أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إسلام بحيري - الدين و الإلحاد وجهاً لوجه [13]















المزيد.....

الدين و الإلحاد وجهاً لوجه [13]


إسلام بحيري

الحوار المتمدن-العدد: 4682 - 2015 / 1 / 4 - 18:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


-1-
الماديون الملاحدة أنصار فكرة "التقدم المادي" يعيشون خارج إطار الزمان.. مثلهم مثل السلفيين الوهابية تماماً.. خطا كبير يقعون فيه، وهو اعتبار ان " التقدم المادي " لا يتحقق الا في ظل " الفكر المادي " و " الفلسفة المادية ".. في حين أن هذا العصر الذي نعيشه ليس هو عصر الفكر المادي ولا عصر أوروبا ولا عصر المسيح الدجال البريطاني ولا الامريكي.. بل هو عصر "النمور الآسيوية" التي أسقطت نظرية "التقدم المادي" والزهد في الديانات.. إذ أن كل هذه الدول لا تتبنى دولة واحدة منها التقدم المادي، ولا تنبذ الدين.. بل تعتبر الدين والغيب وفكرة الإله هي محور حضارتها، والدافع لمسيرتها الحضارية.. هكذا يقولون، لا سيما اليابانيون.. تجربة مختلفة عن تجربة أوروبا في العصور الوسطى!

بل ضمن هذه الدول دولتان إسلاميتان هما إندونيسيا وماليزيا.. وإلى الغرب قليلاً نجد دولة إسلامية أخرى هي تركيا، باتت ضمن الدول المتقدمة الآن، مما يعني سقوط المشروع الللاديني وحركة الإستنارة الادينية الزائفة تماماً (مع أنها لم تقم لها قائمة في عالمنا العربي أساساً)..

ومع ذلك يحاول بعض اللادينيين مقاومة هذه الحقيقة الآسيوية بشئ من الدجل والتمويه فيقول "ليس صحيحاً أن هذه الدول إسلامية.. بل هي دول علمانية"..!! ونقول: تركيا كانت علمانية متخلفة ترسف في قيود التخلف الأتاتوركي حتى جاء الإسلام وحررها من التخلف حين عمل الأتراك بوصاياه في الحث على العلم والعمل وترك اتباع المبطلين شرقاً وغرباً.. فأصبح لهم شخصية مستقلة فقاموا على أقدامهم ولم يشعروا أنهم بحاجة إلى أي أيدولوجيات خاجرية.. ففي دينهم ما يغنيهم.
وأما دولة ماليزيا وإندونيسيا فلم تكن علمانية أي لحظة من لحظات الدهر كي ترجع عن علمانيتها، وإنما يلجأ اللادينيون إلى الكذب ستراً وترميماً للسقوط الكبير.

-2-

بعد ان تأملنا ادلة العلم علي " الوجود الالهي " ، هل يستطيع العلم ان يدلنا علي " صفات السبب الاول " المسئول عن خلق الكون والحياة والإنسان " ؟ اي هل نستطيع بالتأمل في الآفاق والأنفس ان نتوصل الي صفات الله عز وجل ، وليس فقط إثبات وجوده ؟
من أمثلة ذلك :
1) الذي قاد سير أنتوني فلو الي ادراك ان هناك اله عدد من الصفات التي ينبغي ان تتوافر في السبب الاول ، ومنها :
- الكون له بداية : اذا السبب الاول واجب الوجود ، ولا بداية له ( ازلي ) ، وما هو ازلي ينبغي الا يكون له نهاية ( أبدي )
-اثبت العلم ان الزمان والمكان والطاقة والمادة لها بداية ، اذا السبب الاول ينبغي ان يكون :
لا يحده الزمان ولا المكان
ليس بمادة ولا طاقة
- قادر علي اتخاذ القرارات ، لانه قطع العدم وبدا الوجود في وقت محدد .
2) الذي قاد اينشتين الي ادراك وجود الاله ، هو ان الانفجار الكوني أدي الي انتظام ومنظومات ، وان الكون منضبط وقابل للفهم وللتنبؤ ، وهذه الصفات تعني ان خالق الكون : قادر وحكيم
3) الذي قاد بول ديراك الي ادراك وجود اله هو ان الكون يتبع اعلي مستويات الرياضيات ، اي صفة " الحسيب "
4) الذي قاد الكثيرين من علماء البيولوجيا الي ادراك الوجود الالهي هو تعقيد ظاهرة الحياة ، والعجز عن إيجاد تفسير مادي لمصدر المعلومات في الشفرة الوراثية ، لذلك ينبغي ان يكون خالق الحياة ( محيي ، عليم ، خبير )
5) كل ما في الكون يتبع قوانين واحدة ، وهذا يشير الي الله " الواحد " عز وجل.. كما أن ظاهرة الزوجية أو الإثنينية في الكون يعني افتقار كل من الزوجين للآخر ، والافتقار يشير الي ان الاله لا ينبغي ان يكون كذلك ، من ثم فهو واحد احد .
6) تتجلي صفتي " الظاهر والباطن " في:
- للإنسان ظاهر مادي ، وباطن غيبي
- الخلية بها بنية ظاهرة ، ومكون معرفي باطن في الشفرة الوراثية .
- المخ البشري المادي ظاهر لوجود غيبي باطن هو العقل... والأمثلة كثيرة.

هذه بعض الأمثلة لكيفية قراءة الصفات الإلهية في الآفاق والأنفس (الكون.. كتاب الله المنظور) كما نقرأها في القرآن كتابه المسطور..

-3-
كبار العلماء المحترمين قد صاروا ( من منطلق علمي بحت ) يؤمنون بان خلق الكون والحياة والعقل البشري يحتاج الي خالق حكيم قادر، ونضرب المثل علي هؤلاء بـ :
1) العلماء الكبار الذين قامت علي أكتافهم الثورة العلمية ، أمثال نيوتن وفولتا وماكسويل وفاراداي .
2) العلماء الستة الكبار الذين أسسوا فيزياء ألكوانتم ، أمثال اينشتين وماكس بلانك وهيزنبرج .
3) العلماء الكبار الذين أسسوا علوم المخ والأعصاب الحديثة ، أمثال شرنجتون وجون أكلز .
وعلماء المجموعتين الثانية والثالثة حاصلون جميعا عال جائزة نوبل .
نستشهد بهؤلاء ونقول ؛ لقد صرنا نحيا في زمان قول الحق عز وجل : " سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتي يتبين لهم انه الحق " صدق الله العظيم .
ويمثل هذا الطرح حجر زاوية في تفنيد ادعاءات الملاحدة بان العلم لا يثبت وجود الاله عز وجل .
لا يجد الملاحدة للتخلص من هذا البرهان الا ان يدعوا ان اينشتين كان ملحدا او كان يؤمن بوحدة الوجود ، فنقدم لهم من أقوال اينشتين ما ينفي ذلك ، ويعلن انه يؤمن باله واحد خالق حكيم قادر ، ويعلن في نفس الوقت رفضه للإله المتجسد كما يطرحه المسيحيون .

-4-
الآية الكريمة "ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا" تشير إلى أن الأمر أوسع من التجريب، فهناك الشهود القلبي والروحي.. وأما العلم التجريبي وحده فقليل إذا قيس بغيره من أدلة إثبات الغيب بل الإطلاع عليه بعين البصيرة.. والآية لا تعني نهيا عن التفكر في الروح، فلم يفهم أحد من العلماء هذا المعنى، بدليل ان الامام ابن قيم الجوزية قد الف كتابه " الروح " الذي جمع فيه كل المعارف المتاحة وقتها عن الروح.. ومع أنه كتاب سلفي إلا أنه يدل على أنهم لم يفهموا معنى الآية على هذا الوجه.. وإنما فهموا أنه يمكن معرفتها من خلال الوحي، ويمكن شهودها ورؤيتها من خلال الشهود الصوفي.
وقد وصل العلم الآن الي وجود جوهر غيبي للإنسان ، ذلك بعد ان عجز التصور المادي عن تفسير الظاهرة الانسانية المتكاملة ، وهذا الجوهر الغيبي يشبه الي حد بعيد مفهوم " الروح ".. وقد بدأت أبحاث علي الروح في عدد من المراكز البحثية في العالم ، وربما كان من اهم الباحثين في هذا المجال " Gary Schwartz " ويمكن متابعتها علي الإنترنت..

-5-
أي الديانات اولي بالتصديق والإتباع.. يأتي دور الاجابة عن هذا السؤال اذا أقررت بالوجود الالهي ثم بتواصل الاله مع البشر.
للإجابة عن هذا السؤال أقول:
تنقسم الديانات الشائعة في العالم- من وجهة نظري- الي ثلاث مجموعات :
(1) ديانات جنوب شرق اسيا، واهمها الهندوسية والبوذية. وتلك تقوم علي مفهوم" وحدة الوجود" الذي يعني ان الوجود شاملا الانسان هو مظهر من مظاهر الاله،اي ببساطة الانسان جزء من الاله انفصل عنه وفي النهاية يعود اليه كما تعود قطرة الماء للبحر المحيط، ووحدة الوجود موجودة في التصوف الاسلامي الفلسفي، ولكن ليس بهذا التصور وإنما يقول الصوفية أن وجود الإنسان تجلي لوجود الله، فليس للإنسان وجود بذاته وإنما هو وجود قائم ومتفرع عن وجود الله.. ولكن يرفض الإسلام ان يكون الله هو الانسان والأنساب هو الله . ان أثنينيه الرب والعبد مكون أساسي في العلاقة بين الرب والعبد. من ثم اري هذه الديانات لما فيها من وحدة وجود تتعارض تماماً مع التصور الفطري السليم للدين.
(2) المسيحية واليهودية: وتقومان في المقام الاول علي المعجزات التي بدونها لا يكون لهما كيان. والمعجزات لا تقنع الا من يعاينها. فهل اتبع دينا يقوم علي معجزات لم أعيانها وقعت منذ اكثر من ألفي سنة؟ .كذلك تشتمل الديانتان علي مفهوم" الحلول" القريب من وحدة الوجود، فالإله-في المسيحية الحالية- حل في المسيح . وفي اليهودية حل الاله في شعبه المختار. لذلك لا اختار احد هاتين الديانتين لاعتمادهما علي المعجزات ولما فيهما من مفهوم الحلول.
(3) الاسلام: ويتسم بعدد من السمات اهمها في مجالنا هنا:
ا) الثنائية المطلقة لمفهوم الرب والعبد، واستنكاره لمفهوم وحدة الوجود والحلول.
ب)قيامه علي البراهين العقلية ومحدودية دور المعجزات .
ج) التوثيق الكامل لكتاب الإسلام المقدس( القران الكريم) فلم يفارق الرسول الكريم ص الحياة الا وكان محفوظا فى الرقاع وفي صدور الرجال، ولم يمضي عامان حتي كان مجموعا بين دفتين. قارن ذلك بكتب لم تسجل الا بعد مئات السنين، او تلك مجهولة المصدر تماماً ككتب الهندوسية المقدسة. هذه بعض سمات الديانات الشهيرة، التي قد تعين علي الاجابة علي السؤال الاخير في منظومة الايمان: اي الديانات اولي بالاتباع.

يتبع



#إسلام_بحيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فضل النبي الأعظم ص على البشرية وأثره في رقيّ الحضارة الإنسان ...
- هل أثنى القرآن على فلاسفة اليونان ؟
- فضل النبي الأعظم ص على البشرية وأثره في رقيّ الحضارة الإنسان ...
- الرد على سامي لبيب في مقاله 50حجة تفند وجود الإله [2] ببساطة ...
- الدين و الإلحاد وجهاً لوجه [12]
- الرد على سامي لبيب في مقاله 50حجة تفند وجود الإله [1]
- الرد على سامي لبيب في مقاله (الإيمان بفكرة الله ضار والإلحاد ...
- الرد على سامي لبيب في مقاله (الإيمان بفكرة الله ضار والإلحاد ...
- الرد على الأستاذ طلعت رضوان في مقاله (مغزى تعدد أسماء الآلهة ...
- الإلحاد.. هل هو إيمان أو دين أم عدمية وداعشية ؟!
- الدين و الإلحاد وجهاً لوجه [11]
- أنا أكفر إذن أنا موجود !
- الدين و الإلحاد وجهاً لوجه [10]
- الدين و الإلحاد وجهاً لوجه [9]
- كلمة السيد علاء ابوالعزائم رئيس الاتحاد العالمي للطرق الصوفي ...
- علماء الأزهر.. هل تحولوا إلى دعاة يصدون عن سبيل الله ؟!
- الدين و الإلحاد وجهاً لوجه [8]
- الدين والإلحاد وجهاً لوجه [7]
- إذا كان الإسلام هو سبب التخلف فبماذا نفسر حضارة الإسلام بعلم ...
- الدين والإلحاد وجهاً لوجه [6]


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع اسرائيلي حيوي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إسلام بحيري - الدين و الإلحاد وجهاً لوجه [13]