شيعة العراق بيوم ( العباس) وهو اليوم المخصص لنعي الامام العباس شقيق الامام الحسين وقائد جيشه في واقعة عاشوراء . وكان هذه الصدفه ذريعه جديده او مظهرا" اخر للاختلاف بين القوى السياسيه انذاك فقد قرر معسكر ( المقاومه الشعبيه) ان يحتفل في نفس اليوم فيما أجل تحالف ( ضد التيار) احتفالاته الى يوم 11 محرم اي بعد يوم واحد من احياء الناس في العراق لذكرى يوم عاشوراء .لقد كانت مراسيم عاشوراء تتوج في كربلاء يوم العاشر بركضة (طويريج) التي يشارك فيها عادة" عشرات الالاف من الناس يعقبها في اليوم الثاني مراسيم سبي عائلة الامام الحسين.
كان العراق انذاك يعيش انقساما" خطيرا"فقد كان الشارع في معظم الوية العراق بيد تيار ( المقاومه الشعبيه) فيما كانت الكثير من مفاصل الدوله وخاصه الجيش والشرطه بيد تحالف ( ضد التيار) المناؤي للمقاومة الشعبيه ولزعيم الثوره ايضا"!!.
كانت الخلافات بين المعسكرين تتخذ اشكال متعدده منها الخلاف على الوحده الفوريه مع الجمهوريه العربيه المتحده الا انها في حقيقة الامر تخفي وراءها الانقسامات الطبقيه والقوميه التي كانت تعصف في هذا البلد وهو على اعتاب مرحله جديده من تأريخه الحديث فيماكان العامل الطائفي شاحبا" ومتحركا" ولا يقوى على تفسير الخارطه السياسيه رغم اصرار البعض على انه كان حاضرا" في تلك الحقبه.
كان معسكر ( ضد التيار) يضم الاغنياء والقوميين الذين استفادوا كثيرا من الاشارات التي كانت تأتي المرجعيه الدينيه في النجف والتي اتخذت فيما بعد ( تحديدا" بعد احداث كركوك في تموز 1959) شكل فتوى صريحه كانت تعني عمليا ان الانتماء لتيار ( المقاومه الشعبيه) هو ( كفر والحاد).
فيما كان معسكر ( المقاومه الشعبيه) يتكأ على فقراء البلد وفئات واسعه من النخب المثقفه والمتعلمه كالطلبه والمعلمين والمهندسين والاطباء ورغم هذا فقد انخرط الكثير من الشباب من ابناء الاغنياء في ( المقاومه الشعبيه) وكان من بين هؤلاء ( معطي) الذي ينحدر من اغنى العوائل في بلدة( الهنديه) القريبه من ( الحله).
استطاع ( معطي) اقناع الكثير من ابناء الطبقه المتوسطه الانخراط في تيار ( المقاومه الشعبيه) ومن هؤلاء حميد صاحب اكبر المتاجر في المدينه وصديقيه محمود و رزاق وغيرهم فقد كان معطي ذو شخصيه مؤثره جدا وكان قدوه للشباب الذين في عمره.
تداعى عدد من ابناء المدينه لمناقشة ماستؤول له الامور لو تم الاحتفال في ذكرى الثوره في يوم الحادي عشر من محرم وأستقر الرأي على اجراء الاحتفالات في يوم السابع من محرم ووقعوا عريضه بهذا المعنى الى متصرف الحله وكان من الموقعين (معطي) و( محمود) و(حميد) و(رزاق)
احتفل تيار ( المقاومه الشعبيه) بعيد الثوره يوم السابع من محرم وازدانت شوارع البلده الصغيره بالزينه واعلام الجمهوريه الفتيه وصور ( الزعيم الاوحد) فيما كانت الحناجر تصدح بالهتافات المؤيده للجمهوريه الخالده وللزعيم( نصير الفقراء) والمطالبه بالاتحاد الفدرالي مع مصر على غرار اليمن وبالنظام الشعبي على غرار الصين ( مثل الصين شعبيه ومثل اليمن فدرالي) ( اتحاد فدرالي وصداقه سوفيتيه).
انفض الاحتفال عصرا بسلام وانصرف الناس الى استئناف احتفالهم باليوم السابع من محرم والمخصص لنعي الامام العباس .
استيقظت البلده كعادتها يوم الحادي عشر من محرم على اجواء هادئه لم يعكر صفوها اي شيء الا ان العالمين ببواطن الامور قد حبسوا انفاسهم لان ( ضد التيار) كان مصرا" على الاحتفال بعيد الثوره هذا اليوم
لم يكن لدى ( ضد التيار ) شعبيه قويه داخل البلده . الا انه كان يحظى بنفوذ قوي في ارياف المدينه حيث تحظى فتاوي المرجعيه الدينيه باحترام شديد
في الساعه التاسعه صباحا بدأ تدفق الناس القادمين من الارياف على شكل موجات تهتف بحياة الثوره و بسقوط الشيوعيه وكانت تجوب شوارع واسواق المدينه فيما اقفلت الكثير من المتاجر ابوابها تحسبا" لاي احتكاكات قد تحدث في هذا الجو السياسي المظطرب .
بعد ساعه حدث اطلاق نار قرب مقر ( المقاومه الشعبيه) فحدث اشتباك سقط فيه اربعة قتلى اثنان من المدافعين عن المقر هما ( معطي) و (حسن) واثنان من المهاجمين واعقب ذلك حصول حرائق في مناطق متفرقه من البلده
تدخلت الشرطه واعلنت السلطه المحليه حالة منع التجوال في المدينه فيما تم تشييع جثامين القتلى في مدينة كربلاء
لم يبارح ( حميد ) بيته في ذلك اليوم منذ الصباح تحسبا" لما قد تحمله الاحداث من مفاجآت وقد جاءه خبر مقتل صديقه ( معطي) وهو في بيته فحزن حزنا" شديدا" . لكن محمود لم يدر بخلده قط انه سيقف امام المحكمه العرفيه في بغداد باعتباره احد المسؤولين عما جرى في هذه المدينه في هذا اليوم المشؤوم !!!
في اليوم الثاني اعتقلت السلطه عدد من النشطاء في تيار ( المقاومه الشعبيه) وتيار ( ضد التيار) على حد سواء وكان من بين المعتلقين حميد واصدقاءه محمود ورزاق وتم ارسال الجميع الى المحمكمه العرفيه في بغداد
اعتبرت المحكمه ان العريضه المقدمه الى متصرف الحله لتقديم موعد الاحتفالات والتي امضاها نشطاء ( المقاومه الشعبيه) هي سبب كل ماحصل وحكمت عليهم جميعا" بالاعدام !!
لكن قرار المحمكمه الهزيل كان يقول في اخر فقراته:
نظرا" لعدم كفاية الادله يخفف الحكم الى السجن المؤبد !!
وقد شمل الحكم اضافه الى محمود وحميد ورزاق (غني الظاهر) و (هادي الليثي) واخرين
بعد عام ونصف اصدر الزعيم قرار العفو العام عن السجناء الذي شمل (محمود) ورفاقه
كانت البياع (آنذاك) مدينه منفصله فكان بينها وبين بغداد طريق يبلغ طوله عدة اميال تحيط به البساتين من الجانبين قبل ان يصل الى طرف بغداد الجنوبي الذي يشغله معرض (تموز) الذي اصبح فيما بعد ( معرض بغداد الدولي). كان على المواطنين ان يستقلوا السيارات ذات الهيكل الخشبي ( دق النجف) للوصول الى بغداد في رحله طويله نسبيا" ومتعبه الى حد ما.
على شارع (20) في البياع يطل محل (علي الهنداوي) الذي اصبح منذ الان شريكا" لمحمود و خلف المحل يقع الدار الصغير الذي سكن فيه محمود وعائلته . يضم الدار غرفة جلوس ومطبخ وغرفة نوم واحده و حمام اضافه الى مجاز ضيق يؤدي الى فضاءات الدار .
