أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - هويدا صالح - المجتمع وضريبة الجسد !














المزيد.....

المجتمع وضريبة الجسد !


هويدا صالح

الحوار المتمدن-العدد: 4677 - 2014 / 12 / 30 - 02:59
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



" زوجي رجل يفعل ما يريد، ولا يلومه أحد، حاسبوا السيدات اللاتي ذهبن إليه" هكذا يتلبس الوعي الذكوري المرأة حتى أنها تدافع عن زوجها، وتعتبر الرجولة ( الذكورة ) مبررا لارتكاب الخطايا، فهو رجل/ ذكر، يوقع بالنساء والفتيات، ولا يكتفي بغوايتهن، بل يخطط لفضحهن، أو ابتزازهن إن توقفن عن ممارسة الرذيلة معه. هكذا عبرت زوجة ما يسمى إعلاميا بـ "عنتيل الغربية" بعد أن تسربت فيديوهات ممارسة الدعارة مع النساء بالصدفة البحتة، حيث أرسل اللاب توب الخاص به للإصلاح لدى واحد من التقنيين، ولما فحص التقني الجهاز وجد عليه الفيديوهات، فحاول ابتزازه بالتالي، وحين رفض "العنتيل" الابتزاز سرب التقني الفيديوهات. وانتشرت كالعادة في مجتمع مهووس بالجنس والفضائح، مجتمع يبالغ في إظهار تدينه، وهو أكثر انحطاطا من أي مجتمع آخر لا يدعي التدين ولا يبالغ في إظهاره.
هنا يجب أن نطرح عدة أسئلة ، لنكون صرحاء مع أنفسنا وشجعان، أولا : كيف يمكن للنساء أن يكن بهذه الذكورية ويبرأن الذكور ولا يتعاطفن مع الضحايا؟ أهي الغيرة من الزوجة جعلتها تدين النساء اللاتي وجد الزوج عندهن ما افتقده عندها؟ أم هو الوعي الذكوري يتلبس المرأة ويخبرها أن الرجل يفعل ما يريد وهذا لا يدينه أما المرأة، فهي مدانة حتما؟ السؤال الثاني هل نحن متدينون فعلا؟ هل نحن شعب متدين بطبعه؟ الرجل الذي مارس هذا العهر هو محسوب على حزب ديني، مارس العهر ولم يكتف بذلك، بل سجله ووثقه من أجل فضيحة من تمتنع عليه أو تتمرد. كما أن الذي فضحه هو أيضا مسلم ربما يؤدي الصلوات الخمس، ويصوم رمضان، ويذكر الله في كل كلامه، ويردد في مكالمته التليفونية السلام عليكم، ويختمها بلا إله إلا الله. ومع ذلك كل هذا لم يمنعه من أن يفضح ستر من سترهم الله!. وحتما كل من يشارك الفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي هم أيضا يبدون أخلاقيين، ويدافعون عن الفضيلة، ومع ذلك لم تمنعهم أخلاقهم أن يواصلوا فضح هؤلاء السيدات اللاتي يدينهن المجتمع وتدينهن زوجة المتهم. ترى هل هؤلاء الأخلاقيون الذين يواصلون مشاركة الفيديوهات يفعلون ذلك نكاية في المتهم الذي ينتمي لحزب ديني من أجل فضح الحزب؟ أم أنها السادية التي تدفعهم لهذا الهوس من الإيذاء؟!.
السؤال الأخير والذي يجب أن نطرحه أيضا ما مدى مسؤولية الأجهزة الأمنية عن تسريب هذه الفيديوهات.؟ هل حقا أيدي أمن الدولة هي التي نشرت هذه الفضائح؟ هل فعلوا ذلك من أجل فضح الحزب الديني الذي ينتمي له المتهم قبل الانتخابات البرلمانية القادمة؟ هل حقا الأجهزة الأمنية، هم من رتبوا لهذا، وراقبوا الرجل ووضعوا في شركته الكاميرات من أجل الإيقاع به ؟ أم أنهم استغلوا رغبته الشاذة في تصوير نساء مهما تحفظنا على سلوكهن المرفوض تماما إلا أننا لا نستطيع أن نهمل فكرة أنهن ربما تم الإيقاع بهن من أجل الحاجة المادية والوضعية الاجتماعية المتدنية والتي لا تبرر طبعا الانهيار الأخلاقي، لكنها لا تبرر أيضا للمجتمع أن يتركهن في حاجة مادية قاهرة مما دفع البعض منهن أن يخضعن للابتزاز؟! إن هذا المجتمع الذكوري بامتياز يمارس الابتزاز على النساء طوال الوقت، لا فرق بين امرأة متدنية الحال وبين أستاذة في الجامعة تريد ترقية أو منصبا فتضطر تحت ابتزاز المجتمع الذكوري لها أن تدفع ضريبة من جسدها. كنت في حوار أمس مع واحد من كبار المثقفين المستنيرين في مصر وحكى لي عن وزير ما يتفاوض مع كل امرأة يمكن أن تتولى في وزارته منصبا أو تنال ما تراه حقها، يفاوضها على جسدها، فلن تنال أي حق في وزارة هذا الوزير امرأة لم تتفاوض، ولم تتفق على دفع ضريبة الجسد.



#هويدا_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جابر عصفور والتنوير !!
- المثقف الميداني واستراتيجية العمل الثقافي
- خرائب النصر
- تشظي الذوات في نصوص فرق توقيت
- نماط متمايزة تصوغها رؤية أدبية مكثفة للواقع صورة المثقّف في ...
- العلاج بالفن في متتالية بيوت تسكنها الأرواح د. عمرو منير
- وجع اللذة في تمارين لاصطياد فريسة لعلي عطا
- سيرة الحرب والحب في رواية تيو
- بلاغة التفاصيل في رواية - الذرة الرفيعة الحمراء -
- التحريض والتثوير في روايات نجيب محفوظ
- الخطاب الأبكم الهامس في الفقه الأصولي .. قراءة في كتاب -النص ...
- إعادة استباحة مصر مجددا / ردا على تصريحات فاطمة ناعوت في جري ...
- دماء الصبايا على مذابح الإخوان المسلمين في مصر
- ذاكرة مصر البصرية في لوحات زهرة المندلية - حياة النفوس -
- أزمة الجسد في رواية عالم المندل
- ليس ثمة موسيقى .. لكنها سترقص غدا
- المستبعد واللامقول في رواية - وردية ليل - لإبراهيم أصلان
- هل آن أوان ربيع النساء في ظل الثورات العربية ؟!
- مرايا الذات المتكسرة في رجوع الشيخ
- اللحن المتصاعد في الحالة دايت


المزيد.....




- محكمة أميركية تلغي حكما يدين -المنتج المتحرش- في قضايا اغتصا ...
- بي بي سي عربي تزور عائلة الطفلة السودانية التي اغتصبت في مصر ...
- هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي ...
- “لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع ...
- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - هويدا صالح - المجتمع وضريبة الجسد !