رحيل تسعة مناضلين شيوعيين قدامى في الجزيرة السورية عام 2013

آلان كرد

الحوار المتمدن-العدد: 4319 - 2013 / 12 / 28 - 22:24
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    

فقدت منظمات الحركة الشيوعية في الجزيرة السورية عدد من الرفاق الذي قضواً عقوداً في الحزب في النضال الطبقي والوطني والديمقراطي خلال السنة الجارية 2013 وهم الرفيق محمود حاج خليل أبو عدنان من ريف الدرباسية والرفيق ظاهر عنتر من مدينة عامودا والرفيق حسين أحمو من الحسكة والرفيق فرخو زاد محمود من الحسكة والرفيق عبد المجيد حسين حاج درويش من رأس العين والرفيق أحمد حاج عباس من القامشلي والرفيق عباس عباس من كري بري والرفيق أحمد شيخو بركي من عامودا والرفيق شيخموس نسي من كري بري وإذ أنعي إليكم رحيل هؤلاء الرفاق عن عالمنا أكتب بإيجار السيرة النضالية للرفاق الراحلين عنا في الجزيرة السورية
1- الرفيق محمود حاج خليل أبو عدنان:
بتاريخ الخامس من شباط ودع أهالي قرية عرب خان أبنها البار الرفيق الشيوعي محمود حاج خليل أبو عدنان إثر جلطة دماغية
ولد الرفيق الراحل في قرية عرب خان سنة 1949 في عائلة فلاحية فقيرة وكانت عائلته بالرغم من أصولها العربية من ضحايا الإحصاء الاستثنائي المشؤوم الذي جرد الفلاحين الكرد الفقراء من جنسيتهم السورية كما كانت عائلته عائلة شيوعية منذ سنة 1950 وانتسب الرفيق الراحل إلى الحزب الشيوعي السوري في ريعان شبابه سنة 1965 ولقد كان المرحوم أبو عدنان من الرفاق المتميزين.. كان دمث الأخلاق، حسن المعاشرة، محبوباً بين جماهير المنطقة، ومفعماً بالنشاط والحيوية، رغم كبر سنة وظل وفياً للقيم والمثل التي آمن بها منذ شبابه، فانتخبه رفاقه لعدة دورات عضواً في اللجنة الفرعية للحزب الشيوعي السوري في ريف الدرباسية، وظل عضواً فيها حتى وافته المنية لقد كان مثالاً للأب والأخ والشيوعي، وكان يعمل جاداً من أجل وحدة الشيوعيين السوريين، التي كانت همّه الأساسي
2- الرفيق ظاهر عنتر:
بتاريخ 26-6-2013 توفي الرفيق الشيوعي ظاهر عنتر في مدينة الحسكة عن عمر 75 عاماً
ولد الرفيق الراحل في مدينة عامودا من عائلة فلاحية فقيرة جرد من جنسيته أثناء الإحصاء الاستثنائي سنة 1962 وانتسب إلى الحزب الشيوعي السوري بتأثير الرفيق الراحل رشيد كرد أواخر ستينيات القرن الماضي وناضل ضد الإقطاع في ريف عامودا أثناء المعارك الفلاحية سنوات 1969 – 1972 وعمل عاملاً في مؤسسة الإسكان العسكرية في السبعينيات ثم فصل منها بحجة فائض العمالة وكانت الأسباب الفعلية هي أرائه السياسية
3- الرفيق حسين أحمو أبو ناظم:
انتسب الرفيق الراحل إلى الحزب الشيوعي السوري في الجزيرة أوائل الخمسينيات وقد عانى ما عاناه الفلاحون من الفقر والظلم في وقت اشتدت فيه المعارك الطبقية ضد الإقطاعيين في الكثير من قرى الجزيرة السورية وكان نشاطه مميزاً أثناء فترة الاعتقالات والنضال السري أيام الوحدة السورية المصرية وكان بيته ملجأ للكثير من الرفاق والكوادر الشيوعية الملاحقين وكان الرفيق ينقل منشورات الحزب السرية بين القرى بروح عالية من النشاط والثقة بالحزب
4- الرفيق فرخو زاد محمود:
توفي في مدينة الحسكة إثر مرض عضال بتاريخ 31-12-2012 الرفيق فرخو زاد محمود
وقد انتسب الرفيق إلى الحزب بداية الثمانينات وبقي شيوعياً حتى آخر لحظة من حياته
5- الرفيق عبد المجيد حسين حاج درويش أبو فرهاد:
في مطلع شهر تموز الماضي 2013 رحل عنا أحد أوائل المناضلين الشيوعيين في الجزيرة السورية منطقة رأس العين «سري كانيه» قرية الزيدية عن عمر ناهز 75 عاماً أنه الرفيق الشيوعي القديم عبد المجيد حسين حاج درويش أبو فرهاد مؤسس الخلايا الحزبية الشيوعية الأولى في أرياف الدرباسية وسري كانيه غرب القامشلي
درس الرفيق الراحل في مدارس دمشق أوائل خمسينيات القرن الماضي وتعرف على الفكر الشيوعي سنة 1954 عندما كانت البلاد تغلي ضد ديكتاتورية الشيشكلي العسكرية وقيام الشيوعيين بقيادة الإضرابات والمظاهرات ضد الديكتاتورية وهكذا تعرف الرفيق الراحل على أفكار الاشتراكية العلمية وآمن أنها تحقق العدالة الاجتماعية وترفع الظلم عن القوميات المضطهدة فراح يبذر الوعي الاشتراكي في القرى بين الفلاحين
تعرف الرفيق على الحزب على الحزب الشيوعي السوري عندما نشرت بعض الجرائد الوطنية آنذاك مثل الصرخة والطليعة شروط العضوية في الحزب الشيوعي فقام بتأسيس خلايا تنظيمية في تسع قرى منها قريتان عربيتان وسبع قرى كردية في المنطقة ونظم العشرات من الفلاحين في الحزب ومن ثم اتصل بالرفيق عبدي يوسف عابد أبو جهاد وهكذا أصبحت علاقته بالحزب طبيعية بعد سقوط ديكتاتورية الشيشكلي وقيام حكم وطني ديمقراطي في البلاد سنة 1954
ناضل الرفيق بضراوة دافعاً عن حقوق الفلاحين رغم أنه سليل عائلة إقطاعية حتى ضد أقرب الناس إليه « عمه ووالده » وقاد العشرات من المعارك الطبقية الفلاحية ضد الإقطاعيين في ريف الجزيرة ومنطقة سري كانيه ومن أبرز تلك المعارك معارك قرى القرمانية وسفر وسفيرة وعرب خان والزيدية وغيرها من القرى حتى أن إذاعة ألمانيا الديمقراطية تحدثت عن إحدى تلك المعارك سنة 1957
تعرض الرفيق للملاحقة من قبل مخابرات المكتب الثاني أيام الوحدة السورية المصرية فحفر مخبأً تحت الأرض نجاه من الاعتقال كثيراً حيث كانت قرية الزيدية تتعرض للمداهمات باستمرار أيام الوحدة
كان الراحل فارس النضال الوطني والطبقي وفارس النضال القومي الكردي أيضاً وكان يردد بأن النظام الاشتراكي فقط يحقق العدالة الاجتماعية ويحرر القوميات المضطهدة ويلغي التمييز العنصري فأسس سنة 1955 مدرسة لتعليم اللغة الكردية استمرت سنتين سميت بلجنة أنجومان للثقافة الكردية وكثيرون ألغوا أميتهم فيها كما كان يجري تمثيليات في الأول من أيار وذكرى الجلاء وثورة اكتوبر باللغة الكردية ضد ظلم الملاكين والآغوات وكانت اللجنة تنشر ألف باء اللغة الكردية التي وضعها الرفيق رشيد كرد وديوان الرفيق الشاعر جكرخوين وكتاب تاريخ الأدب الكردي لروشن بدرخان ومقررات الكونفرانس الثاني للحزب الشيوعي العراقي حول القضية الكردية وغيرها
لقد حلت لجنة أنجومان التي شارك بتأسيسها القائد الكردي أوصمان صبري بعد سنتين أي عام 1957 لأن عبد الحميد درويش وأوصمان صبري أرادا تحويلها إلى حزب كردي فرفض الرفيق أبو فرهاد والرفاق الآخرون هذا الاقتراح وهكذا حلت هذه اللجنة
