أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إسلام بحيري - الدين والإلحاد وجهاً لوجه [6]















المزيد.....

الدين والإلحاد وجهاً لوجه [6]


إسلام بحيري

الحوار المتمدن-العدد: 4664 - 2014 / 12 / 16 - 09:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


-1-
ليس كل تطوري يكون ملحداً..
منذ أيام (داروين) كان يوجد تطوريون مؤمنون بل ورجال دين، والآن في الغرب رجال دين كثيرون يرون ان التطور هو الذي يتفق مع الدين، وهناك علماء دين مسلمون معاصرون يقولون بهذا كالدكتور عدنان إبراهيم. فالتطور في حد ذاته لا يتعارض مع الإسلام أو القرآن الكريم الذي تحدث عن مراحل خلق الجنين وتطوّره بالتفصيل في مطلع سورة المؤمنين، ولكن خلق "آدم" و "حواء" عليهما السلام كان بالخلق المباشر، ولم يكن أبداً كما تخيل الملاحدة، وتصوروا، لأخبار الله تعالى وأخبار رسله التي يستحيل فيها الكذب.
وقد ناقش العلماء المؤمنون هذه النظرية الدارونية التي أصبحت مذهب الملاحدة ومعتقدهم، وأبطلوها نهائيا بنفس المقاييس والنظريات الطبيعية التي أثبتها الدارونيون بها..
فقد كان دارون وأنصاره في القرن التاسع عشر يظنون أن الخلية الحية , ومن ثم الكائنات الحيّة : مُرَكّبة من وقائع بسيطة , وكانوا يقولون أنه يمكنهم صنع خلية ( حية ) ! من مجموعة عناصر كيميائية .. ولم يكونوا يعلمون أن الكائن الحي معقد غاية التعقيد , وأنه يستحيل أن يؤدي التطور إلى هذا التركيب المعقد الهندسي المقصود تماماً إلى درجة كبيرة ! وهذه لم يعرفها العلم الحديث إلا مع فك علماء الهندسة الوراثية للشفرة الوراثية .. لقد ( شهدوا ) آثار الصنعة المُحكَمة , و ( شهدوا ) أنه لابد وأن يكون هناك ( مهندساً ) عبقرياً قد قام بهذه التركيبات المخيفة من شدة تعقيدها ..تم هذا مؤخراً مع مطلع الألفية الثالثة واكتشاف الجينوم وفك الشفرة الوراثية , وعدم العثور على متحجرات أو أحافير لذلك الكائن الخرافي الذي يعتقدون أنه كان وسيطاً بين الانسان والقرد ..
فما قيل عن تطور الأحياء من شكلها البدائي إلى شكلها الحالي ومرورها بمرحلة وسيطة (مثلا كأن يكون نصف الكائن سمكة ونصفه الآخر طيرا أو نصفه من الزّواحف ونصفه اللآخر من الثدييات)، هذه المراحل الوسيطة لم يعثر لها على متحجرات. إذن لو كانت الأحياء فعلا قد عاشت مثل هذه المرحلة فيجب أن يكون هناك عددٌ كبير منها، ليس فقط بالمئات بل بالملايين، وكذلك يجب أن توجد لها بقايا متحجرات على الأقل !

فقد قام التطوريون بالبحث مطوّلا عن هذه المرحلة في سجلّ المتحجرات، ولكن دون جدوى. فعالم المتحجرات الأنكليزي الشهير "و.دارك" بالرغم من كونه من التطوّريين يعترف بالقول: مشكلتنا أنه عندما قمنا بالبحث في المتحجرات واجهتنا هذه الحقيقة في الأنواع أو في مستوى الأصناف، فليس هناك تطوّر عن طريق التدريج. ( بل وجدنا أن الأحياء قد ظهرت إلى الوجود فجأةً وفي آن واحد ) وعلى شكل مجموعات.. [وهذه الاكتشافات ترد على المشككين في ما ورد بالقرآن الكريم في سورة الأنعام (وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج) إذ عبر عن خلق الأنعام بلفظ (الإنزال) الذي يؤكد مقولة دارك سالفة الذكر].

جميع الحفريات والأبحاث جاءت بنتيجة على عكس ما توقع التطوريون". فهذه النتيجة أظهرت أن الأحياء ظهرت بجميع أنواعها في آن واحد بدون أدنى نقص. وهذا ما يثبت أن الله تعالى هو خالقها جميعا.
الإكتشافات في نهاية القرن العشرين توصلت إلى أن نظرية داروين غير مُجدية، ولكن هذه الحقيقة قد تم إخفاؤها عن الرأي العام في كثير من دول العالم، ومازال عوام الناس مخدوعين بهذه النظرية التي أُسست على التلفيق. وهناك من يدافع عن هذه النظرية، والسبب في ذلك هو رغبتهم في الحفاظ على مراكزهم ومصالحهم، وهم لا يريدون قبول حقيقة الخلق وحقيقة وجود الله تعالى وكونه هو الخالق لكل شيء. ولعدم وجود بديل آخر لحقيقة الخلق غير هذه النظرية الخيالية التي لا تستند إلى الحقيقة عملوا على دعمها وإسنادها لكي تبقى هي السائدة من أجل مصالحهم الخاصة. ولكن الحقيقة واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار .. ليست الخلية النازلة من كوكب آخر , ولو نزلت ! فكيف تولدت فيها الحياة ! فالكائنات الحية والسّماء والأرض كلّها قد قام بخلقها خالق قدير، خلق وأوجد كلّ شيء. ونحن نشعر بمدى مسؤوليتنا إزاء هذا الخالق الذي خلقنا من العدم، هذا الخالق هو الله عز وجلّ. وفعلاً بدأ علماء لا دينيون يصدرون كتباً تحت عنوان Life after life .. فهناك علاقة موجودة بيننا وبين هذا الخالق العظيم .. وهي علاقة تراحم وليست علاقة عداء.


-2-
نريد الإجابة على سؤال هام : هل العقل في كفة الدين أو الإلحاد ؟ أيهما أكثر عقلانية..

وذلك لأن مزاعم الملحدين تدور حول :

1- مجافاة العقل للأديان، وأن عقولهم لا تقبل بوجود إله.
ونقول :
- أيهما أكثر عقلانية : وجود خالق للمادة أو اللا أدرية والتوقف ؟
- أيهما أقرب إلى عقلك إزاء تصميم هذا الكون وفق احتياجاتك ولضمان استمرار حياتك : وجود مصمم، أو القول بالصدفة! كل شئ صدفة، مليارات المفردات بدءاً من الإنفجار الكوني العظيم وانتهاء بموقع الكرة الأرضية من الشمس وطبقة الأوزون وغاز الأوكسجين، وتعقيدات الخلية الحية في جسمك : كل هذا صدفة! يقول لك (عادي.. يجوز يا أخي)!! سبحان الله.. أي عقل هذا أريد أن أفهم..

2- وبعضهم (الربوبيون – ليسوا ملاحدة) يقبلون بوجود إله ولكن لا علاقة له بهذا العالم، لم يبعث رسلاً ولا يهتم بالإنسان الذي خلقه..
ونقول: إذا كان هناك إله قام بعملية الخلق ثم ترك خلقه دون هداية، فلم خلقهم ؟ أليس لكي يقيم "علاقة" جدلية معهم ؟ أليس لكي يرى صفاته فيهم ؟ أتحسب أن صفاتك المعنوية والنفسية من السمع والبصر والكلام والإرادة والقدرة والحياة والعلم أتت من الهواء ؟ من أين أتت.. هذه هي صفاته : السميع البصير القدير العليم الحي القيوم، الخ.. صح أم خطأ!
يقول الصوفية أن الله تعالى تجلى على الإنسان بأسمائه وصفاته، ويصح أن يقال أنه أقرضهم إياها، فبها يعيشون حياتهم وبها يفكرون وبها يعملون وينفذون ويخلقون ويبدِعون..
ويقولون بأن الله تعالى خلق عدة عوالم، عالم الملائكة، وعالم الشياطين، وعالم الحيوان، وخلق الإنسان وسطاً بينها كلها، جامعاً لصفاتها ويزيد عليها.. يقول الصوفية أن الإنسان الواحد يجتمع فيه الملاك والشيطان، الروحانية والحيوانية.. فهرس جامع لمفردات الطبيعة، الغيب والشهادة، يقولون أنه أرقى المخلوقات وأكرمها على الله، لا سيما النبي والوليّ إذ تتجلى فيه صفات الله بشكل أكبر وأوسع.
الإنسان أرقى المخلوقات لأنه صورة الله.. وفي الحديث النبوي الشهير : (خلق الله آدم على صورته) ليس الشكل الجسدي كما يفهم الماديون سلفيّهم ولا دينيّهم، وإنما الصفات المعنوية سالفة الذكر، التي ظهرت بها العلوم والفنون، العواطف والمشاعر التي تتردد في صدورنا بمختلف ألوانها، والتي تغنى بها الشعراء على مر العصور، الخ.. هذه النفحة المعنوية المبثوثة فينا : هي روح الله، هذا برهان وجود عالم الغيب فيك.. فأنت أيها الإنسان فهرس جامع لعالمي الغيب والشهادة.
أيهما أكثر عقلانية، أن تقول بإله لا تدري فيم خلق وفيم أهمل وترك، أو أن تقول بأننا مرآة للحقيقة !

3- ويقولون أن الإلحاد قائم على العلم والشك، وأن الدين قائم على الخرافات والإعتقاد الراسخ، وأن التشكيك به يؤدي إلى التكفير والردة..
ونقول : أن الدين قد اتحد مع العلم في النهاية، ونحن في عصر الإيمان لا الإلحاد، ويمكن الرجوع إلى كتاب (العلم في منظوره الجديد) الصادر عن "عالم المعرفة" - وهو كتاب مترجم - للتأكد من هذه الحقيقة، ولنعلم أيهما خرافة العصر : الإيمان أو الإلحاد.
الإلحاد (كان) قائماً على العلم في مرحلة سابقة لأن العلم كان في طور البحث، لم يكتمل.. كان التطوريون يظنون في القرن التاسع عشر أن بإمكانهم صنع خلية حية لبساطتها في نظرهم، ولكن بعد اكتشاف الجينوم ! هل يملك أحد أن يدعي هذا الإدعاء ؟! بعد تسجيل إشعاع الخلفية الكونية ونظرية الإنفجار الكبير : هل لا زال هناك من يقول بأن المادة أزلية غير مخلوقة ؟!!
أي قيام للإلحاد المعاصر على علم أو شك ؟! هو قائم على العناد والكفر بالعقل والعلم معاً.. يقول لك : (سيتبيّن تفسير خلق المادة.. سيأتي..) لن يتبيّن سوى كلام نظري وفرضيات تجافي العقل..
وأما دعوى حد الردة فهي قائمة على حديث آحاد (من بدل دينه فاقتلوه) يضاد القرآن جملة وتفصيلاً، وأي منصف لا ينسخ القرآن بحديث آحاد يدور إسناده على "عكرمة مولى ابن عباس" [وكان يرى رأي الخوارج] وهم معروفون بالغلو في التكفير والقتل، فلا يؤخذ عن عكرمة حديثاً يؤيد بدعته، هذا بديهي.. ولكن ماذا نعمل مع تقديس البخاري ! هذه المأساة التي غلبت على أكثر فقهاء المسلمين.. مع أنه من الواضح أن الحديث حديث سلطاني مكذوب، تم وضعه بغرض تصفية المعارضة السياسية بعد إطلاق حكم الكفر عليها..

وللحديث بقية تتبع..



#إسلام_بحيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين والإلحاد وجهاً لوجه [5]
- الدين والإلحاد وجهاً لوجه [4]
- الدين و الإلحاد وجهاً لوجه [3]
- الدين والإلحاد وجهاً لوجه [2]
- الدين والإلحاد وجهاً لوجه [1]
- -سلفيون ملاحدة- موقف االسلفيين والملحدين/اللادينيين من نموذج ...
- كيف يكون الإسلام هو الحل ؟!
- جمعة رفع المصاحف.. بنو أمية يطلبون تحكيم شرع الله في ميدان ا ...


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إسلام بحيري - الدين والإلحاد وجهاً لوجه [6]