صلاح شهاب
باحث
(Salah Shehab)
الحوار المتمدن-العدد: 4705 - 2015 / 1 / 30 - 23:56
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
التاريخ الجديد ( تاريخ المخلفات أو الزبالة )
الحكاؤون هم الممتعون , هم من يديرون دفة الأمم ,هكذا أراهم أو هكذا هم , من يقرأ التاريخ يعي الحاضر , ومن يعي الحاضر يستوعب المستقبل , هذا ما تعلمناه , مجالات البحث عديدة وغريبة , منذ فترة ترجم دكتور قاسم عبده قاسم كتاب عن الكتابات الجديدة للتاريخ جمعها بيتر بوركي , تحدث خلالها عن تاريخ للنساء , وتاريخ من أسفل , وتاريخ المصغر والحوادث وغيرها ... إمتاع فريد غير محدود ,,,
عندما تقرأ حكايات الزبالة وهي مقالة لمحرر يدعى بيتر هيسلر ترجمها محمد المنسي قنديل على الصفحات الأولى لمجلة ابداع , لابد ان تتوقف عندها , بل لابد ان تدخلها ضمن الكتابات الجديدة , وأظن ان بيتر بوركي كان ممكن ان يشملها ضمن دفتي كتابه المحرر .
تدور الحكاية عن قصة صداقة تجمع الصحفي الأمريكي بزبال بحي الزمالك , ترجمة المنسي سهلة متقنة لا يشوبها إلا خطأ وحيد بسيط , لا يكاد يلاحظ , المقالة عبارة عن مجموعة من الحنايا داخل المجتمع المصري , تكتشف من خلالها ان للزبالة عنوان .
يحكي المحرر عن جهاز النظافة العشوائي لمصر التي لم ترى يوماً تخطيط , صداقة غير متكافئة بين مثقف اجنبي ورجل أمي مصري بواسطة المخلفات والزبالة تفتح الطريق لقراءة ما يجري خلف الابواب المغلقة .
اعتقدت في النصف الأول للمقالة أن الحديث كاذب وفي النصف الثاني تأكدت أنه صادم , تحدث عن تاريخ البداية للجهاز الغير رسمي , أوضح من خلال بضع كلمات تغلغل العلاقة بين القادمون من واحة الدخيلة الذين ابتكروا المهنة في القرن التاسع عشر وبين المسحيين المهاجرين من اسيوط اصحاب المقالب الخاصة .
المجتمع يتعرى في خبايا قمامته , هوس الجنس والمخدرات محشور في كل جدران البيوت المصرية , من مخلفاتك استطيع ان اعرف مدى تدينك , درجة مرضك , ألوان سهراتك , فاحترس منها , لا تستهين بها استطيع رسم ملامح لكل ما يخص شأنك .
مجمل المقالة يدور حول سيد الزبال وعلاقته بكل ما حوله من شركاء العمل , وفيما بينه وبين زوجته , يعطي خلالها مجموعة من الرسائل المحيطة عن بعض التشابكات الاجتماعية , المقالة في مجملها تستحق القراءة , فشكراً لمن كتب , شكرا لمن ترجم , شكراً لمن نشر , شكراً لمن باع , شكراً لمن اشترى , وأخيرا شكراً لمن قرأ .
#صلاح_شهاب (هاشتاغ)
Salah_Shehab#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