|
أمِّي تحت الأنقاض
إبراهيم اليوسف
الحوار المتمدن-العدد: 4713 - 2015 / 2 / 7 - 14:35
المحور:
الادب والفن
أمِّي تحت الأنقاض:
إبراهيم اليوسف
هذه النَّار...! حدودُ أصوات القذائف صدى إيقاع الخطى حمحمات خيل الفرسان في أعلى الهضبة حصتي على سفرة الكونكريت والأوكسجين المعلَّب يرتمي من نافذة طائرة لا تحطُّ حديد باهت كترقوة اصطناعية و حصوات باردة على وسادتي أكوِّمني في لمامة من وقت كلُّ ما أردته..... فعلت كنت أشرِّش روحي تحت قدمي هنا لم يكن صوت فلذتي البكر غامضاً -واآني....! -واصادق....! عارماً جاء صوته قبل أن يختفي مختنقاً آب صوتي قبل أن يظهر لاشيء يجمعنا غيرألبوم ضائع كنت مشغولة بالحقائب أركنها بين الغباروالبارود ضيوفي كثر في حضن الهبوب جاؤوا من الجهات الأربع جاؤوا من وراء الجهات يا لنا....! لا ترجمان يجمع بين اللُّغات في هذا النهار المضطرب على جسر كوباني للأشجار لغة خضراء أتقنها لشمس الصباح لغة من أزل أخرجها من ذاكرة ساعتي للمساء لغة من ضوء طالع للماء لغة من حلم و شفاه للدم لغة من تي. إن. تي للقاتل لغة من دم لي لغة منكم.. لا يكترث بها ملح يدي ناصعة كبريق خنجر الجدود على حافة اصطدام الحافلات في الشارع انتظروني لن أتأخَّر كثيراً أجيئكم عمَّا شجرة مقبلة أجيئكم عما غيمة واثقة أجيئكم عما نسيم مشتنوري سريري على ما هو عليه كسبطانة رشاش خافت البريق نظفته من الارتباك و نِثار الرُّوح لا حمرة تهدد بياضه اسألوني لا أضيق بالكربون في متنزه دمي تدحرجه ابنتي التي لا تعرفون تعدُّ قفاطيني في الخزانة قرب صورة الرّاحل قبل أوانه ما ألذَّ فاكهة الخطوات في كوباني ما ألذَّ صوت التلفزيون يدلق نهر الصور إليَّ مكنَّسةً من الغرباء أنا الأم ُّ لاملامة أمَّكم أمّ المدى في ارتطاماته الكبيرة أمّ الهدأة في ترتيب القاذفات أمّ ساعة البيولوجيا ألقن الدويّ زرقة اللهب وابتهال شقائق النعمان ثغاء الخريف قوس البيلسان وقزح الرُّذاذ والسماء زمجرة السندباد في حفيف أوراقه المغبرَّة ألقن التراب خميرتي الأزلية لا شيء قبلي و لا بعدي ها أظهر إليكم بعد هذا الغياب عن مسرح الأضواء أسير وراء أصابع يدي أسير وراء هسيس عظامي أسير وراء رائحة البابونج أسير في جنازة الخوف أتدفَّق في حليب العشب وصية النيزك في نشوة النزيف أعلَِق القلق على خطاطيف الهواء أخلع عتمتي في سلَّة المهملات أواصل نول أسطورتي بحرير من سهل وجبل وطنبورة آخرعنقود الروح تساقط منها المدن في خيط مشيمتها ترقبوني كما يليق بالصفحة الجديدة من الكتاب كما يليق بذبول الشاخصات قرب البوابة لا عليكم اطمئنوا جلسات الشاي لا تزال قرب غنج النعناع في عصرونيات البيت زقزقات الدوري على أثر النافذة أوزع رغيف الذرة عليهم يالأسرتي الجديدة بناتي أبنائي يرفعون السقف المتساقط عن سريري لا ألهيهم عن الأغاني لا ألهيهم عن رماد ولامأثرة اسندوا صوتي في صداه سأبعث خرزي وريحاني من بين أصابعي أغافل غبارالجدران ولفح الزجاج جفلة سطح البيت دبيب الوقت المبكر على الباب مفتوحاً على مسيل قبضته في هياج الأصداء والأهلين والأصدقاء وحدي وأنا الكون كله وحدي..! الشارقة 6-11-2014 *عبارة قالتها لي الشاعرة حسينة علي من كوباني عن أم لها لماتزل تحت الأنقاض وأخ صارفي عداد المجهولين بعدأن حدث أهله عن مصيرأمه التي راحت ضحية قصف بيتها الذي أبت مع ابنها الستيني مغادرته.
*من مخطوط"ساعة دمشق" نصوص وكتابات في الثورة السورية معد للنشر.
#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رحيل إسماعيل عامود شاعر التسكع والمشاكسة بعد سبعين عاما مع ا
...
-
النص الكامل ل حوار بينوسا نو مع الأديبة: بونيا جكرخوين
-
كواكب حي زورا آفا:
-
داعش يحررنا:
-
الملحمة إلى كوباني البطلة
-
سقوط الغموض الشعري
-
حوارباسينيوز مع الشاعروالكاتب إبراهيم اليوسف
-
حوارشبكة ولاتي مع إبراهيم اليوسف حول شنكال
-
العنف إلكترونياً-1-
-
رواية لكاتب فرنسي تتنبأ بوصول رئيس مسلم إلى الأليزية مشكلة د
...
-
-الأحدعش- إلى أميرحامد
-
الثلج يأتي من النافذة
-
الشعرهيولى العالم والشعراء قادة جماله2
-
المثقف الكردي في مهب التحولات الدراماتيكية: واقع و آفاق ومهم
...
-
2014
-
2015
-
الشعرهيولى الكون والشعراء قادة جماله
-
سياب القلق
-
عدة الصحفي:إلى الإعلاميين المختطفين من قبل داعش: فرهاد حمو و
...
-
حفلة شاي
المزيد.....
-
مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم
...
-
تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
-
فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى
...
-
بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين
...
-
ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
-
فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
-
أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب
...
-
-يونيسكو-ضيفة شرف المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط
-
-ليالي الفيلم السعودي-في دورتها الثانية تنطلق من المغرب وتتو
...
-
أصداء حرب إسرائيل على غزة في الشعرين الفارسي والأفغاني
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|