أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - طارق الاعسم - رحلتي في بلاد العمائم مذكراتي في الاسر 1982-1990 الحلقة السابعة














المزيد.....

رحلتي في بلاد العمائم مذكراتي في الاسر 1982-1990 الحلقة السابعة


طارق الاعسم

الحوار المتمدن-العدد: 3462 - 2011 / 8 / 20 - 21:05
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


اجيب صوت فريد!!!
جلبة في الممر فتح باب الغرفة-الزنزانة فجأة ودخل جندي ايراني مسرعا وصارخا بنا (بلانشو...بلانشو) لم نفهم منه مايريد ..ازداد هياجه وغباءه وكأنّه عندما يصرخ بالفارسي فان الكلمة سيتم ترجمتها في الهواء!!! خرج الاسير الذي يدعي انه ايراني من صمته صارخا فينا :يكلكم اوكفو انهضوا!!!! فنهضنا مسرعين وماأن وقفنا حتى رتبنا الجندي صفا واحدا على الحائط وهرول خارجا ليعود ومعه آخرون دخلوا الغرفة صرخ الجندي بزملاءه باعلى صوته بكلمات مبهمة بايعاز عسكري واذا بالجميع يؤدون التحية لزائر معمم بعمامة بيضاء دخل الغرفة كان وجه المعمم متجهّمآ وانفاسه تطلع وتنزل وهو يحدق فينا بحنق يرافقه ضابط برتبة ملازم اول , همس المعمم باذن آمر المعسكر فانحنى له مطيعا واعطى ايعاز ليخرج جنوده الى خارج الغرفة الا اثنين بقيا واقفين كالاصنام بخدمة المعمم الذي صار يتمشّى امامنا بعبائته التي راح يثني اطرافها بعصبيّة مدقّقآ في الوجوه, اثار انتباهه احدنا واسمه (حسين علي........) لوجود اثر قديم طبرة غائرة في خده وحسين هذا من اهالي محلّة الذهب في الكرخ وكان سكيرا يقضي حياته بالحانات ويعمل نهارا جابي مصلحة نقل الركاب ,اشار له الشيخ المعمم باصبعه بان يتقدّم وما أن تقدّم حتّى بادره بعدوانية وبلهجة عراقيّة شدّت انتباهنا
(شسمك ولك؟)
فاجابه (حسين علي .........)
..فغمغم الشيخ بما يشبه خيبة الامل !!!! ليبادره بسؤال غريب تماما عن اسماعنا اعادنا الى يوم السقيفة..!!!(سني لو شيعي؟)
فاجابه حسين بارتباك شيعي شيخنه
هممم... اتصلّي؟
اي شيخنه...
همم اتقلّدمن؟...
صفن حسين صفنه الحيران أو قل صفنة زمال حساوي لانه لايعرف (ولانحن كنا نعرف)التقليد وظن حسين كما ظننّا ان الشيخ يحب الكيف والطرب ويقصد تقليد اصوات المطربين فاجاب حسين بعفويّة (والله شيخنه اجيب صوت فريد الاطرش)!!!
فجنّ جنون الشيخ المعمم وطار وقاره مع مداسه الذي طار ليلقفه بيده وينهال به على رأس حسين صارخا(دنعل ابوك لاأبو فريد اليوم انعل والديك)
وانهال الجنود الايرانيون على حسين المسكين دون ان يفهموا طبعا ماألذي أثار الشيخ .
كانت لحظة رعب لاتوصف قد حلّت علينا ونحن نرى عجزنا عن الدفاع عن زميل لنا في اول موقف وحشي في زنزانات الاسر وسط خطبة من شتائم الشيخ الذي انهال بها علينا(كواويد نسوانكم يني..ون بيهن المصريين وانتوا تقاتلون مع جيش يزيد ضد دولة الاسلام ياكلاب!!!!
خرج الشيخ البذيء من الغرفة يتبعه الضابط وجنوده تاركين حسين ملقى على وجهه والدماء تسيل من وجهه.
ساعد ابو سند وطه واسماعيل والاخرون حسين في النهوض ومسحوا وجهه بمنشفة غمسوها بالماء وكان ذهوله وذهولنا اننا جميعا لم نعرف ماهو التقليد الذي اثار الشيخ ؟؟؟!!!حتى شرحه لنا احد الاسرى معنا من اهالي طويريج , والحقيقة انني حينها عدت بذاكرتي لحديث دار بين والدي وخالي الاكبر (وكان والدي يساري سابق وخالي قومي ناصري سابق واصبح الاثنان ملتزمان دينيّآ )وكان والدي يشرح لخالي اهميّة التقليد في المذهب الشيعي وان العبادة بدونه لايعتدّ بها وانها باطلة . هامش(لم يكن احد منا يعلم ماهو التقليد الديني وفق المذهب الشيعي وهو ان يعمد كل مسلم الى ان يتبع في طريقة صلاته وصيامه وعباداته ومعاملاته كافة رجل دين مرجع بعينه والعراقيون كانوا يقلدون السيد محسن الحكيم رحمه الله ثم انتقلوا اثر وفاته للسيد الخوئي فالسبزواري فالسيّد السيستاني ووقت اسرنا كان زعيم الحوزة في النجف الاشرف هو السيد ابو القاسم الخوئي)
الشخص الوحيد الذي ظلّ بلاحراك كان الاسير الايراني (او لنقل الذي يدعي انه ايراني) كان ينظر الينا بنظرة غامضة ..هل هي نظرة الشفقة ام خوف من الانتقام ام شعود بالذنب؟؟لاأدري ولكن الذي اعلمه انه منذ تلك اللحظة صار اقل عدوانيّة .



