أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة ناعوت - اسمُها -حسناء-














المزيد.....

اسمُها -حسناء-


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4690 - 2015 / 1 / 13 - 23:53
المحور: الادب والفن
    


"شيءٌ أُسطوريٌّ يجري الآن في دولة الأوبرا!" هكذا كتبتُ الخميسَ الماضي على صفحتيْ بفيس بوك وتويتر، وأنا في حال لم تُدثّرني منذ عصور! حالٌ من الخَدَر جعلتني مشدودةً بخيوط الدهشة إلى خشبة المسرح الكبير. كنتُ غيرَ مصدقة ما أُنصِتُ إليه الآن، أحقٌّ أم خيالٌ واستدعاءٌ من مخزون استماعي الثريّ الذي راكمتُه في رحلة شغفي بالموسيقى الرفيعة والأصوات الآسرة؟! نظرتُ حولي فوجدت ال 1200 من حضور حفل "كوكب الشرق"، في حال تشبه حالي من الاستلابِ المأسور لهذا الصوت الاستثنائي الذي يشدو. تقفُ على المسرح فتاة نحيلة كأنها في لحظة حلول صوفي، لا تكاد تشعر بالجمهور المشتعل تصفيقًا بعد أول مقطع في قصيدة من أصعب الشِّعر وأعقد جُمل الموسيقى وأعسر تحدّيات المنافسة. كانت المنافسةُ بين هذا الصوت وبين سيدة الغناء العظيمة "أم كلثوم” في “الأطلال”! فأيُّ منافسة تلك وأيُّ جسارة! وأنا من المدرسة التي ترفضُ "التقليد". لأن المرءَ إن حازَ ألماسةً أصلية، ما حاجتُه إلى قطع الزجاج التي تحاكي الألماس؟! لكن تلك الصبيةُ الثلاثينية النحيلة، لم تكن "تقليدًا"؛ بل هي قطعةٌ نادرة من السوليتير الحُرّ، تحقق المعايير الخمسة التي نُقيّم بها حجر الألماس الكريم: عاليةُ النقاء تامةُ الشفافية دون شوائب Internally Flawless، ناصعة اللون D، فائقة القَطْع Excellent (رغم أنها موهبة فطرية لم تُمرّن )، تزن خمسة قراريط. وبغنائها في دولة الأوبرا العريقة، وحصولها على لقب "صوليست غناء"وهي بعدُ في السادسة عشر من عمرها، ثم حيازتها الآن لقب صوليست في فرق الموسيقى العربية، تكون قد مُنحت "كريدت" يضمن فرادتها وخلودها.
وأكملتُ على صفحتي:"أراهنُ بألف ألف حياةٍ على أن هذه الصبيّة تُتقن تجويدَ القرآن الكريم.” وكسبتُ الرهان من أصدقائي الذين شكّكوا في كلامي. لكنني كنتُ أعلم أن هذا الصوت تمَّ صقلُه وتشذيب مخارجه في مدرسة القرآن والإنشاد الديني. حيث الحروفُ تنسابُ من حنجرتها كشلال صاف دون عِوَج ولا لحن. تعرف متي تُسكِّن ومتى تُحرّك، متى تلعب بالإدغام والإشباع والتكثيف والإخفاء والإبدال والاختطاف والتشديد والتخفيف والغُنّة. تُجيد نطقَ الثاء والذال والظاء التي يمتهنُ نطقَها المصريون لسبب غامض. وعلى بيّنة تامّة بأجرومية النحو والصرف. والأهم، أنها تعي معنى القصيدة الصعبة، فتعيش كلَّ كلمة فيها، حتى كأنني سمعتُ "إبراهيم ناجي" يقول لها بعد كل مقطع شعري: “شكرًا!.”
هذا صوتٌ مثقف، لا يأتي إلا كلَّ ألف عام. ""صوت التاريخ" كما يسميّها زوجُها. أرجو أن تجد موسيقارًا هائلاً بحجم صوتها، يُلحّن لها قصيدة من ورائع تراثنا العربي القديم. وقتها، أعدكم بأنكم على موعد مع كوكب طربي هائل سيغزو سماء مسامعكم العطشى.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شكرًا لطبق السوشي
- نُعلنُ التنويرَ عليكم
- انظر خلفك دون غضب - 1 -
- حواديت ماجدة إبراهيم
- انظر خلفك دون غضب (1)
- عماد ديفيد
- صالون حجازي
- خبر مدهش: عودة الصالونات الثقافية
- حذارِ أن تصادق شربل بعيني
- يا معشر الثيران
- حكاية الآنسة: ربعاوية وبس!
- ناعوت ل«الوطن»بعد إحالتها للجنايات:لا توجد دولة تحاكم شخصا ع ...
- ناعوت تدفع ضريبة التنوير ومناهضتها الإخوان
- جِنيّةُ الشجر
- صباح الخير يا تونس
- الأسطى داعش يسكن سيدني
- مبارك في محكمة -ماعت-
- لقاء الرئيس السيسي بالأدباء والمثقفين
- ماذا ينقص ثورتنا؟
- كوني زوجة عظيمة لرجل عظيم


المزيد.....




- الإعلام الغربي وحرب الرواية بغزة: كيف كسرت مشاهد الإبادة الس ...
- يوروفيجن تحت الحصار.. حين تسهم الموسيقى في عزلة إسرائيل
- موجة أفلام عيد الميلاد الأميركية.. رحلة سينمائية عمرها 125 ع ...
- فلسطينية ضمن قائمة أفضل 50 معلمًا على مستوى العالم.. تعرف عل ...
- أفلام الرسوم المتحركة في 2025.. عندما لم تعد الحكايات للأطفا ...
- العرض المسرحي “قبل الشمس”
- اكتمال معجم الدوحة التاريخي للغة العربية.. احتفال باللغة وال ...
- المدير التنفيذي لمعجم الدوحة: رحلة بناء ذاكرة الأمة الفكرية ...
- يعيد للعربية ذاكرتها اللغوية.. إطلاق معجم الدوحة التاريخي
- رحيل الممثل الأميركي جيمس رانسون منتحرا عن 46 عاما


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة ناعوت - اسمُها -حسناء-