أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجدولين الرفاعي - شرطي خمس نجوم














المزيد.....

شرطي خمس نجوم


ماجدولين الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1309 - 2005 / 9 / 6 - 11:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما حصلت على رخصة القيادة قبل سنوات كنت أرجو من الله في كل مرة أقود فيها سيارتي أن يشير لي الشرطي للتوقف. لاشيء إلا لكي افتخر باني املك رخصة قيادة. ولكنني وبعد تجديد الرخصة لمرتين متتالين لم يشر لي الشرطي مرة واحدة لا لأنني نظامية بل لأني امرأة قد لا أدفع رشوة لو أشار لي الشرطي للتوقف! وقد أكون بالصدفة ابنة مسئول ويتسبب له توقيفي بمسائلة قانونية!
ولعل أجمل تعليق سمعته عن شرطي المرور، حين طلب الشرطي من سائق المركبة رشوة كي لا يخالفه، وحدد المبلغ بورقة نقدية من قيمة الخمسين ليرة سورية، فبادر السائق للقول أن ليس لديه سوى مئة ليرة وعلى الشرطي أن يعيد نصفها لكن الشرطي طلب منه أن يقوم بمخالفة أخرى بقيمة الخمسين ليرة لكي لا يعيدها إلى صاحبها!
تعتبر تلك الحكاية طرفة وقد يشك البعض بأنها من باب الدعابة ومن الصعب حصولها. ولكنها وللأسف تحصل وقد تحصل كثيرا. شرطي المرور الرجل الكادح الذي يمضي نهاره متوسطا الشوارع تحت وطأة حرارة الشمس الملتهبة صيفا وانهمار الأمطار والبرد الشديد شتاء يحمل عصاه وفي فمه صفارة! هذا الرجل الذي علمه السلك الذي انتسب إليه الرشوة وبات شرطي المرور من فئة المجتمع الغنية! فما أن يقول لك احدهم انه شرطي مرور حتى تهز راسك بطريقة تعبر عن دهشتك من غناه.
شرطي المرور لاينكر احد مدى تعبه والجهد الذي يبذله لتنظيم حركة المرور لولا.. انتمائه لجماعة مرتشي البلد الذين لاتهمهم المصلحة العامة بقدر ما يهمهم مصالحهم الشخصية والتي حرضتهم على القيام بها أساليب معاشهم ورواتبهم المتدنية التي لا تتناسب مطلقا مع مجهوداتهم وطبيعة عملهم الشاقة! وربما النظام المتبع في عملهم! إذ على كل دورية كتابة عدد من المخالفات في الشهر وتسجيلها كبطولة لهم! مما يدع للشرطي مجالا لطلب ما يريد: ادفع فلا تكتب المخالفة! ومن يحاول التمنع وعدم الدفع محاولا استخدام القوانين فان اسمه يدرج في دفتر المخلفات التي سيثاب عليها الشرطي الأمين والغيور على مصلحة بلده!
وأرجو ألا يستهجن أحدكم حين يعلم أن مكان وقوف الشرطي يحدد قيمة الرشوة التي عليه تقاضيها! فمثلا شرطي المرور في مدينة نائية لا يأخذ أكثر من خمسين ليرة! بينما في المدن الكبيرة فقد تتجاوز رشوته الخمسمائة ليرة! وكذلك في المطارات والفنادق الراقية! وأما في المناطق السياحية فتلك لها أسعارها السياحية الخاصة! وقد حصلت تجربة من هذا النوع مع احد المقربين مني. فقد صفر له الشرطي لأجل ضوء مكسور في واجهة السيارة وحاول مخالفته. لكن قريبي أقسم أن الضوء كسر منذ دقائق فقط! ابتسم الشرطي ابتسامة ذات معنى! اختفت تلك الابتسامة تماما حين رأى الخمسين ليرة في يد قريبي قائلا له: اذهب وستجد المخالفة في مدينتك! وعلى كل حال أنا هنا حتى الحادية عشرة ليلا!
فهم قريبي أن المبلغ تافه. فعاد ليلا مع مبلغ يتناسب مع شرطي يقف قرب منتجع الشاطئ الأزرق!
قد لا يلام الشرطي وحده وإنما المواطن الذي يستسهل الأمور ويجد أن الدفع أسهل الطرق للهروب من النظام والقانون! إضافة إلى ميوعة قانون السير الذي لو كان صارما لالتزم الجميع به. وإلا.. فما الذي يجعل أبناء الدول الغربية ملتزمين بقوانينها؟ ترى هل يولدون منظمين؟



#ماجدولين_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيدة الجنوب تلوح للقادمين
- بسيطة ...ارجع بكرة
- ضرورة التحرر الاقتصادي للمرأة
- في سوريا، سياحة.. سياحة.. ولكن!
- رحلة باتجاه الوعد
- إشكاليات تعادل الشهادات في سوريا
- رسالة مفتوحة للدكتور عمرو موسى....
- حذاء زوجي ولا جنة اهلي
- قبلات على الجانب الآخر
- ديمقراطية الدبابة وقطع الرؤوس
- البطالة .. آفة تنخر جسد المجتمع
- لا تلوموني.. فأنا عاشقة
- لحظة ضعف..
- المرأة والتحرر .. إستدراك
- ليس دفاعا عن المرأة .. مع هدى أبلان يداً بيدْ
- ديمقراطية الاغتصاب
- نجوتُ وحدي .. لأحدِّثِك/رقم 2
- الزواج الثاني للمرأة
- نجوتُ وحدي .. لأحدِّثِك
- آخر ورقة في التقويم


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجدولين الرفاعي - شرطي خمس نجوم