أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ماجد ع محمد - هل يُعيد حزب الاتحاد الديمقراطي تجربة حلب في كوباني؟















المزيد.....

هل يُعيد حزب الاتحاد الديمقراطي تجربة حلب في كوباني؟


ماجد ع محمد

الحوار المتمدن-العدد: 4513 - 2014 / 7 / 15 - 08:07
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


"السياسة هي البندول الذي يتأرجح بين الفوضى والطغيان وتغذيها بأوهام متجددة على الدوام"
البرت اينشتاين
لا شك بأن الأحداث المؤلمة التي جرت ولا تزال تجري في قرى كوباني (عين العرب) قد استحوذت على مشاعر أغلب من سمع بها، خصوصاً وأن أحد طرفي المعادلة هو تنظيم داعش الارهابي الذي قد لا يُتصور منه إلا ما كان مبالغاً في رداءته، لطالما دوَّن هذا التنظيم سيرته بالدم وروائح القتل والاجرام، لأن تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام أثبت بأنه يمثل كاملَ القسم الهمجي من أقبية أنظمة القمع والاستبداد، أي تحديداً العالم السفلي من السلطة السورية وليس الدولة ككل، إذ أن القطر السوري رغم عدم التزامه الأخلاقي بالشرائع الدينية أو الدنيوية، وتجاوزه لكل القيم الانسانية المتعارف عليها في القوانين الأممية والمواثيق الدولية، إلا أنه يبقى لديه جوانب أخرى يستطيع المرء تقبلها ويجعلها بالتالي ربما مدماكَ وفاقٍ ليؤسس عليها لما كان فيه خيراً لمصلحة الطرفين المتصارعين، أما داعش فهو الوجه الوحشي الخالص للنظام، الوجه الذي لا يمكن تَقبُلهُ لا في الدنيا ولا في الآخرة، ونحن نقول ذلك ليس حباً باستقباحهم طبعاً، إنما بناءً على تعطش هذا الفصيل للفتك بالناس وسفك دمائهم، إنه حقاً غدا الجناح المكرَّس للطغيان والتعسف المطلق على الأقل منذ ظهوره وحتى هذه اللحظة، لكن المصيبة التي حلت على كوباني هي ليست عند الدواعشة وحدهم، إنما هي كامنة أيضاً في الطرف الآخر الذي دائما ما تزعم بأنه الفصيل الوحيد القادر على حماية المناطق الكردية، الفصيل الذي يجلب مع حضوره في كل مناسبة قصة الراعي الكذاب، فهو ادعى ويدعي الأبوة المطلقة منذ بداية تسنمه بطرقه الخاصة زمام المبادرة ومصادرة القرار الكردي، في الوقت الذي أثبت فشله في أكثر من مكان وموقفٍ ومناسبة، لذا دائما ما كان يمنعه حبهُ للتزعم والاستفراد من أن يساعده أحد من اخوانه في حمل أعباء الأبوة عنه، بل وقام منذ بداية الثورة بقصقصة أجنحة كل من كان يحاول تأسيس نواةٍ للرجولة أو إنشاء خلية مسلحة لقادمات الأيام العصيبة، بما أن البلاد كانت متجهة أصلاً صوب التناحر والفوضى الحتمية، بل وقام حزب الاتحاد الديمقراطي بملاحقة هؤلاء الشبيبة واحداً تلو الآخر، حتى أفرغت المناطق الكردية مِن كل مَن كان لديهم رغبة الدفاع عن مناطقهم وممتلكاتهم وأعراضهم والوقوف في وجه المعتدين، وكل ذلك ليبقى هذا الفصيل الاحتكاري هو الآمر والناهي في الجغرافيا التي يتكلم باسمها، ويستفرد بمصير كل أناسها، ويستأثر إضافة الى سيطرته الكاملة على الموارد المادية والمعنوية بقرار الحرب والسلم في المناطق الكردية، إذ أن هذا الراعي الكردي رغم فشله الذريع مراراً في إدارته لشؤون رعيته وعدم قدرته في المكوث على الثوابت في المحطات التي ادعى بأنه قادر على تجاوزها، لم يتخلى قط عن عنجهية خطاباته واتهاماته لكل من خالفه في الرأي أو الموقف أو السياسة، وبما أن أكراد محافظة حلب عايشوا خيبات مهمة مع هذا الفصيل الكردي منذ بداية الثورة السورية، لذا هم بغنى عن معرفة قصة الراعي الكذاب في الثقافة العربية، طالما عايشوا في الواقع تفاصيل ما يحاكي تجربة الراعي الكذاب في قصص الأطفال، خاصة وأن تجربتا حي الأشرفية والشيخ مقصود ماثلتان في الأذهان، ولم