أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - بشير الحامدي - تونس ماذا بعد كل هذه الترتيبات وإلى أين تسير الأوضاع ؟














المزيد.....

تونس ماذا بعد كل هذه الترتيبات وإلى أين تسير الأوضاع ؟


بشير الحامدي

الحوار المتمدن-العدد: 4643 - 2014 / 11 / 25 - 22:17
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


ماذا بعد كل هذه الترتيبات وإلى أين تسير الأوضاع ؟
ماذا كان منتظرا أن تكون نتيجة كل القصف المتواصل منذ ليلة تهريب الديكتاتور بن علي.
إنها فعلا حرب وقد لعبت التلفزة دورا متقدما فيها.
حرب التطويع والإخضاع كانت ومن كل الجبهات.
في العمل حرب في البيوت حرب في الحزب حرب في الجمعية حرب في النقابة حرب في الشارع حرب أينما وليت وجهك هناك قصف عشوائي مدمّر:
إرهاب ـ أزمة ـ البلاد داخلة في حيط ـ نقابات أمنية ـ الشعانبي ـ اغتيالات ـ حوار وطني ـ انتخابات ـ سبسي ـ غنوشي ـ منجي الرحوي ـ حمة الهمامي ـ حسين العباسي ـ بوشماوي ـ كمال لطيف ـ دستور ـ انتقال ديمقراطي ـ جبهة ـ نداء ـ نهضة ـ ترويكا ـ
أربع سنوات من القصف بكل هذه الذخيرة لا يمكن أن توصل إلا إلى مثل هذا الوضع الذي نحن فيه.
وضع انخرام في ميزان القوى بصورة مطلقة لصالح القوى المناهضة لمسار 17 ديسمبر.
وضع تُساق فيه الملايين لاختيار جلاديها باسم الديمقراطية والمواطنة وممارسة الحق.
وكأن الحق في الانتخاب صار سيد الحقوق.
كم نجحت الديمقراطية التمثيلية في تكريس هذا الوهم.
ليس أشد عبودية من عبودية شعب يسوقه جلادوه لانتخابات وينصاع.
المسألة ليست متعلقة بسيكولوجية الجماهير فقط. إنها متعلقة أكثر بعمق قمع أدوات الهيمنة الناعمة.
الديمقراطية التمثيلية شَرَكُ للعبودية هنا تكمن الحقيقة.
رأس المال ومنظومات رأس المال السياسية والتنظيمية والاقتصادية والفكرية و الانخراط فيها هو الذي يصنع كل هذه العبودية.
الارتباط برأس المال هو الذي يكرس هذه العبودية ويديمها.
والانتخابات في الديمقراطيات التمثيلية هي أحد مظاهر هذه العبودية الأشد تمويها.
بالانتخابات يموت 17 ديسمبر و يحيا النظام ويحيا حراس النظام كل في موقعه.
كانت هذه هي إستراتيجية قوى الانقلاب وكان هذا هو عمق محتوى ما يسمى بالانتقال الديمقراطي.
وترنح 17 ديسمبر.
17 ديسمبر لم ينتج تعبيرته السياسة والتنظيمية المستقلة ـ AUTONOME ـ التي يمكن لها أن تواجه معركة بمثل هذه الضراوة و انقلابا بمثل هذا التخطيط.
17 ديسمبر تواصل قلعةً غير محصنة.
17 ديسمبر أنتج شعارات فقط ولم يكن حاسما وتوقف في بداية المسيرة وتبعثر فاعلوه.
17 ديسمبر كبلته أوهامه.
17 ديسمبر تعثر بعجزه.
17 ديسمبر زلزل الأركان فقط ولم يتقدم بالمعاول والفؤوس يهدم ويشيد.
17 ديسمبر استسلم لأركان النظام تنهش جثته حتى أحالته مسخا.
17 ديسمبر صار مسخا بيد أعدائه من كل صوب.
أليس مسخا أن ينسب لواحد كمنصف المرزوقي رمزية النضال ضد عودة التجمع وضد "التغول" وهو المرتبط المنقلب والعميل!
أليس مسخا أن يصير المجرم الباجي منقذ الديمقراطية وحامي للحريات!
أليس مسخا أن تنقلب تيارات سياسية تنسب نفسها للشعب وللعمال وللمفقرين على مسار 17 ديسمبر وتضع اليد في اليد مع القوى اللبرالية وتساهم في عودة التجمع للحكم بل ستدفع بقاعدتها الانتخابية إلى التصويت في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية لمرشح نداء التجمع!
أليس مسخا أن تصل النهضة للحكم في انتخابات 2011 أن تضمن في 2014 قوة برلمانية لا يمكن تجاوزها في ترتيبات السلطة!
ماذا بعد كل هذا. ماذا بعد ما يقارب أربع سنوات من 17 ديسمبر؟
ماذا بعد الانقلاب وبعد كل هذه الترتيبات؟
إلى أين تسير الأوضاع. ؟
الجواب ليس هناك غير الأزمة .الأزمة الشاملة.
أزمة النظام سلطة ومعارضة.
أزمة النظام سيعبر عنها العجز عن تحسين أوضاع الجماهير الواسعة التي سيزداد وضعها الاقتصادي والاجتماعي بؤسا باعتبار الاجراءات المقدمة عليها الحكومة والتي لا يمكن إلا أن تفضح مسرحية الانتخابات هي الحل ومسرحية الحريات السياسية المموهة على تعميق نهج الاستغلال والتفقير والتجويع للأغلبية التي لا تملك.
لا شك أن مثل هذا الوضع سيدفع في اتجاه بروز الاستقطاب الطبقي الذي ظل مطموسا طيلة مدة طويلة وهو الاستقطاب الذي سيضع طبقات و شرائح عديدة في مواجهة النظام سلطة ومعارضة والذي على قاعدته سيقع فرز جديد للقوى السياسية. من سيكون مع نهج المقاومة ومواصلة تنفيذ المهام الثورية حتى اسقاط النظام ومن سيكون مع نهج الوفاق الطبقي .
الأزمة ليست أزمة النظام فقط إنها أيضا أزمة الحركة الشعبية و أزمة الثوريين داخلها وهي أزمة لا يجب أن تستمر ويجب تجاوزها دون تأخير. إنه مطروح اليوم على من بقي من الثوريين ومن القوى الثورية التوحد على مشروع للمقاومة على قاعدة مهام 17 ديسمبر مشروع تنظيمي وسياسي لمواصلة تنفيذ المهام الثورية وللإدارة المعركة ضد التحالف السياسي الذي سيكون في السلطة. إننا مقدمون على معارك طبقية وانتفاضات لا يجب أن تواجه فيها الجماهير أعداءها الطبقيين دون استقلالية تنظيمية وسياسية عن النظام و أجهزته و أدواته و أحزابه وجمعياته ونقابات البيروقراطية المرتبطة والفاسدة.



