أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق محمد عبدالكريم الدبش - من الحزن يولد الأمل














المزيد.....

من الحزن يولد الأمل


صادق محمد عبدالكريم الدبش

الحوار المتمدن-العدد: 4730 - 2015 / 2 / 24 - 16:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الحزن يولد الأمل .....
في عام 2010 في سوريا أثناء زيارته لنا بصحبت أبنته وزوجته ...فقمنا بزيارة الى مقبرة السيدة زينب ...ووقفنا عند اضرحة الراحلين في بلدان الأغتراب نتيجة للعسف وللظروف التي كنا نعيشها أنذاك ....فزرنا قبور الدكتور ورجل الدين مصطفى جمال الدين ...والشاعر العظيم محمد مهدي الجواهري والأديب والمفكر هادي العلوي وأخرين ....وكان بصحبتنا في هذه الزيارة السيد نجل الراحل الدكتور مصطفى جمال الدين ...وألتقطنا صور تذكارية بصحبة الراحل ...الرفيق العزيز أبا ظافر وهذه الصورة التي يقف فيها أمام ضريح المفكر الراحل هادي العلوي .... ولشديد الأسف أقف اليوم ولترتسم في ذهني صورة حزينة وصعبة ومؤلمة ....هذا الرفيق العزيز الذي رحل بالأمس ...هذا الذي يحزنني كثيرا ...هو أني لم أستطع بالأمس لأقف مودعا لصديقي ورفيقي أبا ظافر ....وألقي النظرة الأخيرة عليه وعند مثواه الأخير لبعد المسافة الجغرافية بيني وبين مثواه وهذه من أشد المشاعر ألما وحزنا ...وهي جزء من المعانات التي عشتها منذ عقود وما زلت ، والذي كان يجب علي أن أحمله على كتفي حتى مثواه لتوديعه الوداع الأخير !...كجزء من الوفاء والتقدير والعرفان والتكريم على أقل تقدير ، والذي سبق لي أن عشت هذه الصورة التراجيدية المدمرة ومع أناس أحبة وأعزاء وقريبين الى نفسي وعقلي ، وهذه صور من الصعب أن أصوغ معاناتها وشدة وقعها علي ، ومن المحال أن أعكس حقيقتها للمتلقي ومعانيها وما تعني ...هذا جانب والجانب الأخر ، عندما تكرم هؤلاء هو شئ معنوي له دلالات عميقة في النفس الأنسانية ولقدسية وأنسانية الأنسان ...ولكن مع شديد الأسف هكذا عشت هذه الأحداث والصور ، وهي شكلت جزء من تكوين شخصيتي وأنغمست مع جوهر شخصيتي .....أنا الأن أجلس لوحدي في غرفتي أستمع الى ما أشبه بالنحيب والتأبين والأستذكار ...وأنظر الى الصور التي نشرتها أو التي لم أنشرها ، والتي أصبحت مجرد ذكرى ، وتحولت الى مجرد صور لا حياة فيها وستوضع بعد حين الى مجرد أوراق مهملة توضع في زاوية من زوايا البيت ، وفي أماكن مخفية عن أعين البيت وأهله , وهذه هي الطبيعة الأنسانية ...بالرغم من كونها كشكل من أشكال الأستذكار ...ولا أمتلك شئ غير ذلك هنا .... هو وأمثاله الراحلين والذين مازالوا على قيد الحياة ...هم الحياة وجوهرها وسبب مباشر لأستمرارها ...ومن دونهم لا توجد حياة ولا يمكنها أن تستمر بشكل طبيعي وحسب قوانينها وطبيعة تطورها ولو تعمقتم في كلامي هذه ستجدوه حقيقة مطلقة وليست نسبية !؟....هم الأخر الذين هم مرئاتنا التي نرى أنفسنا من خلالهم ...ويستحيل أن تستمر الحياة من دونهم !...وهو مخالف لمنطق الوجود ...وخاصة أذا كانت الحياة تتعلق بمن وجدوا لكي تستمر الحياة وبشكل منسجم مع حركتها وتطورها وأستمرارها ، أي أنهم يفعلون فيها كصانع لبضاعة الحياة أن جاز هذا التشبيه والذي بأعتقادي هو تشبيه مجازي صحيح ...وأعود فأقول بأن فقدي لهؤلاء ...هو بمثلبة سقوط نيزك أو نجم من السماء...أو أنه يوازي سقوط بغداد أو حريق روما او هزيمة سبارتكوس في ثورته ضد أسياد العبيد عام 73 ق.م ...وما يواسينا ويشد من أزرنا ويعيد توازننا ...لنجدد الحياة هو قدرة الأنسانية على أنتاج مثل هؤلاء البشر وهنا يكمن سر أستمرار الحياة وسرمديتها وديمومتها وبشكل متجدد ومتطور ومختلف عما يسبقه من أنماط الحياة خلال الملايين من السنين الخوالي ....كنت دائما أجد العذر لنفسي في البحث عن السبل والوسائل التي تجدد الأمل بجمال الحياة وعبقها وحيويتها ، بالرغم من كل النوائب والفواجع والأحن ...عذرا أليك سيدي أبا ظافر ؟!! لأني أعاود تجديد ما لا ينسجم مع تجدد الحياة وأستمرارها ...وأعتقد جازما بأنك مع توجهي هذا ....لأك عملت بكل جهد ومثابرة ، لتجديد الحياة.... والتمتع بفضائاتها حتى أخر لحظة من لحظاتها والتي عشتها ....أنحني لذكراك العطرة ولتأريخك المجيد ...ووعدا قطعته على نفسي بأن أستمر على نهجك وفكرك وأهدافك ...وما أستقيناها من معين واحد ومن منبع واحد ، ولتحقيق نفس الأهداف والمثل والقيم السامية والعظيمة ...فطوبا لمن يستودع أمانيه وأهدافه ومبتغاه ...عند من يحملون هذه الأمانة ويعملون بها ومن أجل تحقيقها ...فلقد فزت أيها الطيب ونلت مرادك ...نم حبيبي ...نومتك الأبدية ...فالحياة ستستمر الى ما لانهاية بعزيمة من أئتمنتهم أمانتك وحملتهم المسؤولية ...فهم أهلا لها ....وهذه هي قيمنا ومبادئنا ...وهذذا هو جوهر الحياة .
صادق محمد عبد الكريم الدبش .
24/2/2015م




