رحيل سبعة رفاق شيوعيين في الجزيرة السورية عام 2014

آلان كرد

الحوار المتمدن-العدد: 4724 - 2015 / 2 / 18 - 15:15
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    

رحل عنا خلال العام الماضي 2014 سبعة رفاق شيوعيين من الجزيرة السورية «محافظة الحسكة أو مقاطعة الجزيرة» وهم:
الرفيق عاصم نواف سلو من ريف الدرباسية والرفيق أحمد عبد العزيز عيسى من ريف عامودا والرفيق محمد شيخموس من القامشلي والرفيق بشير حسين من القامشلي والرفيق شلال عمرو من ريف تل براك والرفيق محمد أمين حمي من القامشلي والرفيق عدنان أيوب شمعون من الدرباسية.
رحيل الرفيق عاصم نواف سلو في الدرباسية
توفي إثر مرض عضال بداية عام 2014 الرفيق الشيوعي عاصم نواف سلو في ناحية الدرباسية بالجزيرة السورية عن عمر ناهز الخامسة والأربعين.
ولد الرفيق الراحل في ريف الدرباسية قرية كربشك عام 1969 من عائلة فلاحية كادحة وانتسب إلى اتحاد الشباب الديمقراطي وحزب الشيوعيين السوريين عام 1986 وأصبح عضو اللجنة الفرعية للحزب في ريف الدرباسية لأكثر من مؤتمر وكان مثالاً للرفيق المخلص والملتزم بالفكر الماركسي اللينيني مدافعاً عن قضايا الفلاحين في ريف الدرباسية ضد الإقطاع والرأسماليين الزراعيين والمتنفذين الجدد حتى آخر لحظة في حياته.
كان الرفيق عضواً في تنظيم صوت الشعب من حزب الشيوعيين السوريين وعانى ما عاناه الرفاق من تشرذم الحركة الشيوعية السورية في فصائل عدة.
لك الخلود أيها الرفيق الراحل والشيوعيون السوريون ماضون حتى تحقيق الإرادة الشعبية من أجل إيقاف التدخل الخارجي ووقف العنف وإطلاق العملية السياسية وبناء سورية الجديدة سورية الكادحين.
رحيل رفيقين في القامشلي
خلال شهر آذار الماضي 2014 فقد الشيوعيون السوريون في القامشلي وريفها رفيقين شيوعيين قديمين أمضيا عقوداً في صفوف الحزب هما الرفيق أحمد عبد العزيز عيسى في ريف القامشلي والرفيق محمود شيخموس أبو رودي في القامشلي.
توفي الرفيق أحمد عبد العزيز عيسى في ريف القامشلي عن عمر ناهز الـ 66 عاماً وهو من مواليد قرية توبس ناحية عامودا منطقة القامشلي عام 1948 وهو من الشيوعيين القدامى في ريف القامشلي انتسب إلى الحزب الشيوعي عام 1964 وخاض العديد من المعارك الفلاحية في الريف ضد الإقطاع والآغوات دفاعاً عن قضايا الفلاحين والكادحين وتعرض للاعتقال نتيجة مواقفه هذه وكان فلاحاً نشيطاً فارق الحياة وهو يعمل في الأرض في قريته.
بتاريخ 2/3/2014 توفي في القامشلي الرفيق محمود شيخموس أبو رودي بعد صراع طويل مع المرض عن عمر ناهز الـ 59 عاماً وعمل في منظمة الحزب الفرعية في الحي الغربي بالقامشلي لمدة طويلة وشيع إلى مثواه الأخير في قرية شدي بناحية عامودا.
لكم الخلود أيها الرفاق الراحلون ورايتكم الحمراء باقية هنا عالية في يدنا نحن الرفاق الشباب.
