أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد الصلعي - جرائد ليست للقراءة-4-














المزيد.....

جرائد ليست للقراءة-4-


خالد الصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 4694 - 2015 / 1 / 19 - 22:13
المحور: الادب والفن
    


جرائد ليست للقراءة
***************
تركت للزمن أن يرتق ما مزقه الانسان ، أن يشفي الجراح التي نكأتها بي حركية القبح والدمار ، وانزويت الى ظلال كنت اراها وحدي ، منكفئا على شساعة الكون ، ولا محدودية العلاقات . وراهنت دائما على تلك الكوة البيضاء التي ترتع في عمق الحشاشة الانسانية . وكانت المفاجأة ، بل المفاجآت التي طويت بياضها بعد زمن غير يسر من الظلام والحلكة والسواد . في العزلة تعلمت كيف أنسج خيوط المحبة الصادقة ، ونسيج العلاقات الصحية ، من هنالك طبعا . مدرستي الحقيقية كانت عزلة تأملية داخل المجتمع ، وليس خارجه ، كنت وحيدا بينكم جميعا ، قلة من انتبه الي ، ليس كمبدع أو ككاتب ، بل كانسان مجرد ، انسان تجريدي ، والحق ، أن ذلك التغييب ، وتلك اللامبالاة استثمرتها في قراءة سلوكيات القريبين والبعيدين ، وكان الدرس الأول ، وهو درس المسافة ، لابد من مسافة بيني وبينك ، ويبقى بعدها وامحاؤها رهن بعفوية الانسان فينا ، وليس لغرض في نفس عمرو او زيد ....فكانت كل علاقاتي تنبني أساسا على ما هو انساني ، كي تنمو الثمرات وتنضج نضجا طبيعيا ، دون تدخل لمواد كيمياءية ، بل كان كيمياء تفاعليا يكسوه الصفاء كفرشة انسانية يستحيل رقشها ببثور العلاقات العابرة ، أو مصالح ضيقة سريعا ما تتبخر في سماء لم نعثر فيها الى على زرقة الخلود .
كيف تمكن مني يقين العثور على وجوه تلزمني بالتشبث بأخلاقها العالية ، ببراءتها الندية في زمن تعلم وأد كل براءة قد تفتح ستارة خشبة مسرح القتل والدم والخديعة .
لا أدري ، كل ما أعرفه أن المساء باغتني صبحا ، ربما ليؤخر مجيئ الصبح مساء . وتخضر أوراق شجري في خريف قاس .
كم يكون الظلم مضاعفا حين تكتشف مفسك انك لعبة في لعب لم تختره !!!!
تماما كما جفت بعض البحار منذ مآت السنين ، وانبعثت بحيرات في أمكنة صحراء الطبيعة ، جفت سنين طويلة من عمري . وكم كان قاسيا ان يهجر الرمل شواطئه القديمة . وتنبجس مياه أخرى ، أعجز عن وصفها بكونها أكثر صفاء . يستحيل أن تعوض برهة واحدة كانت مبرمجة لاحتفال ربيعي ببتلات وتويجات ورود الشباب .
لكن للحياة مكرها ، والحياة خارج الكائن البشري مجرد نظرية عبثية ، خارج سياق الصراع الذي من أجله قذف بنا هنا .
لكن ، وهنا ليس للاعتراض ، بل للتأكيد ، للصراع وجهان ، وجه شاحب ميت ، ووجه وردي طافح بالخمرة . ودخل الصراع في صراع مع ذاته . بين الخير والشر فيه ، بين السلب والايجاب كثنائية ازلية في تكوينات الكون وفي موجودات الوجود . من انتصر ؟ .
كم أكره هذا التقييم الزنيم ، بين المنتصر والمنهزم . لم أولد محاربا . وظيفتي في الحياة جبر الكسر فقط . رش الميت من الزهر لا اكثر . الصراخ في وجه الظالم حد النهاية التي انتهت منذ أزل بعيد .
ماذا بقي ؟؟ بقيت صورة الوجوه الطافحة بالانسانية ؟ ، بقيت كل الذكريات ، لكن لكل مجال مقامات ومدارج ودرجات ، ركنت وجوه الغباء والبلادة في الدرك الأسفل من التقييم دون أن أحس تجاهها بأي حقد أو ضغينة وارتفت مع شجر الصفاف عاليا . ليس للصفاف الا ان يرتفع ذاتيا . انها طبيعة الأشياء .



#خالد_الصلعي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المنهج الصحيح في الرد على كل ما هو قبيح
- المعادلة الانسانية الغائبة
- حكام يحتقرون شعبهم علنا
- مجتمع آخر أو مجتمع الجناكا -11-
- عودة الأنظمة القديمة
- النفاق السياسي بالمغرب
- تقبلي كوردة عطري
- استسلام عاشق
- مجتمع آخر أو مجتمع الجناكا -10-
- من صدام الحضارات الى صراع الحارات
- الفيضانات تجرف مصداقية مسؤولي الدولة المغربية
- زينب الغزاوي ،أو كم هي الحقيقة قوية ؟؟؟
- الانقطاع الزمني ووأد السلالة الفكرية المغربية
- استعدوا أيها العرب ، عودة الديكتاتورية بكل عنفوانها
- وزير الداخلية المغربي يحن الى زمن ادريس البصري
- الفرق بين دولة السياسة ودولة القبيلة
- أصلنا صفر
- هل تتخلى قطر عن قوتها الاعلامية الجبارة ؟
- مجتمع آخر أو مجتمع الجناكا -رواية -9-
- نصوص تقابلية


المزيد.....




- حضور فلسطيني قوي في النسخة الـ46 من مهرجان القاهرة السينمائي ...
- للمرة الثانية خلال شهور.. تعرض الفنان محمد صبحي لأزمة صحية
- -كان فظيعًا-.. سيسي سبيسك تتذكر كواليس مشهد -أسطوري- في فيلم ...
- اشتهر بدوره في -محارب الظل-.. وفاة الممثل الياباني تاتسويا ن ...
- عرف النجومية متأخرا وشارك في أعمال عالمية.. وفاة الممثل الإي ...
- السيسي يوجّه بمتابعة الحالة الصحية للفنان محمد صبحي
- الفنان المصري إسماعيل الليثي يرحل بعد عام على وفاة ابنه
- الشاهنامة.. ملحمة الفردوسي التي ما زالت تلهم الأفغان
- من الفراعنة إلى الذكاء الاصطناعي، كيف تطورت الكوميكس المصرية ...
- -حرب المعلومات-.. كيف أصبح المحتوى أقوى من القنبلة؟


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد الصلعي - جرائد ليست للقراءة-4-