أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - آلان كرد - من شهداء الحزب الشيوعي السوري الرفيق الشهيد سعيد الدروبي ......... أول شهداء الإرهاب المباحثي















المزيد.....

من شهداء الحزب الشيوعي السوري الرفيق الشهيد سعيد الدروبي ......... أول شهداء الإرهاب المباحثي


آلان كرد

الحوار المتمدن-العدد: 4179 - 2013 / 8 / 9 - 08:03
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


مضى أربع وخمسون عاماً على استشهاد الرفيق سعيد الدروبي، وما يزال هذا الرفيق، وسيبقى، كغيره من شهداء حزبنا، ماثلاً في ذاكرة رفاقه المناضلين، يستلهمون من حياته المفعمة بالإخلاص والعمل، ومن استشهاده البطولي، دفعاً في طريق النضال الشريف، وحقداً طبقياً مقدساً، ودرساً في الصمود والاستعداد للتضحية إلى حد تقديم النفس في سبيل الحزب والشعب.
لقد صمد الرفيق سعيد الدروبي بين سياط الجلادين وعصيهم، لم يحنِ قامته، ولم ينكس رأسه رغم فنون التعذيب الوحشي، وظل صامداً حتى الموت، فحرم الجلادين بصموده هذا من تحطيم إرادة شيوعي، والحصول على أسرار الحزب التي يعرفها، وحرمهم أيضاً من نشوة الانتصار، التي يستشعرونها حين ينجحون بإجبار إنسان على الرضوخ لهم وقبول مساوماتهم.
ولم يكن صمود البطل الرائع إلا نتيجة لثقته المطلقة بأفكاره وأفكار حزبه وبصحة سياسة هذا الحزب وحتمية انتصاره، ثقته بأن مستقبل بلاده، كمستقبل البشرية كلها، هو الاشتراكية.
لقد كان صمود سعيد الدروبي أمام جلاديه تتويجاً لحياة كرسها للنضال في صفوف حزبه الشيوعي السوري، مرتبطاً ارتباطاً عضوياً بمصالح الكادحين، التي يعبر عنها حزبه، ضارباً المثل دائماً في حياته، كما في استشهاده، على أن الشيوعي هو ذلك الطليعي المتفاني، الذي ليس له في حياته أية مصلحة خاصة منفصلة عن مصالح الطبقة العاملة وجماهير الشعب.
ولد الشهيد سعيد الدروبي عام 1932 في مدينة حمص، في إحدى الأسر الفقيرة من عائلة الدروبي، وترعرع في غمرة النضال الوطني الضاري، الذي خاضه شعبنا ضد الاستعمار الفرنسي، ورأى بأم عينه الاضطهاد الاستعماري وصور البطولة الشعبية المكافحة ضده، ونشأ شاباً مفعماً بالحماسة الوطنية والعداء للاستعمار وعملائه، وكان من الطبيعي أن يتعلق بصره وعواطفه بالحزب، الذي لعب دوراً كبيراً في مقاومة السيطرة الاستعمارية والنضال في سبيل الجلاء وفي سبيل حقوق الكادحين، وكانت هذه نقطة الانطلاق الواعي والمنظم في نضاله الوطني والطبقي.
انتسب إلى الحزب الشيوعي السوري عام 1952، وكان خلال السنوات السبع التي قضاها في الحزب مناضلاً نشيطاً واعياً متفانياً، لم يحظ بثقة رفاقه وحبهم فقط، بل بثقة أوساط واسعة من الجماهير الشعبية، ولا أدل على ذلك من أنه انتخب لدورتين متتاليتين في قيادة نقابة المعلمين في حمص عام 1954 وعام 1958، وفي هيئة إدارة نادي المعلمين.
ولعب الرفيق سعيد الدروبي دوراً في بناء منظمة الحزب في حمص من خلال المسؤوليات العديدة التي تسلمها، من سكرتير فرقة إلى عضو في اللجنة الفرعية للمعلمين إلى عضو في اللجنة الفرعية لحي باب السباع بين عامي 1956 و1958 إلى سكرتير اللجنة الفرعية في باب هود وظهر المغارة، إضافة إلى نشاطه في منظمة المعلمين وبين جماهيرهم. في هذه المراكز الحزبية جميعاً كان الرفيق سعيد مبدعاً ونشيطاً.
وكما عرفت مدينة حمص: معلموها وأحياؤها الشعبية، في سعيد الدروبي مناضلاً نشيطاً صلباً، كذلك عرفه ريف حمص، فقد كـُلـِّف بمهام حزبية في عدة قرى نفذها بإتقان واندفاع، كما كانت له مشاركته في العمل التثقيفي الحزبي.
وكان خلال عمله الحزبي، كما يجب أن يكون المسؤول الحزبي دائماً، قادراً على معرفة الحلقة الأهم والتمركز حول ما هو أساسي وجوهري، وقادراً أيضاً على تطوير قدرات الرفاق الذين يعمل معهم والاستفادة منها في نشر سياسة الحزب وفكره وتوسيع تأثيره الجماهيري.
وما يزال الرفاق الذين عرفوه وعملوا معه يتذكرون كيف كان يركز على ضرورة العيش مع الجماهير والانغماس في حياتها للتأثير فيها ودفعها في معترك النضال الثوري، وكم كان يردد: (لا يمكن الحرب من خلال المناظير) قاصداً بذلك أن على المناضل أن يعيش الواقع ويفهمه فهماً عميقاً، كما كان يعلق بمرح على بعض الرفاق ممن اعتادوا التحرك ببطء، وكان يهتم بمعرفة تفاصيل حياة الرفاق الذين يعمل معهم والإلمام بمشاكلهم كلها. وقبل أن يعتقل كان مهتماً بأسر الرفاق المعتقلين، يزورها، ويسهر على تأمين حاجاتها، ويهتم بمعنوياتها.
أما على النطاق الجماهيري، فقد كان لسعيد مشاركته الهامة في تنشيط الحركة الجماهيرية في مدينة حمص، وعلى سبيل المثال نذكر أنه قاد حملة التوقيع على عريضة لمطالب شعبية عام 1954، وجمع ألوف التواقيع، وعريضة تتعلق بمطالب المعلمين عام 1958، وانضم إلى المقاومة الشعبية، التي كانت درعاً داخلياً متيناً يعبر عن إصرار الجماهير الشعبية على الوقوف في وجه المؤامرات والمخططات الاستعمارية الرجعية، التي استهدفت استقلال سورية الوطني والحريات الديمقراطية، التي توفرت إلى حد كبير نتيجة النضال الشعبي، ونظراً لنشاط سعيد وتأثيره الفعال، فقد أصبح قائد كتيبة في المقاومة الشعبية، وشارك في أكثر من حملة تبرع للحزب، وعن طريقه اشترك مئات الشباب بجريدة (النور)، التي كان يصدرها الحزب في الخمسينيات.
واصل سعيد الدروبي نضاله داخل حزبه وبين الجماهير إلى أن اعتقل في الرابع عشر من شباط عام 1959.
انتزعه رجال الأمن من مدرسته، وهو بين تلاميذه، ورموا به بين الجلادين، فكان صموده المعروف، وكانت وقفته الشامخة في وجه الذين حاولوا عبثاً تحطيم حزبه وإرادة شعبه.
وتحت التعذيب الوحشي توقف قلبه الكبير عن الخفقان في الخامس عشر من شباط عام 1959، ولم يستطع القتلة إخفاء الجريمة، فآثار التعذيب على كل شبر من جسد الشهيد وتقرير الطبيب الشرعي كذبت كل شيء، وفضحت كل شيء.
وبمقدار ما كان رد حمص عظيماً، كان مرعباً للجلادين وأسيادهم، فقد استجابت جماهير حمص لبيان الحزب الشيوعي، الذي أعلن استشهاد ابن حمص البار سعيد الدروبي، ودعا الجماهير إلى تشييعه والتعبير عن غضبها واستنكارها للجريمة النكراء، وتدفق العمال والشباب والنساء بالألوف من أحياء حمص ومعاملها، وأغلقت المدينة متاجرها، وانطلقت التظاهرة التي ضمت نحو ثلاثين ألف مواطن غاضب خلف نعش الشهيد، انطلقت كتلة البشر المتراصين. آلاف الأيدي تلوِّح، وآلاف الحناجر تهتف مستنكرة جريمة المباحث الوحشية، معلنة ثقتها بالحزب الذي نشأ فيه سعيد، وحتمية انتصار إرادة الشعب الذي أنجبه.
غاب سعيد الدروبي جسداً، لكنه ماثل سلوكاً وفكراً ونضالاً في قلوب رفاقه والأجيال الجديدة التي تناضل في صفوف حزبه، وليست باقات الورد التي يضعها الشيوعيون على قبر سعيد دليلاً على تذكر المناضلين الأحياء لرفيقهم الشهيد فقط، بل هي أيضاً عهد منهم على مواصلة الكفاح في الطريق ذاته وبخطا لا تعرف التقاعس أو الكلل، والاستعداد لتقديم التضحيات مهما بلغت، وبضمن ذلك الاستشهاد، كي تنتصر القضية النبيلة، التي ناضل في سبيلها سعيد، قضية الاشتراكية والشيوعية.



#آلان_كرد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحيل أربعة مناضلين شيوعيين في الجزيرة السورية
- مواقف الحركة الشيوعية بصدد معركة رأس العين « سريكانييه »
- سلاماً سد الفرات
- الرفيق حنيف سيدو حسن شهيداً
- الذكرى السبعون لانتصار معركة ستالينغراد 1943-2013
- الطبقة العاملة في سورية ......... هجوم على المكتسبات والحقوق ...
- الطبقة العاملة في سورية ......... هجوم على المكتسبات والحقوق ...
- الحكومة السورية ترفع سعر المازوت وتزيد من معاناة الشعب
- من نضالات الحركة الطلابية المكسيكية
- الرفيق تمام متري شهيداً
- رحيل الرفيقين د. داود حيدو و سليمان تمو
- لقاء مع الكاتب الكردي عمر كوجري رئيس تحرير مجلة أجراس اليسار ...
- شهداء الراية الحمراء
- المنتدى الاجتماعي العالمي والحركة الثورية في العالم العربي
- سبع سنديانات حمراء تترجل
- الرفيق نوري فرحان وداعاً


المزيد.....




- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...
- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...
- بعد اعتقال متظاهرين داعمين للفلسطينيين.. شكوى اتحادية ضد جام ...
- كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة القوة في اعتقال متظاهرين مؤي ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - آلان كرد - من شهداء الحزب الشيوعي السوري الرفيق الشهيد سعيد الدروبي ......... أول شهداء الإرهاب المباحثي