أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - تغريد الكردي - ظواهر بلا تفسير














المزيد.....

ظواهر بلا تفسير


تغريد الكردي

الحوار المتمدن-العدد: 4726 - 2015 / 2 / 20 - 09:02
المحور: حقوق الانسان
    


ظاهرة " 1 " .
_________________________
المكان : سيارة نقل عام ( نوع كيا ) .
الزمان : نهاراً كان يُفترض أن يكون عادياً .
جميع الركاب من الرجال إلا فتاةً تَجلس قُرب الباب بالاتجاه المعاكس لسير العربة , بجانبها رجل يُصادف انه صديق مُقرب لآخر في المقعد الذي امامها و يبدأ الحوار و يتشعب و يشعُر صاحبنا بالراحة فجأة و يبدأ بالمباعدة ما بين قدميهِ ليقترب بفخذهِ و يدهِ و حقيبتهِ من جسدِها و تبتعد هي قليلاً ليفهم الذكيّ أنها تريدهُ ان يقترب اكثر و يستجيب حتى تلتصق هي بحافة الباب , عندها تنظر لكل الجالسين و الجميع يضمون الارجل بالطريقة العادية ألا صاحبُنا , و لأنها تَعبت تَحمُل ذات المشهد ساعتين يومياً , الاولى صباحاً و الثانية ظهراً .. قررت ان تكون شجاعة هذة المرة و تَطلب منهُ الجلوس كما الاخرين و يأتيها الجواب " ليش و اني مضايقج " و حين تُصر على الطلب يعلو الصوت ..
عدد الركاب مع السائق ( احدى عشر ) , الجميع إلا واحدا يقفون مع صاحبُنا ضدها و يُقرر السائق اعتبار الامر تَحرُشاً مِن قِبل الفتاة ب أفندينا و يقف بالسيارة امام اقرب مركز للشرطة و يترجل و يفتح الباب بصرخة " انزلي للشرطة " ,
لم تكن تبكي دموعاً تلك اللحظة , ربما كان نحيبها المسؤول الاول عن وجود ثُقب الحزن الاسود للكون .. و أنبرى ذاك الرجل الوحيد بينهم , رجلٌ تَكاثف البياض على شعرهِ و عمرٌ يراوح في خطواته الاخيرة للذبول , لَكّم الشاب على وجههِ و لم يتوقف , و تحول طَلب فتاة عادية الى مسرحية و مع اقتراب الشرطة و خوف السائق من اللا شيء صَرخ بالفتاة الصعود مرة اخرى و لملمة الموضوع و الهروب من المكان مع باقي الركاب .
ظاهرة " 2 " .
_________________________
المكان : الحرم الجامعي .
الزمان : نهاراً كان يُفترض ان يكون عادياً .
مَرّ يومان على اعلان النتائج النهائية للمرحلة الاخيرة , تَعمدت الذهاب بعد هذا الوقت تفادياً لأزدحام الطلاب على طلب النتائج , وَصلت باب سكرتارية القسم لاستلام النتيجة و تطلب منها المسؤولة هناك الحصول على ورقة براءة ذمة من مكتبة القسم في حال استعارت يوماً كتاباً .
( هو أمرٌ روتيني خصوصا أنها لم تستعر يوماً كتاباً ) ..
( المكتبة تقع نهاية مبنى الكلية في منطقة تقريبا معزولة ) ..
تَصل هناك و تجد الموظف المسؤول و بعد تفحصها جيداً يُقرر ان هناك كتاباً مفقوداً مُسجل بأسمها و عليها إعادتهِ ليوقع براءة الذمة و رغم قَسمِها المتكرر أنها طيلة السنوات الاربعة لم تَصل المكتبة اساساً , يُصرّ هو على طَلبهِ و تترك المكتبة لا تعرف الحل .
في طريق عودتها الى الكلية تُصادف أحد اساتذتها و تشرح له الامر ليجيبها الاستاذ " حاولي تنطي كم فلس أخاف هذا يدور فلوس " و لأنها طالبة ( تَفتقر خبرة التعامل مع هكذا مواقف ) و لأنها بحاجة النتيجة تَعود الى المكتبة تبعاً لنصيحة الاستاذ ,
" ممكن اعرف ثمن الكتاب " .
يَجيب الموظف " تعالي وياي أشوف سعره " , و تَسير خَلفهُ الى غرفه مليئة بأكوام الكتب المتراصة على الارض , يَسحبُها فجأة من يدها " تعالي " ..
و وسط خَوفها و محاولات الهروب و محاولات الصراخ تَفلت من يديهِ بأتجاه الباب مباشرتاً ليركض خلفها و يقف الاثنان وسط الممر الذي يَدخُلهُ دون مقدمات ثلاثة طلاب بينهم فتاتين , يطلبون توقيع براءة الذمة ..
تَقف أمامهُ وَسطهم و يَسحب ورقتها الاولى و يُوقع تَحت كلمة الموظف المسؤول .
ظاهرة " 3 " .
_________________________
المكان : المستشفى .
الزمان : نهاراً كان يُفترض أن يكون عادياً .
لها عدة أيام تعاني من آلام في اسفل ظهرِها و مع آخر ليلة من الألم تُقرر صباحا الذهاب مع والدتِها الى المستشفى , تَقطع ورقة الفحص في مكتب الاستعلامات و تَدخل الى غُرفة الطبيب وبعد الحديث يطلب منها أخذ صورة أشعة للمكان لمعرفة سرّ الالم ومع ظهور النتيجة , تَعود اليهِ ليُخبرها أنها بحاجة الى فحص موضعي للتأكد من حالة انحراف الفقرات الاخيرة و توافق و يسألها ,
" انتِ متزوجة " .
" كُنت متزوجة " .
و خَلف الستارة و بعد ان يُغطي قدميها بشرشف لا يبدأ بأجراء الفحصِ فقط و انما تُصاحبه تؤوهات و تشنجات .
تَصمت برعب غير مصدقة لِما يَحدُث لها و على مسافة اقدام تَجلس والدتها .. و بعد مرور لحظات كأنها السنوات تَسحب نفسها بركل يديهِ بقدميها , و يبتعد مبتسما , يَجلس على مكتبهِ ,
" سَهلة ما تحتاجين شيء , شوية علاج فيزياوي " .
مثل هذة النهارات تنتهي لمعظم البشر عادية و ربما لبعض ابطال الروايات ايضاً ..
لكن في ليالي معينة , لحظات تكون فيها تلكم الفتيات هُن الكون الفارغ , لا تتحرك فيه أمواج ألا رَجعُ صدى نواحٍ صامتٍ غريق .



#تغريد_الكردي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظلالٌ ثابتة
- مشهدٌ نسائي
- أحياء ! ؟
- بحكم الورقة
- موءُدةٌ بكَ
- مَرَّة
- نقطة بداية
- قرار
- أوهامي
- طريق نسيانك
- مرآة افتراضية
- أنا
- قصة
- نداء شبه ميت
- دَيّن
- أشتهاء
- سِتارة
- وقت الصحوّ
- أحتَمل
- صُدفة


المزيد.....




- العراق بالمرتبة 155 في مؤشر حرية الصحافة لعام 2025
- ما آليات المنظمات الدولية لإعلان حالة المجاعة في بلد ما؟
- غوتيريش: حرية الصحافة تواجه تهديدا غير مسبوق
- عائلات الأسرى الإسرائيليين تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو
- مظاهرات حاشدة في إسرائيل وتحذيرات بشأن تهديد حياة الأسرى بتو ...
- عائلات الأسرى الإسرائيليين: تصعيد القتال لن يقتل المحتجزين ف ...
- دعوات في موريتانيا لإلغاء قانون حماية الرموز الوطنية لـ-تضيي ...
- الاحتلال يستهدف آخر ملاذ للحصول على الطعام ويكثّف قتل المدني ...
- اعتقال أبرز قادة الفصائل المقاومة الفلسطينية في سوريا
- الأمن العراقي : اعتقال متهم بتهريب الأموال بحوزته 113 بطاقة ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - تغريد الكردي - ظواهر بلا تفسير