-لاتختلطي بالناس هنا فنحن لانعرفهم . من حقك فقط ان تزوري بيت جارنا ( ابو اياد) فهم ناس اعرف جيدا" انهم طيبون.
هكذا قال (محمود) لزوجته حال وصولهم للبياع رغم ان هذه الملاحظه قد يكون لامعنى لها فزوجته هي بالاساس لاتختلط مع الناس ولاتخرج من البيت مطلقا" حتى في مدينتها
عائلة (ابو أياد) التي كان محمود راضيا" عنها بتوصيه من شريكه علي الهنداوي هي عائله مسيحيه يساريه هاجرت من الموصل الى بغداد بعد احداث (ثورة الشواف) بعد حوادث الانتقام والتهجير التي طالت العوائل ذات التوجهات اليساريه. فرغم فشل (ثورة الشواف) فأن الموصل اصبحت عمليا" بيد المناوئين للزعيم وحلفاءه اليساريين الذين اصبح الكثير منهم في السجون في عهد هذا الزعيم!!! يتحدث الباحث الفلسطيني ( حنا بطاطو ) عن عشرات اليساريين تم اغتيالهم بعد ثورة الشواف وحتى انقلاب شباط عام 1963.
ارتاحت الزوجه (لأم اياد) ونشأت بينهما علاقه جميله فقد كانا يذهبان الى سوق الخضار سوية" كل يوم وكان يصطحبان معها (عادل) و قد ذهبا في احد الايام الى معرض (تموز) في المنصور في رحلة( تاريخيه) بقيت عالقة في ذهن هذا الطفل لما اشاعت فيه من مشاعر المتعه والفرح . لقد ترك منظر الغرفه ذات الشكل الكروي في نفسه مزيج من مشاعر الانبهار والاستغراب .
تغير الحال في محل (علي الهنداوي) منذ ان دخله محمود فاصبح ايقاع العمل سريعا وتنوعت البضاعه وازداد اقبال الناس على الشراء من المحل لان الاسعار فيه اقل من المحلات الاخرى وكان هذا شعار محمود مدى حياته ( الربح البسيط)
كان محمود يملك طاقه هائله وحب كبير للحركه والانجاز وكان مثابرا" بشكا استثنائي فهو لايكل ولا يمل من العمل .فقد كان يعمل بشكل متواصل من ساعات الصباح الاولى وحتى المساء وكان يتناول طعام الغداء في الكثير من الاحيان في المحل الذي كان يصله في ( السفرطاس). ورث محمود عن ابيه الحاج (شريف ) الكثير من صفاته فقد كان قوي الشخصيه لايخاف في الحق لومة لائم مهيبا" وكان قاسيا" مع ابناءه لطيفا" مع الاخرين متساهلا".
يصف ( ابو جمال) الحاج (شريف) وهو ممن عاصروه انه كان قويا" الى درجة الرهبه لكنه كان متواضعا" لا يحضر مأدبه طعام الا وكان يقوم بحمل الصحون وتنظيف المائده مع اهل الدعوه. وكان كريما" جدا" فقد اعتاد في شهر رمضان ان يقوم بتوزيع الحلويات والفواكه على الجالسين في المقهى بعد الافطار.وقد كان شديدا" مع ابناءه وقد كان يعاقبهم جسديا" حتى بعد زواجهم!! انها القسوه التي تصنع ابناء على درجه كبيره من الخلق كما يعتقد الحاج (شريف) ومن بعده ابنه محمود
نحن الان في احد ايام صيف 1962 وكان الوقت ليلا" وقد صعدت العائله الصغيره الى السطح للنوم كما هي عادة العراقيين انذاك. بعد قليل حصل طرق شديد على باب الدار الحديديه. نزل محمود مسرعا" ليرى مالامر ولحق به ابنه (عامر) . كانت المفاجأه شديده عندما اتضح ان من يطرق الباب هي مجموعه من الشرطه جاءت لتعتقل محمود.
كانت ليله لاتنسى فقد هرعت الزوجه الى بيت (علي الهنداوي ) وطلبت منه ان يوصلها في ذلك الليل الى بيت (عبد الحسين ) شقيق زوجها الكائن في حي الزعيم (الحي العربي). وبعد رحله مضنيه من باص الى باص وصلت في ساعه متأخره الى بيت حماها وبصحبتها ابنها الصغير ومعهما عائلة (علي الهنداوي)
لم يعرف والى الان سبب الاعتقال الذي لم يدم طويلا" . فقد كان (حسين ) شقيق محمود الاكبر يشغل منصب كبير في وزارة الاقتصاد في عهد الوزير الزهاوي . في اليوم التالي للاعتقال دخل ( حسين ) على الوزير وبادره بالقول:
-مارأيك في؟
استغرب الوزير للسؤال وقال: انت موظف مخلص ونزيه وكفوء . تشجع عبد الحسين لطرح الموضوع الذي جاء من اجله:
-اخي محمود افضل مني وهو الان في المعتقل!!
رفع الوزير سماعة الهاتف واتصل بمدير الامن العام وطلب منه متابعة قضية محمود وترجاه الاسراع باطلاق سراحه ان لم يكن قد ارتكب ماهو مخالف للقانون
بعد ايام تم اطلاق سراح محمود لكنه ايقن ان البياع ليست مكانا" آمنا" كم كان يتصور وان عليه العوده الى بلدته فورا".
احكام الاعدام التي صدرت بحق محمود ورفاقه في عام 1960 التي خففت الى السجن ومن ثم اعتقاله في عام 1962 تفسر ولو جزئيا" السهوله التي تم بها الاطاحه بالزعيم عام 1963 فقد كانت الكثير من مفاصل الدوله بيد اعداء الزعيم فيما كان هو مهتم جدا بابعاد ومطادرة اصدقاءه الحقيقين !!
عاد محمود الى بلدته و في نفس العام رزقه الله بمولود جديد اسماه ( محمد) وانصرف الرجل الى ترتيب اوضاع دكان والده وباءت كل المحاولات في اعادته للعمل السياسي فقد كان قراره قاطعا ونهائيا" لكنه رغم ذلك كان يحب الزعيم جدا!! ويحب ايضا" رفاقه وخطهم السياسي وكان يعتبره يحمل نفس الجوهر الذي يحمله الامام علي ابن ابي طالب وصحبه (ابوذر الغفاري) و(عمار بن ياسر)
كان الدكان يدار من قبل ( صاحب الهندي) طيلة فترة غياب محمود . لقد كان (صاحب) رجلا" طيبا" مخلصا" وقف مع العائله في محنتها باخلاص وتفاني عجيب. ( صاحب) الذي كان يعيش بمفرده بعد ان هاجرت زوجته مع ابنها الى بغداد لم يكن يأخذ اجرا" على عمله في الدكان بل كان يكتفي بطعامه الذي يأتيه من بيت الحاج (شريف) وثمن الدشداشه والعباءه التي كان يغيرها بين الحين والاخر.
عاش (صاحب هندي ) شبابه و شيخوخته حتى مات في ذلك الدكان حتى ظن الناس انه شريك الحاج (شريف ) وليس اجيرا" عنده. فقد كان حريصا" على المحل حرص صاحب المال لايختلف عنه شيئا".
سارت الحياة بشكل طبيعي وبوتيره هادئه لعدة اشهر قبل لن يقع الزلزال
ففي صبيحة يوم الجمعه الرابع عشر من رمضان كان راديوا بغداد يذيع البيانات عن الاطاحه بالزعيم الطاغيه فيما كان التلفزيون لايزال مؤيدا" للزعيم
كان الحدث متوقعا" الى حد ما فقد فتح الزعيم على نفسه اكثر من جبهه : طالب بضم الكويت الى العراق واصدر القانون رقم (80) الذي كان ضربه قاسمه لشركات النفط التي تقف وراءها دول عظمى . ضرب القوى اليساريه ومنعها من ممارسة عملها بشكل قانوني وأنشأ حزبيا" كارتونيا يحمل نفس اسم حزب اليسار وسمح لخصومه بحرية الحركه وخاصه في الجيش .
في يوم الجمعه كماهي العاده كان اخوة محمود وعوائلهم عنده في بيت الوالد الحاج (شريف) وعندما سمعوا بانباء الانقلاب توقعوا ان احداثا" جللا" سوف تقع واستقر رأيهم على مغادرة البيت والاختباء في بيت العائله الكبير بيت ( الملا)
في عصر نفس اليوم داهم ( الحرس القومي) البيت واعتقلوا محمود وارسلوه مع مئات السجناء الى سجن الحله رغم انه قد ترك العمل السياسي منذ عدة اعوام . وقد كان محمود صائما" عندما تم اعتقاله وقد صلى المغرب في الزنزانه المكتظه واستمر بالصوم طيلة رمضان . فيما تم اعتقال ( حسين) بعد عودته الى بغداد في سجن (خلف السدة) بحجة علاقته الوثيقه مع ابراهيم كبه وزير الاقتصاد السابق ومع موظفي الوزارة اليساريين ومنهم الشاعر الفريد سمعان !!
كان سجن الحله يغص بالمعتقلين الذين كانوا بالالاف ولم تكن قواويش السجن تستوعبهم . اطباء ومهندسون ومثقفون وكسبه وجنود كانوا يتعرضون للقسوه البالغه وبسبب ضيق المكان صاروا يضطرون للنوم وهم جالسين وفي المساء كانت تبدأ جلسات التعذيب الجسدي المبرح التي كانت تعكس بشكل صارخ غريزة الانتقام المريضه لدى بعض الناس.
بعد الانقلاب وصدور القرار رقم (13) هرب العديد من شباب المدينه الى البلدان المجاوره
هؤلاء لم يكونوا سياسيين بالمعنى السائد للسياسه بل كانوا رومانسيين احبوا ناسهم ووطنهم وقيم الخير والعداله الى درجة العشق
(فاضل ) صديق محمود كان احد هؤلاء
استطاع ان يصل في نهاية المطاف الى رومانيا وهناك دخل الجامعه واصبح طبيبا"
كان فاضل يرسل الى مدينته التي اضطر الى مغادرتها بين الحين والاخر تسجيلا صوتيا" على كاسيت (بكره) يتحدث فيه عن اخباره وذكرياته الجميله مع ابناء المدينه ويسأل عن اخبارهم فردا" فردا"
كانت ( البكره) تنتقل من بيت الى اخر فتستمع لها العوائل بشغف واستمتاع شديد
في ما يشبه احتفاليه جميله وكأنه واحد من افراد العائله
عاش الناس في العراق ايام صعبه . حتى حصل انقلاب تشرين من داخل النظام في العام نفسه وخرج محمود والكثيرين من المعتقل لكن القصه لم تنته فبعد اشهر اعيد اعتقال الكثيرين ومنهم محمود و رفاقه حميد ورزاق كأجراء احترازي !!
بعد انقلاب تشرين واطلاق سراحه (مؤقتا") باشر محمود بترميم بيت الحاج (شريف) بعد اطاحت به الرطوبه واصبح غير صالح للسكن وخاصه في ايام الشتاء القارصه.
كان البيت المؤلف من طابقين مبني على الطراز الشرقي حيث يتوسطه الفناء المفتوح وتزدان واجهته الاماميه بالشناشيل البغداديه الخشبيه التي صنعتها يد نجار ماهر. وكان البيت يطل على زقاق عريض نسبيا" . في الجهه المقابله للبيت ثمة دكان لتصليح العجلات الهوائيه يديره ( الحاج رضا) الرجل الطيب الذي كان في احيان كثيره يتدخل لدى محمود لحماية اولاده من قسوته التي كانت تتجاوز الحد المعقول اذا سمع ان احدهم قد لعب كرة القدم او اهمل في واجباته المدرسيه او البيتيه.
