أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجدولين الرفاعي - قبلات على الجانب الآخر














المزيد.....

قبلات على الجانب الآخر


ماجدولين الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1255 - 2005 / 7 / 14 - 12:16
المحور: الادب والفن
    


كانت ضاحكة ومن فورها اقتربت من زوجي ضمته واغتصبت قبلة من فمه.

ميدل ايست اونلاين
بقلم: ماجدولين الرفاعي

الغيرة من أصعب الأحاسيس التي يمكنها أن تنتاب امرأة.

فقد تعودت على التواجد معه في محله ومتابعة جميع الداخلين والخارجين لشراء مواد التجميل من محل زوجي في محاولة للتواصل الدائم معه ..

واشعر أحيانا بالقلق حين أراه يتابع النساء الأمريكيات الجميلات بعيونه النهمة التي أحسها ستلتهم ما ظهر من أجسادهن التي لم يتعبن أنفسهن لستر ماظهر منها من المفاتن الجميلة التي تبدو الحياة في أمريكا وخصوصا في فلوريدا متحررة وسهلة جدا يمارس المواطنون حياتهم كما يحلو لهم.

كنت مضطرة للاعتناء بمظهري بشكل يومي للالتقاء بزوجي في مكان عمله في الساعة السابعة مساء من كل يوم وهذا الاعتناء أتعبني كثيرا لا ن أي إهمال بالشكل قد يجعل زوجي قلقا ويتساءل عما حل بي ويتعجب من اصفرار لون وجهي.

وكثير ما كنت اخفي عنه همومي ومشاكلي وحتى أعراض المرض بطلاء وجهي بالماكياج أريده أن يراني بابها حلة وأجمل صورة لكي لا تتفوق علي الأمريكيات ذوات القوام الجميل ..

لم يكن زوجي يتوانى عن التغزل بي ومدح جمالي وأناقتي ويعرب عن حبه الكبير لي وخاصة حين يلاحظ اهتمامي وتقيدي بالمواعيد.

لكن القلق والشك تسللا الى قلبي منذ اللحظة الأولى التي دخلت بها جيسكا محل زوجي لباس فاضح جدا ولها جسد مثير بصدر ضخم ينام على المنضدة كلما اقتربت منه لتجريب قطع من الماكياج كنت أنظر بحياد وحكمة الى حركة عينيهما في ذروة وفاق حلقا فيهما وهما يلتهمان لذة النظرات الحارقة , أنكسر في سري وأهتف في داخلي لماذا يتعرى الإنسان كالمرايا حين تنهش جسده الرغبة دون خجل ولا يردعه الحياء؟

تبتسم له بخبث وتسخر من زمن لا يشبه بقية الأزمنة. زمن يختلط في الطهر بالعهر والضوء بالعتمة والنبيذ بصدأ الأقداح.

كل شيء قربه يحلق معه راقصا ويملأ سقف المكان ينتبه احيانا لوجود فيعدل من حمق اندفاعه.. أصطلي في داخلي لكني أتمالك نفسي متجرعة سعير اللهب النازف من الحلق يمر الوقت عنيفا في بطء الحركة وثقلها وعيناي تفترشان كل مساحات وجهيهما والاطراف والفضاء .. أراه يتبادل معها النظرات ثم يتيهان في لجج العيون يهبطان الى الشفاه ويختبئان في طلاسم الرعشة.

قشعريرة غيرة ورعشة لم تفارقني وأنا أخفي دموعي بين جدران الحجرة التي رصعت ستارتها الوحيدة بأزرار أرجوانية واهتفت من القلب "تبا لك أيتها الحمقاء" الغيرة تتخلل مساماتي.. أبحث عن فنار ينتشلني من هذه العتمة التي أتوه في طلاسمها..

كان زوجي ينسى وجودي وأني أشاهده فيعريها بنظراته الشبقة ويتابع دقائق جسدها.

في البداية لم اعلق على وجودها لكي لا يتهمني بالشك به أنا التي اعتدت على منحه ثقتي المطلقة كنت غارقة في ضباب الأحداق .أحاول كسر الحروف عساها تصيب شغاف قلبي لأفهم كيف ستكون النهاية ومن أجل من؟

جسدي التائه يحتمي بقناع الزيف .. العرق يتصبب من جسدي، ربما يسامرني أو يمحو أسمي من لائحة التضاريس والاحداث؟

ظلت عيناي تلاحقان ذلك المشهد العجيب والنار تستعر في داخلي يصحبها لحن جنائزي يندلق من فج عميق ..

ولكنني حين كررت جيسكا زياراتها دون سبب مقنع غضبت بشدة وحذرت زوجي منها ومن الاقتراب منها والا فإنني سأطالب بالطلاق حتما.

وعدني بلطف انه سيحاول طردها من حياته رويدا رويدا من اجل مصلحة المحل لكي لا تكتشف انه يطردها.

لكن الأمور تدهورت تماما مما جعلني اطلب الطلاق بإلحاح فقد وصلت جيسكا الى المحل بينما أتابع أحاديثي مع زوجي عن دراسة الأولاد وأقساط المدرسة.

كانت ضاحكة ومن فورها اقتربت من زوجي ضمته واغتصبت قبلة من فمه.

المفاجأة جعلت زوجي يطفيء الويب كام عن جهازه وبسرعة خارقة لتختفي الصورة عن كومبيوتري تماما ليترك لخيالي العنان في التفكير بما يحصل في تلك اللحظة بينه وبين جيسكا والتي كانت السبب المباشر في عودة زوجي من أمريكا والإقامة بيننا بشكل دائم والاستغناء عن أحاديث الانترنت والمسنجر.



#ماجدولين_الرفاعي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديمقراطية الدبابة وقطع الرؤوس
- البطالة .. آفة تنخر جسد المجتمع
- لا تلوموني.. فأنا عاشقة
- لحظة ضعف..
- المرأة والتحرر .. إستدراك
- ليس دفاعا عن المرأة .. مع هدى أبلان يداً بيدْ
- ديمقراطية الاغتصاب
- نجوتُ وحدي .. لأحدِّثِك/رقم 2
- الزواج الثاني للمرأة
- نجوتُ وحدي .. لأحدِّثِك
- آخر ورقة في التقويم
- قلادة الدهشة
- تأهيل المراة المطلقة
- جئتكَ بالحب
- صدر كاريكاتوري
- نهاية الخدمة
- أسماء النساء بألوان السيارات
- حينما كنتُ أسكبُ فناجين القهوة..
- مطالبة المراة بالمساواة بين التطرف والاعتدال
- هل يغار الرجل من تفوق زوجته؟


المزيد.....




- نساء غانا المنفيات إلى -مخيمات الساحرات-
- شاب من الأنبار يصارع التحديات لإحياء الثقافة والكتاب
- -الشامي- يرد على نوال الزغبي بعد تعليقها على أغانيه
- وثائقي -المنكوبون- التأملي.. سؤال الهروب من المكسيك أم عودة ...
- فيلم -صوت هند رجب-.. حكاية طفلة فلسطينية من غزة يعرض في صالا ...
- الأطفال في غزة يجدون السكينة في دروس الموسيقى
- قرع جدران الخزّان في غزة.. قصيدة حب تقاوم الإبادة الجماعية ا ...
- رعب بلا موسيقى ولا مطاردات.. فيلم -بطش الطبيعة- يبتكر لغة خو ...
- -صوت هند رجب-: فيلم عن جريمة هزت ضمير العالم
- وزارة الثقافة تنظم فعالية


المزيد.....

- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجدولين الرفاعي - قبلات على الجانب الآخر