أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - ماذا يجري بالعراق الغارق في مستنقع الطائفية السياسية؟















المزيد.....

ماذا يجري بالعراق الغارق في مستنقع الطائفية السياسية؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 4712 - 2015 / 2 / 6 - 14:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كاظم حبيب

"غراب يگول لغراب وجهك أبگع"
مثل عراقی-;- شائع
العراق يعيش منذ عقود في مستنقع القومية الشوفينية والطائفية السياسية المريعة الذي أفرزته العلاقات الإنتاجية المتخلفة والفئات الحاكمة الشوفينية والطائفية والقوى الأجنبية، الإقليمية منها والدولية، التي كانت وما تزال راغبة في تمزيق وحدة الشعب العراقي وتفكيك تعاون وتضامن قومياته العديدة وأتباع دياناته ومذاهبه الكثيرة ليسهل عليها السيطرة على العراق والتحكم بأموره ومنع استخدام موارده بصورة عقلانية لصالح تقدم شعبه وازدهاره. وإذ كان المناضلون من أجل عراق مدني (علماني) ديمقراطي اتحادي مزدهر في أعقاب سقوط الدكتاتورية البعثية الغاشمة وإيديولوجيتها العنصرية والشوفينية المقيتة وجنونها العسكري والتوسعي وسادية ونرجسية قائدها الضرورة المصاب بداء العظمة يعملون من أجل ذلك، كان السياسيون الطائفيون السياسيون والشوفينيون يتمنون ويعملون على دفع العراق باتجاه إقامة نظام سياسي طائفي مقيت. وهذا ما تحقق، إذ جوبهت القوى الديمقراطية بإصرار عجيب من جانب الإدارة الأمريكية وحاكمها بالعراق بول بريمر على إقامة نظام سياسي طائفي يعتمد قاعدة المحاصصة الدينية والطائفية المقيتتين وإبعاده كلية عن اعتماد هوية المواطنة الموحدة المتساوية والكفاءة في ملء مناصب السلطات الثلاث، بما في ذلك وبشكل خاص السلطة التنفيذية، إضافة إلى إبعاد القوى الديمقراطية والتقدمية العربية عن المشاركة بحكم البلاد والتأثير في سياساته. وكان حصاد السنوات المنصرمة موت مئات ألوف البشر وخراب المدن والقرى والأرياف وتدمير جزء مهم وأساسي من حضارة عمرها أكثر من 7 ألاف سنة، وكان الحصاد تعرض أجزاء أصيلة من الشعب العراقي وثقافته إلى الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والثقافي, وبخاصة ضد المسيحيين والإيزيديين في شمال العراق، وبشكل خاص في سهل نينوى وفي مناطق مهمة من إقليم كردستان العراق، إضافة إلى الأنبار وديالى وكركوك، ولم يعد هناك تركمان وشبك في المنطقة إذ نزحوا كلهم إلى كربلاء والنجف وغيرهما من المدن العراقية، وقتل منهم من قتل وأسر منهم من أسر واغتصب منهم من اغتصب!!
لقد سقط العراق رهينة بيد أحزاب وشخصيات سياسية إسلامية طائفية تبنت الهويات الفرعية القاتلة والمثيرة للصراع والحقد والكراهية وأهملت هوية المواطنة المشتركة بالعراق كلية وراحت تنهب خيرات العراق وموارده وتفرط بثرواته الإنسانية الهائلة، بحضارته وثقافته المتنوعة والمتعددة.هذه الأحزاب، التي تعمل بالضد من مضمون الدستور الجديد، تتبنى الطائفية السياسية وتمارسها يومياً وفي جميع المجالات وتطالب بالمناصب الوزارية السيادية وغير السيادية وتستولي دون وجه حق على الوظائف والمراكز الأخرى لهذا الحزب الطائفي وجماعته أو ذاك، ولكنها في الوقت ذاته تتهم الطرف الآخر بممارسة الطائفية السياسية والتمييز ضدها أيضاً. والطرف الآخر هو الآخر يمارس النهج ذاته ويتهم الطرف الآخر بالطائفية، وهما يقفان وجهاً لوجه ويتحدى أحدهما الآخر بأنه ليس بطائفي بل الآخر وفي حقيقة الأمر ينطبق عليهم المثل الشعبي العراقي الذي يقول "غراب يگول لغراب وجهك أبگع"، وهما "أبگعان" معاً في حقيقة الأمر.
أقحم الطائفيون السياسيون الشعب العراقي بالصراعات الطائفية، كما جرّوا إلى هذا الصراع مجموعة من المتعلمين والمثقفين الذين تخلوا عن مثلهم الديمقراطية والتقدمية وغاصوا في مستنقع الطائفية ووحلها. والمسؤول عن كل ذلك هو أسلوب الإنتاج المتخلف والعلاقات الناشئة عنه، هو النظام السياسي-الاجتماعي القائم بالبلاد، هم الحكام الانتهازيون والمستبدون الذين يؤججون الأحقاد والكراهية في سبيل الوصول إلى السلطة السياسية والمال والنفوذ، هم كثرة من شيوخ الدين الذين لا ذمة لهم ولا ضمير ولا وعي تنويري، هم الجيران الذين لا يريدون للعراق الخير والتقدم، هم الذين يجدون في الثروة النفطية العراقية خزيناً لهم وجوعاً وحرماناً لكل العراقيات والعراقيين ودماً ينزفونه يومياً.
كان الناس يعتقدون بأن حيدر العبادي سيتخلى عن نهج المحاصصة الطائفية الذي ميّز نهج سلفه رئيس مجلس الوزراء العراقي بامتياز، وإذا به يطلب من ائتلاف دولة القانون ترشيح أحد أعضاء هذا الائتلاف ليحل محل من انتهى عمله في محافظة بغداد. ألم يكن الأجدر به أن يترك هذا التوزيع المحاصصي ويعمد إلى اختيار شخصية عراقية مستقلة تتمتع بكفاءة عالية ضرورية للموقع الجديد.
كل المؤشرات التي تحت تصرفنا تشير إلى القيود الطائفية والحزبية الضيقة والمؤذية للعراق وشعبه التي قيّد العبادي نفسه بها حين أُجبر المالكي على التخلي عن ولاية ثالثة وتم ترشيح العبادي لها، ولم يستطع حتى الآن كسر تلك القيود والتحرر من هيمنة المالكي ورهطه على حكم البلاد وعلى المفاصل الأساسية فيه، حتى بلغ التحدي لدى نوري المالكي أن يعلن عن نفسه بكونه النائب الأول لرئيس الجمهورية، في حين أن رئيس الجمهورية أكد دون أي التباس بأن نوابه كلهم سواسية في المستوى الوظيفي وليس هناك أولا وثان وثالث، فمن أعطى المالكي حق إعلان كونه النائب الأول دون حياء؟ إنه المستبد بأمره، هو الذي أعطى لنفسه مثل هذا الحق دون أن يسأل كيف ولماذا حصل ذلك، فهو يستخرط الجميع ولا يجد من يقف بوجهه ويلجم تصرفاته!!
قتل 71 من خيرة مواطني العراقي ومن المعادين للسياسات الطائفية وضد الداعشيين والقاعدة ومن منطقة أغلب سكانها من أتباع المذهب السني بدم بارد وفي مذبحة مريعة بمدينة بهرز بديالي في فترة حكم نوري المالكي ولم يتم الكشف عن هذه الجريمة في حينها، ويقال أن المالكي كان المسؤول عنها حين ارتكبت عصائب أهل الحق برئاسة قيس الخزاعي هذه الجريمة الشنعاء. واليوم تقرر تشكيل لجنة للتحقيق، أي بعد مرور ما يقرب من عام على ارتكاب الجريمة. فمن سيكون في هذه اللجنة؟ وهل سيشرف عليها نوري المالكي لتنتهي كما انتهت نتائج مئات اللجان التحقيقية التي تشكلت في عهده المشؤوم والتي انتهت إلى غلق القضايا لعدم معرفة الجاني!!!
الإنسان العراقي يشعر بالإحباط الشديد من النظام السياسي الطائفي القائم ومن وجوه هذا النظام التي تدفع بالأمور إلى المزيد من الصراع والنزاع والموت والخراب. ألا يجرأ رئيس الوزراء الجديد اتخاذ خطوة أساسية باستدعاء نوري المالكي والتحقيق معه بشأن ما حصل في الموصل وفي سبايكر وفي ديالى وفي العشرات من القضايا التي وقعت خلال السنوات التسع التي حكم فيها هذا المستبد بأمره العراق المستباح؟ إذا ما جرى ذلك وإذا ما بدأ رهط المالكي بالتفكك والمحاسبة الجادة والصارمة والعادلة، عند ذاك يمكن أن يقول الناس بأن العراق يمكن أن يسير في الدرب الصحيح. وإلى أن يصل العراق إلى ذلك يبدو أننا لمن نبدأ الخطوة الأولى في طريق الألف ميل الذي يفترض يقطعه لتصل البلاد بشعبها إلى شاطئ الأمن والاستقرار والسلام والازدهار.
6/2/2014 كاظم حبيب