رحيل المناضل الشيوعي بشير حسين في القامشلي
كسنابل القمح العطشى، استقبل فقراء الجزيرة السورية الأفكار الشيوعية، وحملوها في القلب والوجدان، رغم كل النوائب والرياح العاتية الآتية من كل حدب وصوب، وراحوا يبشرون بعالم جديد رغم إرهاب الطغاة وجبروت الإقطاع، واستطاعوا أن يبنوا منظمة عميقة الجذور في هذه البقعة من الوطن العالي ومنهم رفيقنا بشير حسين أبو عمار المناضل الشيوعي القديم الذي رحل عنا قبل أيام عن عمر ناهز الـ 75 عاماً إثر إصابته بمرض عضال.
بعد انتشار الأفكار الشيوعية في مناطق الجزيرة ومنها قريتنا رنكو، ونتيجة الحس الإنساني ورغبة الفلاحين في الخلاص من الفقر والفاقة، وجد فلاحو القرية أنفسهم في الحزب الشيوعي وعن ظروف انتسابه للحزب تحدث الرفيق لصحيفة قاسيون عام 2008 : «فقد كان أخي خليل ينقل لنا أخبار الحزب، وبدأت علاقتنا به عام 1953، وفي عام 1955 انتظمت في صفوف الحزب حيث دعانا الرفيق أحمد فرحة للاجتماع في قرية بليقية بفرقة ضمت الرفاق حسن ومحمد، وإخوتي خليل ونوري وبدران.. وفيما بعد صارت صلتنا مع الرفيق حكمت دوله، ثم أصبحتُ عضوا في اللجنة الفرعية مع الرفاق نذير وحميد صالح و خلف من (أبو دويل)، وكلفت عام 1956بالعمل في القرى المجاورة، وكنت أزور مع الرفيق نذير عبد القادر قرى (حاج ناصر، غزاليكه، توكه، اولجيا، جودارا) لنوصل إليهم مطبوعات الحزب ونشرح لهم سياسته ونجمع التواقيع ضد القنبلة الذرية، وأذكر أنني اقترحت أن يكون الرفيق خلف في عداد وفدنا إلى مهرجان الشباب العالمي في موسكو، وتمت الموافقة على اقتراحي.
وبتوجيه من الحزب بدأ الرفاق عام 1956- 1957 بالنشاط لتوزيع الأرض على الفلاحين، وتشكيل الوفود لمقابلة المسؤولين، وحاولوا وضع اليد على الأرض، فتدخلت الشرطة إلى جانب الملاكين، ولم يتمكنوا من الحصول على الأرض وكان الرفيق بشير من أوائل من خاض المعارك الفلاحية ضد الإقطاع.
يقول الرفيق الراحل: « أخذت رأي الرفيق أبو شهاب بالاستقرار في مدينة القامشلي للحصول على فرصة عمل بعد أن بقينا دون أرض فوافق، وهناك انخرطت في المقاومة الشعبية كشيوعي وساهمت في حراسة شركة الكهرباء والمياه والجسور،.. نجوت مرات عديدة من الاعتقال، وبقيت ملتزماً منذ انتسابي إلى الحزب في مختلف الظروف، رغم كل ما عانيناه لقناعتي الراسخة والدائمة أن الشيوعية هي أمل كل المظلومين بعالم لا ظلم فيه ولا اضطهاد، وسأبقى شيوعياً ما حييت، ولم أدخر جهداً خلال خمسين عاماً وأكثر في الدفاع عن الحزب وسياسته والأفكار الماركسية في مختلف المواقف ومواقع العمل، وما أتمناه أن يتجاوز الرفاق خلافاتهم ويتحدوا في حزب شيوعي واحد، حتى يزداد احترام الناس لنا، لاسيما وأن الخلافات القائمة لا تبرر وجود عدة تنظيمات شيوعية.. أحيي جميع الشيوعيين الحقيقيين أينما كانت مواقعهم التنظيمية، وأنا اليوم على علاقة جيدة مع جميع الرفاق المخلصين في كل الفصائل.. وأشكر صحيفة قاسيون على هذا اللقاء الذي أتاح لي أن أتحدث إلى كل الرفاق». وقد نشرت صحيفة قاسيون هذه المقابلة في العدد 373 السبت 19 أيلول 2008 واجرى اللقاء الرفيق محمد علي طه أبو فهد.
عمل الرفيق الراحل في حقول نفط الرميلان لمدة تتجاوز الـ 35 عاماً عاملاً نشيطاً ونقابياً يدافع عن حقوق عمال النفط.
شيع إلى مثواه الأخير في مقبرة حي الهلالية في مدينة القامشلي
رحيل الرفيق محمد أمين حمي في القامشلي

وفي الرفيق الشيوعي القديم محمد أمين حمي ابو عبدو في مدينة القامشلي في السادس من شهر آذار الماضي 2014 عن عم ناهز السبعين عاماً.
والرفيق الراحل من مواليد قرية كرديم في عام 1944 من أسرة فلاحية كادحة، وحصل على شهادة أهلية التعليم، وعمل معلماً في مدارس القامشلي وريفها.
وقد انتسب إلى صفوف الحزب الشيوعي السوري عام 1958 في عهد الوحدة السورية المصرية حيث كان الحزب يتعرض لأشرس حملة إرهابية مباحثية استهدفت وجوده وبقي وفياً لمبادئه وملتزماً حتى وفاته، وكادراً متطوراً.
وكان الرفيق أبو عبدو مثالاً للمعلم المتفاني بعمله، فقد كان معلماً ومربياً، من أجل تربية جيل مؤمن بقضية شعبه وأمته، علاوة على ذلك، مثّل الحزب في الوحدات النقابية لقنابة المعلمين في مدينة القامشلي، كما مثّله في الجمعية التعاونية السكنية لمعلمي القامشلي، بصفة أمين الصندوق.
وبسبب مواقفه المبدئية، النقابية والسياسية قامت الأجهزة الأمنية بنقله إلى دائرة الكهرباء نقلاً تعسفياً وأصبح من عمال الكهرباء في مدينة القامشلي ولم يتخلى عن مبادئه التي أمن بها ودافع عنها في جميع الظروف وكان مسؤولاً لمنظمة الحزب الشيوعي السوري في الحي الغربي بالقامشلي لفترة طويلة.
شيع الرفيق الراحل إلى مثواه الأخير في قرية كرديم ضمن موكب مهيب بمشاركة أهالي المنطقة والفصائل الشيوعية السورية في الجزيرة والأحزاب الكردية وقوى شعبية ووطنية أخرى وأقيم له خيمة عزاء في مدنية القامشلي وكان الرفيق من فصيل النور الحزب الشيوعي السوري الموحد ومن قدامى الشيوعيين السوريين في الجزيرة السورية.
لك الخلود أيها الرفيق الشيوعي الراحل والعزاء لشيوعيي الجزيرة والصبر والسلوان لأهلك وأصدقائك ورفاقك.
رحيل الرفيق شلال حسن عمرو في قرية خربة الشيخ
ودعت قرية خربة الشيخ في ريف قامشلي – ناحية تل براك بتاريخ 20 حزيران الماضي 2014 الرفيق الشيوعي القديم شلال حسن عمرو أبو فهد بعد صراع طويل مع المرض دام خمس سنوات
انتسب الرفيق الراحل إلى الحزب الشيوعي السوري منظمة الجزيرة عام 1950 وهو في بداية شبابه متحمساً للدفاع عن حقوق العمال والفلاحين والكادحين جميعاً وشارك في المعارك الطبقية في قريته خربة الشيخ ضد اقطاعية الآغوات واستبداد الديكتاتوريات العسكرية ونتيجة نضاله في صفوف الفلاحين في قرى ناحية تل براك اكتسب خبرة نقابية فائقة ومثل الحزب في اتحاد الفلاحين في الجزيرة لعدة دورات
تدرج الرفيق الراحل أبو فهد في المهام الحزبية من الفرقة إلى الفرعية إلى المنطقية واللجنة المركزية والرقابة المركزية لعدة دورات وكان بيته في قرية خربة الشيخ وقرية كوكب كما باقي قرى الجزيرة ملجأ الرفاق الملاحقين وقاد منظمة الحزب في ناحية تل براك لمدة طويلة
لقد كان الرفيق الراحل شلال حسن عمرو أبو فهد من وجوه الحزب البارزين في الجزيرة ومن قادة الحركة الفلاحية في قرى ناحية تل براك وكان مثالاً للانضباط الحزبي والشخصية الشيوعية التي تلتزم بالمهمة الحزبية
لقد رحل الرفيق الشيوعي القديم وخسرت فرصة إجراء لقاء معه عن بعض جوانب تاريخ منظمة الحزب الشيوعي السوري في الجزيرة كنت أنوي ذلك لكن لم اتمكن من السفر إلى الجزيرة لقد خسرنا أحد أبرز مناضلي الجزيرة السورية في القرن الماضي وأنا اكتب هذه النعوة الرفاقية لقامة شيوعية بكل حسرة
لك الخلود ايها الرفيق والشيوعيون السوريون باقون على العهد في سبيل وقف العنف ومنع التدخل الخارجي وإطلاق العملية السياسية وبناء سورية الجديدة
استشهاد د. عدنان شمعون
بلغني قبل أيام نبأ استشهاد الرفيق الدكتور عدنان شمعون بتاريخ 26 تشرين الأول 2014 في مدينة حلب وهو في الخمسينات من عمره.
الرفيق الشهيد من مواليد القامشلي نهاية الخمسينيات وانتسب إلى منظمة اتحاد الشباب الديمقراطي ومن ثم الحزب الشيوعي السوري في السبعينات ودرس الشهيد في الاتحاد السوفييتي وتخرج طبيباً في المعالجة الفيزيائية ثم عاد إلى وطنه سورية واستقر في مدينة حلب وبقي الشهيد شيوعياً طوال حياته رغم انقطاعه عم العمل التنظيمي.
استشهد أثناء مشاركته في إنقاذ التلاميذ من مدرسة اسكندرون المجاورة لمنزله في حي السريان الجديدة بحلب نتيجة تعرض المدرسة لثلاث قذائف هاون متتالية أطلقها إرهابيون مسلحون مما أدى إلى استشهاد العديد من التلاميذ الأبرياء ومنهم الشهيد الدكتور عدنان أيوب شمعون بتاريخ 26 تشرين الأول 2014.
والجدير بالذكر أن الرفيق الشهيد الدكتور عدنان شمعون هو أبن المناضل الشيوعي في منظمة الحزب الشيوعي السوري في الجزيرة الرفيق الراحل أيوب شمعون.
كان الرفيق أيوب شمعون من أوائل الشيوعيين في مدينة الدرباسية عام 1946 واعتقل أيام ديكتاتورية حسني الزعيم العسكرية في سجن المزة العسكري عام 1949 مع بقية رفاقه الشيوعيين المعتقلين من الدرباسية وعامودا والحسكة والقامشلي وديريك وقبور البيض ورأس العين «سري كانييه» كما كان مراسلاً لجريدة الحزب اليومية في القامشلي جريدة النور بين عامي 1955 – 1959 واعتقل ايام الوحدة السورية المصرية في سجن المزة العسكري 1959 – 1962 ويعتبر من آخر المعتقلين الشيوعيين الين افرج عنهم عام 1962.
للرفيق الشهيد الدكتور عدنان أيوب شمعون الخلود وذكراه باقية في قلوب الرفاق والأصدقاء والخلود لذكرى والده الطيب والمناضل الكبير أيوب شمعون أبو عدنان ولأهلهم وأصدقائهم ورفاقهم الصبر والسلوان.

#آلان_كرد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات