أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - ماجد ع محمد - كوباني غراد














المزيد.....

كوباني غراد


ماجد ع محمد

الحوار المتمدن-العدد: 4714 - 2015 / 2 / 8 - 17:33
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


من بعض المقابح التي يمتاز بها واحدنا هي أنه لا يعي قيمة الشيء إلا حين يفقده أو يُقارب افتقاده، وقد لا يكتشف المرءُ جماليات المستفقَدِ إلا بعدما يبتعد عنه أو يخسر كله أو بعضه، ومنها تلك المدينة الواقعة على تخوم جرح سايكس بيكو، والتي حظيت رغم جرحها العميق وحزنها الغامر بالتغطية الإعلامية في العام الماضي أكثر من كبريات المدن السورية، بعد أن حاصرها تنظيم دولة أبو بكر البغدادي الاسلامية لأكثر من عام، وقيامهم بغزوها بناءً على رغبة الممولين لهذا التنظيم العابر للقارات، حيث كان السبب الرئيسي في دمارها شأنها شأن مدينة ستالينغراد (فولغوغراد) السوفيتية التي طوقتها القوات الألمانية في الحرب العالمية الثانية عام1942 ستة أشهر ثم تراجعت النازية رغم جبروتها بفضل مقاومة أبنائها، وها هي كوباني غراد تتطهر رويداً رويدا من رجس الدواعشة كما تطهرت ستالينغراد من النازية رغم اصرار أدولف هتلر على السيطرة عليها، فها هي عصابات البغدادي وحلفائه يتقهقرون بعد أربعة أشهرٍ من إدامة الخراب والدمار، بعد أن حولوا المدينة كما ستالينغراد الى أنقاضٍ وأطلال حيث عانت المدينة وقراها ضعف ما عانته ستالينغراد.
وبعيداً عن أصوات المدافع واحصائيات القتلى والجرحى والدمار، وبعيداً عن كيل التهم للمسببين الفرعيين لمأساة المنطقة وكل كائناتها، فكثيراً ما نحتار من أين نقرأ مدينةً غدت نبراساً شامخاً لدحر خفافيش الظلام ؟ أمن خصلةٍ ذهبية الطلة في أنشودة عيشا إيبه وهي تتأرجح أمام أبصار بوزان بك؟ أم من هواجس ذلك العاشق المنشغل في غيابه بمد جسور المحبة بين شروق المدينة وغروبها نبدأ التسبيح باسمكِ، أم من أول خلية قومية انطلقت من بيوتات الأسياد وهي ترى بأن الانتماء لدين كاوا أبدى من الركوع أمام إله الفلوات، ولو كره الراصدون كل شعائر زرادشت وترانيمه المندلقة من بين شفاه واهب الطبيعة؟ أم من نداءِ عشقٍ سرمدي صاغها حنجرة باقي خدو قبل رحيله وهو يجهل بأنه تركَ خلفه إرثاً دائم الاشتعال في الذاكرة؟ أم لحبكةٍ طرزتها الكينونة مع حكايا كاني مشدي وهي تنشد الصب في أفئدة فتيان كوباني؟ أم من نغمةٍ حفرتها ريشة رشيد صوفي في مُهَجٍ تُحاكي بجسارتها من بقي حتى الرمق الأخير في قلعة "كوباني ـ دمدم" تلك الملحمة التي لم يصغها شعراً جان دوست مصادفةً وهو في الثامنة عشر من عمره، أم من روايات جان بابير المنسوجة بدموع كوفيات نسوتها وقد انعقدت طهارة جباههن مع تسكعات شخوص بابير أمام آلهة الشعر في مدينةٍ طغت سطوة واقعها على المتخيل؟ من أين نقرأكِ كوباني وفي كل التفاتةٍ إليك نزداد خجلاً من النظر الى بهائكِ وهو محاطٌ بأردية الدمار، ولكِ في كل مفرقٍ من يُذكرنا ببحة طيار علي وهي تترقرق كشذى قرنفلةٍ أودعهتا القصائد الموجعة على متن أجنحة الاغتراب، فتستحضرين مع اسمكِ عويل شاهين بكر سويركلي من أقاصي العالم، أو تفاجئيننا بترنيمةٍ صاغتها أشواق مصطفى شيخو في رياض البراعم، ولحناً تركه أحمدي جب في زاويةً مكلومة بحسرة الأماكن، ولا نزال نستمع لمن بقي شامخاً هناك وهو يُؤرخ صمودك كـ: الدكتور عزالدين التمو، مصطفى عبدي، ورامان كنجو، لنعبر من خلال رسمكِ المرزوز ببذور التصدي الى أناشيد روني علي، علي حبو، وداد نبي، إدريس سالم، مصطفى محمود، فنقرأ كلماتهم المؤلمة وكأنها تقطرت للتو من حنجرة المفارقين فردوسهم الأرضي، فيتبعها ترنيمات آل كندش الذين لا تزال تصدح آهاتهم عالياً وهي تختزن حزن الحاضر والغابر وتعتقهُ حتى يتذكر العالم مذاق ألم كوباني، ولا ننسى ونحن نعدُ سنابل الشموخ أن نقف خاشعين أمام مذبح البواسل من الـ:y p g و y p j و البيشمركة، ومن تزاحم أقدارك لا نعرف عند أية عتبة من عتباتك نخر ساجدين، فمن أي مبسمٍ نقاربكِ وفي كل كوزٍ لكِ شاربٌ أضاع تخوم الله من شدة وجده؟ من أي محرابٍ ندنو منكِ وفي كل بقعةٍ لك ِ أرواحٌ تركت عبيرها في تربكِ؟ من أية زاوية نتوضأ بك؟ وأنتِ القنديل المشعُ، فأنى لنا الجسارة على النظر إليكِ ونحن المُحملين بكامل الخفر، لأننا نُدرك تقصيرنا تجاهك، نعرف جيداً بأننا لم نحمل عنك صليبك يوماً، ولا استطعنا أن نخفف عن كاهلك ولو أقل مما تيسر من الأوزار، ولعل كل مقصرٍ سيبقى خافض الحضور من شدة ما دلهته الرزية، مقراً بُصغره أمام عظمتكِ، فكيف لنا أيتها الجليلة وصف إصرارك على البقاء طاهرةً من رجس الظلاميين؟ وأنتِ لازلتِ مطوقةً بحِراب همجٍ يجددون إرث أسلاف البغض أجمعين، ولا زلتِ كما عهدناكِ تتوضئين دوماً بأنوار الكبرياء، رغم محاولات خناقك من لدن من تمرغ طويلاً في مستنقع الافك والتسلط وثقافة الاعتداء، ورغم الدموع والحسرات المتساقطة على أشجارك والأسى المتراكم على حجارتك إلا أن عجلة التاريخ عودتنا أن الانتصار في الحروب يبقى أبداً حليف المقاومين النبلاء.



#ماجد_ع_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المقدام
- استراتيجية الحقد والتسامح
- سرطان التطرف في سوريا وعقدة كوباني
- كوباني تغيِّر المعادلات
- ما قدسية ضريح سليمان شاه بالنسبة لتنظيم داعش؟
- السوريون بين خطابات الساسة وتصرفات الشارع التركي
- هي شنكال
- لو كنتُ يزيدياً
- عبدو خليل: يُحشر السُرَ مع التساؤلات في قبوِ بارون
- هل يُعيد حزب الاتحاد الديمقراطي تجربة حلب في كوباني؟
- وزير شؤون الجنس والأدب
- أفي القضايا الكبرى نكايات؟
- الفحيح النخبوي
- الثورة والتغيير من قلب أوروبا


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - ماجد ع محمد - كوباني غراد