يمر عليهما أكثر من عامٍ ونصف، حيث ادعى يومها هذا التنظيم مع كامل أجنحته بأنه لن يسمح لطرفي الصراع من الدخول الى المناطق الكردية ولم يكف عن ضخ تلفيقاته في أفئدة البسطاء الباحثين عن مساحة أمان، ولكنه كان يُجرعهم الخيبة تلو الأخرى، وهو ينهزم ويُهزم الناس معه من واقعةٍ مُرةً الى حدثٍ أكثر مرارة، من دون أن يتنازل ولو مرة واحدة عن شعاراته الجوفاء ومانشيتاته العريضة رغم هزائمه المتلاحقة، إذ يذكر جيداً مواطني حلب بأن عَلم هذا الحزب كان يُرفرف وسط الدوار الثاني في حي الأشرفية بحلب، ولكن سرعان ما تقدمت قوات النظام وأنزلت ذلك العَلم أمام مرأى وبصر المواطنين، وسحلته في الشوارع لينسحب التنظيم مع هذه المهزلة الى الخلف من دون أن ينتاب قواده أي شعورٍ بالعار والخجل، وبعد التراجع المخزي تمركزوا بُرهةُ في مخفر حي الأشرفية ليتم فيما بعد طردهم منه أيضاً، ليتراجعوا عقبها الى جانب تجمع المداس في آخر الحي حيث وضعوا حاجزهم مع أعلامهم التي كانت تتعرض للإهانة في كل انسحاب، ومن ثم تقهقروا مرةً أخرى الى مفرق المساكن ومن بعدها تركوا حي الأشرفية بُرمته، واستمروا بالتوازي مع انسحابهم كما العادة بإدراج الذرائع مع خطابهم الحماسي والترويج لقصة أن الحي ليس كردياً خالصاً، لذا فلا يحق لهم السيطرة عليه، علماً أنهم في كل واقعة انسحابٍ كانوا يُقدمون قرابينهم البشرية على وقع البهتان، ومن ثم تعالت شعاراتهم كدأبهم وقالوا بأن حي الشيخ مقصود خط أحمر ولا يمكن أن يسمحوا لأحد بالدخول إليه وكنا آنذاك في الحي ونسمع هذه الديباجات كترنيمة متواصلة، إلى أن فاق أهل حي الشيخ مقصود شرقي في صبيحة 29 آذار من عام ألفين وثلاثة على وقع قذائف النظام وهدير سيارات الجيش الحر وهي تسير في شوارع الحارة، ليبدأ وقتها النزوح الأعظم من حلب حيث وخلال اسبوعٍ واحدٍ فقط أفرغ الحي من كل ساكنيه، ليتم بعدها سلب ونهب جميع الورشات والمحال التجارية وما احتوته البيوت من الأثاث والمتاع أمام أنظار حزب الاتحاد الديمقراطي وهم صاغرين لابدين لا يحركون ساكناً، بل وفوقها عقدوا تالي المأساة تحالفاً مع لواء أحرار سوريا والكتائب المنضوية تحتها وأسسوا مجلساً محلياً مشتركاً مع نفس تلك الكتائب التي تسببت بهجرة كل سكان الحي ونهبت كل ممتلكاتهم، لذا فالكردي الذي كان يقطن مدينة حلب لا يحتاج الى غَرف القصص ليأخذ العِبَر منها لأن الأحداث المؤلمة لم تفارق بصره بَعدْ، لذا فالخوف يتعاظم يوماً بعد يوم ليس فقط من وحشية داعش إنما من أن يُعيد هذا الحزب الكردي المطوسن تجربة حلب في كوباني، وأن يترك الدواعشة تعيث فساداً في كوباني كما فعلت بحيي الأشرفية والشيخ مقصود، فهو الى الآن تنازل عن عدة قرى لتنظيم داعش، مع أنه لا يزال كما هي عادته يُوعد شعبه بالبطولات الوهمية رغم تقهقره، ولا نية لديه أصلاً للإقرار بفشله ولا مرة لا الآن ولا ربما في المستقبل، لأن زهوه وغروره يمنعانه من اتخاذ هكذا قرار، بل ربما سيبقى مستمراً على نفس الوتيرة الشعاراتية التي كان يقولها في حلب الى أن يُسلم كوباني كما سلَّم قبلها حي الشيخ مقصود، لأن الذي يتخذ من الضلال أداة استراتيجية للنضال، فلن يتخلى بسهولة عن أدواته كرمى عيون كوباني، طالما هو السليل الشرعي لحزب العمال الكردستاني الذي برع في اختلاق البطولات منذ عقود ولا يزال يترنم بها رغم كل هزائمه.




#ماجد_ع_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وزير شؤون الجنس والأدب
- أفي القضايا الكبرى نكايات؟
- الفحيح النخبوي
- الثورة والتغيير من قلب أوروبا


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ماجد ع محمد - هل يُعيد حزب الاتحاد الديمقراطي تجربة حلب في كوباني؟