حيدر نضير ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4693 - 2015 / 1 / 16 - 00:26
المحور:
الادب والفن
كان مريضا جدا .. اوصاني المنطق برعايته .. وكان علاجه النسيان لكنه كلما شاخ زادت ذاكرته .. ذات ليله سبقت غيبوبته المستدامة ، قال : اسندني اود البوح بشيء لك .. ففعلت ثم نظر في لُب عيني مبتسما وملاطفا حزني عليه .. قال نحن روحان تتلامسان وتتواصلان خارج حدود الزمان والمكان .. ارجوك ولدي دعني اكمل حديثي لاخر رمق وان لا تخشى على عافيتي فهي تشهد عدا عكسي للصلاحية وهو مستمر منذ يوم ولدت .
لقد تعبت .. ودخلت غرفة الانعاش حتى اصبحت نزهتي في خلوتي ولم اخرج منها حتى الحين .. صرت اعيش ثقافة العقاقير لاعود اتنفس خلال جهاز كهرباء .. فيرجع السلم الموسيقي لنبض قلبي يقفز اعلى اسفل واسفل اعلى ..
يا صديقي جل مصائبي كانت لقلبي الذي تمادى في حب شعبي لقد مسني حبهم وترك فيه اثرا سريريا .. لكنهم رهنوني للرصاص جزاء هذه الوردة الحمراء القادرة على تغير كل شيء .. اوقفته عن الحديث لانفعاله الكهل .. فاتكأ على ذراعي وسذج من بركانه .. وقال لا داعي لاتقد من جديد لكن حزني الصريح يا صديقي على نفسي .. خبرهم .. ان مرضت اليوم فانا في الغد باق .. لكم عراقكم ولي عراقي .. فمضى في نوم طويل لم يصحى على اثره الوطن حتى الحين ..
#حيدر_نضير_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