أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هويدا صالح - هل قتل النبي كعب بن الأشرف بكلمته؟!














المزيد.....

هل قتل النبي كعب بن الأشرف بكلمته؟!


هويدا صالح
روائية ومترجمة وأكاديمية مصرية

(Howaida Saleh)


الحوار المتمدن-العدد: 4701 - 2015 / 1 / 26 - 04:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



هل قتل النبي كعب بن الأشرف بكلمته؟!
هويدا صالح
ماذا لو كنت مواطنا أوربيا،مواطنا ترى حكومة بلدك تقدم للاجئين الذين يأتون إليها من بلاد عربية وإسلامية كل ما يتمتع به المواطن الأوربي، تمنحهم مكانا للعيش بإنسانية، ومرتبا وتأمينا صحيا، ويركبون مواصلاتها العامة، ويتقاسمون معهم كل خيرات أوربا، وفوق ذلك يتمتعون بحقوق الإنسان، فيقيمون دورا للعبادة الخاصة بهم؟كيف كنت تشعر وأنت تعتقد أن حكومتك لا تقدم لك الخدمات الكافية لأنها ببساطة تستضيف على أراضيها ملايين العرب والمسلمين جاءوا فارين من نير حكوماتهم.المتوقع من هذا اللاجئ الفار من استبداد حكومته، وقهرها أن يشكر المجتمع الجديد، ويندمج فيه، ويعيش معه في سلام وتسامح، لكننا نجد هذا اللاجئ الجديد يعيش في جيتو منغلق على ذاته، يحمل معه كل أفكار الاستبداد والتطرف والعنصرية ويبني مجتمعا جديدا في وسط المجتمع الديمقراطي الذي كان بمثابة الحلم بالنسبة له، لكنه مجتمع يحمل كل المكونات الثقافية للمجتمع السابق، للمجتمع الاستبدادي. يعيش منغلقا على ذاته والذوات التي تشبهه. والأدهى من ذلك أنه يتهم الآخرين الذين مدوا له يد الإنسانية أنهم كافرون، وأنهم منحلون ويرون أنهم يجب أن يحاربوهم. كيف لمواطن عربي أو إسلامي رأى في أوربا النموذج المثال للحرية وحقوق الإنسان ولا يتحمل الحرية وحقوق الإنسان؟ماذا لو كنت مواطنا أوربيا؟ كيف يكون إحساسك ؟ كيف تنظر إلى هؤلاء القادمين إليك بعنصريتهم وتطرفهم وأفكارهم العفنة الرافضة للإنسانية؟ كيف لم يدرك القادم من منظومة الاستبداد الفار منها الهارب من قهرها أنه كائن انتهازي يريد أن يأخذ من الغرب كل مميزاته، ومن ثم يقدم له الشكر ملفوفا في قنبلة، أو محشورا في كلاشنكوف.كيف يفكر هؤلاء هل يريدون فرض قناعاتهم على المجتمع الغربي ؟ ألا يعرفون أن هذا المجتمع أسال دماء الملايين من أبنائه في حروب وصراعات بين منظومة الدين والمجتمع منذ القرون الوسطى وحتى اليوم من أجل التمتع بهذه المنظومة الديمقراطية التي لا تضع خطوطا حمراء على أي شئء؟ ألا يدرك هؤلاء أن الغرب وصل لهذه المرحلة من الحرية التي لا سقف لها بعد صراع دام لقرون حتى أنهم يسخرون من أنبيائهم لو افترضنا أن لهم أنبياء؟ أوربا من المفترض أنها مسيحية، ومع ذلك يرسم رسامو الكاريكاتير رسوما تسخر من المسيح ومن مريم العذراء، وهناك يهود يعيشون في أوربا، ومع ذلك يسخر أيضا رسامو الكاريكاتير من "ياهو" أو "ألوهيم " أو من موسى النبي ، فلم نر أي تظاهرات تخرج مثلا للتنديد بأي أحد من قِبَل أي أحد. ليس معنى هذا أنني كمسلمة لا أشعر بالسوء للسخرية من النبي محمد. إطلاقا أنا أشعر بذات السوء، لكن النبي محمد هو الذي علمني عبر سيرته وعبر القرآن الكريم أننا نواجه السيئة بالحسنة وأن ندفع بالتي هي أحسن. النبي ذاته هو الذي ذهب لليهودي الذي كان يضع على باب منزله النفايات وأمعاء الشاة، ليسأل عنه حينما وجد أذاه قد كفّ يوما عنه، وقد انبهر اليهودي بإنسانية النبي وأسلم. ترى هل لو عاد النبي ليحيا بيننا ورأى صحفي شارلي إبدو ورساميها يسخرون منه هل كان سيمسك كلاشنكوف ويصفيهم ؟ أتصور أنه كان سيشاركهم الضحك والسخرية حتى أنهم سيكفون عن سخريتهم حياء من بشره الكريم وإنسانيته. المتطرفون الذين يرهبون الإنسانية قتلا وتدميرا يستندون في فكرهم ذاك على قصة مشكوك في أمرها، وقد وردت في البخاري حيث يقول:" حدثنا علي بن عبد الله،حدثنا سفيان قال عمرو سمعت جابر بن عبد الله يقول :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:من لكعب بن الأشرف فإنه أذى الله ورسوله،فقال محمد بن سلمة:يا رسول الله أتحب أن أقتله، قال نعم"، هل يتصور عاقل أن محمد صلى الله عليه والسلم الذي وصفه الله عز وجل:" وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" أن يقتل رجلا لأنه قال قصيدة هجاه فيها؟هل يتفق ذلك مع روح الإسلام والقرآن؟ هل تكون الكلمة ردها السيف أو القنبلة أو الكلاشنكوف؟ لا أظن أن هذا من الإسلام في شئ.إن الشيئ الوحيد الذي حققه هؤلاء الارهابيون أنهم منحوا الصحافة الأوربية فرصة ذهبية لكي يعيدوا نشر الرسومات المسيئة للرسول طوال عام كامل، يقاوم الغرب إرهاب المتطرفين بالكلمة أيضا، سوف يسخرون منا، فهل حققتم ما أردتموه من دفاع عن النبي؟!



#هويدا_صالح (هاشتاغ)       Howaida_Saleh#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخروج: آلهة وملوك.. أم إثبات حق العودة ؟!
- قراءة في صورة لقاء المثقفين بالرئيس عبد الفتاح السيسي !!
- امرأة الميدان ( حكاية عن شهرزاد يوم جمعة الحداد)
- المجتمع وضريبة الجسد !
- جابر عصفور والتنوير !!
- المثقف الميداني واستراتيجية العمل الثقافي
- خرائب النصر
- تشظي الذوات في نصوص فرق توقيت
- نماط متمايزة تصوغها رؤية أدبية مكثفة للواقع صورة المثقّف في ...
- العلاج بالفن في متتالية بيوت تسكنها الأرواح د. عمرو منير
- وجع اللذة في تمارين لاصطياد فريسة لعلي عطا
- سيرة الحرب والحب في رواية تيو
- بلاغة التفاصيل في رواية - الذرة الرفيعة الحمراء -
- التحريض والتثوير في روايات نجيب محفوظ
- الخطاب الأبكم الهامس في الفقه الأصولي .. قراءة في كتاب -النص ...
- إعادة استباحة مصر مجددا / ردا على تصريحات فاطمة ناعوت في جري ...
- دماء الصبايا على مذابح الإخوان المسلمين في مصر
- ذاكرة مصر البصرية في لوحات زهرة المندلية - حياة النفوس -
- أزمة الجسد في رواية عالم المندل
- ليس ثمة موسيقى .. لكنها سترقص غدا


المزيد.....




- أضاءت عتمة الليل.. لحظة تفجير جسر لاستبداله بآخر في أمريكا
- إطلاق سراح محسن مهداوي.. كل ما قد تود معرفته عن قضية الناشط ...
- بسبب جملة -دمروا أرض المسلمين- والدعوة لـ-جحيم مستعر-.. القب ...
- من النكبة ثم الولاء للدولة إلى الاختبار -الأكبر-... ماذا نعر ...
- كلمة محمد نبيل بنعبد الله خلال اللقاء الوطني تحت عنوان: “ال ...
- سلطات تركيا تنفى صحة التقارير عن عمليات تنصت على أعضاء البرل ...
- بلدان الشرق الأوسط بحاجة إلى حلول
- تزايد معاناة عمال فلسطين بعد 7 أكتوبر
- إسرائيل تطلب مساعدة دولية جراء حرائق ضخمة قرب القدس وبن غفير ...
- المرصد السوري: 73 قتيلا غالبيتهم دروز في اشتباكات طائفية وار ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هويدا صالح - هل قتل النبي كعب بن الأشرف بكلمته؟!