أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - بشير الحامدي - إنقاذ البنوك وإنهاء مسار 17 ديسمبر















المزيد.....

إنقاذ البنوك وإنهاء مسار 17 ديسمبر


بشير الحامدي

الحوار المتمدن-العدد: 4386 - 2014 / 3 / 7 - 00:51
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


إنقاذ البنوك وإنهاء مسار 17 ديسمبر
هي هكذا دوما كانت تفعل دولة الكمبرادور وهكذا كان دائما يفعل بيروقراطيوها وتكنوقراطيوها منذ بورقيبة. كان دائما دأبهم إنقاذ الطبقة البرجوازية بتحميل نتائج أزمات نظامهم التابع وفشل سياساتهم للفئات الفقيرة من الشعب وتحديدا للخدامة وللفلاحين الفقراء ولأجراء الدولة. وكانوا يجدون ألف طريقة وطريقة لمزيد جني الأرباح بإغراق جمهور المنتجين والمستهلكين دوما في مزيد البؤس و الاستغلال.
دولة الكمبرادور من بورقيبة إلى الديكتاتور بن علي إلى دولة الانقلاب على 17 ديسمبر والتي هي نفسها أي دولة الطبقة الأقلية البرجوازية هي دولة لا يعنيها في الأخير غير إنقاذ البنوك والبورصات إنقاذ رأس المال إنقاذ مافيا المال والفساد إنقاذ الأقلية التي تتحكم في وسائل الإنتاج وفي رأس المال وفي كل منظومة العمل والتوزيع.
الدولة هي الدولة. دولة بورقيبة كانت جهاز حراسة بيد الطبقة الوكيلة التي نشأت في أحضان الاستعمار الفرنسي ولا علاقة لها بالوطنية أو العدالة ولا بدولة الرعاية الاجتماعية لا من بعيد ولا من قريب فقط هي كانت أداة ضمنت بها الطبقة البرجوازية نوعا من التراكم الرأسمالي أهلها في السبعينات أن ترتبط أكثر برأس المال العالمي وتندمج به أكثر فأكثر.
لم يعد أمر الفساد متعلقا بالإدارة الفاسدة أو ببعض المتنفذين الفاسدين في السلك البيروقراطي أو في السلطة التنفيذية في أعلى مستواياتها أو بفساد بجهاز بعينه لقد تحولت الطبقة كلها إلى طبقة فاسدة وصارت بفعل ذلك المنظومة الحاكمة كلها منظومة حكم فاسد برجوازية أرباحها تجنيها من السوق السوداء من مسالك تصريف المديونية ومن المضاربة ومن فتح الحدود ومن التفويت والخصخصة وكان دوما المنتجون والمفقرون وأجراء الدولة والفلاحين الفقراء والمستهلكون من الطبقات الفقيرة هم الذين يدفعون من عرق جبينهم ومن جوعهم لهذه القلة الفاسدة.
هذه هي عصابة السراق.
هذه هي الطبقة الفاسدة
هذه هي الأقلية العميلة
هذه هي المافيا التي تحتكر كل موارد البلاد وثرواتها وتمتلكها وتتصرف فيها .
هذه هي الطبقة التي كان 17 ديسمبر الرد الثوري على طغيانها وجبروتها واستغلالها وهيمنتها وقمعها.
هذه هي عصابة السراق التي جاء 17 ديسمبر ليطيح بها .
بورقيبة كان يحكم تحت شعار القمع مقابل الشغل و الأمن .
الديكتاتور بن علي ذهب أبعد كثيرا من سيده بورقيبة وشعار القمع مقابل الشغل و الأمن كان في الحقيقية شعار بورقيبة وبن صالح وبورقيبة والهادي نويرة وبورقيبة ومزالي .
أما عشريتا ديكتاتورية بن علي فقد كانتا على قاعدة أخرى وعلى أرضية أخرى هي القمع مقابل الأمن .
أي أمن؟؟؟ الأمن في منظومة الديكتاتور أي ديكتاتور هو أمن الحاكم وليس المحكوم. أمن المالك وليس الخدام. أمن الإدارة والأجهزة والبيروقراطيات وليس أمن الشعب. أمن الضبط والاستعلامات والمتابعة والتحجير والجبر . أمن الخوف . أمن الصمت .
في عشريتي الديكتاتور وبحسب مقتضيات معالجات مشروع إعادة هيكلة الاقتصاد وفتح كل المشاريع والمسالك لرأس المال العالمي توقف كل حديث عن التشغيل بل صار ضروريا تنفيذ مشاريع واسعة للتسريح و التفويت .
الخدامة المسرحون حدهم وذووهم من يعرفون معاني كل هذا بالملموس ووطأة كل هذا عليهم.
اسألوا فاسدي النقابات كم قبضوا لتسهيل عمليات تسريح الآلاف من الخدامة !!!
اسألوا فاسدا اسمه محمد الطرابلسي كان عضوا في بداية التسعينات في المكتب البيروقراطي للإتحاد العام التونسي للشغل .
اسألوا أخر اسمه اسماعيل السحباني النقابي المختلس.
اسألوا فاسدا ثالثا هو عبد السلام جراد الذي جاء به الديكتاتور بن علي خلفا للنقابي المختلس .
اسألوا فاسدين آخرين فيهم من انسحب بفعل التقادم من المسؤولية في المكتب البيروقراطيى للإتحاد وفيهم من مازال إلى اليوم .
الديكتاتور بن علي لم يكن يعتمد على عصا القمع فقط للسيطرة لقد كان يعتمد كذلك على جيش من القوادة في المنظمات .
ويمكن القول أن المعركة الكبيرة التي فشل فيها الديسمبريون إلى حدّ الآن بعد في الإطاحة ببن علي هي معركتهم مع حراس النظام في هذه المنظمات.
النظام نجح في محاربة الأغلبية بهؤلاء.
المعركة مع هؤلاء أكاد أقول أنها لم تبدأ بعد.
الأغلبية التي من مصلحتها الإطاحة بمنظومة القمع والفساد مازالت مخترقة من قبل هؤلاء بما أنها لم تصل بعد للاستقلال تنظيميا وسياسيا عن منظمات الضبط والتوجيه وحراسة النظام : أحزابا ونقابات وجمعيات.
الانقلاب على 17 ديسمبر وعلى أرضية مواصلة تنفيذ المهام الثورية كان بانحياز هذه المنظومة لمافيا الانقلاب ومن اليوم الأول .
بيروقراطية الإتحاد العام التونسي للشعل مثلا والتي كانت تخشى تجذر المسار الثوري لعبت دورا كبيرا في إسناد مافيا الانقلاب ومازالت تلعب نفس الدور وستستمر ما لم يقع نقل المعركة ضد قوى الانقلاب إلى الساحة النقابية .
وصول النهضة للسلطة في 23 أكتوبركان النتيجة المباشرة لبقاء البيروقراطية مهيمنة على الحركة النقابية ولعدم نقل المعركة ضد النظام إلى الساحة النقابية وتجذير الصراع في هذه الساحة.
بعد 23 أكتوبر اختارت البيروقراطية النقابية التحالف مع اللبراليين الدساترة والتجمعيين وإتحاد الصناعيين والأعراف.
الانقلاب أيضا تقدم على أنقاض يسار خان تحمل مسؤولياته التاريخية وارتد إلى النظرية الليبرالية المعهودة التي صاغت تقريبا كل وجوده منذ الستينات حرية الرأي الدولة المدنية الانتخابات فتحالف مع أعداء مسار 17 ديسمبر وولى عن معركة ديسمبر الطبقية .
وصول مهدي جمعة وبعد كل هذه التراجعات والتدابير ليس مفاجئا.
الأغلبية تعرف أنهم أعادوها أخيرا إلى المربع الأول.
المربع الأول القمع مقابل الأمن.
المربع الأول يعني أيضا كل ما قاله مهدي جمعة
لا قدرة للدولة على التشغيل ولو ليد واحدة.
مواصلة التداين والتداين والتداين والتداين .
تجميد الأجور مقابل حرية السوق بالنسبة للأسعار.
الترفيع في سن التقاعد لحل أزمة الصناديق الاجتماعية .
هذا هو مولود الحوار الوطني والوفاق الوطني .
هذا هو مولود الانقلاب .
هذا هو تدبير البنوك المانحة .
ليس هناك من جديد .
التجويع التجويع التجويع.
وفقط يريد تقنين خضوع الملايين .
إنها ديمقراطية فائض القيمة .
ديمقراطية الكمبرادور ديمقراطية هدر كل الحقوق.
إنها ديمقراطية التجويع..
ديمقراطية التجويع هذه لا مستقبل لها سيطيح بها الجياع خدامة وبطالة ومفقرين .
أنهم يتقدمون خارج كل أسوار الضبط والتوجيه الحزبية والنقابية وسيكتشفون أن معركتهم معركة من خارج أسوار هذه الهيئات العميلة للنظام ورأس المال.
ــــــــــــــــــ
كلمة أخيرة للذي قال للبيروقراطية ماذا أنتم فاعلون
الأمَر ُّأو الأقل براءة أو الإشكال أو التمويه أو التورية أو التعمية أو التناقض أو اللعب على الحبال هو سؤال "...فمادا أنتم فاعلون " لمن نعرف أنهم لا يفعلون ولن يفعلوا . وفي الأخير مللنا هذا الخطاب الذي يوهم ببراءة الذءب . الإتحاد هو من جاء بحكومة مهدي جمعة فهل نسأله أم نستقل عنه ونفعل . كرهت الكلام الفارغ.
ـــــــــــــــــــ
بشير الحامدي
6 مارس 2014



#بشير_الحامدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانقلاب يتواصل بسياسة التقشف والنهب والقمع وبرعاية البيروقر ...
- تونس من أجل إعلان قطاع التعليم الابتدائي نقابة مستقلة
- من أجل تصحيح المسار النقابي في قطاع الابتدائي مهمتنا المباش ...
- حكومة مهدي جمعة واجهة جديدة لتأمين تواصل الانقلاب
- كم أنت بن علي صغير يا مهدي جمعة وكم أنت تجمع يا نهضة وكم أنت ...
- مهامنا بناء المشروع الثوري مع الفاعلين الطبقيين أم بناء جبهة ...
- حيّ حيّ على وعي النار
- تونس جانفي 2014 فصل جديد من الثورة على النظام
- تونس 17 ديسمبر المسار الثوري 14 جانفي الانقلاب .
- الانقلاب على الحركة الثورية وعلى مسار 17 ديسمبر الثوري كان ك ...
- تونس مرة أخرى عن المجالس الثورية المواطنية
- المهمة اليوم للبناء من أسفل للتنظم من أسفل
- إلى منصف المرزوقي ثمة نار ستحرق الكلاب جميعا
- كلمة إلى سليانة في ذكرى الرش
- تونس لم يبق لنا إلا عنوان وحيد : لنقاوم بأجسادنا حتى الانتص ...
- الصيروة الثورية مستمرة وملايين البوعزيزي هنا بيننا
- لا تقلقوا قد يخرجوه حتى من القبر
- تونس هؤلاء هم من يخطط وينفذ ويستفيد من مخطط الاغتيالات السي ...
- الممكن والمستحيل والثورة وإسقاط النظام
- لماذا نترك الجرح ينزف!


المزيد.....




- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - بشير الحامدي - إنقاذ البنوك وإنهاء مسار 17 ديسمبر