#طارق_الاعسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحلتي في بلاد العمائم مذكراتي في الاسر 1982-1990 الحلقة السا ...
- رحلتي في بلاد العمائم ...مذكراتي في الاسر 1982- 1990 الحلقة ...
- رحلتي في بلاد العمائم ...مذكراتي في الاسر 1982- 1990 الحلقة ...
- رحلتي في بلاد العمائم مذكراتي في الاسر 1982- 1990 الحلقتين ا ...
- رحلة في بلاد العمائم مذكراتي في الاسر 1982-1990 الحلقة الاول ...
- سمعة شعب بين اسلوبين
- بين كارتر و فِريضة آل بدير..دروس في حيثيّات وثائق ويكيليكس
- كتابات ساخرة (حمّام السفارة)
- في رحاب عاشوراء الحسين يذبح من جديد!!
- مقال(قبل فوات الاوان
- تساؤلات على بوابة يوم السيادة


المزيد.....




- الرئيسان التركي والألماني يبحثان بأنقرة وقف الحرب على غزة وت ...
- الأمم المتحدة تطالب بتحقيق مستقل حول المقابر الجماعية في مس ...
- مخيمات واحتجاجات واعتقالات.. ماذا يحدث بالجامعات الأميركية؟ ...
- ألمانيا تعتزم استئناف التعاون مع الأونروا
- -طيور الخير- الإماراتية تُنفذ الإسقاط الـ36 لإغاثة سكان غزة ...
- إيران.. حكم بإعدام مغن أيد احتاجات -مهسا أميني-
- نداء من -الأونروا- لجمع 1.2 مليار دولار لغزة والضفة الغربية ...
- متوسط 200 شاحنة يوميا.. الأونروا: تحسن في إيصال المساعدات لغ ...
- -القسام- تنشر فيديو لأسير إسرائيلي يندد بفشل نتنياهو بإستعاد ...
- إيطاليا.. الكشف عن تعرض قاصرين عرب للتعذيب في أحد السجون بمي ...


المزيد.....

- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان
- نقش على جدران الزنازن / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - طارق الاعسم - رحلتي في بلاد العمائم مذكراتي في الاسر 1982-1990 الحلقة السابعة