#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حيدر العبادي والحرب والمعاول الهدامة!
- السعودية هي المعين الإيديولوجي للتنظيمات الإسلامية السياسية ...
- زيارات ولقاءات ودية وحميمة في مدن كردستان الجميلة
- ما العمل من أجل دحر داعش وعودة النازحين قسراً إلى مناطق سكنا ...
- زيارة إلى النازحين في جبل سنجار والمقاتلات والمقاتلين في مدي ...
- الإقليم والنازحون قسراً إليها، مخيم آسيان في ناحية باعذرا - ...
- زيارات حزينة إلى مخيمات سكان النزوح القسري بإقليم كردستان ال ...
- خطيب جامع بأربيل يشتم الشيعة والشيوعية كل يوم جمعة
- أرحل... ارحل انت ومن يحميك من عقاب الدستور والقوانين واترك ا ...
- الأزمة المالية وإشكاليات الفساد والإصلاح الاقتصادي
- هل الظهير الشعبي المجتمعي الذي تحتاجه القوات العراقية في موا ...
- هل الرأسمالية نهاية التاريخ؟ رأي في كتاب -راهنية أفكار كارل ...
- قراءة في رواية -متاهة إبليس- للروائي العراقي برهان شاوي
- نتانياهو والطريق المسدود لحل القضية الفلسطينية!!
- حوارات فكرية وسياسية ممتعة مع الصديق البروفيسور الدكتور ساسو ...
- رد متأخر على أگاذيب شرسة
- هل من مغزى لتعيين د. مظهر محمد صالح مستشاراً اقتصادياً لرئيس ...
- هل القضاء العراقي مستقل؟
- أما يزال الإنسان العراقي يقف على كف عفريت، أما يزال تحت رحمة ...
- هل ما يزال العراق يعيش كوارث الشوفينية والحروب والاحتلال وال ...


المزيد.....




- من الحرب العالمية الثانية.. العثور على بقايا 7 من المحاربين ...
- ظهور الرهينة الإسرائيلي-الأمريكي غولدبرغ بولين في فيديو جديد ...
- بايدن بوقع قانون المساعدة العسكرية لأوكرانيا وإسرائيل ويتعهد ...
- -قبل عملية رفح-.. موقع عبري يتحدث عن سماح إسرائيل لوفدين دول ...
- إسرائيل تعلن تصفية -نصف- قادة حزب الله وتشن عملية هجومية في ...
- ماذا يدخن سوناك؟.. مجلة بريطانية تهاجم رئيس الوزراء وسط فوضى ...
- وزير الخارجية الأوكراني يقارن بين إنجازات روسيا والغرب في مج ...
- الحوثيون يؤكدون فشل تحالف البحر الأحمر
- النيجر تعرب عن رغبتها في شراء أسلحة من روسيا
- كيف يؤثر فقدان الوزن على الشعر والبشرة؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - ماذا يجري بالعراق الغارق في مستنقع الطائفية السياسية؟