نزهة الاسبوع

حبيبة الله

الحوار المتمدن-العدد: 4663 - 2014 / 12 / 15 - 15:25
المحور: الادب والفن
    

تتهئ العائلة قبل يوم لذهاب الى بستانهم الجميلة التي هي موروثة عن الاباء والاجداد ..عائلة لطيفة محبة منسجمة على بساطة الحال .ذات قلوب بيضاء ونية صافية .
يجتمع بهم الاب نهاية الاسبوع بعد أسبوع من العمل والدوام الملل ..تقوم الام الحنونة بما يسر الله لهم بعمل قدر من الدولمة او البرياني كما هو معتاد عند الشرقين .
ينهضوا بجد وفرح وسعادة من الصباح الباكر بداية نهار الجمعة الفضيلة ويرتبوا مايلزم ترتيبه من البيت ويرتدوا ملابس جميلة ومناسبة ليوم جري ولعب وتسلق اشجار .
يخرجوا ببهجة وبسمة .الى خارج المدينة حيث البستان يمروا في الازقة والطرقات ويسلموا على من يصادفهم في الطريق .
يصلوا بمعية الله .ما إن يصلوا واذ بلحضات الام لم تجد أحد حولها غير الطفل الرضيع الذي ليس بعد يستطيع الجري . وأذ بالأب يأخذ الاولاد الذكور على أطراف البستان
ويتركزوا في مكان معين وبدون حراك بهدوء تام ليطمئن الحمام وباقي الطيور ومنها الدراج ليطلقوا عليه الرصاص ليصيدوهم وتكون وليمه شواء ممتعة ولذيذة .
والام تقوم بتحضير الماء من النهر حيث يمر من الامام ومن الخلف نهران جميلان مخصص لسقي البساتين وتجمع قليل من الاغصان اليابسة والقش والاوراق لعمل موقد
وجمرية لعمل الشاي وتسخين الغداء وما أن يأتون بعض الاقارب وهم على موعد مسبق ويجتمعوا ويدور بينهم تبادل الحديث عن احوال كل منهم .ومن بين افراد العائلة فتاة تدعى فرح
فرح بنت من العائلة تعتبر حبيبة امها لانها اكبر اخواتها ولها قسط من تحمل مسؤلية البيت بمساعدة والدتها
.الا ان لها روح طيبة ولها حيوية فائقة ولها طموح وتفاؤل وخفة حركة تلفت أنظار الجميع تعتبر داينمو العائلة .
تحب الطبيعة ..وهوايتها تسلق الاشجار والركض والتفكر في خلق الله .تتسلق شجرة التوت الاحمر (العلكة )وتأكل منها لتصبغ شفتيها لتكون أجمل بحمرة الشفاه .وهي ذات جمال وبياض للبشرة جيدا
تتسلق شجرة المشمش وهي مثمرة الا ان الثمر غير ناضج بعد يسمى (جقال ) تحب الحوامض ولا ترغب بالحلويات حفاضا على رشاقتها .مع إنها صغيرة الا ان تفكيرها
وأفعالها يلاحظ اكبر من سنها وذلك لقوة شخصيتها .وذلك لاهتمام والدها بها لحبه المميز لها .بأطاعتها لوالديها .فهي ذكية جدا ومميزة بسرعة البداهة والحركة .

تنادي والدتها عليها لتساعدها في تحضير الغداء وأشعال النار
وتحضير الصحون والسفرة لانشغال الام بالحديث مع الاقارب .
فرح في المدرسة عندها مادة العلوم الحياتية به فصل عن الحشرات وأنواعها ودورة حياتها .فرح في هذا اليوم وفي البستان تجمع ما تجمع من أنواع الحشرات .بعد تهيأ علبة سكاير فارغة من ابيها وتجمع به الحشرات .
لتفاجئ معلمتها بما جمعت من حشرات وتكون قد وضعتها في علية كبيرة تحوي قطعة فلين مغلفة بورقة تثبت عليها الحشرة بدبوس ذات رأس واحد وجانبها اسم الحشرة وتاريخ جمعها (موتها )فتندش المعلمة لهذا الذكاء والحيوية

قرب وقت الغداءوحضر الاب والاولاد وهم يحملون عدة طيور بين لحمها عدة صجمات من بندقية الوالد وليس بها رأس حيث ملص رأسهم وبدأ الاولاد بهلس ريشهم ونظفتهم الام بأزالة الاحشاء وبدأالموقد يشتعل والجمر يزهي
وشواء لحم الطيور في جو من الفرح والضحك والغناء والابوذيات من الاب والام والاعمام والعمات كل واحد يشدو بيتا من الشعر والعتابة ويكمل الآخر والاطفال تصفق وترقص على ايقاعات الاواني والصواني بالملاعق
والعيدان ...ويتم التجول في البستان وقطف الثمار من رمان وسفرجل وفواكه حسب الموسم والوقت يمر سريعا سريعا .ما إن حل وقت العصر الا ان عاد الشاي والمعجنات .
ويذهب الاولاد على ضفاف الانهر ويجدي حيوان يدعى ابو الجنيب (هو من السلاحف )يرمون علية الحجارة فيختفي داخل قوقعته .ويتصيدوا افراخ الضفدع على انه سمك ابو ذيل .
ويبحثوا عن اناء يضعونه فيه مع قليل من الماء ليحملوه معهم الى أصدقائهم في المنطقة .ماإن يعلم الوالدين الا أن ينهوهم عن ذلك ...
وقبيل الغروب ينادي الاب على الجميع ليهيؤ أغراضهم من فراش بسيط (بسط وحصران ووسادة (مخدة) للوالد يتكئ عليها ).وصحون وقدور وماشاكل ذلك .في هذا الوقت بدأ التعب على الجميع
ويتكاسل كل واحد منهم بحمل ما جاء به بداية النهار ويقوم الجميع بعبارات الوداع على أمل اللقاء في الاسبوع المقبل مع الاقارب وتنتهي النزهة .

قصة من قصص الماضي الجميل .
عندما كان الانسان صافي النية جميل القلب مكتفي بما قسم الله له .
يحب الخير لنفسه ويشارك به الآخرين .
لافي مبايل ولا تكنلوجيا ولا نوادي ولامولات .

#حبيبة_الله (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل