أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - طارق الاعسم - بين استقلال القضاء واستغلال القضاء














المزيد.....

بين استقلال القضاء واستغلال القضاء


طارق الاعسم

الحوار المتمدن-العدد: 4720 - 2015 / 2 / 14 - 00:28
المحور: حقوق الانسان
    


بين استقلال القضاء واستغلال القضاء
طارق الاعسم
لم توجد حاجة ماسة لثورة شعبية طاغية ضد مؤسسة حاكمة , كحاجة العراقيين اليوم لثورة وطنية ضد المؤسسة القضائية تمحو عنها عار خنق الحريات , وتقيم مكانها سلطة قضائية عادلة شامخة تحترم الحريات وتقيم وزنا للعدالة والمساواة .
فلم تتسلط على رقاب هذا الشعب مؤسسة ظلمت العراقيين بطريقة قانونية !!كمثل مؤسسة القضاء العراقي بوضعها الحالي , التي بدأت بالتغوّل في قراراتها شيئاً فشيئأً على الشعب العراقي المطحون بالفساد السياسي والاداري والمالي, حتى باتت الشبهات المحيطة بالقضاء العراقي وبسمعته آخذة يوما بعد اخر بالتجلي بشكل صارخ في ادق المساحات الوحيدة المتاحة نسبيا للعراقيين وبالاخص للمثقفين منهم .
ان تعاطي العاملين في هرم السلطة القضائية , مردُّه الى قدرتهم على الصمود بوجه المتغيرات السياسية الحاصلة في البلاد,وقد تحصلوا على هذه الديناميكية والمرونة من خلال قوانينهم , وبالاحرى الاسس الدستورية التي قامت مؤسستهم وسلطتهم المطلقة عليها .
فلمن لايعلم فان السلطة القضائية (في غفلة من الزمن) كانت هي من صاغ المواد الدستورية الخاصة بتشكيلها , بحيث تمكن متزعموها من ان يفردوا مواد دستورية حصرية تمنحهم لوحدهم الحق في احداث التغيير في هيكليتهم , ولادور للبرلمان او لأية سلطة الحق في التدخل لتغيير هذه الهيكلية .
ان تمادي السلطة القضائية في سحق البقية الباقية من حرية الرأي المشوهة بالاصل , من خلال شمول تعليقات مواقع التواصل الاجتماعي بجرائم النشر , تعد علامة سوداء لهذه السلطة ,وقطيعة حقيقية مع تطلعات العراقيين في حماية حرياتهم , وضرورة حتمية لثورة عارمة عاصفة للوقوف بوجهها بعد ان باتت تعمل بلا رقيب ,بشكل مستفز للطبقة الاجتماعية والاقتصادية الاكثر حاجة للقضاء كحام لحرياتها وحقوقها المهضومة , وهو ذات القضاء الذي افلت منه عتاة الارهابيين وعتاة سراق المال العام وعتاة الدكتاتوريين , القضاء الذي لم ينتصر لكرامته حين صدق على صحة انتخاب نائب قاض كان يوزع الرشى علنا (على عينك ياتاجر) بل لم يصدر من جثة القضاء اي رد فعل حول الموضوع يشير الى انه كتلة حية تنبض.
لقد استغل زعماء المؤسسة القضائية قدسية استقلال القضاء ليبطشوا بمن ليس لهم اي نفوذ سوى اقلامهم , لصالح الساسة الفاسدين المرتعبين من النقد ,وهو مالم يكن في ذهن المشرعين في كل العالم لعبارة استقلال القضاء , فاستقلالية القضاء وضعت بالاساس لحماية القضاة من ظلم ذوي النفوذ , لالحماية المؤسسة القضائية من المسائلة ومن تشويه الحريات وحجبها لصالح المتنفذين.
والانكى من ذلك ان استقلالية القضاء كانت لابعاد السياسيين من تمزيق الخرقة التي تغطي عين القضاء وهو يمسك بميزان العدالة ,في صورته الذهنية المعروفة , واذا باستقلالية القضاء عندنا تتمثل بحرية القائمين على المؤسسة القضائية على ربط عربة القضاء بالاحصنة السياسية الرابحة .
ان نظرة واحدة الى ماسببته السلطة القضائية من ازمات سياسية واجتماعية للعراقيين في ظل قيادة جاثمة لاتتغير ولاتوجد ادوات لتغييرها , لكفيلة في ان نقول بضمير مرتاح :ان الجزء الاكبر من معاناة شعبنا ,كانت من هذه السلطة التي حطمت معايير العدالة , , , وكان شغلها الشاغل ايقاف عجلة التغيير وكبت الحريات والرقابة على الرأي وتحدي مشاعر العراقيين وخنق عبراتهم وعباراتهم وتعبيرهم , وسد منافذ تنفيسهم عن غضبهم تجاه الاعوجاج والظلم والفساد والدكتاتورية .
فاذا كانت قد فاتت على العراقيين حلاوة القيام بثورتهم لاسقاط الطاغية , فلايجب ان تفوتهم فرصة تاريخية للوقوف بوجه من يسعون لتشويه منصة القضاء العراقي بجعله عدوا للحريات , بثورة حقيقية تعيد العراقيين الى مصاف الامم المتحضرة الراعية للحريات .
لقد يئس العراقيون من ان يقوم قضاة اصلاحيون بتقويض التسلط باسم القانون والقضاء واستقلال القضاء , او بان تصلح المؤسسة القضائية نفسها بنفسها , لذا فان الثورة ضد ظلم القضاء وضد سلطته التي بات لايحدّها شيء ولا وازع , اصبحت ضرورة حتمية لكل من حولوا استقلال القضاء الى استغلال القضاء .
ان اعادة التوازن واصلاح ميزان العدالة العراقي المعوج لكفيل بالقضاء على الكثير من مظاهر الفساد واستغلال النفوذ والتلاعب بحقوق المواطنين الدستورية .
ان على المثقف العراقي (وهو المعني الاول بالحجر الفيسبوكي ) ان يبادر بالوقوف موقفا صلبا بالضد ممن شوهوا القضاء العراقي , اما السكوت على الاحكام الجائرة , فلن ينتج عنه الا الخراب والدمار للعراقيين الذي فقدوا (بفقدانهم للعدل) اخر امل في نيل حقوقهم . والله الموفق



#طارق_الاعسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف نكون مع الشيء وضده في آن واحد!!!!!؟؟؟؟؟؟؟
- لطخة سوداء في جبين الحكومة
- ثابت ...استااااعد .. الى الوراء دررر..يحيا البعث!!
- جعير في -العراقية-
- الى اجهزتنا الامنية:نهنّئكم بعيد الدم!
- وزراء الكهرباء المتعاقبون
- مجلس القضاء والبعث
- مقترحات عمليّة لالغاء البطاقة التموينيّة
- دجلة وشذى حسّون
- العراقية بين العدس والدماء
- شراكة السرّاق
- تعلّموا من تنظيم القاعدة
- مشعان الحيدري وفرج الجبوري
- رحلتي في بلاد العمائم مذكراتي في الاسر 1982-1990 الحلقة العا ...
- رحلتي في بلاد العمائم مذكراتي في الاسر 1982-1990 الحلقة التا ...
- رحلتي في بلاد العمائم مذكراتي في الاسر 1982-1990 الحلقة الثا ...
- رحلتي في بلاد العمائم مذكراتي في الاسر 1982-1990 الحلقة السا ...
- رحلتي في بلاد العمائم مذكراتي في الاسر 1982-1990 الحلقة السا ...
- رحلتي في بلاد العمائم ...مذكراتي في الاسر 1982- 1990 الحلقة ...
- رحلتي في بلاد العمائم ...مذكراتي في الاسر 1982- 1990 الحلقة ...


المزيد.....




- منظمات إغاثة: عملية إسرائيل في رفح تعطل الخدمات الطبية
- منظمات إغاثة دولية: تعطل الخدمات الطبية بعد بدء إسرائيل عملي ...
- الأمم المتحدة تنتقد قرار إخلاء مدينة رفح وتعتبره -غير إنساني ...
- الجيش الأمريكي يعلق على اعتقال جندي أمريكي في روسيا
- صحيفة إسرائيلية: السجون لم تعد تتسع للمعتقلين الفلسطينيين
- NBC: اعتقال عسكري أمريكي في روسيا
- إعدام دفعة جديد من المدانين بـ-جرائم إرهابية- في العراق
- عاجل | مكتب نتنياهو: مجلس الحرب قرر بالإجماع استمرار العملية ...
- اليونيسيف تحذر : الهجوم البري على رفح الفلسطينية سيهدد 600 أ ...
- نائب رئيس حماس: تبادل الأسرى والمحتجزين سيتم على 3 مراحل


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - طارق الاعسم - بين استقلال القضاء واستغلال القضاء