أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إسلام بحيري - -سلفيون ملاحدة- موقف االسلفيين والملحدين/اللادينيين من نموذج جمال البنا وعدنان إبراهيم













المزيد.....

-سلفيون ملاحدة- موقف االسلفيين والملحدين/اللادينيين من نموذج جمال البنا وعدنان إبراهيم


إسلام بحيري

الحوار المتمدن-العدد: 4655 - 2014 / 12 / 7 - 02:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كم يفرز الإستبداد السياسي من مواهب ونقاد وفلاسفة !
قد يستغرب البعض من هذا العنوان "سلفيون ملاحدة" ويسأل : ماذا تقصد به؟ هل تقصد "عبد الله القصيمي" ؟!
ليس عبد الله القصيمي وحده.. الحقيقة أني أرى داخل دماغ كل ملحد شيخاً سلفياً شديد الحرفية والسطحية الظاهرية، وأرى وراء لحية كل شيخ سلفي مغرق في التحريم والوسوسة : شبح شخص ملحد يمكن أن يظهر في أي لحظة كما ظهر عبد الله القصيمي.. ومثله كثيرون من مشايخ السلفيين الوهابية ولكن لمع نجم القصيمي بحكم أنه أديب كانت له صلة بالحراك الثقافي في مصر والعالم العربي.
يتسائل البعض : كيف انتقل القصيمي من السلفية إلى الإلحاد من أقصي اليمين إلى أقصى اليسار ؟!!
أعتقد أن تفكيره لم يتغير ! لأن العقل السلفي النمطي الجامد يعمل بنفس آلية وميكانزم العقل الملحد أو اللاديني، مع اختلاف الإهتمامات والكتب والحقول المعرفية فقط..
1- فكلاهما - السلفي والملحد – يفكر في زاوية واحدة دائماً، إقصائي لا يقبل التعددية، ولا وجود الآخر، ينظر نظرة سطحية مادية للأديان، ولا يستطيع أن يرى البُعد الروحي فيها، ولا حتى الجانب الخُلُقي.. ولا يمكنه أن يرى "جدلية الحب الصوفي" بين العبد وربه، ولا يمكنه أن يقرأ كتاباً للحكيم الترمذي أو أبي حامد الغزالي أو محي الدين بن عربي، وإنما فقط يرى "أوامر" نازلة من السماء وطاعة أو معصية صاعدة من الأرض! وهذا شئ مرهق من الناحية النفسية وليس من الإسلام ولامن القرآن الذي يبدأ أول ما يبدأ باسم الله (الرحمن الرحيم) وليس القوي العزيز !
2- أيضاً كلاهما يعتقد – على عكس اعتقاد الصوفية - أن الله تعالى له شكل وحدود ويمكن أن نلتقط له (صورة)، وأنه جالس على عرش في السماء، وهذا عند الصوفية والشيعة وثنية وكفر ويسمونه "تجسيم"، ويرون أن آيات الإستواء وغيرها من آيات الصفات التي وردت في القرآن إنما وردت على سبيل المجاز لتقريب "المعنى" فقط من خلال ضرب الأمثال بأشياء تدخل في نطاق معرفتنا من حياتنا اليومية، لكن الحقيقة أن الله ظاهر في مخلوقاته بأسمائه وصفاته، فنحن نرى "الحيّ" في كل كائن حي، ونرى "المحيي" في فصل الربيع، ونرى "المميت" في فصل الخريف، ونرى "العليّ" و "الرافع" في السماء، ونرى "الباسط" في الأرض، ونرى "القوي" و "شديد البطش" في الأسد والوحوش المفترسة، ونرى "الرؤوف الرحيم" في فرس تلعق وليدها حديث الولادة، ونرى كل ذلك في الإنسان بمزيد بيان على تفاوت بين بني البشر في حظهم من ظهور الصفات الإلهية فيهم، على أن أكثرهم حظاً منها هم الأنبياء وكُمّل الأولياء.

3- كلاهما لا يستطيع استيعاب "اختلاف أمتي رحمة" وأنه لابد من وجود مذاهب ومشارب متنوعة داخل الدين الواحد رحمة بالناس، لأن الإستعدادات والقابليات تختلف من شخص لآخر ومن زمن لآخر ومن مكان لآخر.. ومن هنا فلابد من التنوع والإختلاف المشروع الذي يقول القرآن أن الله خلق البشر لأجله (ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم) أي خلقهم مختلفين لأنهم مظاهر للأسماء والصفات الإلهية، وهي مختلفة، فمنها صفات جلال ومنها صفات جمال ومنها صفات كمال، الأولى يحملها الكافرين والطغاة والمتجبرين، والثانية يحملها أهل الإيمان وفاعلي الخير، والثالثة والأخيرة تظهر في أنبياء الله تعالى والورثة المحمديين على رأس كل قرن من الزمان الذين يجددون لهذه الأمة أمر دينها.
4- كلاهما حين تتحاور معه يلوح أنه أن غايتك وأمنيتك في الحياة أن تخرجه عن معتقده، لا أدري لماذا.. لعل السر هو الديالكتك أو الصراع الذي يدور دوماً بداخله. مع أنك حين تتحاور مع أحد فإن الهدف الطبيعي لك – لو كنت شخصاً سوياً - هو بيان ما تعتقد أنه صواب، بغض النظر عما لو اقتنع الطرف الآخر أم لم يقتنع فهذا شأنه! والقرآن يقول (ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء) (فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر) (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) الأمر واضح وواسع !
5- كلاهما يرى نصف الكوب الفارغ ولا يرى النصف الممتلئ، ويعتقد أن الإسلام على وجه الخصوص هو الإسلام السلفي لا الصوفي، ويقرأ النص تبعاً لقراءة ابن تيمية لا قراءة الغزالي.
6- كلاهما يحيا على الصراعات، ويعيش على هامش الطرف الآخر، ويحرص كل الحرص على بقاءه ودعمه، فالسلفي يعيش على حماية العقيدة من تشويه الملاحدة (وكل الناس عندهم ملاحدة أو أشباه ملاحدة)، والملحد أو اللاديني يحرص كل الحرص على بقاء الفكر السلفي مستمراً، ولذلك:
7- كلاهما يشتعل غضباً حينما يظهر ويلمع نجم مفكر مسلم مستنير مثل جمال البنا أو عدنان إبراهيم (بالأمس ذكرته فسبه أحد اللادينيين دون أسباب! مع أنه مفكر مثقف جداً ومهذب في غاية الأدب)، والمفترض أن نحيي كلنا تلك النماذج النادرة التي تلمع كالنجوم في صفحة سماء سوداء مظلمة، هذا لو كنا شخصيات سوية تريد النور وتريد الإصلاح.. وأما لو كنا نعيش على الصداع والصراخ وضرورة وجود عدو خطر : فإن جمال وعدنان يكونان هما الخطر لأنهم يهدمون بنيان التطرف، وبالتالي لن يكون للمتطرفين وجود، ولا لمن يهاجم الإسلام الأموي "الذي يمثله المتطرفون"، ومن هنا يكون فضل كل طرف على أخيه إذ يعيش على وجوده، ولذلك فنحن لا نعجب حين يكتب شخص مثل سيد القمني (شكراً بن لادن) !!
8- كلاهما يحاول تعويض فشله في الحياة – بحكم ظروف شبابنا العربي ومشكلاته مع الأنظمة الشمولية – بالسلطة الدينية والفكرية، أو إن شئت فسمّه الإرهاب الديني والفكري.. احتقار الغير، اعتبارهم قطيع بهايم (الأصح لُغوياً هو التسهيل فتقول بهايم وليس بهائم، نايم وليس نائم) بلا فكر ولا عقل ولا استقلال فكري، وأما هو : فحكيم زمانه الذي لو أطاعه العرب لسادوا الدنيا ! فيقول السلفي (تمسكوا بالدين تفلحوا) ويقول الملحد/اللاديني (انبذوا الدين تفلحوا) !! ويعلم الله أن كلاهما خطأ. فالدين الحق يحث على العلم التجريبي والضرب في الأرض والنظر والتعقل لا كدين هذا السلفي المتطرف ولا كما يظن هذا الملحد المتطرف أيضاً.
9- كلاهما حين تتحاور معه سواء السلفي أو الملحد العربي فإنه يرد عليك في موضوع آخر ويتكلم في محور مختلف ويتركك حائراً كالأبله، كأنك تتحدث باللاتينية أو الهيروغليفية! وربما يفرغ بعض الشحنات السالبة مما يحفظه من الإتهامات النمطية المكرورة، وربما انتقض وضوء السلفي ، وطقّت عروق الملحد من شدة الحزق، وانتهي "الحوار" عند هذا !

ولا أدري.. فهذا النوع من التصرّفات ربما يكون أليَق وألصق بالسلفي، وأما الملحد فالمعتاد المألوف أنه يدّعي الشجاعة الفكرية ومخالفة القطيع، فلم اللف والدوران ويزيد عليه السب واللعن ؟
كثيراً ما تحاورتُ مع ملاحدة غربيين وعرب وطال الكلام بنا بين أخذ ورد.. فماذا لاحظت ؟
لاحظت أن الأصل في الملحد الغربي أن يستمع لكلامك استماع فهم وهضم لما تقول، ثم يرد عليك في هدوء.. وقد يخرج البعض على هذا الأصل ويكون ثمة استثناء، ولكنه قليل ما دمت تتحدث بأدب واحترام. وأما الملحد العربي فالأصل فيه ألا يستمع! فكل ما سوف تقوله فهو يعلمه! فلماذا تتعب نفسك ؟!
10- كلاهما لا يقبل البحث التاريخي لاسكتشاف الحقيقة، النسخة الحقيقية من الإسلام النبوي لا السلطاني، ومعرفة التأثير السياسي على تشكيل الوعي الديني جيلاً من بعد جيل.. فلو شرحت له كيف أن كل شئ في هذه الحياة مختوم بختم السياسة حتى الأحاديث النبوية نفسها التي لا تتوافق مع القرآن، وأن هناك – كما يقول المستشار عبد الجواد ياسين – قرأناها في كتب الحديث فلم نفهمها فلما قرأناها في كتب التاريخ فهمناها، وهناك أحاديث قبلناها فلما قرأناها فيكتب التاريخ لم نقبلها، كحديث عكرمة مولى ابن عباس (من بدل دينه فاقتلوه) هذا الحديث اليتيم المشئوم الذي نسخوا به عشرات آيات حرية العقيدة في الإسلام (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) وغيرها مما لا يحصى، وكيف أن الإستبداد السياسي أجبر الفقهاء على تضخيم فقه العبادات وتقزيم الفقه السياسي الإسلامي وتطويعه لصالح الحكام بما عرف بـ "الآداب السلطانية"، وأجبر المحدثين على عدم رواية أحاديث عن العدل والعقل والمساواة، واختراع ووضع أحاديث عن السمع والطاعة والإستخراف والإستحمار، وأن الأصل في دعوة الأنبياء من القِدم هي التحرير والعدل والمساواة، ولذلك أنت تقرأ في القرآن المعصوم من التحريف آيات تأمر بهذا (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي) ومئات الآيات التي تعلي من شأن العقل والتفكير والقراءة والتدبر، ونادراً ما تقرأ هذا في الأحاديث : لو قلت له هذا، فسوف يهاجمك ولن يقبل منك سواء كان ملحد/لا ديني أو سلفي لأنهما يعملان في نفس ورشة العمل.
كذلك لو دعوته لقراءة كتب تبين الأثر السياسي في محو المفاهيم النبوية السابق ذكرها : مثل كتاب "السلطة في الإسلام" للمستشار عبد الجواد ياسين، أو "السلطة وصناعة الوضع والتأويل" و "معالم الإسلام الأموي" للسيد كمال الحيدري، فسيقول لك دع عنك هذا ((لا تحاول تجميل القبيح)) ثم ينام ملء عينيه ويغُطّ في نومه بصوت مرتفع.

10- هل الدين هو سبب تأخر العرب والمسلمين ؟
مراراً وتكراراً قلت لمن يلوك هذه العبارة الممجوجة : فماذا تقول عن شعوب اليابان والصين وكوريا الجنوبية وماليزيا ؟ فأربعتهم متقدمون، واحدة منها مسلمة والبقية يعبدون الأوثان! فلا أسمع إلا لف ودوران وعودة إلى نفس العبارة الممجوجة دون إجابة على الواقع المسهود المحسوس الذي يكذّب الفلسفة الأفلاطونية العقيمة التي أسمعها وأقرؤها من وقت لآخر.. على أن كل علمائنا الذين نفخر بهم مثل أحمد زويل ومجدي يعقوب وفاروق الباز مؤمنون ليس فيهم ملحد عربي واحد.. كلهم فقط فلاسفة !! يا أخي افهم لو كنت مثقفاً تعي قوانين قيام وسقوط الحضارات : مشكلة العالم العربي مشكلة استبداد سياسي متجذر منذ قرون، وصراع حضاري - سياسي أيضاً - منذ الحروب الصليبية، وليست مشكلة دين يا فيلسوف (يا بو دين).. فلو تحررنا من الحكام العبيد ذوي المصالح الشخصية وأخذنا بالأسباب الطبيعية للتقدم (كما فعل مهاتير محمد ورجب طيب أردوغان في عقد واحد من الزمان) لتطورنا بغض النظر عن مسألة الدين، استغفر الله العظيم : نحّ هذه المسألة جانباً الآن ! وأما لو طرحنا الدين وأنكرنا الغيب جملة وصرنا ملحدين أكثر من دوكنز نفسه، ثم انبطحنا واستسلمنا للإستبداد السياسي وذوي الكروش التي تبلع المحيطات ولا تشبع : فلن نتقدم خطوة واحدة ولو صرنا نسخاً قبيحة باهتة ببغاويّة من دوكنز ورسل.. كم يفرز الإستبداد السياسي من مواهب ونقاد وفلاسفة !



#إسلام_بحيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف يكون الإسلام هو الحل ؟!
- جمعة رفع المصاحف.. بنو أمية يطلبون تحكيم شرع الله في ميدان ا ...


المزيد.....




- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إسلام بحيري - -سلفيون ملاحدة- موقف االسلفيين والملحدين/اللادينيين من نموذج جمال البنا وعدنان إبراهيم