أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عماد حياوي المبارك - لص (شريف)














المزيد.....

لص (شريف)


عماد حياوي المبارك
(Emad Hayawi)


الحوار المتمدن-العدد: 4705 - 2015 / 1 / 31 - 13:20
المحور: كتابات ساخرة
    


لص (شريف)!


كان صديقنا البريطاني (رون كيرك) ـ مدير شركة ديكسون في العراق ـ يسكن في بيت يجاور مكاتب شركته بالداودي، لا تفصلهما سوى (تيغة)، وقد كنا نتجمع نحن (كومبني) الأصدقاء هناك في سهرات أو ننطلق في سفرات...
في منتصف السبعينات وما بعدها، تعلمنا منه أشياء جديدة لم تكن متعارفة، أن نشرب شاي الاكياس الجاهز، وان نستعمل الأواني ذات الاستخدام لمرة واحدة (دسبوسبل)، وان مزاتنا كافيار وكؤوس الويسكي مصنوعة من الكريستال، وكثير من الاتيكيت الذي كان يمارسه صاحبنا فنقلده وبسعادة ولهفة.
وكان يصطحبنا (رون) إلى السوق الحرة للأجانب بالكرادة داخل مقابل فرع مستشفى الراهبات، فيشتري المعلبات الأجنبية ويتبضع بلحم الخنزير (الهام) وعلب البيرة (الأمستل والهاينكن والبفاريا) وقناني (الدنبل والجوني ووكر) ويُحب شراء البيكات (الصغيرة) التي تُشكل كل 16 منها بطل ويسكي واحد، ثم يكدسها في مخزن صغير داخل مطبخ بيته.
× × ×

صار يظهر نقص واضح في كمية المعلبات والوسكي، وكان يحدث في يومي دخول المنظفِّة (أم لويس) في كل أسبوع، و(أم لويس) سيدة كبيرة في السن تعمل منذ سنين في الشركة، وكان الملفت أن فقط علب (الهام) كان لا يمسها أي نقص، ومع أن (رون) لا يبالي بالأمر، إلا أننا صممنا أن نكتشف هذا السر، كون لم يدخل غيرنا البيت، لهذا قررنا أن نراقب المنظفة من خارج البيت حين تنتهي من أداء عملها.

أنهت (أم لويس) عملها وغادرت، وكانت خالية اليدين، مما جعلنا نتحير في الأمر، وبينما كنا لا نزال نتربص بها، وإذا بشاب يدخل بكل خفة ويفتح الباب بمفتاح، ثم وبعد دقائق يخرج مثقل (بالغنيمة) ويبتعد مسرعاً !
من هول صدمتنا أننا (تبسمرنا) نترقب حركته النشطة، قال أخي (صلاح) لنُخبر (رون) وقلت أنا لنقبض عليه، لكن (سالم) اقترح أن ننصب له كميناً حيث كل السرقات تتم بعد خروج المعينة العجوز، وكأن اللص يريد أن يقع الشك كله عليها.

في المرة التالية وبينما انتهت (أم لويس) من عملها وغادرت، عبرنا (التيغة) من الشركة للبيت، دخلنا من باب خلفية وتوارينا ـ نحن الثلاث ـ في زوايا المنزل، وتمت بنجاح عملية القبض عليه متلبساً ...
بعد أن أنكر وحلف وتردد، برر بأنه لو لم يكن (شريف) ويتّقي ربه، لسرق علب (الهام) واكلها !

كان شاب بسن مراهقة، وتبين انه ابن صاحب الملك وليس هو بحاجة لبيع غنيمته بل يستهلكها، فيشرب الويسكي الفاخر و(يمزمز) بعلب الكافيار، لكن الاخ ـ والشهادة لله ـ (أستحرم) ان يأكل لحم الخنزير !
وكان يبدو عليه انه صعلوك تافه، ولما لم يفده (تمسكنه) أمامنا، راح يتلاسن واستمر بقذفنا بكلام سوقي مما دفع (سالم) للنيل منه، فأهانه و(طكطك) عظامه، فخرج راكضاً بدون (فردة) حذائه، ودماء تسيل من انفه !

