أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمال حكمت عبيد - خربشة عند الفجر...قصة قصيرة














المزيد.....

خربشة عند الفجر...قصة قصيرة


جمال حكمت عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 4710 - 2015 / 2 / 4 - 19:19
المحور: الادب والفن
    


في مقابلة تلفزيونية مع المهندسة المعمارية العراقية العالمية" زها حديد "سألها مقدم البرنامج عن مدى اعجابها بالمعماريين العراقيين والعرب قالت :هؤلاء الناس لديهم مشكلة انهم يُعمِرون بيوت الطين ويجمِلونَها... وأعمالهم خلتْ من التصاميم الحديثة بأجسامها الهندسية المختلفة..
طاشت في رأسي خربشة عند بزوغ الفجر ورحت افكر بما نكتبه... هل هو قديم أم صار من القِدم ؟؟...ورغبت ان استحدث صورة في كتاباتي وادخل فيها مجسمات هندسية ...عسى ان تكونَ حديثةٌ ..فجمعت افكاري وحملتها مع نفسي ومددت جسدي وجعلته مستقيما، وعملت به جدارا حجبت به كل دكاكين احزاني وآلامي .. ثم عملت منه منحنياً طوَقتُ به راسي ولملمتُ بقايا أشلائي، وخصوصاً قلبي اللعين الذي طالما خذلني بحب الحبيب وحب الناس والوطن... حتى صار جسمي دائرة ً. وتدحرجت به كالكرة! وصرت اتدحرجَ واتدحرج اتدحرج واتدحرج و جنحت عند نقطةٍ... فتحت عيني عندها كانت خشبة مسرح... جلس الناس فيه ينظرون الى الكرة وكأنها بلورة سحرية ، يرقبون بلهفة العرض الذي سيعرض. انطفأت الأنوار وساد الصمت... واخذت الوان الطيف تخرج كالضباب الكثيف من الكرة البلورية "الاحمر –والبرتقالي والاخضر والازرق والنيلي والبنفسجي)... انتظرَ الجمهور ترقباً لمفاجئة قد تحدث ولكنهم ملّوا من هذا العرض ومن رؤية الضباب فلا يوجد غيره ...
احتجَ الجمهور من هذا العرض ولم يفهموا شيئاً.. واخذت اصوات الاحتجاج تعلو في جميع اركان المسرح ..صوتي يناديهم: الهدوء رجاءً، الزموا الصمت، والبسوا النظارات التي حملناها اياكم. ان الفلم مجسم ثلاثي الأبعاد3D...
ران الصمت قليلاً ولبسوا نظاراتهم... ثوانٍ مضت وبدأ الأنين وكلمات التعاطف صارت تخرج منهم... انهم يشاهدون ما تبقى من اشلائي قصة حياة انسان من بني جلدتهم اصابته معاناة بشرية حقيقية تحمل ثالوث الألم والموت والهرب. وكان بعض من المتفرجين من يشتم حبيبتي التي هجرتني وذهبت حيث المال.. وآخرون دعتهم صوري يجفلون من شدة القصف الناري الذي تعرضت له، وكأن القذائف تسقط جنبهم قريبة منهم: تكاد ان تنفجر بينهم. وتراهم يصرخون، ومن لا يحتمل الموقف يخلع نظارته، ثم يعودوا يروا حطام الوطن والإنسان مجسماً ذاك الحطام بان في أشلائي ... وفي الحقيقة كنت ارقب الجمهور من بين ثقوب البلورة أفتش عن حبيبتي التي هجرتني علّها تكون معهم جالسة لترى صدق مشاعري. .. لقد كانت احزان وطن احزاني وآلامي يرونها عن قرب مجسمة لم يحتملوها. وصار الدمع ينهمل من عيونهم المخبأة خلف النظارة السوداء ..وقبل نهاية الفلم صاح أحدَهم محتجاً:
ما هذه المأساة التي وضعتنا فيها إلا يوجد هناك نسمات فرح وأمل...
قاطعته بصوت مجسم دوى في المسرح أسكته واصغى الحضور له :
- لا تتعجل... في الجزء الثاني وضعت آمالي وطموحاتي وطموحات وطني في مجسم رباعي الأبعاد4D وأنا متأكد انكم سوف ترونه اوضح من هذا ...ولقد وضعت به وبأشكال هندسية مختلفة كل آمالي وآمال وطني.



#جمال_حكمت_عبيد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب وأشياء أخرى...قصة قصيرة
- صور متشابكة...قصة قصيرة
- سنة سعيدة وأمنيات...قصة قصيرة
- ذكريات لاجئ عراقي...لحظة وداع...قصة قصيرة
- غثيان...قصة قصيرة
- رائحة الحرية...قصة قصيرة
- نَبْض الضّمير..قصة قصيرة
- عُرْسٌ فوق السطوح
- صديق الطفولة...قصة قصيرة
- أنا...ونفسي في ثلاث قصص قصيرة جداً
- اعادة نشر ( أنْسامٌ عذبة )
- اعادة نشر قصة قصيرة ومرة اخرى بعنوان القصة(انسام عذبة)
- قصة قصيرة
- قصة قصيرة/ أنسامٌ عذبة
- قصة قصيرة/أحلام تحت سحابة سوداء
- بلادي
- قصة قصيرة جدا(لمسة إصبع)


المزيد.....




- ماريانا ماسا: كيف حررت الترجمة اللغة العربية من كهوف الماضي ...
- حاتم البطيوي: سنواصل فعاليات أصيلة على نهج محمد بن عيسى
- رسومات وقراءات أدبية في -أصيلة 46- الصيفي استحضارا لإرث محمد ...
- أنجيليك كيدجو أول فنانة أفريقية تكرم في ممشى المشاهير بهوليو ...
- -حين قررت النجاة-.. زلزال روائي يضرب الذاكرة والروح
- لا خسائر رغم القصف.. حماية التراث الثقافي وسط الحرب في طهران ...
- “فعال” رابط الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2025 دور اول ...
- مهرجان أفينيون المسرحي الفرنسي يحتفي بالعربية ويتضامن مع فلس ...
- “برقم الجلوس والاسم فقط” الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية ...
- بعد أغنيته عن أطفال غزة.. الممثل البريطاني المصري خالد عبدال ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمال حكمت عبيد - خربشة عند الفجر...قصة قصيرة