أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حبيبة الله - الفرق بين الحلم والاستحلام .















المزيد.....

الفرق بين الحلم والاستحلام .


حبيبة الله

الحوار المتمدن-العدد: 4687 - 2015 / 1 / 10 - 19:49
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الحلم
الحلم أجمالا سواء كان واعيا أو غير ذلك فهو : سلوك ذو مظهر حسي عقلي المنشأ والتصرف .

ومن المؤكد أن الحلم نشاط أنساني لا إرادي بأمتياز وقد لايتدخل به لإنسان في كافة تفاصيله إلا من خلال التعامل مع النتائج التي يرتبها هو عقلا ويعكسها بنوع من التصرف المعين ,أما ما عدا ذلك فهو لاإرادي وقد يكون قهريا أحيانا
لكن في مقابل ذلك يمارس الإنسان نشاطا إراديا يصنع تفاصيله وكيفيته وحتى يتحكم أحيانا ببعض أشكاله هو مايسمى بأحلام اليقظة أو ممارسة الاستحلام الواعي .

والحقيقة أن الاحلام بنوعيها الواعية واللاواعية من وجهة النظر النفسية العلمية النحضة هي أمتداد حركي للعقل وتحفيز للكوامن العقلية المعطلة ويحفزها من خلال اللاواعي , او يظهر المزيد من الفعل الناشط المدرب على فعل الحلم والاستحلام
وهي بذلك تكون من الظواهر الصحية الهامة لاحتفاظ العقل بلياقته أثناء النوم .اليقظة وتكشف عن قدرة نامية ومتواصلة تفعله حتى لايتكاسل حين نتركه خامل من غير نشاط محدد .

في مدرسة الطب النفسي يلاحظون أهمية الأحلام من خلال ارتباطها بالحياة النفسية للمرضى والأصحاء على حد سواء ومن خلال ماتعنيه بالنسبة لهم الصحة النفسية حتى لو كانت مجرد أحلام غامضة ..وبالنسبة للأطباء النفسيين فإن الحلم يمثل (الباب الملكي )
لقراءة وفهم كثير وفهم كثير مما يدور داخل العقل الباطن .. في محاولة لإلقاء الضوءعلى بعض الجوانب النفسية للأحلام ..

وقد كانت الموضوعات المتعلقة بظاهرة الأحلام ولاتزال محل أهتمام وبحث متزايد من جانب الأطباء والمحللين النفسيين .وأتجهت الأبحاث إلى إخضاع الأحلام الى دراسات علمية ومعملية لكشف الكثير من الغموض الذي يحيط بتفسير كيفية وأسباب حدوث الاحلام أثناء النوم من جهة وممارسة التحلم الواعي أو مايسمى بأحلام اليقظة .
وفي بعض هذه التجارب ثم متابعة أشخاص من المرضى والاصحاء أثناء النوم مع توصيل أقطاب ترصد نشاط العقل والجهاز العصبي خلال مراحل النوم على مدى ليلة كاملة أو أكثر
وليست الاحلام بنوعيها حالة مرضية على الاطلاق .بل العكس من ذلك .فإنها من وجه النظر النفسية والبحثية تعبير عن حالة من الصحة النفسية المتوازنة العاقلة والتي تفصح عادة عن نشاط عقلي متزايد بغض النظر عن المسببات أو الاشكال التي ينبسط
العقل من خلالها في سرد رؤيته الخاصة وطريقة تعامله معها .

الحالات المرتبطة بالأحلام .أحلام اليقضة أو التحلم الواعي أو فعل الاستحلام .(التحلم الواعي ) من خلال التسمية يتضح لنا أنها حالة تشبه الحلم في كيفية السرد الحلمي وخروجه ..أي العقل عن محددي الزمان والمكان ,وحتى المعقول الذاتي للفرد لكنها لاتحدث أثناء النوم .حيث ان الشخص ينفصل عن الواقع الى حالة من التخيل تشبه الحلم وبنفس الآليات والمباعث التكوينية ,
فقد يتصور نفسه وقد حقق الكثير من الانجازات .أويتخيل أنه يتقمص أحد الشخصيات المرموقة .ويعيش في هذا الجو منفصلا عن الواقع والظروف المحيطة لفترات متفاوته ليحرر العقل من واقعه القمعي أو التعجيزي ليعيش في ظل واقع يصنعه هو ويتحكم في
جزئية مهمة منه ..والمشكلة هنا أن هذه الحالة وإن كانت أحيانا تمثل جانب إيجابي لتنشيط العقل لكنها في الغالب تعوق الشخص أو تحده عن إداء مسؤلياته .حيث تضيع فيها طاقاته ووقته ,
في الوقت الذي هو بحاجة الى فعل إيجابي للمواجهة وليست حاله هروب عن الواقع وتحدث هذه الحالة بصفة متكررة عند الافراد الذين يواجهون أو يستعدون أو يتعرضون الى ضغوط الفشل والاحباط أو يستعدون لأمتحان مصيري أو واقعين تحت خيبة أمل
نتيجة افشل ما أوعجز ....وأكثر ماتتعرض له فئة الشباب من المراهقين أو الذين تحيط بهم ظروف قاهرة ..

والمعلوم أن في كل سلوك هناك دافع يرمي من خلاله الى تخفيض التوترات التي تهدد الفرد بالايقاظ ليواجهه واقع أراد الهروب منه أو تجاوزه على أقل تقدير .
وأحيانا للتعويض عن قهرية أة أمنيات دفينة لايجد لها حل من خلال عدم القدرة على الاستجابة الفعلية من النظام العقلي .
والاشياء التي تظهر في أحلامنا منها ماهو تعبير عن رغبات مكبوتة لانستطيع إنجازها أو أظهارها للآخرين في الواقع أو بعض التطلعات والأمنيات التي ليس بمقدورنا الوصول اليها عمليا ,فتكون الفرصة متاحة أثناء النوم او عبر ممارسة التحلم بها بوعي التنفيس عن هذه الاشياء وهي محتويات العقل الباطن بما يحقق لنا الإشباع الذي نعجز عنه في الواقع أثناء اليقضة .
أي ان الحلم يهدف الى صنع أو تصنع إتاحات ما العقل للتعويض .عن طريق الفرص اللا واقعية له غايتها إشباع شهوات حسية أحلامية غير واقعية بتأثير من الدوافع الملحة والتي يمكن أن توقظ النائم او المتحلم .وأن كانت هي دوافع ضاغطة .
أو قد تكون قديمة ومن الممكن أن تكون شعورية بأتجاهات سلبية أحيانا .
فالحلم حارس للنوم من الدوافع التي تعكر صفوة الزمن أو الحال عنده .وعندما تكون الدوافع لاتتعارض مع الأنا والمعايير الخاصة بالنظام العقلي الفردي الذاتي تكون تلبيتها عن طريق الاحلام السعيدة .او التي تنفس عن رغبة أو أمنية أو البحث عن دليل بشفافية تامة فتنعكس إيجابيا وتعبيريا رمزيا عنها أو تعويض عن حرمان واقع كالفتاة التي تعاني من عنوسة مثلا وتنتظر فارس الاحلام ,
تكون سرديات الرؤية الحلمية نحو هذا المطلب او تعبر عنه أو تعوض عن هذا الحرمان .فترى نفسها عروس أوهناك شاب يطلبها أو انها ترى حالات لاشعورية تفصح عن مطلبها العقلي الكامن .
أذ كنا في أحلامنا نستحضر الرموز او تتبلور سرديات الحلم عن طريق سلسلة من الترميزات المعنوية .
فأن أستحضارها لها يتفق وطريقة التفكير وأنتاج المعرفة كل حسب نظامه العقلي وتطوره ,فهي عند الشاعر او المفكر او الفيلسوف تختلف تماما عند الانسان الاعتيادي او البسيط .وعند النساء تختلف عما هي عند الرجال
وللأحلام الاطفال عالم يختلف عن ما يستحضروه الكبار من رموز وأشارات وحتى صور محدد.

عند الإنسان البدائي مثلا هناك رمز الى قوى الطبيعة الخارقة المعنوية ,كالآلهة والسماء والغيب .
عنده الإله وما يشكل له من أشغالات عقلية متعلقة بصراعه للبقاء مع الوجود ألما حولي ,هو المحور الأهم طالما لايجد تفسير أو قوة تمنحه القدرة على الانتصار لذا فأن شخص الانسان القديم كان يستحضر في أحلامه قوى الطبيعة وكيفية التعامل معها أو الاستجابة لما في عقله من تصورات يصنعها نيابة عن الآلهة أو يفترض أنا تطلب ذلك منه .
نفس الرمزية في الحلم نستحضرها أثناء ممارستنا التحلم وكيفية توارد الصور في العقل وعن نفس الاسباب والمبررات .
لكن في الحلم تأتي الرموز والاشارات دون إرادة .
في التحلم الفرد هو الذي يبدأ بصنع حكاية السرد ليترك للعقل الباطن أن يكمل المشهد مستجيبا لسلسة من هذه الرموز والاشارات التي تنسال عليه دون أن تتحدد بالواقع .ولنفس علات الحلم ومبررته .

فكما نرمز الى التسامي بالطيران أو التحليق يكون الرمز أيضا يمثل نوع من الهروب من القيود الضاغطة على الحرية أو أحيانا تمثل عدم الاستقرار أو التوازن او حتى حالة القلق الذي ينتج عن عدم الثبات على خيار أو أمر له وجوه عدة كذلك نرمز الى الموت والحياة والمرض والزراعة بأشخاص هم مرتبطون بصورة او بأخرى برموز الحلم .
وما زلنا نحن نرى في الاستعارة والمجاز في تحديد معنى هذه الرموز كما في قصة البقرات السبع لعلاقة البقرة بالارض والحرث والعيش عند الفلاحين .
السؤال المطروح لو ان شخصا ماليس له علاقة بالرمز الذي أستحضره بالمنام يرى هذا الرمز وأخر في مكان له صلة وثيقة مع الرمز ,هل يمكن لنا أن نسند المهنى التأويلي اوالافتراضي له بنفس المستوى .
كأن يرى شخص ما في الأسكيمو أنه يركب جمل ...وآخر في الصحراء بنفس المثل هل يمكن تبرير الباعث على أنه إستجابة لنفس المحدد دون ربط الرمز بتغير واقعي وحقيقي فيه ؟ ...
الجواب ..أكيد أن لكل حال هناك قواعد تحدد الرمزية وتحيل اليها التبريرات المختلفة حسب مايكون في نظام العقل الذاتي والذاكرة والمقدمات الفكرية من علاقة بصورة ما .

إن استحضار وصناعة الرمز لاتنحكم عموما بقانون المشابهة والتماثل بدون اسناد السرد الحلمي لقواعد العقل الذاتي وكيفية فهمهما واقعا أو تعبيرها في المجال الحقيقي .

الموضوع من كتاب :

الأحلام ..(دراسة في سايكولوجيا العقل )

للدكتور .عباس العلي .
































#حبيبة_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعلوم والمجهول ل (هربرت سبنسر )
- طوق الحمامة
- التراث الشعبي والتاريخ (أحاديث مجالس بغدادية )
- ترنيمة
- غاية الامنيات
- فرح والأفعى
- حكاية عشقي
- نقد علم النفس النظري
- نزهة الاسبوع
- حين يموت الضمير
- النفاق الاجتماعي وأثره على المجتمع
- أميري
- للزهور طاقة
- الابداع في الاستقلال الفلسفي
- وصفُُ لحبيبي
- ياقمر الفضة أنت
- قطار العمر
- الثقة بالنفس (إثبات موقعك في ذاكرة الغير )
- صفات المرأة في القرآن الكريم .(الايات التي تتحدث عن صفات الم ...
- نقد العقل العملي


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حبيبة الله - الفرق بين الحلم والاستحلام .