أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجدولين الرفاعي - قلادة الدهشة














المزيد.....

قلادة الدهشة


ماجدولين الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1192 - 2005 / 5 / 9 - 11:46
المحور: الادب والفن
    


كنت أتابع هبوط الطائرة صوب مدرجها قرب البحر. ويكاد يخيل لمن يتابعها أنها سوف تسقط في الماء.

للوصول رعشة مميزة! فعندما لامست عجلات الطائرة أرض المدرج ارتعش جسدي بشدة! لابد أنَّ الوصول إلى مكان كنت ُأحلم بالذهاب إليه هو السبب في هذا الشعور اللذيذ.

كان بانتظاري أقارب وأصدقاء. وقد أبدى الجميع استعدادهم لتوصيلي إلى مكان إقامتي في هذا البلد.

أتأمل الشوارع والمباني، أثناء سير السيارة التي تقلني، وكل شيء في هذه المدينة يدلُّ على حضارتها.

ينبغي أن أبدأ جولاتي في المدينة لكي أرى معالمها.

تحسست حقيبتي لأتأكد من وجود الكاميرا.

كل شيء مبهج في هذه المدينة، سكانها منطلقون، وجوههم سعيدة وقد شرح لي صديق كيف أتجول. وقدم لي خريطة للمدينة محدداً أماكن محطات المترو وأسمائها.

الوقت بالنسبة لي هنا ثمينٌ جدا! وعلىَّ ملاحقته بالتجول والتعرف إلى معالم المدينة. لهذا صحوت مبكراً وخرجت ومعي الخريطة إلى أقرب محطة مترو.

اشعر بغربة حقيقية، إذا لم أتمكن من السؤال عن أي أمر في بلد لا أتقن لغته! وفي المترو جلست على أول مقعد صادفني في فترة الذروة الصباحية. هذه التي ينطلق فيها الجميع إلى أعمالهم..

من بين الركاب.. طالعتني عيناه....

كان يحدِّق بي بطريقة لافتة للنظر! يبدو أنه عربي! لكن هل عرف أنني عربية؟! أم أنني أشبه سيدةً يعرفها؟!

انشغلت عنه بقراءة أسماء المحطات في لوحة مثبتة إلى جانبي. وكنت ألقي نظرة سريعة إلى مكانه كلما توقف المترو في محطة لعله يغادر! لكن عينيَّ كانتا تلتقيان بعينيه مباشرة.

هاهي المحطة التي أريد.. توقف المترو، وبسرعة تسلقت الدرج الصاعد إلى الخارج، لكنه استوقفني بلهجة عراقية:

ـ هل أنت عروبية مدام مجد؟

التفت إليه بنظرة حيرى وأعجبت بفراسته وقدرته على معرفتي.. كيف في بلد كبير وفي هذا الزحام يعرفني؟

وقبل أن أجيب تابع كلامه: أنا الدكتور عبد الرحمن عراقي ولكني أحمل الجنسية الإنكليزية. ثم مد إليَّ بطاقة كتب عليها اسمه وأرقام هواتفه قائلا: إنْ احتجتِ إلى شيء، مدام مجد، أو أي خدمة، لا تترددي بالاتصال. وأسرع مغادرا المحطة والمكان.

كدتُ أصرخ به ليتوقف! ربما لشعوري بالألفة تجاه عربي في بلاد غريبة! وقد تكون حاجتي لدليل يرافقني في التجول في مدينة غريبة! لكن خجلي وحيائي منعاني من الصراخ.

من هو؟! وكيف عرفني من بين الجميع؟! لقد لفظ اسمي بوضوح يدل على معرفة أكيدة!

ألححت على ذاكرتي لعلها تسعفني بتذكره أو باستحضار بعض التفاصيل عن الأماكن التي من المحتمل أن نكون قد التقينا بها. لكن دون جدوى!

لم تغب صورته من ذهني على مدى يومين.

أخيراً قررت أن أبادر بحثاً عن جواب لسؤالي الذي أقلقني. اتصلت به وحددنا موعداً لنلتقي.

تمر الدقائق بطيئة في انتظار وصوله! وأخيراً يطلُّ بابتسامته الطيبة، ويجلس في الكرسي المقابل، ممعنا النظر إلى صدري، وابتسامة تعلو شفتيه!

- مدام مجد أريد أن أسالك سؤالا قبل أن يأخذنا الحديث؟

- هل قلادتك مشغولة في بلدك؟

بحكم الاعتياد لم أكن أطالع قلادتي.. ولكنه حين سألني نظرت إليها!

أطرقتُ إلى المنضدة التي أمامي وقد انتابتني ضحكة هستيرية لم أتمكن من كبحها، رغم دهشته الكبيرة ونظرات الناس من حولنا!

قلادتي كانت.. اسمي مكتوباً بالحرف العربي!
http://www.nesasy.com/corners/majdolin/2005/05/majdolin-080500501.html



#ماجدولين_الرفاعي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأهيل المراة المطلقة
- جئتكَ بالحب
- صدر كاريكاتوري
- نهاية الخدمة
- أسماء النساء بألوان السيارات
- حينما كنتُ أسكبُ فناجين القهوة..
- مطالبة المراة بالمساواة بين التطرف والاعتدال
- هل يغار الرجل من تفوق زوجته؟
- البايوجيومترى هل هو طب حديث؟؟؟؟؟؟
- الحرية النفسية..
- الحرية النفسية للمراة
- أولادنا ومفاهيم خاطئة
- ام البنات
- قانون لحماية حقوق المراة في حال الطلاق


المزيد.....




- قرنان من نهب الآثار التونسية على يد دبلوماسيين برتبة لصوص
- صراع الحب والمال يحسمه الصمت في فيلم -الماديون-
- كيف يبدو واقع السينما ومنصات البث في روسيا تحت سيف العقوبات؟ ...
- الممثل عادل درويش ضيف حكايتي مع السويد
- صاحب موسيقى فيلم -مهمة مستحيلة- لالو شيفرين : جسد يغيب وإبدا ...
- دينيس فيلنوف يُخرج فيلم -جيمس بوند- القادم
- افتتاح معرض -قفطان الأمس، نظرة اليوم- في -ليلة المتاحف- بالر ...
- -نملة تحفر في الصخر-ـ مسرحية تعيد ملف المفقودين اللبنانيين إ ...
- ذاكرة الألم والإبداع في أدب -أفريقيا المدهشة- بعين كتّابها
- “361” فيلم وثائقي من طلاب إعلام المنوفية يغير نظرتنا للحياة ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجدولين الرفاعي - قلادة الدهشة