أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمزة الجواهري - أنا لا أدين الحيوانات المفخخة














المزيد.....

أنا لا أدين الحيوانات المفخخة


حمزة الجواهري

الحوار المتمدن-العدد: 1319 - 2005 / 9 / 16 - 11:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يترك أهله وبلده لكي يذهب برحلة طويلة مرورا بسوريا والتدريب بها على عمليات الانتحار في معسكرات تأنف الحيوانات أن تأوي لها، ومن ثم يأخذ طريقه للعراق يتحرك بها كما الطريدة حتى يكمن في زريبة لليوم الموعود، وهو أن يذهب ويفجر نفسه!!! وسط أناس لا يعرفهم! ولا يعرف المكان الذي هو به! ولا يعرف أصلا أنه سوف يموت! فكل ما بذهنه أنه سوف يكون بين حشد من حور العين يستقبلنه بالأحضان ليفرغ كبته الجنسي بهن كما يشاء هو، وليس كما يشاء الذي حجب النساء عنه لكي يجعل منهن رغبة مطلقة وهدفا لا يعرف عنه سوى أحلام مريضة تراوده، بل تسيطر على كيانه بالكامل، جاء إلى العراق وليس في ذهنه سوى تلك الغريزة البهيمية، فلا إحساس بانتماء لعائلة ولا عشيرة ولا وطن ولا أي شيء آخر سوى تلك الشهوة الحيوانية التي تشترك بها جميع مخلوقات الله.
بكل المقاييس لا يمكن اعتبار مثل هؤلاء على أنهم بشر، نعم ربما يشبهون البشر ولكن لا يوجد بينهم وبيننا شيء آخر مشترك سوى ذلك الشبه في الهيئة فقط، فلا مشاعر إنسانية ولا رادع فكري أو أخلاقي، ولا طموح ولا إحساس بالمكان ولا أحساس بالجمال ولا الإحساس بالروح الإنسانية ولا إحساس بمشاعر الآخرين، لأن من يقتلوهم جميعا أبرياء، بل ولا يعرفوا أصلا ما إذا كانوا أبرياء أم مجرمين، وحتى لو كانوا مجرمين، من أعطاهم الحق بقتلهم؟ فهم لا يعرفون أصلا للحق معنى، فهل نتوقع من قط أو كلب أن يعرف معنى الحق؟ أو معنى الشرف؟ أو الحس الإنساني؟
لذا أولا وقبل كل شيء، هم حيوانات على هيئة بشر، ويمكن أن نسميهم وحوشا ناطقة، أو بهائم خلقت لتنتحر.
لا يمكن إدانة البهيمة بأي حال من الأحوال، ولا يمكن للشرائع الإنسانية أن تدين من يقتلهم لمجرد أن يراهم، كما تقتل الأفعى إن تمكن منها الإنسان، أو أن يسحق الإنسان بحذائه ذلك العقرب إن رآه، فهل هناك قانون يمنع قتل الأفعى القاتلة؟ أو قتل الضباع؟
لا يمكن للشرائع الإنسانية أن تدين من يعرضهم بحديقة الحيوانات ليتسلى بهم الأطفال في يوم العطلة الأسبوعية، فمن يمسكوا بهم أحياء، يمكن أن يوضعوا بذلك المكان، ويجب أن يعرضوا به على الناس ليشاهدوا من يريد أن يقتلهم لمجرد شهوة حيوانية، بالضبط كما يشاهدون الذئب أو أي حيوان مفترس خبيث في حديقة الحيوانات، يحجزون بأقفاص ويأكلون ديدان الأرض ويشربون من بركة آسنة في الجوار.
أنا لا أدينهم ولكن أدين من يسميهم مقاومة، وهم يقتلون الأطفال التي تلعب كرة القدم في شوارع بغداد وساحاتها، والعمال الذين يسعون على رزق عيالهم، وحماة الوطن المستباح حتى من قبل أبناءه! ويدافعون عنهم بشراسة، ويعتبرون تلك الحيوانات المتوحشة الهائجة كمرجعية لهم، عجبا!! فهل يعقل أن تعتبر البهيمة مرجعية ومخلصا لبني البشر!؟ هذا ما يفعله فلول البعث هذه الأيام!
وأدين الجميلات اللائي يظهرن على شاشات التلفزيون في الجزيرة والعربية والشرقية وغيرها من الفضائيات الكثير، ولكن ربما يسأل سائل لماذا أدين النساء فقط؟ في الواقع كان الأجدر بهن حقن دماء البشر بتطوعهن نيابة عن حور العين التي تنتظر تلك الأغنام الانتحارية، أليس ذلك أفضل من التحريض على قتل البشر؟ أو قلب الحقائق بتلك النشرات الإخبارية المسمومة التي تسوغ الجرائم التي تقترفها هذه الوحوش الشهوانية؟، وكذا أدين كل المحرضين الذين يدفعون بهؤلاء نحو العراق تحديدا، ويصورون لهم إن الطريق إلى حور العين يمر من خلال العراق، واستباحة دماء أبناءه دفاعا عن عروبتهم وإسلامهم وشرفهم الذي ضيعوه بأسوأ أشكال النفاق الذي عرفته البشرية.
أنا لا أين من نسميهم بالإرهابيين، لأن هذه التسمية تمنحهم الصفة الإنسانية، في حين هم ليسوا من البشر، لكن يمكن إدانة صاحب الزريبة التي تؤويهم حتى اليوم الموعود الذي يلاقون به حور العين، وليس هذا وحسب، بل يقدمون لهم الصبيات لكي يتدربوا بهن لليوم الموعود الذي يفرغون به شهواتهم الحيوانية، وإن شح سوق الصبايا، فالأقرب منهن أولى بنيل الثواب.
أنا لا أدينهم، ولكن يمكن إدانة من أرسل تلك البهيمة المفخخة للعراق دفاعا عن كراسي على وشك السقوط، ظنا منهم أن فشل المشروع العراقي العريق بإقامة نظامه المنشود سيكون دفعا للبلاء الذي يقف على الأبواب، فشعوبهم المقهورة مازالت تمتلك الحس الإنساني وترغب بالعيش كما تعيش شعوب الأرض، وبالرغم من تكميمها وتكبيلها وسحقها وقتلها، فهذه الشعوب لابد يوما ما سوف تكسر الرجل الرابعة من تلك الكراسي التي تهرأت ولم تعد صالحة للجلوس، بأحلام مريضة ورؤوس ليس فيها سوى العفن ووسائل خسيسة ورغبات محرمة ومال سحت حرام، يدفعون بهم، تلك الخرف المفخخة، لقتل العراقي، فأي دفع للبلاء هذا؟! واي أذى لبني البشر هذا؟! وأي سقوط أخلاقي هذا؟! وأي اسراف وتمادي بالنذالة هذا؟! وأي وحوش بشرية تحكم هذه البلدان؟! وأي مستنقع عميق للخسة يغرقهم؟!
أنا لا أدينهم ولكن أدين من ينقلهم للعراق، فهو غالبا ما يكون من أب وأم عراقيين، ولكن هيهات أن يكون عراقيا من يفعل هذه الجريمة النكراء، الجريمة التي تقتل الأب والأم والأخ والابن والصديق دفاعا عن نظام مجرم، وهم أعرف الناس بما قام به النظام من جرائم، فهم من قتل العراقيين أيام كان الطاعون البعثي يتحكم بأرواح الناس.
ويمكن إدانة من يمنحهم صفة البشر أو يدافع عنهم وعن وحشيتهم بالقتل أو يتغافل أو يبرر أو يخفف من بشاعة جرائمهم، ويمكن إدانة من يمنحهم صفة المسلمين، فالإسلام دين لبشر، فكيف يمكن أن يكون دينا لمخلوقات وحشية أو بهائم؟ فالدين ليس لهؤلاء أشباه البشر، وليس لمن يحرضهم أو يدعمهم أو يقف بصفهم، أما الذي يعتبرهم مرجعية له، فهو بهيمة متوحشة مثلهم تماما ولكن قلمت أظافرها وكسرت أسنانها.
أنا لا أدينهم بل أدين من يساوي بينهم وبين البشر من الضحايا بحجة الإعلام المتوازن كما تفعل أجهزة الإعلام التي يديرها أعراب كأسوأ مثل للمنافقين من الأعراب الذين وصفهم القرآن.
لكن بقي شيء واحد مازلت لم أحدد موقفا، وهو ذلك الرجل الذي يفتي لهم على أنه رجل الدين، فهل هو بهيمة منهم؟ أم هو تاجر للبهائم؟



#حمزة_الجواهري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهمات أمام القوى الديمقراطية في العراق
- الدستور وثيقة توحد العراق وليس العكس
- النفط في الدستور- عدالة التوزيع وأداة لوحدة الوطن
- النفاق البعثي وسجية الأعراب
- الأهداف الحقيقية وراء رفض النظام الفدرالي
- لا تقتلوا الشهداء مرة ثانية، فمنْ قتلهم هو البعث
- دستور أم غابة دستورية؟
- إنا أهديناك النجدين ......
- النفط في الدستور- حل ربما يرضي الجميع
- الهوية العراقية في مسودة الدستور
- محاولة تغيير قانون الانتخابات في خمس دقائق
- يا وزير الكهرباء، المشكلة لها جوانب اجتماعية أخرى
- العملية السياسية البديلة، حقيقة أم هواجس
- الزعيم عبد الكريم قاسم والعراق ضحايا لعبد الناصر
- متى سيأتينا يوما بلا صدام؟
- رد على مقال المهندس ساهر عريبي حول الطاقة المتجددة
- لماذا قتلت المقاومة اللقيطة ماهر الشريف
- يجب أن تعود الحكومة إلى موقع الهجوم
- وشهد شاهد من أهلها، لا مفاوضات ولا هم يحزنون
- مهمات كبيرة متزامنة وفسحة الوقت ضيقة


المزيد.....




- رجل اصطاد سمكة ليتفاجأ بسيارة في قاع البحر.. والصدمة مما وجد ...
- ماذا نعرف عن خليل الحية رئيس وفد حماس المشارك في مباحثات ال ...
- ألمانيا ترفض خطة -أي 1- الاستيطانية تنسف حلّ الدوليتين
- الوحدة الشعبية: تصريحات نتنياهو حول رؤيته بتحقيق “اسرائيل ال ...
- لماذا يستعر القتال بأوكرانيا قبل قمة ألاسكا بين ترامب وبوتين ...
- موجات الحر تخفض أعداد الطيور الاستوائية بحدة
- صحيفة روسية: 4 أسئلة عن قمة ألاسكا المرتقبة
- انضمامات لافتة وجدل قضائي يشعلان ذكرى تأسيس -العدالة والتنمي ...
- رئيس الكنيست: أقيموا الدولة الفلسطينية في لندن أو باريس
- مفاوض الكرملين يوضح لمراسل CNN -ما يتفهمونه- بالعلاقات الأمر ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمزة الجواهري - أنا لا أدين الحيوانات المفخخة