#بشير_الحامدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سنبقى نقاوم بما نقدر ولن ننخرط في لعبة -السيستام-
- تونس بعد مسرحية الانتخابات في 26 أكتوبر انتظروا التقاء أقوى ...
- في تونس انتخابات مسرحية والشعب في أغلبيته قاطعها
- انتخابات 26 أكتوبر في تونس لا تعني الأغلبية
- لا خيار وَسَطٌ إما مع المقاومة أو مع اللبرالية
- هل نحتاج انتخابات ؟ إن كان الجواب بنعم فمن يحتاجها؟ و إن كان ...
- انتخبوا من شئتم ستظل مافيا المال والسلاح و الإعلام هي التي ت ...
- بعض ما تؤكده الأحداث الأخيرة من عملية الشعانبي لعملية ساقية ...
- في غزة حرب إبادة لاجتثاث كل بذرة مقاومة غزة مشروع مقاومة لا ...
- الجزء الثاني من مناقشة مع السيد محمد كشكار حول ما نشره متابع ...
- الجزء الأول من مناقشة مع السيد محمد كشكار حول ما نشره متابعة ...
- إلى الأقلية الثورية و إلى من لم ييأس
- مهمتنا اليوم في مواجهة انتخاباتكم الانقلابية: مجلس في كل بلد ...
- تونس قطاع التعليم الابتدائي : لسنا قطاعا هشا نحن أصحاب حق و ...
- لسنا وحدنا نحن مع الشعب حتى تحت المقصلة
- مسار 17 ديسمبر مسارنا ومصيرنا ولن نحيد
- تونس لا مهمة قبل مهمة الإطاحة بعصابة الداخلية
- إنه النظام يعيد للواجهة حراسه الأقدر على ضمان استقراره
- لننتظم ونقاوم
- إنقاذ البنوك وإنهاء مسار 17 ديسمبر


المزيد.....




- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - بشير الحامدي - تونس ماذا بعد كل هذه الترتيبات وإلى أين تسير الأوضاع ؟