أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ناهده محمد علي - لماذا نلطخ وجه الإسلام بالدم














المزيد.....

لماذا نلطخ وجه الإسلام بالدم


ناهده محمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4683 - 2015 / 1 / 6 - 12:17
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في بلاد يتجول فيها أكثر من 22 مليون عاطل والرقم قابل للزيادة سنوياً ويشكل من هم دون الـ 25 عاماً 60% من السكان , يتكرر التقاتل فيها يومياً بإسم الدين حيث لا فرص للعمل مخططة ولا مستوى عادل للكفاية الصحية وحيث تبلغ النفقات الصحية للفرد العراقي أقل من 167 دولار سنوياً , ولو قارنا هذا بمجموع النفقات الصحية للفرد في الولايات المتحدة الأمريكية مثلاً حيث يبلغ أكثر من 7410 دولار لوجدنا أن البون شاسع وعلى هذا الأساس تتراجع فرص الحياة أمام الجميع ولا تبقى إلا فرص الموت . وتشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية بأن متوسط عمر الفرد في العراق يبلغ 62 – 70 وبالمقارنة بمتوسط العمر للفرد في المملكة المتحدة والذي يبلغ 78 – 82 لوجدنا أن فرص الحياة أمام الفرد العراقي والعربي بشكل عام تبدو قليلة .
إن الشباب العربي يأخذ أسوأ ما في الماضي والحاضر فهو يأخذ من الماضي أساليب حروب الفتوحات فيما وراء الحدود وليس داخلها , ويأخذ من الحاضر تفوق التعاليم العرفية على التعاليم الدينية وتفوق الإنتماء للطائفة على الإنتماء للوطن , وهو بهذا يقاتل ضمن مساحة ذهنية ضيقة ومساحة عمرية ضيقة أيضاً فلم يسمح المجتمع له بأن يتعلم الكثير وإن تعلم فلا مجال لتطبيق ما تعلمه , كذلك ما يقدمه للمجتمع غير مدفوع الثمن , فهو لن يحصل على الرعاية الصحية والإجتماعية التي تسمح له بالعمر الطويل , فلا وقت لدى الشاب العربي لتحصيل مكتسباته فهو على عجل ولا طريق غير ممارسة الغزو الداخلي للشباب مع بعضهم البعض , فالغزو الخارجي لن يعتمد على الخناجر والسيوف ولا حتى على الأسلحة الخفيفة والثقيلة وما يُفتقد هنا هو التكنولوجيا والتخطيط العلمي , وإذا خرجنا من ساحة الحرب تقوم التكنولوجيا بتوسيع المساحة الذهنية والعمرية , ولا يعود الشاب عاملأ على الناعور أو ورش النجارة بل ضمن إقتصاد متين ومخطط .
إن الشباب العربي سيخرج من هذا كله بنتيجة واحدة ( إلى أين سيذهب ؟ ) , فهو إن درس القليل أو لم يدرس لن يستطيع الإستفادة من تحصيله العلمي وفرصته الوحيدة بالنجاة هي في البحث عن التأريخ العربي وعن نقاط الضوء فيه , وقد يجدها في عهد النهضة الإسلامية وتطور العلوم والترجمات وبزوغ الفكر العربي وهو يطمح من خلال هذا إلى العدل والنبل القيمي والشهامة وفتح بيوت المال للمسلمين سواسية , لكن الخلل هنا جاء في عدم إستيعاب التغير الزمني الذي لا يقبل العودة إلى الخلف حتى ولو كان الماضي أجمل , ومن يستطيع السير ألى الخلف لمسافات طويلة ؟ , فهو بغض النظر عن كونه غير منطقي هو أيضاً غير مريح للفكر والجسد , إذا كان كل شيء سائر ألى الأمام إبتداء من حركة الذرات وإلى حركة المجرات وتطور الأنواع والنمو الخلقي والعقلي للإنسان , كما لا يمكن أيضاً للأبحاث والعلوم أن تعود إلى الوراء بل تتقدم إلى الأمام مستندة ألى تأريخها ومستفيدة منه .
كذلك يطبق هذا على الأدب بشكل عام إذ لا يستطيع الفرد العربي المعاصر إستساغة المعلقات السبع ولا إستخدام اللغة العربية القديمة حيث أضاف الزمن والحضارات صيغاً وكلمات جديدة على اللغة العربية . و نستخلص من هذا أن التأريخ العربي والإسلامي هو محطة للدراسة والنظر لا للممارسة اليومية و لكن المشكلة هنا هو أنه ليست للشباب إستساغة للحاضر وإلا لما إستدار نحو الماضي ومارس قطع الرقاب ولا فرق هنا بين مسلم ومسيحي وصابئي وإيزيدي بل المهم لديه أنه قد أصبح ممتهناً للجهاد , وما دام بناؤه للحاضر مستحيلاً فهو سيبني في منطقة الماضي , والغريب في الأمر إن هذا النوع من الشباب العربي ليست لديه الجرأة لمقاتلة التكنولوجيا الغربية وإن تجرأ قليلًاً فلأغراض إعلامية بحته .
وإذا تساءلنا من حرم الشباب من مساحة الحاضرسنجد حتماً سلسلة طويلة من القادة المعتوهين والمتصفين بحب السلطة والمال , وما أن يًقبر أحدهم حتى يولد ثان وثالث ممن يقلدون أسلافهم وممن يضرب المثل السيء للشباب العربي , فينقسمون قسمين قسم يُقلد وقسم يرفض وينحرف الإثنان الأول إلى حافة الجريمة والإحتيال والنصب على أبناء شعبه , والثاني يجعل من نفسه قصاباً مبتدأ ملوَّثاً بالدم ورامياً ببقع الدم هذه على وجه الإسلام ومستقطباً لكراهية الشعوب للإسلام والمسلمين .



#ناهده_محمد_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تضخم الأنا لدى الفرد العراقي .
- مَن سَجَن الطفل البصري في قفص الدجاج
- الطائر المقدس - قصة قصيرة - للكبار فقط
- أنحب أمواتنا أكثر من أحيائنا
- الورود السوداء - قصة قصيرة
- أخاك أخاك أن من لا أخاً له .. كساع إلى الهيجا بغير سلاح
- نحن من يزرع الشوك
- البيت العراقي
- من يُعدِل الميزان .
- من يبقى للعراق الجريح !!
- الإرهاب من أين والى أين .
- هل يتبادل الإنسان الأدوار مع الحيوان .
- الطلاق الحر بين الجماعات والأفراد .
- إن كنت تريد غزالاً فخذ أرنباً , وإن أردت أرنباً فخذ أرنباً . ...
- المادة 4 إرهاب ويوم المرأة العالمي وقانون الأحوال الشخصية ال ...
- الشراسة طبع متوارث أم مكتسب لدى العرب .
- ( وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا )
- كل يوم يُقتل الحسين فينا .
- أفقر العالم أشد أم فقر العراقيين .
- الإنسان إبن بيئته والمرأة تتبع هذا .


المزيد.....




- علي خامنئي.. ما قد لا تعلمه عن أحد أقوى رجال الشرق الأوسط بع ...
- هل هناك احتمال لحدوث تسرب إشعاع نووي في مصر حال قصف ديمونة؟ ...
- روسيا تستعرض أحدث سيارات -لادا- في بطرسبورغ (فيديو)
- بينها دول عربية.. إدارة ترامب تدرس توسيع قائمة حظر السفر لأم ...
- الجيش الروسي يعلن عن تقدم قواته وخسائر قوات كييف في منطقة ال ...
- خامنئي: الشعب الإيراني لا يستسلم وأي تدخل عسكري من الأمريكيي ...
- الجزائر تؤكد موقفها الداعم لإيران
- ديدان -سامّة- تغزو ولاية أمريكية وتثير ذعر السكان (فيديو)
- -فطر مريخي-!.. صورة قديمة تشعل جدلا واسعا حول الحياة على الك ...
- أردوغان: نتنياهو تجاوز هتلر في جرائمه


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ناهده محمد علي - لماذا نلطخ وجه الإسلام بالدم