كان علينا ترتيب البيت وتنظيف آثار دم لطخت الكاربت واحد كراسي الطخم، لكن لم تمر ساعة، حتى دخل علينا ضابط ورجل شرطة...
قال اللص: أي سيدي هذا كتلني !
سالم: لأنك حرامي وتستاهل...
ثم ألتفت لضابط الشرطة: ما أعتقد أن السيد الضابط شخصياً عنده وقت يضيعه وياك !
ثم أشار لآثار الدم على الكرسي والتي كانت لا تزال موجودة، لتستمرت (السالميات)...
ـ هذا اكبر دليل أنك كنت داخل البيت، يلّة خبّر السيد الضابط شتسوي هنا، لو بلعت لسانك ؟
وأستمر بكل ثبات: حرامي تسرق وتكذب، تُقلق السيد الضابط وتأخرهُ عن عمله ومسؤولياته، دتشوف هو فارغلك ؟

نزع الضابط بيريته وعدّل شعره ومقت لصّنا من أخمص قدمه حتى عينيه، و(كلب خلقته عليه)...
ـ أطلع حرامي عيب عليك تدخل بيوت الناس المحترمة، والله (الأستاذ) لو ما كريم كان دخّلك التوقيف.

... وبينما غادر لصنا المكان مهزوماً يجر أذيال الخيبة، ألحقناه بفردة حذاءه التي هي الأخرى جارت عليه ولم تخطئهُ، وبينما كانا الشرطيين يحتسيا شاي أكياس (جاهز)، حلف سالم أن لا يغادرا إلا وبطل (سبيشل) بيد الضابط !

ـ شدعوة هالكرم أبو السلَم؟ غمغمنا
ـ يا مُتخلفين، لو بس سائلنا الشرطي شنسوي بداخل بيت واحد أجنبي وبعدم وجودة كان دخلنا بورطة !

... في المساء كنا نَصِفُ لـ (رون) صيْدَنا الثمين وكيف حالفنا الحظ ليتم تكمينه وأسره، وكيف سارت الأحداث (بيرفكت) كما خططنا، وبينما كنا نقترح أن تستعجل الشركة بتبديل أقفال الأبواب... كان (رون) شارد الذهن يفكر فيما يبدو بموضوع أهم بكثير !

تعصّب وأحمرَّ وقال: كيف سمح الضابط لنفسه أن يدخل البيت دون استئذان ؟

قلنا له (بالانكليزي): عرب وين طنبورة وين*، تصير يا أبو الأروان، في... أحسن البلدان !

عماد حياوي المبارك


حكاية المثل العربي، عرب وين...
يحكى أن بدويا كانت له زوجة تدعى بـ (طنبورة) وكانت خرساء طرشاء لا تتفاهم إلا بلغة الإشارة، وكان زوجها قد اتفق معها على بعض الإشارات مع دلالاتها، من ذلك أنه لو أراد مضاجعتها، يقوم بفرش عباءته تحت الخيمة على الأرض، واستمر هذا شأنهما مدة من الزمن.
وذات يوم هطلت أمطار غزيرة وغرقت بعض بيوت الشعر، وفي مجلس الشيخ قرر الحاضرون نقل أمتعتهم إلى رابية قريبة، وكان الزوج حاضراً فأسرع إلى خيمته وفرش عباءته ليضعا بها ما خف وغلا من أمتعتهما، وما أن فرشها حتى استقلت (طنبورة) عليها وتهيأت لإستقبال زوجها كالعادة، فصرخ بها صرخة قوية طالباً منها النهوض من فوق العباءة، إلا أن (طنبورة) لم تسمعه بالطبع ولم تفهم الإشارة الجديدة عليها لتبقى مستلقية رغم تكرار صرخاته...
وأخيراً اضطر لحملها من فوق العباءة، ثم ردد... عرب وين و(طنبورة) وين... ليذهب مثلاً عند العرب.
يضرب: لردة الفعل الغريبة والمخالفة، ولمن لا يعي ما يقال له.
.



#عماد_حياوي_المبارك (هاشتاغ)       Emad_Hayawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سر الرقم (50)...
- رسالة من الأعماق
- زورائيات
- نكسة أم هزيمة؟
- ذبابة... نانو
- قِ ثلوجك... سيد كلمنجارو
- سبع سبعات... أو أكثر
- مهرجان (الأبل بوب)
- سيمي كوندكتووووور
- الفضولي... يصل الأحمر
- كفتحري
- مجرد كلام كلاب... وسفن آب
- خُبزة (7) وطماطيّة
- ذاك ال(6)طاس وذاك الحمّام
- أي(5)ام صعبة
- هولوكوست المل(4)جأ رقم 25
- م(3)ركز 12047
- جليكان مل (2) يان بالمجان
- خ(1)راب البصيّة
- (سِكس) طابوق


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عماد حياوي المبارك - لص (شريف)