|
مجتمع آخر او مجتمع الجناكا -رواية-13
خالد الصلعي
الحوار المتمدن-العدد: 4709 - 2015 / 2 / 3 - 17:47
المحور:
الادب والفن
مجتمع آخر أو مجتمع الجناكا -رواية-13- ***************************** تسمر نورد الدين في مكانه . فقد هاله ذلك الهجوم المباغت لرجال الأمن على بائعي المخدرات الصلبة . انتابه خوف شديد ورعب وهو يتابع تدخلهم القوي والشديد لاعتقال بائعي الموت الذليل . فقد أحاطوا بتجار الذل من كل جانب ، عكس ما يصنعون دائما ، حين يقدم أربعة منهم في سيارة معروفة ويخرجون لمطاردة أحدهم ، فيحتشد لهم أبناء الحي وأصدقاؤهم القادمون من أحياء أخرى ويهجمون على رجال الأمن ، فيضطر هؤلاء الى النجاة بأنفسهم كي لا تصيبهم ضربة من سيف او هراوة او حجر . كان التطويق هذه المرة محكما ، والخطة جد متقنة ،فقد انتشر رجال الأمن بيهم المدني بين الناس ، واحاطوا من بقباضة الضرائب من كل جانب بعدما اتفقوا على الساعة الصفر ليهجموا عليهم هجمة رجل واحدا ، وكأنهم رموهم بشباك صيد الأسود التقليدية . حاول بعضهم الفرار لكن عبثا ، فقد أحكم رجال الأمن هذه المرة خطتهم للايقاع بتجار الموت الذليل ، وحاصروهم من كل جانب . حاول نورالدين ان يعدهم ، لكنه أخفق ، فقد كان عددهم كبير ، كما ان احتشاد الناس وتجمهرهم أمامه لمتابعة الحدث الفريد حجب عنه متابعة الحدث الى النهاية . وهذا ما دفعه الى التقدم قليلا ليتابع المشهد عن كثب . في هذه اللحظة وقفت سيارتان للأمن وبدأ ادخال المقبوض عليهم اليهما ، كانوا ثمانية بما فيهم احدى الفتيات التي كانت تصرخ بأعلى صوتها " أنا لم افعل شيئا ، انا لاأبيع ، أنا مدمنة مريضة " ، ضاعت صيحاتها في الهواء ، وارتد صداها من داخل سيارة الأمن اقل نبرة . في نفس الآن ، لاحظ نورالدين اختفاء الناس من أمامه ، وبعد لحظات قليلة هاجمه اثنان من وراء ، أمسك به أحدهما بقوة الى درجة أحس معها باختناق شديد ، بينما تكفل الثاني بتصفيده . لم يصدق ما يحدث . مرتجف وخائر ، يكاد يتبول في سرواله . -لماذا تصفداني .سألهما لم يجبه أي واحد منهما . بل تقدم الذي صفده الى الكراطين التي يحفظ فيها بضائعه وراح يقلب فيها ، الى أن أخرج من احداها صرة من البلاستيك مملوءة ب"البورصات " ، وهي لفافات صغيرة جدا تحتوي على حبة بحجم سن طفل صغير ، هي مادة الكوكايين بعد تقسيمها الى جزيئات صغيرة تباع بخمسين درهما للواحدة . لم يصدق نور الدين عينيه ، ما الذي يرى . هل هي دسيسة ؟ من وضع ذلك الكيس الجهنمي بكارطونه ؟ . يكاد رأسه ينفجر ولا يجد لأسئلته الكبرى ولو منفذا صغيرا لجواب بسيط . -هه انت من يمدهم يا ابن العاهرة بهذه المادة السامة . حاول أن يجيب ويدافع عن نفسه ، لكنه عجز . لقد احتبست الكلمات في حلقه . وهو لا يكاد يصدق ما يجري حوله . الناس محيطيون بهم من كل جانب ، يتفرجون . -انها ليست لي ياسيدي ، أقسم لك بالله أني لا اتاجر في هذه المادة السامة ولا أقربها ، لامن بعيد ولا من قريب . اسأل الناس ، اسألاهم . قولوا لهم اني بريئ ، أنتم ترعفونني . لم ينطق أحد من المتجمهرين بكلمة ،رغم أنهم جميعهم يعرفونه . -قلها لهم ، هناك سوف تعترف بكل شيئ . رد عليه أحد الشرطيان . -أين هناك ؟ أنا بريئ . رد عليه نورالدين . انهار ، وسقط أرضا . صرخ "آآآي " بصوت عال ، تحسس ظهره ، فتح عينيه بسرعة . لم يصدق انه في حجرة النوم ، نظر الى زوجته التي صحت مذعورة بعد صراخه . سألته : -ماذا بك يا نور الدين ؟ لا يصدق للآن أنه ببيته ، وأن زوجته تحدثه ، نظر اليها بعينين ذاهلتين وزائغتين ، تفرس وجهها ، وكأنه يتأكد منها . نعم انها هي ، زوجتي - قال في نفسه -، اقترب من حائط الحجرة وضع يده عليه ، كان باردا . -الحمد لله ، الحمد لله .........
#خالد_الصلعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رائية المغرب
-
المغرب وعقلية التخلف
-
السرقات الأدبية : الشاعر المبدع -حسن أوس -ضحية نموذجية
-
ضربة شبعا والتراجع الاسرائيلي
-
سفر الذل والهوان
-
شكرا للحلم -قصة-
-
نحو مجتمع فاعل وسياسة منتجة
-
مجتمع آخر أو مجتمع الجناكا -12-
-
المغرب وسياسة الافلات من العقاب
-
جرائد ليست للقراءة-4-
-
المنهج الصحيح في الرد على كل ما هو قبيح
-
المعادلة الانسانية الغائبة
-
حكام يحتقرون شعبهم علنا
-
مجتمع آخر أو مجتمع الجناكا -11-
-
عودة الأنظمة القديمة
-
النفاق السياسي بالمغرب
-
تقبلي كوردة عطري
-
استسلام عاشق
-
مجتمع آخر أو مجتمع الجناكا -10-
-
من صدام الحضارات الى صراع الحارات
المزيد.....
-
ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024
...
-
-صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل
...
-
أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب
...
-
خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو
...
-
في عيون النهر
-
مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة
...
-
”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا
...
-
غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم
...
-
-كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
-
«بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي
...
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|