عفوية الديمقراطية

حيدر نضير ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4481 - 2014 / 6 / 13 - 09:17
المحور: المجتمع المدني
    

مقاصة / عفوية الديمقراطية
ا حيدر نضير
******************* *****
ذات يوم كنت احدث صديقا وكنا نتبارى بجولاتنا الثقافية التي اعتقد وحتى هذه اللحظة ان لا احد منا قد ظفر بربع جولة منها . سألته عن اقوى شيء في العالم ؟ فاغمض عيناه ومسك راسه للتركيز والتمحيص عن اجابة تسكت لهفتي وسخريتي في احراجه .. فاجابني الماء ، فضحكت عاليا ، وقال : ( يا فهيم لعد شنو ها فهمني يله ) !! اجبته الفَكر ولا اعرف حتى الان هل هو صح ام خطأ .. فضحك هو الاخر علىّ ، وقال : اذا ما هجم الماء سيكون كل شيء قد قضى . قلت : بأمكان السد أن يمنع الماء الى حد معين ونسبي ، وما الفيضانات في العالم الا وُسيطر عليها على الرغم فيما تسببه من اضرار شاملة ، اما الفكر فلم يمنع منذ قيام الحياة ، فلا من سجن قد منع فكر عن السفر والابحار والولادة وحتى الابداع ، ولا حتى الموت استطاع من طمر او اخفاء عطأءات فكرية وفنية وأدبية بقيت خالدة بعد فناء مادة الجسد .
لا أتذكر جيدا كيف انتهى الحوار لكن العفوية كانت هي المادة الاساس في طروحاتنا ، ولاننا فهمنا الديمقراطية كمعنى كان لا يهمهنا من هو سيحمل كاس الجلسة في النهاية ، بل كان الديدن أن نخرج بمحصلة التجربة الحوارية والمعلوماتية التي تقدمنا خطوة نحو الامام بالاعتبار من ما مضى .
الضَحك والاحراج المتعمد للاخر كان يجري خلف الكواليس ، اما بعد هذه اللقاءات الدورية وامام الكواليس نكون اكثر اتزانا في تعاملاتنا مع بعضنا ومع الاخرين ، ولكن يبقى شيء مقتطف من جلساتنا الحوارية يعمل كومضات مشفرة ، فمثلا بينما نتحدث عن حالة معينة واتداخل بعبارة تستفزه ( تدرون شباب الفيضان اقوى من الحريق ) ، فيجيبني ضاحكا ( عمي الاقوى من فيضانك هذا الفكر الي ينتجة العقل شنو المي سدين كبار وتنسى بعد اي خوف من المي بس الفكر شلون تمنعه لا سجن ولا تعذيب ولا غيرها كدر فد يوم يغير فكر بل يطوره اكثر) فاجيبه وسط اجواء الاصدقاء والاحبة ( عمي والله سكتتني تره انته خوش مفكر ) .
منذ ذلك الحديث الذي جرى في شتاء 2005 تعلمنا انا وصديقي ان نضيف مقدارا من المحبة في الحوار مع ملعقتين صبر من اجل العلم والثقافة .. وبذالك نكون قد امنا جيدا على ثمرة الديمقراطية التي ستنمو بعيدا عن السجلات والمهاترات وكبت العداء والتكفير التي نمر بها في يومنا هذا .

#حيدر_نضير_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات