أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- لا بواكي للعرب والمسلمين














المزيد.....

بدون مؤاخذة- لا بواكي للعرب والمسلمين


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 4718 - 2015 / 2 / 12 - 22:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جريمة ولاية كارولاينا الشمالية الأمريكية، والتي ذهب ضحيتها طالب طبّ الأسنان السّوري شادي بركات، وزوجته الفلسطينية يسر محمد صوالحة وشقيقتها رزان، وتجاهل الاعلام الأمريكي لهذه الجريمة البشعة لأكثر من يوم، تؤكّد من جديد أنّ الضّحايا العرب والمسلمين لا بواكي لهم، ولا أحد يسأل عنهم، بما في ذلك الاعلام العربيّ، تماما مثل يذكّر بجرائم مشابهة حصلت في السّابق على خلفيّة الكراهيّة التي يغذّيها الاعلام الغربيّ، وتدعمها بقصد أو دون قصد أعمال بعض تنظيمات "المتأسلمين الجدد"، فمن الجائز أن تكون عمليّة القتل الأخيرة ليست على خلفيّة "الاسلام فوبيا"التي تغذّيها وسائل الاعلام وبعض الأحزاب الغربيّة، ولا تدحض هذا الاحتمال مقولة أنّ السّفاح ملحد، لا يؤمن بالدّيانات، لكنّه بالتأكيد معبّأ بكراهية العرب والمسلمين، وأنّ جريمته وليدة هذه الكراهيّة المعبّأ بها، واذا عدنا قليلا إلى الوراء، فإن أحد الأمريكيّين قتل شخصا هنديّا من السّيخ، ظنّا منه بأنّه مسلم لطول لحيته في ولاية أريزونا بعد أحداث 11 سبتمبر عام 2001. وما محاولة التّقليل من بشاعة الجريمة، واعتبارها أمرا عاديّا إلا من باب الاستخفاف بأرواح الضّحايا، وعدم احترام انسانيّة أبناء جلدتهم ودينهم.
فالعالم الغربيّ لم يتخلّ بعد عن عنصريّته وعقليته الاستعلائية في نظرته لشعوب دول ما يسمّى بالعالم الثالث، والجريمة التي حصلت في أمريكا تذكّرنا بجرائم الاحتلال الاسرائيلي التي يرتكبها جيش ومستوطنو الاحتلال في الأراضي الفلسطينيّة، وكان من بين ضحاياها مدنيّون أطفال رضّع ونساء وشيوخ ومدنيّون مسالمون، وعند تشكيل لجان تحقيق تتراوح تقاريرها بين تبرئة القتلة لأنّهم مريضون نفسيّا، أو أنّ عمليّات القتل تمّت دفاعا عن النّفس، أو أنّهم تصرّفوا حسب القانون!
وإذا كانت جرائم قتل المدنيّين مدانة بغضّ النّظر عن جنس أو لون أو دين الضّحيّة، إلا أنّه لا يتمّ التّعامل مع هكذا جرائم بنفس المعايير عندما يتعلق الأمر بالعرب والمسلمين، وكأنّ الدّماء ليست كلّها سواء، ففي بورما مثلا تمّ قتل عشرات آلاف المسلمين وحرق بعضهم وهم أحياء، ونهب ممتلكاتهم واحراقها على أيدي البوذيّين وعلى مرأى ومسمع العالم جميعه، دون أن يحرّك ساكنا...بينما لو كانت الجرائم معكوسة لقامت الدّنيا وما قعدت، تماما مثلما تستنكر أمريكا وحلفاؤها التدخّل الرّوسي في أوكرانيا، بينما يدعمون الاحتلال الاسرائيلي للأراضي العربيّة المحتلّة بالمال والسّلاح، ويموّلون الاستيطان اليهودي فيها.
لكنّ اللافت للانتباه هو عدم اهتمام النظام العربيّ الرّسميّ بأرواح رعاياه، بل إنّ وسائل الاعلام العربيّة الرّسميّة تنقل جرائم قتل العرب في بلدان أخرى وكأنّها أمر عاديّ، وتحاول ايجاد المبرّرات للقتل! ولو كان موقف الأنظمة العربيّة كما يجب أن يكون لاختلفت طريقة التّعامل مع دماء العرب المسفوكة. لكنّ "لو" هذه تبقى في قاموس الأمنيات التي يبدو أنّ تحقيقها بعيد جدّا إن لم يكن معدوما.
12-2-2015



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- برد وفاء ابريوش الدّافئ
- رواية أهل الجبل في اليوم السّابع
- ضحك ولعب ...دموع وحرب لسما حسن
- بدون مؤاخذة-المسلم القدوة ومسلمو الدّواعش
- بدون مؤاخذة- الدّواعش إلى أين؟
- بدون مؤاخذة: جريمة غاية في البشاعة
- بدون مؤاخذة- تشويه الاسلام والمسلمين
- بدون مؤاخذة- القتل باسم الله
- رواية مديح لنساء العائلة في اليوم السّابع
- توازن الرعب والانتخابات الاسرائيلية
- محمود شقير ومديح لنساء العائلة
- الحصاد رواية للأطفال
- بدون مؤاخذة- التظاهر ضد الارهاب
- يوميات الحزن الدّامي-رهف...ماجد...هبة
- يوميّات الحزن الدّامي-لا يعنيهم
- يوميّات الحزن الدّامي-موت ولعب
- بدون مؤاخذة- اختلاف الثقافات والدّين
- يوميّات الحزن الدّامي-عربان وعروبة
- العصفورة الخرساء والعبر المستفادة
- يوميّات الحزن الدّامي-أسقوها وأراحوها


المزيد.....




- ماذا دار في ‎أول اتصال بين السيسي ورئيس إيران بعد الهجوم الإ ...
- احتفالات مولودية الجزائر بلقب الدوري تتحول إلى مأساة وحزن
- بزشكيان لماكرون: العدوان الإسرائيلي دليل على أن خططنا الدفاع ...
- قبرص تعتقل مشتبها به في قضايا تجسس وإرهاب
- إيران تتعهد بتطوير صناعتها النووية بوتيرة أسرع بعد الحرب
- إيران تطلق الموجة 19 من هجماتها على إسرائيل
- رئيس إيران يعلن موقف طهران من التفاوض بشأن برنامجها النووي
- سوريا: إيقاف وسيم الأسد المتهم بالضلوع في تجارة المخدرات خلا ...
- إسرائيل حاولت زعزعة إيران فساعدت في توحيدها
- بانون يعارض الانضمام للحرب على إيران ويوجه تحذيرات لترامب


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- لا بواكي للعرب والمسلمين