تم تكليف الرفيق بمهام تنظيمية عديدة فقط تدرج في المهام الحزبية من عضو فرقة إلى عضو لجنة فرعية إلى سكرتير فرعية ريف سريكانيه إلى عضو اللجنة المحلية للحزب في سريكانيه إلى عضو اللجنة المنطقية للحزب الشيوعي السوري في الجزيرة
بقي الرفيق في الحزب لغاية سنة 1986 عندما حدث الانقسام الكبير في الحزب وتم تصفية العشرات من الكوادر الحزبية الشيوعية المثقفة من العرب والأكراد والسريان بعد وصول قيادة شبه أمية إلى قيادة منظمة الحزب في الجزيرة لكنه بقي شيوعي المعتقد حتى آخر لحظة في حياته وشارك مؤخراً في أعمال الاجتماع الوطني الثامن لوحدة الشيوعيين السوريين عن طريق الرفيقين حسين شيخ نور وفواز السليمان اللذان كانا صلة الوصل بين الرفيق أبو فرهاد وقيادة اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين وألقى لكمة خلال أعمال المؤتمر
برحيل الرفيق أبو فرهاد خسرت منظمة الجزيرة أحد كبار مناضليها الذين بذروا الأرض بالأفكار الشيوعية في الجزيرة
6- الرفيق أحمد حاج عباس أبو رضوان:
في شهر تشرين الأول رحل عنا المناضل الشيوعي المخضرم الرفيق أحمد حاج عباس أبو رضوان بعد صراع طويل مع المرض عن عمر ناهز الخامسة والثمانين وشيع إلى مثواه الأخير في مقبرة حي قدور بك في مدينة القامشلي
ولد الرفيق الراحل في قرية سيحة في ريف القامشلي عام 1928 في عائلة فلاحية فقيرة وهو من المعروفين للجماهير في المحافظة وقواها السياسية حيث انتسب للحزب الشيوعي السوري أواسط الخمسينيات وعمل لفترة طويلة في قرى المحافظة وريفها وقاد العديد من المعارك الطبقية الفلاحية في الستينيات وكان مناضلاً صلباً وعنيداً في سبيل حقوق الكادحين في الجزيرة وحمل منذ ريعان شبابه هموم المظلومين ووقف مع قضايا الفلاحين ضد طغيان الإقطاع في ذلك الوقت وعاش معهم همومهم ومعاناتهم وقاسى من أجل ذلك الأمرين وعانى الكثير
تعرض الرفيق الراحل للاضطهاد والملاحقة والسجن أكثر من مرة بسبب مواقفه النضالية وخاصة أثناء قيادته للمعارك الطبقية في قريته سيحة ومشاركته في قيادة المعركة الطبقية في قرية كري بري بين عامي 1962 – 1967 وعرفته سجون القامشلي ودير الزور وحرض فلاحي القرى المجاورة كذلك للنضال ضد الإقطاع من أجل توزيع الأرض على الفلاحين الفقراء المحرومين منها وساهم في نشوء المنظمات الحزبية الشيوعية في العديد من قرى القامشلي وقبور البيض وعمل أيضاً في منظمة الحزب في القامشلي
تدرج الرفيق الراحل في المهام الحزبية من عضو فرقة إلى عضو لجنة فرعية إلى عضو لجنة منطقية وبقي سنوات طويلة عضواً في اللجنة المنطقية للحزب الشيوعي السوري في الجزيرة وحضر العديد من المؤتمرات الحزبية

7- الرفيق عباس عباس:
فقد الشيوعيون السوريون في قرية كري بري بناحية قبور البيض شرق القامشلي صيف 2013 رفيقاً شيوعياً قديماً وهو الرفيق عباس عباس عن عمر ناهز 70 عاماً
ولد الرفيق الراحل في قرية كري بري عام 1943 في عائلة فلاحية فقيرة عانت من جور الإقطاع والآغوات وانتسب إلى الحزب الشيوعي السوري إلى منظمة قرية كري بري الفرعية سنة 1959 حينما كان الحزب ملاحقاً من مخابرات المكتب الثاني أيام الوحدة وشارك في العديد من المعارك الطبقية الفلاحية التي حدثت في قريته كري بري منذ سنة 1959 ضد الإقطاع وفي سبيل توزيع الأرض على الفلاحين واعتقل ولوحق نتيجة نضاله عدة مرات وتعرض للتعذيب وشارك في العديد من النضالات المطلبية في القرية بقيادة المنظمة الحزبية فيها في مختلف المراحل
8- الرفيق أحمد شيخو بركي:
ودعت منظمة الجزيرة لحزب الإرادة الشعبية والقوى السياسية والأهالي في مدينة عامودا بتاريخ 4/11/2013 الرفيق «أحمد شيخو بركي» الذي توفي عن عمر ناهز ثمانين عاماً ونيّف بعد معاناةٍ طويلة من المرض
والرفيق الراحل من مواليد عامودا عام 1930، انتسب إلى الحزب الشيوعي السوري في 13/2/1948، ولوحق واعتقل أيام الوحدة، وعمل سكرتيراً للمنظمة في عامودا وممثلاً لها في مجلسها المحلي ومكتبه التنفيذي دورتين متتاليتين. وكان نزيهاً مخلصاً في عمله، وله بصمات واضحة في خدمة المدينة والأهالي، وكان من الموقعين على ميثاق شرف الشيوعيين وقد كرمته اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين عام 2008 بمناسبة بلوغ عمره الحزبي الستين عاماً وبقي وفياً لمبادئه الشيوعية ولرفاقه حتى وفاته.
شارك في تشييع جنازته قوى وأحزاب وطنية ممثلة بالمجلس الوطني الكردي وحزب الاتحاد الديمقراطي واللقاء الوطني الديمقراطي في سورية والفعاليات الشعبية والشخصيات الوطنية، وألقيت في التشييع كلمات المجلس الوطني الكردي وحزب الاتحاد الديمقراطي وكلمة منظمة حزب الإرادة الشعبية في عامودا.


9- الرفيق شيخموس نسي:
في قرية كري بري بناحية قبور البيض شرق القامشلي رحل عنا الرفيق الشيوعي القديم شيخموس نسي بعد صراع مع المرض عن عمر ناهز الثالثة والثمانين عاماً وهو من مواليد قرية كري بري عام 1930
انتسب الرفيق الراحل إلى الحزب أواسط خمسينيات القرن الماضي وعمل في منظمة الحزب الفرعية في قرية كري بري وله تاريخ نضالي طويل وبصمات لا تمحى في خدمة الفلاحين الفقراء حيث كان يشارك بفعالية في جميع المعارك الطبقية التي اندلعت في قريته والتي كان للشيوعيين فيها دور بارز
لقد رحل عنا تسعة رفاق شيوعيين قدامى بعد ان تركوا بصماتهم في حياة شعبهم من خلال نضالهم في سبيل مصالح الكادحين والفقراء وبلوروا هذا النضال عن طريق الانتساب إلى منظمة الحزب الشيوعي السوري في الجزيرة وحزب الإرادة الشعبية في الجزيرة فلكم الخلود أيها الرفاق الراحلون ونحن عل العهد باقون
لكم الخلود أيها الرفاق وعهداً أن راية الماركسية اللينينية لن تنكس في سماء سورية حتى تحقيق الإرادة الشعبية في التغيير الجذري الشامل ووقف العنف وإسقاط السلاح ومنع التدخل الخارجي وبناء ناظم جديد يحقق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية
لكم الخلود أيها الرفاق الراحلون وعهداً أن راية الماركسية اللينينية لن تنكس في سماء سورية ومستمرون في النضال حتى تحقيق الإرادة الشعبية والعدالة الاجتماعية للكادحين والفقراء
ناموا قريري العين أيها الرفاق ومطمئنين على قافلة الشيوعيين السوريين التي تستأنف المسير الوطني والطبقي والديمقراطي في البلاد بقوة أكبر بقيادة حزب الإرادة الشعبية
لكم الخلود يا رفاق الراية الحمراء وكام قال الرفيق خالد بكداش: راية الماركسية اللينينية لن تنكس في سماء سورية ومحال أن تنكس
تصبحون على خير يا نجوم الحزب الحمراء

#آلان_كرد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات