أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير الحامدي - - التجمع ما يحكمناش - ولا لعودة التجمع للحكم كلفنا ذلك ما كلفنا















المزيد.....

- التجمع ما يحكمناش - ولا لعودة التجمع للحكم كلفنا ذلك ما كلفنا


بشير الحامدي

الحوار المتمدن-العدد: 4682 - 2015 / 1 / 5 - 22:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ 17 ديسمبر 2010 إلى اليوم والمعركة هي نفسها أغلبية مطلقة من الذين لا يملكون ضد الأقلية الفاسدة المستبدة من الذين يسيطرون على كل شيء ويتحكمون في كل شيء.
4 سنوات من الصراع ضد طغيان هذه الأقلية انتهى أخيرا إلى عودة التجمع للحكم عبر أطوار من الانقلاب على الحركة الثورية وعلى مطالب الجماهير. انقلاب انخرطت فيه كل الأحزاب والجمعيات والنقابات ماعدا قلة قليلة من القوى الثورية التي بقيت عاجزة عن التأثير في الأوضاع رغم جذريتها .
التجمع عاد للحكم نتيجة حالة عدم توازن قصوى بين قوى المقاومة وقوى الانقلاب على الحركة الثورية.
التجمع عاد لأن 17 ديسمبر عجز عن انتاج أدواة استمراره مسارا وصيرورة وفاعلين .
التجمع عاد لأن الفاعلين الثوريين والمجموعات الثورية من داخل الأغلبية عجزوا عن الاستقلال بالحركة ومواصلتها تلك الحركة التي هي نفسها لم تبلغ أوجها كحركة مستقلة وجذرية وسرعان ما خمدت وهو ما مكّن البيروقراطيات الحزبية يسارا ويمينا والبيروقراطيات الجمعياتية والنقابية من أن تهيمن عليها وتوجهها.
4 سنوات من الصراع غير المتوازن ضد قوى الانقلاب أنهت كل التعبئات وكل المطالب الديسمبرية فلم يعد ممكنا الحديث عن المحاسبة ولاعن الشغل استحقاق ولا عن ـ Dégage التجمع Dégage ـ ولا عن النهضة والنداء لثنين عملاء ولا عن الشعب يريد الثورة من جديد ولا عن يا شهيد ارتاح ارتاح سنواصل الكفاح ولا عن اسقاط النظام ووو... لقد انزاح كل شيء ولم يعد ممكنا التعبئة على هذه المهمات.
لم يعد ممكنا التعبئة علي قاعدة هذه المهام لأن مسارا آخر وقع فرضه وتكريسه بكل الطرق .
استراتيجية الانقلاب كانت تقتضي القطع مع مهام وشعارات 17 ديسمبر أولا وتسخير كل ما يمكن أن يحقق ذلك.
في 23 أكتوبر 2011 لم يكن التجمع قادرا على الظهور لمنافسة حزب حركة النهضة فتوارى في عناوين مسخ أخرى للمحافظة على الكيان في انتظار الوقت المناسب.
منذ 23 أكتوبر كان مخططا لتفشل حكومات الترويكا مهما كان الأمر فعودة التجمع لا تكون إلا على أنقاض فشل مدو للقوة السياسية الأقوى والتي أهلتها مجمل الأوضاع لتكون في الحكم بعد انتخابات 2011.
التجمع لم يعد يوم تحصل نداء تونس على أغلبية الانتخابات الانقلابية لأكتوبر 2014 أو لما حصل الباجي قايد السبسي على أغلبية أصوات الانتخابات الرئاسية .
التجمع خطط لعودته منذ حكومة الباجي في 2011.
التجمع ليس حزبا صغيرا ولد بعد 14 جانفي
التجمع حزب الكمبرادور بامتياز.
التجمع حزب مافيا المال والإعلام بامتياز.
التجمع حزب الدولة و الأعراف .
التجمع حزب البيروقراطية الادارية الفاسدة الموزعة على أجهزة وإدارات الدولة .
التجمع حزب عصابات الفساد الاقتصادي والإداري والجريمة.
التجمع حزب البوليس والجيش.
التجمع حزب "الخبزيزت".
عاد التجمع لأن كل هذه الفئات الفاسدة والمجرمة في حق الأغلبية لم تقع محاسبتها ولم تطلها يد بالمساءلة أو بالعقاب.
عاد التجمع لأنه بعد سقوط الديكتاتور تمكن من المحافظة على قواه.
عاد التجمع لأن حركة النهضة سهلت له البقاء والمحافظة على قواه: سهلت له العودة.
حركة النهضة كانت تعرف وهي في الحكم أنها لا يمكن أن تستمر فيه.
لقد كانت أمام خيارين:
تجذير الصراع ضد التجمع وفي ذلك مخاطرة قد تدفع الحركة ثمنها غاليا وقد يكلفها وجودها ذاته أو وضع اليد في يد التجمع وتقاسم السلطة معه أو حتى الرضى بدور الحزب الثاني ولكن دون مخاطر محدقة.
وتبنت حركة النهضة الخيار الثاني.
الخيار الثاني هو ايضا خيار رأس المال المدعم لحركة النهضة فالنهضة قد تحولت عمليا إلى حزب من أحزاب الكمبرادور ولم تعد حزب البرجوازية الصغيرة ذالك الحزب الرجعي الطامح لتغير المجتمع تغييرا جذريا لقد باتت حزبا يمثل مصالح فئة من الكمبرادور والبرجوازية العقارية والتجارية الكبيرة لا تختلف كثيرا عن حزب نداء تونس و أحزاب أخرى كثيرة إلا من حيث شكل الخطاب الذي تتبناه.
لذلك فالفضل الأول في عودة التجمع للحكم يعود لحركة النهضة وطبعا لا نبخس حظ اليسار اللبرالي ممثلا في الجبهة الشعبية في الدور الذي لعبه حتى يعود التجمع ومسيرة انخراطه ودعمه لنداء تونس المستمرة معلومة ومعروفة.
عاد التجمع للحكم لأن التجمع ـ ماكينة و أساليب ـ مازال متغلغلا في أجهزة الدولة وفي المجتمع.
عاد التجمع لأنه مازال قوة قمع وفساد كبيرة .
عاد التجمع لأن الأغلبية التي ثارت ضده و أطاحت برمزه الديكتاتور بن علي لم تخلق أدوات استقلالها.
بعد 14 جانفي 2011 لم نشهد بروز تنظيم أو تنظيمات مواطنية يمكن أن تمثل فعلا أدوات في مواجهة التجمع أو النهضة أو الحزيبات الصغيرة الأخرى التي انتشرت كالفطر بعد 14 جانفي.
تلك هي المسألة الأهم التي تمثل إلى اليوم عائقا أمام تجذر الحركة المناهضة للنظام.
لا تنتصر الأغلبية دون تنظيمات الأغلبية المستقلة الديمقراطية الضامنة لأوسع مشاركة في القرار وفي التنفيذ.
ولأن الأغلبية عجزت حتى الآن ومن داخلها المجموعات الثورية عن تحقيق هذا الشرط فقد كان المجال مفتوحا ومناسبا لظهور تعبئات مواطنية لم ترتق لتكون تنظيمات مواطنية ثورية وهذا شاهدناه كثيرا على امتداد السنوات الأربع الماضية ولمسناه أكثر في المدة الأخيرة في تلك التعبئات التي ظهرت على قاعدة مساندة ترشح المنصف المرزوقي لكرسي للرئاسة.
يمكن القول أن تلك التعبئات شكلا ومحتوى أي تنظيما وسياسة كانت بالفعل المسخ للأشكال التي تتطلبها الحركة حركة المقاومة ومشروع المقاومة المنشود.
التعبئات التي أنتجتها حركة مساندة ترشح المرزوقي للرئاسة لم تكن على قاعدة لا لعودة التجمع لأن المرزوقي لم يكن لا الشخص ولا البرنامج الذي عبره يمكن تحقيق مهمة: "التجمع ما يحكمناش" ولا لعودة التجمع للحكم كلفنا ذلك ما كلفنا.
الوهم الذي سقط فيه كثير من الثوريين هو وهم رؤية المرزوقي قادرا وهو في الرئاسة على تكريس هذه المهمة فالمرزوقي في الحقيقة لم يكن إلا وجه من وجوه النظام.
المهمة كانت أكبر من المرزوقي و من جهاز الرئاسة.
تنفيذ المهمة كان يتطلب مسارا آخر من خارج الاستقطاب الذي وضع فيه المسار برمته.
تحقيق هذه المهمة وهو ما كان مطروحا ومنذ الإعلان عن تنظيم الانتخابات التشريعية والرئاسية وحتى قبل ذلك هو تحقيق ما عجزت عنه الحركة حتى اليوم وهو مهمة الاستقلال تنظيميا وسياسيا عن النظام و أجهزة النظام والحسم في أطروحة النضال من داخل أجهزة النظام ألا وهو التنظم في مجالس ثورية مواطنية في كل بلدة وفي كل جهة وفي كل قطاع والنضال من داخل تلك المجلس و إدارة المعركة ضد الديكتاتورية التي أرساها الانقلاب على الحركة الثورية.
إن مهمة ـ "التجمع ما يحكمناش" ولا لعودة التجمع للحكم كلفنا ذلك ما كلفنا ـ هي المهمة المباشرة اليوم المطروحة على الأغلبية التي تتناقض مصالحها مع مصالح الطغمة المهيمنة والتي لا يمكن تحقيقها دون التنظم في مجالس ثورية مواطنية مقاومة.



#بشير_الحامدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا المجرم الباجي ولا العميل المرزوقي الأغلبية مستمرة في المق ...
- تونس ماذا بعد كل هذه الترتيبات وإلى أين تسير الأوضاع ؟
- سنبقى نقاوم بما نقدر ولن ننخرط في لعبة -السيستام-
- تونس بعد مسرحية الانتخابات في 26 أكتوبر انتظروا التقاء أقوى ...
- في تونس انتخابات مسرحية والشعب في أغلبيته قاطعها
- انتخابات 26 أكتوبر في تونس لا تعني الأغلبية
- لا خيار وَسَطٌ إما مع المقاومة أو مع اللبرالية
- هل نحتاج انتخابات ؟ إن كان الجواب بنعم فمن يحتاجها؟ و إن كان ...
- انتخبوا من شئتم ستظل مافيا المال والسلاح و الإعلام هي التي ت ...
- بعض ما تؤكده الأحداث الأخيرة من عملية الشعانبي لعملية ساقية ...
- في غزة حرب إبادة لاجتثاث كل بذرة مقاومة غزة مشروع مقاومة لا ...
- الجزء الثاني من مناقشة مع السيد محمد كشكار حول ما نشره متابع ...
- الجزء الأول من مناقشة مع السيد محمد كشكار حول ما نشره متابعة ...
- إلى الأقلية الثورية و إلى من لم ييأس
- مهمتنا اليوم في مواجهة انتخاباتكم الانقلابية: مجلس في كل بلد ...
- تونس قطاع التعليم الابتدائي : لسنا قطاعا هشا نحن أصحاب حق و ...
- لسنا وحدنا نحن مع الشعب حتى تحت المقصلة
- مسار 17 ديسمبر مسارنا ومصيرنا ولن نحيد
- تونس لا مهمة قبل مهمة الإطاحة بعصابة الداخلية
- إنه النظام يعيد للواجهة حراسه الأقدر على ضمان استقراره


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير الحامدي - - التجمع ما يحكمناش - ولا لعودة التجمع للحكم كلفنا ذلك ما كلفنا