#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعي الرفيق أكرم قدوري حاج أبراهيم ...أبا ظافر
- للراقدين ...دعكم في سباتكم
- في التأمل ...ومناجات للذات الأنسانية .
- الشهيد ...والشهادة ومعانيها
- لأمي ولكل الأمهات
- خاطبني صديقي بلغته
- قالت أوصفني
- مختارات شعرية في العشق والهيام .
- كلمات الى رمز الأباء والشموخ ...الشهيد جمال الحيدري
- خاطرة ...على أطلاقة نارية من مجهول ؟
- تسائلني في منتصف العمر وفي أخر الطريق
- تطور الفكر الديني
- ماذا يروم ممثلين البعث في الحكومة والبرلمان
- ليلى الأخيلية ...
- مصائب قوم عند قوم فوائد
- الى الرفيق الشهيد أسعد لعيبي
- شئ من التاريخ ...
- لا تسألني ..لمن تكتب ؟
- خاطرة وتعليق في ذكرى يوم الشهيد الشيوعي
- مرور اسبوع على رحيل انعام الحمداني


المزيد.....




- أسقط رجلا في البحر.. لحظات مرعبة لحوت يصطدم بقارب فتسبب بموت ...
- كيف علق الكرملين على أمر ترامب بنشر غواصتين نوويتين قرب روسي ...
- مستقبل غامض لكيم مين جاي مع بايرن .. هل يطرق أبواب الدوري ال ...
- لبنان: الرقص.. علاج نفسي لتحسينِ المزاجْ ومواجهةِ ضغوطِ الحي ...
- فرنسا تسقط مساعدات إنسانية جوا على غزة.. عملية محفوفة بالمخا ...
- موجة حر جديدة في شبه الجزيرة الإيبيرية وسط تخوفات من اندلاع ...
- -القانون يطال الجميع-... الرئيس اللبناني يتعهد بتحقيق العدال ...
- ملف مرفأ بيروت، أول امتحان أمام السلطة في لبنان
- -آبل- تعمل على تطوير منافس لـ-شات جي بي تي-
- إسرائيل وأميركا تبحثان اليوم التالي بغزة ولبيد يندد بـ-حرب أ ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق محمد عبدالكريم الدبش - من الحزن يولد الأمل