الحاج رضا هو قصه اخرى حزينه من قصص العراق :
( حجي رضا) العجلاتي
حرفي ماهر
يكدح ليل نهار
اصابع يكسوها الزيت
وغبار العمل
وطين العجلات
.........................
الحجي العجلاتي
جاء الى الدنيا عراقيا كما ابيه
وعاش اعوامه الستين بلياليها في العراق
الا شهر واحد سافر للحج
..................
الحجي العجلاتي
شيد من عرق الجسد المحني على العجلات
ضريحا لولي صالح
وشيد ايضا
اكبر مبنى في البلده
زين شارعها الوحيد
ولما بلغ الستين
وفي يوم عادي جدا
قال له ضباط الامن
لست عراقيا"انت
ارحل
........................
وعلى تخم الوطن الشرقي
حيث الحرب
والغربه
والفقر
تلاشى الرجل وبناته
فيما اكلت جدران السجن اجساد ابناءه الثلاثه
أستأجر محمود بيتا" على شاطيء الفرات بعد ان انتقل ساكنوه السابقون الى الحي الجديد في المدينه. كان بيتا" جميلا" جدا" رغم بعده عن مدرسة ابناءه وفي هذا البيت المطل على شارع عريض هو بمثابة كورنيش البلده عاش ابناءه اجمل ايام حياتهم.
لم يتمكن محمود من اكمال ترميم بيته فبعد اشهر اعيداعتقاله وزملائه كأجراء احترازي ولكن هذه المره في سجن (البلده) وفي ظروف افضل من الظروف السابقه فقد كانت هناك زيارات يوميه واحيانا مرتان في اليوم كانت عوائل المعتقلين تحمل لهم الطعام والملابس وغيرها من احياجاتهم الانسانيه.
في ربيع 1965 زار طاهر يحيى رئيس الوزراء البلده فأغتنم الاهالي الفرصه وقدموا عريضه له يطالبون باطلاق سراح ابناءهم الموقوفين دون محاكمه منذ اكثر من عام .
وافق طاهر يحيى على الطلب بشرط ان يقدم هؤلاء براءه من الحزب اليساري.
بعد ايام صدرت جريدة المنار اليوميه وهي تحمل في طياتها البراءه:
نحن الموقعون ادناه كنا قد انتمينا الى حزب اليسار العميل وقد اتضح لنا ان هذه الحزب يعمل على الضد من مصلحة الوطن والامه والدين . لذا نعلن براءتنا من هذا الحزب
وخرج محمود من المعتقل وكان هذه هي المره الاخيره .
أي عبث جعل الالاف من شباب هذا الوطن يخسرون اجمل سنوات عمرهم؟. اي حماقات بددت وسوف تبدد في المعتقلات والحروب هذه الطاقات الخيره القادره على بناء الوطن ؟
لمصلحة من جرى ويجري كل هذا؟




#عادل_حسن_الملا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صدق ( مخربط)
- اللقاء المؤجل
- سعد بائع الجرايد
- من ذكريات حرب الثمان سنوات (3)
- من ذكريات حرب الثمان سنوات (2)
- من ذكريات حرب الثمان سنوات (1)
- في الحب واشياء اخرى
- من اوراق الغربه
- ويسألونك عن الربيع العربي
- مدارات صوفيه
- تقاعسات صديقي (ابو ذر)
- ندين الدعوه لاحراق كتبه لانها عمل همجي . لكن لانتضامن معه!!!
- على شاطيء باندرما
- الشجره والتمثال
- هل خان الصائغ يوسف؟
- العراقي : الانسان الاكثر فرحا- في العالم
- بمناسبة وفاته ...........عزت مصطفى - مواقف مشرفه
- لاتراجع المحاصصه تتقدم
- على وقع طبول الحرب
- من كان منكم بلا خطيئه


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل حسن الملا - البراءه ...او حكاية المواطن محمود