أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إسلام بحيري - إذا كان الإسلام هو سبب التخلف فبماذا نفسر حضارة الإسلام بعلمائها وفلاسفتها ومفكريها ؟!













المزيد.....

إذا كان الإسلام هو سبب التخلف فبماذا نفسر حضارة الإسلام بعلمائها وفلاسفتها ومفكريها ؟!


إسلام بحيري

الحوار المتمدن-العدد: 4664 - 2014 / 12 / 17 - 08:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كيف ظهر التفكير العلمي بين المسلمين لأول مرة في التاريخ في وقت كان أهل أوروبا لا يعرفون الحمامات لقضاء الحاجة فضلاً عن التفكير العلمي! ما هو مصدر هذا التفكير العلمي.. أليس هو القرآن ؟ (قل انظروا..) (أفلا ينظرون..) آيات لا حصر لها تأمر بالنظر والبحث لدرجة أن هناك آية عجيبة وغريبة أن ترد في هذا التوقيت بهذا اللفظ : (قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق)!! [العنكبوت:20]
وهكذا أسّس القرآن للمنهج العلمي التجريبي الذي وضعه "جابر بن حيان"..

في نظر كل منصف : ليس الإسلام هو سبب تخلف المسلمين، وإنما سبب تخلفهم هو اتباعهم غير الإسلام ! واتباعهم نسخته السلطانية.. أي مفكر مرموق لابد أن يدرك هذه الحقيقة.. ولا أزال إلى الآن أذكر زفرات وشجون الأديب العراقي "عبد الرزاق الجبران" حول هذا الموضوع في كتابه الجميل الماتع (جمهورية النبي).
هناك نسختان من الإسلام بالفعل. نسخة نبوية نجدها في الفكر الصوفي لا سيما مدرسة الإمام المجدد السيد محمد ماضي أبو العزائم، ونسخة سلطانية هي المنتشرة الآن.. وهذا ليس تدليساً ولا (فهلوة) كما يظن بعض خصوم الإسلام، وإنما هذه هي الحقيقة التي أؤمن بها.. كان الإسلام قبل ظهور ابن تيمية عند أهل السنة، وظهور الدولة الصفوية عند الشيعة إسلاماً بسيطاً يحض على مكارم الأخلاق والإلتزام بالفضائل وإعلاء قيم التسامح والتعددية.. ثم مع ظهور فكر ابن تيمية وبداية التكفير: انفرط عِقد الوحدة، واختلط الحابل بالنابل ولم يعد المسلمون يفرقون بين الإسلام النبوي والإسلام الأموي، بين إسلام الإنسان وإسلام السلطان، واتسع الخرق على الراقع من كثرة الإنحرافات الفكرية يوماً بعد يوم.. حتى صار مسلم اليوم يستهدف العبادة دون المعاملة والأخلاق التي بعث الله النبي ص لأجلها.
لم يظهر عالم واحد - يفتخر به المسلمون – من مدرسة أحمد بن حنبل أو ابن تيمية أو ابن عبد الوهاب، لأن هذه المدرسة ليست هي الإسلام الذي جاء به النبي ص.. ولم يتقدم المسلمون في بداية عصرهم بهذا الفكر التيمي أو الوهابي وإنما بفكر أهل بيت النبوة الذي أرساه الإمام جعفر الصادق مجدد عصره وإمام زمانه.
كل العلماء والفلاسفة المسلمون كانوا من الشيعة كابن سينا والفارابي وجابر بن حيان الخ كل هؤلاء شيعة، وكان بعضهم من المعتزلة وعلى رأسهم أبو الوليد بن رشد.. كان مالكياً في الفروع ولكنه كان معتزلياً في الأصول..

ليس الإسلام هو سبب تخلف المسلمين.. فحال العرب قبل البعثة كان أسوأ مما صاروا إليه بعدها.. كانوا كائنات تشبه الإنسان الأول صاحب الكهوف، وقلة منهم من كان يقرض الشعر ويشارك في آداب عصره.. ولكن بعد الإسلام قامت حركة علمية كبيرة وشاملة في كل مناحي الحياة، حتى سمع العالم لأول مرة عن حضارة (إسلامية) مرتبطة بالدين !.. لم نسمع عن حضارة مسيحية أو عن حضارة يهودية، ولكن سمعنا كثيراً عن الحضارة الإسلامية..
العلماء المسلمون كجابر بن حيان والحسن بن الهيثم والخوارزمي وابن النفيس.. الخ كلهم كانوا يبدأون كتبهم بالحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، ولم يكن لديهم أي فصل بين العلم والدين لأن دينهم هو الذي أمرهم بالنظر والتجربة.
يقول د. زكي نجيب محمود في كتابه (جابر بن حيان) الصادر عن سلسلة أعلام العرب : أن بن حيان هو صاحب الفضل على البشرية في ابتكار المنهج التجريبي على أنقاض المنهج النظري الأرسطي..

والشئ المهم - الذي ربما كثير منا لا يعلمه - أن جابر بن حيّان كان تلميذاً مباشراً للإمام "جعفر الصادق" حفيد النبي ص وإمام عصره، جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب.. ولذلك فالتيار السلفي الأحمق لايرى في جابر بن حيان ما قاله د. زكي ولا يعلمون عنه شيئاً، وكل مبلغ علمهم فيه – ويا للسخرية - أنه ليس إلا مُلا من ملالي الشيعة!!
جابر بن حيان وضع الأصول العامة للكيمياء، وكان يجري عمليات جراحية متطورة جداً في هذا الوقت بينما كان الأوروبيون يصلبون المريض على جذع شجرة ويضربونه -ربما حتى الموت- ليستخرجوا منه الأرواح الشريرة!

(وهذا يذكرنا بقصة ساعة الخليفة هارون الرشيد التي أهداها لملك الفرنجة "شارلمان": أرسل الخليفة الرشيد إلى شارلمان ساعة ضخمة مصنوعة من النحاس الأصفر بارتفاع نحو أربعة أمتار، تتحرك بواسطة قوة مائية وعند تمام كل ساعة يسقط منها عدد من الكرات المعدنية يتبع بعضها البعض الآخر بحسب عدد الساعات فوق قاعدة نحاسية فتحدث رنينا جميلا في أنحاء القصر الامبراطوري.
كانت الساعة مصممة بحيث يفتح باب من الأبواب الاثني عشر المؤدية إلى داخل الساعة ويخرج منه فارس يدور حول الساعة ثم يعود إلى المكان الذي خرج منه وعندما تحين الساعة الثانية عشر يخرج اثنا عشر فارسا مرة واحدة يدورون دورة كاملة ثم يعودون من حيث أتوا وتغلق الأبواب خلفهم، أثارت الساعة دهشة الملك وحاشيته، واعتقد الرهبان أن في داخل الساعة شيطان يسكنها ويحركها، وجاؤوا إلى الساعة أثناء الليل، واحضروا معهم فؤوسا وحطموها ، إلا أنهم لم يجدوا بداخلها شيئا سوى آلاتها، وقد حزن الملك شارلمان حزنا بالغا واستدعى حشدا من العلماء والصناع المهرة لمحاولة إصلاح الساعة وإعادة تشغيلها، لكن المحاولة فشلت، فعرض عليه بعض مستشاريه أن يخاطب الخليفة هارون الرشيد ليبعث فريقا عربيا لإصلاحها فرفض شارلمان ذلك لتفادى الحرج).

وظلت فكرة الربط بين الشيطان والمرض والخطيئة تسيطر على الفكر المسيحي؛ حتى بداية القرن التاسع عشر، فتقول د. "زيجريد هونكة": "إن الدكتور "فيرشمان" الأستاذ بجامعة "لايبزج" كتب سنة 1824 عن مرض تسلط الشيطان، وطرق الشفاء القائلة بطرد الشيطان بالقوة والدعاء (كما يفعل سلفيو اليوم عندنا تماماً)، يقول: إن الطبيب الذي يجهل هذه الحقيقة ويجهل طرق طرد الأرواح الشريرة شر طردة، فإنما يجهل أهم وسيلة علاجية"!!
وبينما كانت الكنيسة تعتبر أن من يحاول اللجوء إلى الطب والعلاج كافر بالله، وكانت تحارب العلماء والأطباء، وتتهمهم بالسحر والشعوذة والهرطقة، كان المسلمون (وليس العرب) متقدمون جداً في علوم الطب بشكل مدهش..
تقول د. "زيجريد هونكة" تحت عنوان "مستشفيات مثالية وأطباء لم ير العالم لهم مثيلاً" في وصف الطب والعلاج في مستشفيات البلاد المسلمة منذ ألف عام : "إن الأوضاع كانت تشبه إلى حد بعيد ما نراه اليوم في قرننا العظيم العشرين، فقد كانت المستشفيات تبنى بكثرة في كل المدن العربية الكبيرة الواقعة ما بين جبال الهملايا، وجبال البيرينية، وكان في مدينة قرطبة وحدها خمسون مستشفى في أواسط القرن العاشر، وكانت المستشفيات تتمتع بموقع تتوافر فيه كل شروط الصحة والجمال، وتقدم خدماتها للفقراء والأغنياء بدون تمييز".

مراجع للتوسع :
- "سيرة النبي محمد" كارن أرمسترونج
- "حضارة العرب" جوستاف لوبون
- "شمس العرب تسطع على الغرب" المستشرقة الألمانية زيجريد هونكة
- "فضل الإسلام على الحضارة الغربية" المستشرق البريطاني مونتجمري وات، ترجمة "حسين أحمد أمين"
- "الحضارة الاسلامية في القرن الرابع الهجري" ادم متز
- "الإسلام والحضارة العربية" محمد كرد علي
- "خلاصة تاريخ العرب العام" لويس سيديو
- "حضارة الإسلام" جوستاف جرونيباوم
- "قالوا عن الإسلام" عماد الدين خليل
- "النور الخالد.. محمد صلى الله عليه وسلم مفخرة الإنسانية" محمد فتح الله كولن.

السؤال الآن : لو كان الإسلام هو سبب التخلف فكيف كانت الأمور على عكس ما هي عليه الآن ؟ كانت أوروبا متخلفة والمسلمون متقدمون ؟ هل كان إسلاماً آخر ؟!
جوابي : نعم إلى حد كبير.. فما هي إجابتك أنت ؟



#إسلام_بحيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين والإلحاد وجهاً لوجه [6]
- الدين والإلحاد وجهاً لوجه [5]
- الدين والإلحاد وجهاً لوجه [4]
- الدين و الإلحاد وجهاً لوجه [3]
- الدين والإلحاد وجهاً لوجه [2]
- الدين والإلحاد وجهاً لوجه [1]
- -سلفيون ملاحدة- موقف االسلفيين والملحدين/اللادينيين من نموذج ...
- كيف يكون الإسلام هو الحل ؟!
- جمعة رفع المصاحف.. بنو أمية يطلبون تحكيم شرع الله في ميدان ا ...


المزيد.....




- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إسلام بحيري - إذا كان الإسلام هو سبب التخلف فبماذا نفسر حضارة الإسلام بعلمائها وفلاسفتها ومفكريها ؟!